أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صفاء بطاينة - فكرة الله في التاريخ الاسلامي كانعكاس للواقع الاجتماعي














المزيد.....

فكرة الله في التاريخ الاسلامي كانعكاس للواقع الاجتماعي


صفاء بطاينة

الحوار المتمدن-العدد: 2578 - 2009 / 3 / 7 - 10:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" الدين هو انعكاس خيالي في رؤوس الناس لتلك القوى الخارجية التي تتحكم بوجودهم اليومي, هو انعكاس تاخذ فيه القوى الارضية شكل قوى غير ارضية" كما يقول انجلز. ان افكار الانسان هي انعكاس لواقعه المادي, فالوعي هو نتاج الواقع. فكرة الله هي ايضا انعكاس للواقع الطبيعي والاجتماعي في اذهان الناس. لقد صاغ الناس فكرة الله على صورة الحاكم, والعلاقة بين الله والناس كالعلاقة بين الحكام والمحكومين. ولانه انعكاس لواقع موضوعي فقد كان كذلك في ايديولوجيات الفئات المؤيدة لنظام الحكم كما في ايديولوجيات الفئات المناهضة للحكم, فقد صاغت تلك الفئات صورة العلاقة بين الله والناس كما تريد ان تكون هذه العلاقة بين الحاكم والمحكوم انطلاقا من واقعها. في الفكر الاسلامي كذلك كان الخلاف حول طبيعة الله خلافا حول طبيعة الحاكم وطبيعة سلطته.

في العصر الاموي كان اتجاه الفئات الحاكمة الى تجسيد الله واضفاء صورة مادية عليه كمحاولة من جانب الفكر الجبري لتأكيد سلطة الحاكم كحاكم مطلق. لا يستطيع العقل البشري ان يفهم احكامه. ويروي الاشعري في "مقالات الاسلاميين" ان هشام بن الحكم قال: " ان الله جسم محدود, عريض, عميق, طويل, طوله مثل عرضه وعرضه مثل عمقه...ذو لون وطعم ورائحة ومجسة...". ويروى عن الجواربي انه قال عن الله " هو اجوف من أعلاه الى صدره, مصمت, سوى ذلك. وان له وفرة سوداء وشعرا قططا". ومن كان يعارض النظرة التجسيدية كان ينكل به فعندما قال الجعد ابن درهم ان كلام الله لا يشبه كلام الناس ارسل الخليفة الاموي هشام بن عبد الملك الى خالد القسري, واليه في العراق, يأمره بقتل الجعد.*

منذ عهد المأمون العباسي كان الاعتزال هو المذهب الرسمي للحكم. ويقوم المذهب المعتزلي على مبدأ التنزيه المطلق للذات الالهية. وهذا يتضمن وحدانية الحقيقة, وهي الحقيقة الدينية, أي الشريعة ذات المصدر الالهي الاوحد. وهذا هو الاساس لايديولوجية الطبقة الحاكمة في دولة الخلافة الاسلامية. ودولة الخلافة تضع نفسها كممثل شرعي ووحيد للنظام الاجتماعي الذي تحدده الشريعة الالهية.**
اذن فالنظام الاجتماعي الذي تؤيده الشريعة هو نفسه نظام الخلافة. والشريعة مقدسة لانها الهية اذن فنظام حكم الخلافة مقدس.. وهذا يعني ان للطبقة الحاكمة حق السيطرة المطلقة والاعتراض عليها اعتراض على حكم الله. لقد وطد العباسيون الحكم الثيوقراطي المطلق وكان الحكم العباسي في مرحلته الاولى الحكم الاقوى من بين جميع العصور الاسلامية وفيه بلغت الدولة اوج ازدهارها والخلافة اوج قوتها.

في عصور ضعف الدولة العربية الاسلامية وبالتحديد ابتداء من عصر المتوكل العباسي بدات مركزية الحكم تتفكك. فتعددت الوسائط الحاكمة بين مركز الخلافة والمجتمع بقدر تعدد حكام الاقاليم فانقسمت السلطة وتعددت وتصارعت فئاتها وظهرت مظاهر الخلل في البنية الاجتماعية للنظام الاجتماعي. انعكس هذا الواقع في الفكر, حيث انتشر الفكر الاشراقي الذي يمثل التحول من روية العلاقة المباشرة مع الله الى العلاقات المتعددة الوسائط بين السماء والارض. فنور الانوار (الله) يفيض على العقل الاول الذي يبدع النفس الكلية ثم على الافلاك السماوية التي اذا تحركت بتدبير النفس انتجت الطبائع البسيطة ثم تحركت فتركبت المركبات واتصلت النفوس الجزئية بالابدان. فالنور الالهي ينتقل عبر سلسلة من الوسائط حتى يصل العالم المادي الذي هو ادنى درجات هذا النظام.

---------------------------------
* يمكن الرجوع الى كتاب العالم مادة وحركة , لغالب هلسا
** النزعات المادية في الفلسفة العربية الاسلامية, حسين مروة





#صفاء_بطاينة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- موعد عيد الأضحى 2025.. تفاصيل فلكية دقيقة وتوقعات بالإجازات ...
- الضفة الغربية.. جيش الاحتلال يهدم منزلين فلسطينيين في سلفيت ...
- إريش فْرِيد شاعر يهودي نمساوي أحرق مؤيدو إسرائيل قصائده
- دلفين هورفيلور حاخامة يهودية فرنسية تدعو لكسر الصمت بشأن جرا ...
- زعيم كوريا الشمالية يزور -الأب الروحي-: سيظل خالدا بأذهاننا ...
- وزير الخارجية الإيراني: لا مكان للأسلحة النووية في عقيدتنا ا ...
- ايس كريم ايس كريم .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على ال ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل س ...
- أحلى أناشيد وأحسن تعليم.. استقبل الآن تردد طيور الجنة الجديد ...
- زيلينسكي بعد اجتماعات في الفاتيكان: نريد وقفًا فوريًا لإطلاق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صفاء بطاينة - فكرة الله في التاريخ الاسلامي كانعكاس للواقع الاجتماعي