انتصرنا.. انتصرنا

محمود الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2585 - 2009 / 3 / 14 - 03:35
المحور: كتابات ساخرة
    

نعم يا سيداتي وسادتي لقد انتصرنا على اسرائيل كما نحن دائما منتصرون على من نحاربهم !! ففي سنة 1948 حاربنا اسرائيل و بعد تلك الحرب قامت دولة اسرائيل بشكل فعلي واعترف العالم بها ونحن نقص قصص البطولات وما فعلناه بهم وكيف دمرناهم وكيف ..عدنا منتصرين !!

وحاربناهم عام 1967 واحتلت اسرائيل صحراء سيناء ومرتفعات الجولان والضفة الغربية ودمرت الجيوش العربية وقتلت الألاف منا في 6 أيام وخرج علينا السياسيون ومنهم وزير خارجية سوريا انذاك ليقول ..اننا منتصرون!!

وتحاربنا عام 1973 قتلنا منهم أعدادا ولكنهم قتلوا منا اضعاف ما قتلنا , عبر المصريون القناة وسقط خط بارليف ولكنهم تسللوا عبر ثغرة الدفرسوار وحاصروا الجيش الثالث المصري وعاد كل شيْ على الأرض كما كان .. واننا منتصرون !!

عام 1980 حاربنا ايران لمدة ثمانية أعوام وخسرنا مئات الالاف من شبابنا وتدمر اقتصادنا وترملت الاف النساء وبات مئات الالاف من أطفالنا يتامى ولم نكف يوما عن ترديد يامحلا النصر بعون الله.. واننا منتصرون!

أما ماتسمى عاصفة الصحراء عام 1991 فقد كانت كارثة بكل شيء تدمّر البلد والجيش, ورجعنا 50 سنة الى الوراء ولم تخسر امريكا شيئا يذكر ونحن نصيح.. اننا منتصرون !وكذلك عام 1998 و2003 سقط البلد بالكامل ولم نكن ندري من أين كانت تأتي الصواريخ ونحن ..منتصرون !

عام 2006 معركة لبنان ضد اسرائيل خسرنا اكثر من ألف شهيد والتدمير الذي لحق بلبنان واقتصادها وخسرت اسرائيل عدة جنود فقط وانسحبت من أراضي لنا .. ونحن منتصرون !!

وهاهي غزة وخسائرنا فيها 410 قتلى من الأطفال وجرح 1855 طفل ولم يقتل أو يجرح من اسرائيل أي طفل ..ونحن منتصرون ! قتلت 104 من نساءنا وجرحت 795 ولم يقتل أو يجرح من نساء عدونا أحد.. ونحن منتصرون !! مجموع قتلانا في 22يوم قتال, 1315 , لحماس منهم 48 فقط , وجرحانا 5500 , أما قتلى وجرحى اسرائيل فيعدّون بالأصابع .. ونحن منتصرون ! تدمّر بشكل كلي 5000 منزل , وتدمّر بشكل شبه كلي 20000 منزل وتشرد سكانها .. ونحن منتصرون ! وتدمّرت 16 وزارة و20 مسجدا والخسائر الأقتصادية تقدّر بملياري دولار .... ونحن منتصرون !

الرئيس الفلسطيني يقول " انها كارثة , ونأمل أن تصل المساعدات لغزة فورا وأن تصمد التهدئة " وفي اسرائيل يحتفلون ويتلقون التهاني من دول العالم ..... ونحن مازلنا منتصرين وقد نخوض معارك أخرى في المستقبل .. ولكننا مقدما منتصرين !!!

#محمود_الشمري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل