أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جيني كتولا - أنحتوا لها تمثالاً














المزيد.....

أنحتوا لها تمثالاً


جيني كتولا

الحوار المتمدن-العدد: 2583 - 2009 / 3 / 12 - 10:48
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بينما أنا راقدة في مستشفى من مستشفيات دولة من دول أوربا لغرض إجراء عملية جراحية في الدماغ. آبان فترة رقودي الأولى والتي أمدها ثلاثة أشهر،وقبل إجراءها كان الطاقم الطبي لذلك البلد الأوروبي، يؤدي عمله بأجراء الفحوصات السريرية لحالتي المرضية. رقدت بجانبي إمرأة أخرى عرفتها بأنها عراقية مسيحية وهي تقول:
- يارب يا يسوع شافيني.
بعد أن رحبت بها بصوت أتعبته مسافات السفر والهجرة والهروب والتهجير والتشرد، من الوطن. قلت لها:
- مرحبا بك يا أختي العراقية. الرب سيشفيك. ثقي به وليكن إيمانك قويا لأنه ليس لنا غيره.
أجابتني والعبرات تتكسر في صدرها ليخرج صوتها مبحوحا تسبقه تفاعلات البكاء:
- شكرا للرب. هل أنت عراقية؟
أجبتها إجابة إمرأة زائرة وكأنني غير راقدة في مستشفى للجملة العصبية تنتظر عملية جراحية فوق الكبرى في الدماغ:
- نعم أنا عراقية وأشكر الرب لأنني مسيحية. ومهما كان مرضك يا إمراة لا تخافي بل دعي ثقتك بالرب قوية لأن العامل النفسي له تأثيره العضوي على الجسد.
- ثقي قد زالت كل مخاوفي وأنا ألتقي امرأة من بلدي. حزني هو على إثنين، أولهما أولادي وثانيهما وطني. كلاهما فارقت مرغمة نتيجة إصابتي بشظية في عمودي الفقري بعد تفجير كنيستنا، التي أوصلتني إلى هنا، وكأنني مهجرة قسريا عن وطني.
- ياعزيزتي لا تحزني أبدا لأنك الآن بين أيدي أمينة تحترم الإنسان وحالته وكم بالحري المريض منه. إن الأطباء والممرضات وكل العاملين في المجال الصحي في هذا البلد الأوروبي يقومون بواجباتهم على أكمل وجه. دعينا أنا وأنت نطلب في صلاتنا من الرب يسوع المسيح "له كل المجد" أن يبارك هذا البلد الذي أرسل أبناءه في (الصليب الاحمر الـ......) إلى بلدنا بعد أن سقط مذبوحا بسيف الإحتلال، متطوعين لتقديم الرعاية الصحية الميدانية لأبناء شعبنا وها أنا وأنت والعديدين والعديدات مثلنا وكأنها قافلة تسير على جسر مربوط بين الوطن وهذا البلد الأوروبي المبارك.
كانت قوافل وصول العراقيين المرضى والمصابين وجبة بعد وجبة ومن بينهم النساء والأطفال وكنت أسمع قصصا عجيبة ومؤلمة من القادمات،بحيث نسيت مرضي بل ونسيت حتى خوفي من الموت المحتمل من جراء العملية.لكني لم أنس إثنان،الوطن وأولادي.هو ألم كل أم عراقية في زمن الغياب.غياب العدل والمحبة.صرت أتنقل قبل إجراء العملية الجراحية لي،من ردهة وإلى ردهة أبحث فيها وعلى أسرتها عن وجوه النساء العراقيات،ولما تعبت وصار المرض يثنيني عن التنقل طلبت مساعدة الراهبة الأخت (تيريزا)،تيريزا هي مرنمة في كنيسة من كنائس ذلك البلد وواجبها هو زيارة المرضى الراقدين في مستشفيات تلك المدينة الأوربية،تصلي معهم ومن أجل شفائهم.قلت لها:
- يا أخت تيريزا هل لي في خدمة منك؟
أجابت أجابة خادمة مخلصة للرب:
- فقط قولي ما تريدين؟
- أن تأخذينني إلى مكانين؟
- وما هما؟
- الكنيسة التي ترنمين فيها،والمرضى العراقيات الراقدات في مجمع المستشفيات هذا.
وكان لي ما أردته من أخت لم تلدها لي أمي.تلك العزيزة التي لازلت لحد الآن أتصل بها. لها الفضل في الخدمة التي قدمتها لي وقتها بحيث صرت أزور كل الراقدات في المستشفى ،وكلهن كنّ متألمات لما وصل بهنّ الحال. وبعد كل زيارة كانت تأخذني وهي تدفع بي على الكرسي المتنقل لأدخل الكنيسة لأصلي واستمع الى صوتها الملائكي وهي ترنم. وتم تحديد يوم إجراء العملية...عملية تغيير الإنسان لتتغير قوانينه لكي يُنصف المرأة التي تعاني أكثر منه في مسألة الوطن والعائلة وبالأخص الأولاد،فلذات أكبادنا.المرأة العراقية التي عانت الأمرين في كل أزمنة الوطن المتعاقبة.اذا حان الوقت لكي تعمل الحكومة الحالية لها تمثالاً لأنها تستحق أن تُحترم وأن تراعى حقوقها المهضومة.الأم التي تعمل 24 ساعة في اليوم.نعم لتتقدم حكومتنا الجديدة وتوصي في يوم المرأة العالمي على أن يُنحت للمرأة العراقية تمثالاً وعلى الشكل التالي:
إمرأة في العقد الثالث من عمرها(دليل على القوة والمحبة وربيع العمر)، واقفة وهي تحمل بين يديها طفل(يعني الولادة وإستمرار الحياة) على شكل خارطة (ترمز الخارطة إلى المهد) العراق.
لأن لو كان العراق أب للرجال،فهو لها إبنٌ!وأي إبنٍ أعز من الوطن؟إبن هو جزءٌ من قلبها بل هو كبدها.

جيني كتولا





#جيني_كتولا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جيني كتولا - أنحتوا لها تمثالاً