أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد مهدي الحمداني - مصيرنا سيكون أسوء مصير يا ولدي إذا لم ...؟؟؟















المزيد.....

مصيرنا سيكون أسوء مصير يا ولدي إذا لم ...؟؟؟


محمد مهدي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2585 - 2009 / 3 / 14 - 06:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سألني فأجبته مشيرا إلى الممارسات السيئة والإجرامية للنظام البائد الكثيرة والمؤلمة بحق الشعب العراقي الذي لم يرى من هذا النظام سوى الحرمان والقتل والتهجير والفقر والسجن وتحدثت معه عن الأمل الذي ابتسم لنا بعد سنوات الحرمان ، وبداية السرور والابتهاج بانتهاء حزب الظلم والإقصاء بولادة عراق جديد يعمه الأمن والأمان ، نعم يا ولدي تخلصنا من الحاكم الذي ظلمنا وسلب حقوقنا دون رحمة ولا شفقة ، نعم لنفرح يا ولدي فقد حلت لحظات الانتعاش والأحلام التي سيولد من خلالها العراق الجديد والحياة السعيدة الهنيئة المليئة بالتفاؤل والخيرات ، نعم هو اليوم الذي انتظرناه بعد سنوات عجاف و صبرا طويل مليء بالأحزان .
وبعد مرور أكثر من أربعة سنوات وجه ولدي السؤال قائلا شعبنا اليوم ينخره الخوف والقتل والتخريب فها هو بين تهجير الكفاءات وتفجير السيارات والعبوات الناسفة تسيره الميليشيات ، وأخذ المواطن يسكن في الطرقات وفي الساحات باعة من متجولين ليوفروا لقمة العيش , والمتسكعون في الشوارع أغلبهم من الأطفال الذين فقدوا من يعيلهم في حروب النظام الخاسرة و بعد صراعات أحزاب متناحرة بغية الفوز بكراسي السلطة ، نعم يا أبتي فهم يفترشوا اليوم الشوارع ومن تحتهم براكين من الثروات ،فأين الجديد يا أبتي في عراقنا الجديد ؟
وهنا اعتلاني الحياء والخجل من ولدي متهربا من الإجابة ، ولكن لابد لي من ان أجيب لأنه كان يلح على الإجابة ...
كنا ننتظر سقوط الجلاد ولكن تبين لنا يا ولدي إن المشكلة ليس في سقوط الجلاد بل في من يحكم بعد الجلاد ، أخذت بعض الأحزاب قيادة السفينة العراقية التي أصبحت بديلاً لحزب البعث الكافر, للإبحار بالسفينة إلى نظام جديد يحترم فيه الشعب العراقي وتصان فيه كرامته ، لذلك أستبشرنا خيرا ورحنا نوعد أنفسنا بمستقبل مشرق كنا نحلم به.. عراق جديد وجميل وأفضل ، عراق الحلم والتسامح ، عراق القانون ، عراق الديمقراطية والحرية واحترام الرأي الآخر ، عراق العدل والمساواة ...
ولكن للأسف يا ولدي إن أحلامنا وأمانينا ذهبت عبر أدراج الرياح وتبددت في الهواء وتردى مستوى الخدمات على كافة الأصعدة . ولعل أبرزها استشراء ظاهرة الفساد الإداري ونهب خيرات الدولة واختفاء السلطة التنفيذية العادلة وما يتبعها من زيادة ارتفاع لمعدل الإرهاب والعنف والاقتتال وشراء الذمم بالأموال والتردي الكبير في العملية السياسية وكذلك انتشار ظاهرة الميليشيات المدعومة من بلد الجوار ، والتي همها العبث بالبلاد وتصفية الحسابات الإقليمية والدولية والمذهبية حيث القتل والتعذيب والاعتقالات على الهوية ، كل هذه الأمور يا ولدي أدخلت العراق وشعبه في مآزق خطير يهدد مصيره ومستقبله .
نعم يا ولدي لم يأتي على حياة العراقيين منذ الإطاحة بالطاغية صدام إلى هذه اللحظة غير الشعارات والوعود الواهية أي نوع من التحسن سواء على مستوى الكهرباء إلى البطاقة التموينية التي تعاني التذبذب في الكميات والنوعيات من السيئ إلى الاسوء , وفقدان الخدمات العامة الإنسانية والاجتماعية والاسوء من كل ذلك الوضع السياسي المتدهور ، والقتل الجماعي للناس الأبرياء الذين ليس لهم في السياسة لا ناقة ولا جمل . ولم يشعر الإنسان العراقي بعده والى اليوم بالأمان والاستقرار والراحة نتيجة تلك الأسباب المذكورة ، رغم مرور كل هذه الأيام بعد سقوط النظام البعثي وعراقنا يسير من سيئ إلى أسوء ، والكل منا كعراقيين يدرك حجم المعاناة والمصائب التي طالت شعبنا ، السبب الذي اضطر عشرات الألوف من العوائل العراقية الهجرة والعيش في بلدان الغربة خوفاً على حياتهم بعد أن فقدوا الأمن والخدمات من ماء وغذاء ودواء وكهرباء ووقود داخل العراق بلد الثروات والكفاءات .
وهنا كرر ولدي السؤال مستفها عن وجود القوات الأمريكية التي تدعي أنها محررة وإنها دخلت العراق لأجل إشاعة الحرية والاستقرار والقضاء على الظلم والاضطهاد الذي طال أبناء العراق نتيجة تسلط حكومة البعث الظالم ؟؟؟؟

فأجبته قائلا ان القوات الأمريكية لم تدخل العراق لأجل التحرير أو القضاء على الفساد او إشاعة الحرية والمساواة ، القوات الأمريكية اقل ما قدمته للعراق وشعب العراق هو أنهاك الاقتصاد المنهار أصلاً في ظل السرقة والفساد الإداري والمالي الذي أنتشر في مؤسسات الدولة من خلال القرارات الخطأ التي مررتها من خلال السلطة التي منحتها لابنها ( بول بريمر) أول حاكم حكم العراق بعد سقوط الحكم البعثي فالقوات الأمريكية لم تسعى لمحاربة الإرهابيين وحتى الميليشيات الحاقدة ، والسيطرة على الأمن داخل العراق ، بسبب أجنداتها وأهدافها الخاصة التي تدعوها لدعم تلك الجهات بالأموال من خلال جهات مجندة من قبلهم ، متعمدة لترك العراق أرضاً وشعباً لهولاء المجرمين من القتلة واللصوص لتدمير وتخريب كافة ممتلكات الدولة ، ومن جهة أخرى سخرت الإدارة الأمريكية القنوات الفضائية العميلة المأجورة لصالحها لتجمل صورتها لمنحها صورة المحرر العادل الخبير الذي ينبغي عليه ان يبقى في العراق لأجل خدمة العراق !!!
وما هو الحل يا أبي ؟؟؟
بني علينا أولا التوحد واتخاذ قرار إخراج المحتل من أرضنا والعمل الجاد دون ملل أو كلل لتشخيص واستئصال جذور الإرهاب الطائفي والفساد الإداري والمالي الذي يبغي بناء عروشه الخاوية الفانية على حساب الملايين من العراقيين ، ومحاسبة ومعاقبة كل من يقدم مصلحة دول الجوار على مصلحة الشعب العراقي ، وإنهاء وجود الجماعات المسلحة التي تحاول أن تعرض نفسها على الساحة السياسية بقوة السلاح وليس عن طريق الحوار والمنطق العقلاني وهذا كله لا يتم إلا بإرادة الشعب فهو الوحيد القادر على التغيير لانتشال العراق من الواقع الذي هو عليه إلى واقع أفضل يضمن له حقوقه وكرامته وذلك باختيار الأفراد النزهاء ليمثلونا في العملية السياسية وبخلافه سيكون مصيرنا نفس المصير الذي نحن عليه بل أسوء مصير سيمر على تاريخ العراق والعراقيين .
فالمؤمن يا ولدي لا يلدغ من جحر مرتين والشعب واع ولن يصبر بعد اليوم على ظلم وجبروت العملاء النفعيين والأيام ستثبت يا ولدي فان أبناء العراق سيتابعوا المسير في خطى الصلاح والإصلاح بمتابعة ومراقبة ومحاسبة المسؤولين الجدد كي لا يقعوا في الخطأ فيحصل الانحراف فيصبح الجميع في نفس الفساد والإفساد بل ربما يكون الأخطر والاهول والافضع يا ولدي....



#محمد_مهدي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم الديمقراطية في الانتخابات العراقية
- لننقذ الطفولة البائسة من واقع شديد التعاسة
- دعوة موجهة للحكومة العراقية لإيقاف نزيف الكفاءات العلمية


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد مهدي الحمداني - مصيرنا سيكون أسوء مصير يا ولدي إذا لم ...؟؟؟