أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رفيق زروال - الحزب الشيوعي الصيني، ماو تسي تونغ و الحركة الشيوعية العالمية















المزيد.....



الحزب الشيوعي الصيني، ماو تسي تونغ و الحركة الشيوعية العالمية


رفيق زروال

الحوار المتمدن-العدد: 2577 - 2009 / 3 / 6 - 10:40
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


"ان تاريخ الاشتراكية الديمقراطية العالمية بأكمله زاخر بالمشاريع التي وضعها هذا
أو ذاك من القادة السياسيين، مشاريع تظهر تبصر البعض و صحة نظراتهم السياسية
و التنظيمية و تكشف عن قصر نظر البعض الآخر و أخطائهم السياسية" (لينين)(1)

تقديم:

منذ تاسيسها سنة 1919، شكلت الأممية الشيوعية الثالثة النواة المنظمة لعمل الحركة الشيوعية العالمية معتمدة في ذلك على النظرية الماركسية اللينينية و آخدة بعين الإعتبار الشروط الجديدة التي أفرزتها ثورة اكتوبر 1917، و تمكنت بفضل ذلك من المزاوجة بين الدور المنوط بها كحركة اممية و بين المساهمة في توجيه نضال البروليتاريا في مجموعة من البلدان. مساهمة لم تكن في شكل وصفات جاهزة و لا توجيهات إجبارية كما تدعي كل التيارات التحريفية، فالتوجهات العامة و الإستراتيجية للأممية الشيوعية كانت تصاغ بعد نقاش ديمقراطي بين الأحزاب الشيوعية داخل كل الأجهزة المكونة للأممية سواء داخل المؤتمرات، الإجتماعات الموسعة للجنة التنفيدية للأممية، رئاسة اللجنة التنفيدية أو في اجتماعات أخرى حيث يمكن للكل التعبير عن مواقفه و الدفاع عنها؛ لتكون بعد ذلك الخلاصات و القرارات المعتمدة ملزمة لكل الأحزاب.

فبالإضافة الى مساهمتها في سحق كل التيارات الفوضوية، التحريفية و التصفوية اليمينية و "اليسراوية" حيثما كانت تظهر، تمكنت الأممية الشيوعية الثالثة من تأطير الحركة العمالية على المستوى العالمي و ساهمت بشكل كبير في مواجهة الحروب الإمبريالية و دحر الفاشية. و سيراً على النهج الذي رسمه لينين و انساجما مع النظرية الماركسية اللينينية، تمكنت الأممية من إبداع أشكال متعددة للنضال و طرق تنظيمية جديدة لتصريفه تبعاً لتغير الظروف و الأوضاع (الأممية النقابية الحمراء، أممية الشباب الشيوعي..) و تمكنت لأول مرة في التاريخ من توحيد نضال البروليتاريا في كل من الدول الرأسمالية و الدول التبعية داخل مسار ثوري واحد ساهم في الدفع بحركات التحرر الوطني في كل من آسيا، افريقيا و امريكا اللاتينية.

سوف لن نقوم بعرض كل ما قدمته الأممية الشيوعية للحركة البروليتارية العالمية و لحركات التحرر الوطني في الدول التبعية و المستعمرة، بل سوف نحاول أن نركز فقط، و بشكل موجز، على علاقتها بالحركة الثورية في الصين و الحزب الشيوعي الصيني، على اعتبار أن هذه العلاقة شكلت و لازالت أحد المداخل الرئيسية للتيارات البرجوازية الصغيرة للهجوم على الحركة الشيوعية العالمية و الأممية الشيوعية. هجوم اتخذ في نظرنا شكلين رئيسيين، اتجاه يصفي التجربة ككل تزعمته التيارات الكاوتسكية و الفوضوية، و اتجاه آخر يفصل التجربة الى مرحلتين؛ مرحلة "ثورية" تمتد الى حدود المؤتمر الرابع للأممية الشيوعية الذي انعقد نهاية سنة 1922 و هي فترة قيادة لينين، و المرحلة التي تلتها و التي توصف بمرحلة الردة و الإنحطاط و هي الفترة التي تحمّل فيها ستالين قيادة الأممية، موقف تجتمع عليه الكثير من التيارات الإنتهازية: تروتسكية، خروتشوفية، التيارات المسمات بالأورو-شيوعية، تيتوية (نسبة الى تيتو)، كاوتسكيون جدد (2)،...

هجوم تصدت له الأممية الشيوعية في حينه، و تركت لنا بهذا الصدد إرثاً نظرياً و عملياً كفيل بسحق كل هذا الزعيق التي تقوم به امتدادات هذه التيارات التصفوية و من لف لفها بالمغرب. لكن للأسف الشديد، معظم أدبيات الأممية الشيوعية متوفرة فقط باللغات الأجنبية مما يحد من اطلاع المناضلين المغاربة على هذا الأرشيف الثوري.
سوف نحاول، من خلال هذه المقالة، أن نستحضر بعض المحطات التاريخية التي ميزت الحزب الشيوعي الصيني و ماوتسي تونغ في علاقتهما بتاريخ الحركة الشيوعية العالمية. استحضار نتوخى منه بالأساس تقديم بعض الحقائق التاريخية و تحليلها على ضوء النظرية الماركسية اللينينية لتكون في متناول الجيل الحالي من الثوريين المغاربة في مواجهة التيارات التحريفية بكل اشكالها. خصوصا و أن تنظيمات الحركة الماركسية اللينينية المغربية (الحملم) لم تولي الاهتمام الكافي لدراسة التجارب الثورية الأخرى. عدم اهتمام مرده، على ما نعتقد، لقصر عمر تنظيمات اليسار الماركسي اللينيني بالمغرب قبل أن تمسها عدوى التحريفية (3). بالإضافة إلى حملات القمع و الإجتثاث التي استهدفتها منذ الولادة، مما جعلها تولي اهمية كبرى للحفاظ على "الذات" و محاربة الحصار المفروض عليها من طرف النظام و باقي القوى السياسية عبر تطوير أشكالها التنظيمية للإنغراس و سط الطبقة العاملة و باقي فئات جماهير الشعب المغربي.

لكن يبدو لنا من الضرورة الإشارة في هذا التقديم الى بعض خصوصيات البحث في تاريخ الحركة الشيوعية في الصين. فأول ما يصطدم به الباحث، هو غياب أي كتابة من طرف الحزب الشيوعي الصيني تؤرخ لتاريخه كما جرت العادة في كل الأحزاب الشيوعية، فجل الكتابات التي تناولت هذا التاريخ كانت بأقلام غير صينية مما يجعل الإستناد إليها لا يخلوا من مجازفة. و إذا أضفنا الى ذلك عدم نشر أي من كتابات ماوتسي تونغ (4) التي تغطي فترة ما بعد تأسيس الجمهورية أي بعد 1949 إبان حياة كاتبها، فعدا بعض المقاطع من هنا و هناك التي تم نشرها خصوصاً إبان الثورة الثقافية، فإن أغلبية هذه الكتابات لم يتم نشرها إلا نهاية عقد السبعينات من القرن الماضي. فيمكن للقارئ ان يتخيل مدى صعوبة تقييم العلاقة التي كانت تربط التنظيمات و الأحزاب الماركسية اللينينية بالحزب الشيوعي الصيني، بالأخص بعد وفاة ستالين و الى حدود منتصف سبعينات القرن الماضي.

كما قلنا سابقاً، سوف يكون هدفنا الرئيسي من هذه المقالة هو إلقاء بعض الضوء على العلاقة التي ربطت الحزب الشيوعي الصيني بالحركة الشيوعية العالمية و بالضبط بالأممية الشيوعية الثالثة. ف"الحركة المبتدئة في بلاد فتية لا يمكن أن تكون ناجحة إلا إذا استوعبت تجربة البلدان الأخرى" (5). مهمة ليست لا بالسهلة و لا بالبسيطة، فلبلوغ هذا الهدف "لا يكفي مجرد الإطلاع على هذه التجربة أو مجرد نسخ القرارات الأخيرة. إنما يتطلب هذا من المرء أن يمحص هذه التجربة وأن يتحقق منها بنفسه. وكل من يستطيع أن يتصور مبلغ اتساع وتشعب حركة العمال المعاصرة، يفهم مبلغ ما يتطلبه القيام بهذه المهمة من احتياطي من القوى النظرية والتجربة السياسية (والثورية أيضا)" (6). و لأننا لا نزعم انه تتوفر فينا هذه الشروط التي حددها زعيم البلاشفة "لينين"، فمقالتنا هذه تبقى محاولة فردية نعتبرها فقط أرضية و بداية لتحفيز النقاش بين المناضلين الماركسيين اللينينيين المغاربة.

وقد ارتئينا قبل الخوض في موضوعنا الرئيسي، أن نخصص الجزء الأول من مقالتنا هذه لنقد طروحات احدى التوجهات التحريفية التي ظهرت حديثاً داخل الحركة الثورية بالمغرب و هو التوجه "الماوي"(7) على اعتبار أن له قرائته "الخاصة" للثورة الصينية و لتاريخ الحركة الشيوعية العالمية يشرعن بها تبنيه "الماوية" كمرحلة متقدمة عن الماركسية اللينينية.


الجزء الأول: "الثورة الصينية" بين المنهج المادي الجدلى و الكاريكاتور "الماوي"



"إن الشيوعي الذي يدّعي الشيوعية لأنه تعلم استنتاجات جاهزة، دون أن يقوم
بعمل كبير جدي كثيراً و صعب جداً، دون أن ينظر بعين نافدة الى الوقائع
التي يترتب عليه أن يتبصر بها بفكر ناقد نفاد، إن مثل هذا الشيوعي يدعوك
للرثاء له. و ليس ثمة ما هو أشأم من موقف سطحي كهذا الموقف" (لينين) (8)


سوف نقوم بجولة خاطفة في ما كتبه "ماويونا" بالمغرب حول "الثورة الصينية" مادام أنهم يعلنون ولاءهم المطلق لهذه التجربة دون غيرها. و سنركز بالضبط على مقالة "الموقع التاريخي للثورة الصينية و الموقع النظري لماوتسي تونغ"(9) الموقعة باسم "خالد المهدي" لكونها تُقَدَّم في أكثر من مقال ل"ماويينا" على أنها تلخص وجهة نظرهم، لكن هذا سوف لن يمنعنا من الإستناد، كلما دعت الضرورة الى ذلك، إلى كتابات اخرى لهم.

فكل مطلع على كتابات "ماويينا" يلاحظ بأنهم لم يدخروا جهداً في إعطاء الدروس حول "ضرورة استحضار الحركة الشيوعية"(10) و محاولتهم الظهور بمظهر المتمكن من كل شيء؛ بدءاً بالفلسفة الماركسية الى تاريخ الثورة الصينية و كتابات ماوتسي تونغ مروراً بتاريخ الحركة الشيوعية العالمية و الحركة الماركسية اللينينية المغربية (الحملم)، كتابات تعطينا فكرة عن "دياليكتيكيتهم" في التعامل مع تاريخ الحركة الشيوعية العالمية و تاريخ الحزب الشيوعي الصيني بالخصوص. فتكييف و تطويع التاريخ ليخدم طروحاتهم ال"ماوية" شيء تعودنا عليه في تعاملهم مع تاريخ الحملم، التي سوف يتحول شهدائها ـ أي الحملم ـ من شهداء البروليتاريا العالمية الى "شهداء الثورة التقافية في الصين"(11) بل ذهبوا الى حد الإقرار بأن الحملم "بدون الماوية لاشيء"(12). دعاية اختاروا لها جسد القاعديين كعادة كل الطروحات التحريفية، مراهنين على الضعف الذي أصاب هذا الفصيل الطلابي الماركسي اللينيني بسبب الطعنات المتتالية التي وجهت له من الداخل و تناسل توجهات انتهازية ترهن وجودها باختراقه، عدا الضعف الإيديولوجي الذي يعاني منه الجيل الحالي من المناضلين المحسوبين على هذا الفصيل و على الحملم بشكل عام (13). دون ان ننسى حملات القمع و الإغتيالات التي يتعرض لها مناضلوه من طرف النظام الديكتاتوري و من طرف القوى الظلامية و الفاشية.

سوف لن نغوص في نقاش هذه المواقف حتى نكون أوفياء لما حددناه لهذه الورقة، فربما نقوم بذلك في مناسبة أخرى. ما يهمنا هنا هو كيفية تعاطي "ماويينا" مع تاريخ الحركة الشيوعية العالمية و تاريخ الحزب الشيوعي الصيني. فإذا كانوا يدَّعون بأن "استحضار الحركة الشيوعية العالمية" يواجَهُ من طرف البعض ل" يُخفوا عجزهم أو مآربهم الضيقة التافهة والخسيسة" أو من طرف البعض الآخر مبررهم في ذلك "الخوف من النزيف، من التشتت، والانقسامات في صفوف المناضلين الماركسيين المغاربة.."(14)، فإن ما نحن متؤكدين منه هو أن "استحضار الحركة الشيوعية العالمية" بالمغرب ـوفي بلدان أخرىـ كان بوابة لتكوين مجموعة من الدكاكين السياسية و طوابير لتنظيمات خارجية، كان آخرها ـ وليس الأخيرـ هو جوقة "التوجه القاعدي"، و لا أظن أن صاحب المقال يختلف معنا في ذلك مادام أنه يوحي بوجود من يتخندق "وراء أممية "حزب العمال البلجيكي الإنتهازي"(15). هذا التناقض النسبي الذي نلمسه في دباجة مقال "الموقع التاريخي للثورة الصينية و الموقع النظري لماوتسي تونغ" راجع بشكل كبير إلى الفكر الصوري المثالي الذي نهجه كاتبه في نقاش المسألة. فاكتفاءه بطرحها بمنطق من "مع" و من "ضد" "استحضار الحركة الشيوعية العالمية" يكون قد استبدل الدياليكتيك بالإختيارية، مما جعله لا يرى الوجه الآخر للمسألة، أي الشكل الذي يجب أن يتخذه هذا الإستحضار و الأهداف المبتغات منه؟ فالإجابة على هذين السؤالين هي الكفيلة بوضع الحد الفاصل بين الماركسيين اللينينيين الحقيقيين و بين الإنتهازيين بمختلف تلاوينهم. و حينذاك فقط يمكن أن نجيب بالإيجاب على تساؤل صاحبنا و نجزم بضرورة طرد هؤلاء الإنتهازيين من بيئة الماركسيين.

إذن، التساؤل الذي يطرح نفسه الآن هو في أي موقع يمكن أن نضع كاتب مقالة "الموقع التاريخي للثورة الصينية و الموقع النظري لماوتسي تونغ"؟ سؤال لا يمكن الإجابة عنه إلا بالإجابة على السؤالين الذين جئنا على طرحهما سابقاً. الأول هو: كيف يستحضر صاحبنا الحركة الشيوعية العالمية و تاريخ الثورة الصينية ؟ و الثاني هو: ما الهدف الذي يتوخاه من هذا الإستحضار ؟

بعد أن أكد صاحب المقالة على أن " تحديد موقع الثورة الصينية هي أيضا استحضار لواقع الحركة الشيوعية العالمية" و يشن هجوماً على كل من يرفض هذا الإستحضار، كنا نتوقع أن يَحْضُر في مقاله ما دَعى إليه و يغيبُ فيه ما انتقدهُ، لكن قرائتنا للمقال بيَّنتْ أن صاحبنا اتخذ لها مسار آخر. مسار ينسجم و العنوان الجديد الذي اختاره لنفس المقالة احد رفاقه، على حد زعمه، "الماركسية من ماركس إلى ماو : قوة و ابداع و ثورة"(16)، عنوان يأكد وجود رفاق له أكثر وضوحاً و انسجاماً مع ما يطرحه، رغم أنه لا يتوانى في كل مايكتبه عن الدعوة الى "ضرورة الوضوح الفكري" (17).

فقد غاب "استحضار الحركة الشيوعية العالمية" واقعاً و تاريخاً، فما عدا بعض الإستشهادات لكلاسيكيي الماركسية التي كانت في بعض الأحيان لا تخدم حتى الأفكار التي يدافع عنها و إشارات مقتضبة لكمونة باريس و الثورة الروسية، فإننا لا نعثر على ذلك المنهج االذي وعدنا به " في تناول التاريخ و تناول الماركسية" و الذي قال بأنه " يختلف جذريا و بشكل مطلق عن المنهج الميتافيزيقي و الميكانيكي الذي يتناول به الانتهازيون التاريخ"(18). فسرعان ما انغمس في عرض "إنجازات ماو تسي تونغ" و "الثورة الصينية" بلغة تمجيدية مبتذلة، هدفها الوصول بالقارئ الى القبول بوجود نظرية "أكثر نضجا وعمقا وشمولية" من الماركسية اللينينية. فإذا كان أي تلميذ مبتدء في السياسة سيفهم بأن أصحابنا يتبنون "الماوية كمرحلة ثالثة أكثر تطوراً من الماركسية-اللينينية"، و هو شيء ليس بالجديد، ، فالتأكيد على أن هناك "ثلاث مراحل من تطور الماركسية" و بأن "افكار ماو تسي تونغ" هي الإجابة عن "المرحلة والوضع الجديد" يرجع تاريخها لسنة 1966 (19). بل أن المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني و تحت رئاسة ماو تسي تونغ، سوف ينص في النظام الأساسي للحزب على أن "افكار ماو تسي تونغ تشكل ماركسية-لينينية زمننا الحاضر" و أن ماو تسي تونغ "..واصل، صان و طور الماركسية اللينينية، و ارتقى بها الى مرحلة عليا، جديدة" (20)، و اذا اضفنا الى ذلك ان تبني "الماوية" من طرف تنظيمات اخرى في العالم يرجع تاريخه كذلك لنهاية الستينات من القرن الماضي، فمن حق أي كان أن يتسائل عن الجديد الذي جاء به "ماويونا" و لماذا هذه الضبابية و الإلتواء في الإعلان عن "ماويتهم"؟ أليس "ضرورة بناء الوضوح الفكري و السياسي" التي يرددونها في كل المناسبات تبتدئ بإعلانهم الصريح بتبني "الماوية" و ليس الماركسية اللينينية؟ أليس بهذه الحربائية في التعاطي حتى مع ما يتبنونه كإيديولوجية هو "البلبلة الفكرية" بعينها؟

لنأتي إلى مسألة أخرى، وهي كيفية تناول كاتب المقالة ل"الموقع التاريخي للثورة الصينية" داخل الحركة الشيوعية العالمية. فكنا ننتظر منه أن يتناول مسار تطور هذه الثورة، بمنجزاتها و انتكاساتها، و يحاول إلقاء الضوء على بعض المحطات التاريخية المهمة التي ميزت مسيرة الحزب الشيوعي الصيني: علاقة الحزب الشيوعي بالأممية الشيوعية الثالثة، هزيمة ثورة 1927 و المجزرة التي تعرض لها الشيوعيين الصينيين، الحزب الشيوعي الصيني و موقفه من التحريفية الخروتشوفية، الحزب الشيوعي الصيني و حركات التحرر الوطني، الثورة الثقافية، تطور التحريفية داخل الحزب الشيوعي الصيني...لكن لاشيء من ذلك. فقد اكتفى بسرد ل"منجزات" ماو تسي تونغ اتخذت شكل بديهيات هندسية و غاب عنه المنهج المادي. بل أنه ذهب الى حدِّ قلب الحقائق و تزوير التاريخ، تزوير اتخذ منحيين؛ منحى أول يتمثل في قرصنة مجموعة من الطروحات النظرية لكلاسيكيي الماركسية و نسبها لماوتسي تونغ، و منحى ثان يحاول إقحام ما جاء به ماو تسي تونغ في النظرية الماركسية اللينينية. هذا عدا استشهاده بمقاطع لماو فيها تكرار ممل لما جاء به كلاسيكيوا الفكر الماركسي(21).

و حتى لا يعتبرنا القارئ أننا نتجنى على كاتب المقالة و من لف لفه، سوف نحاول أن نعطي بعض نماذج هذه القرصنة و القرصنة المعكوسة.

1. البرجوازية الكمبرادورية "اكتشاف ماوي" !!

فكاتب المقالة يعلن بان ماو تسي تونغ هو الذي صاغ مفهومي "الطبقة الكمبرادورية" و "البرجوازية البيروقراطية"، و كالعادة بلغته الإطلاقية أكد ب"أن هذه المفاهيم لم ترد على لسان ماركس أو انجلز أو لينين"(22).

بالنسبة لمفهوم "البرجوازية الكمبرادورية"، و نأكد على "مفهوم" و ليس التسمية "كمبرادورية" التي هي في الأصل مصطلح انجليزي مشتق من اللغة البرتغالية، يرمز للتجار الصينيين الذين كانوا يشتغلون في المستعمرات الآسيوية لصالح الشركات و الدول الأجنبية منذ القرن الثامن عشر، و لذلك فمفهوم "البرجوازية الكمبرادورية" في الأدبيات السياسية يرادف مفهوم "البرجوازية التبعية" أي البرجوازية المرتبطة بالخارج و بلغة ماركسية دقيقة هي "البرجوازية المرتبطة بالرأسمال الإمبريالي و راعية مصالحه".
إذن بعد هذا التوضيح البسيط، هل هناك من يمكن أن يقول بأن مفهوم "البرجوازية الكمبرادورية" هو من صياغة ماو تسي تونغ ؟

أليس هذا تجاهل، إن لم يكن جهل، لكل ما قدمه لينين من اضافات للنظرية الماركسية في المسألة القومية و الثورة في بلدان الشرق و البلدان المستعمرة ؟ بل كيف تمكن لينين و البلاشفة من تحديد معالم الثورة و طبيعة حركات التحرر الوطني في هذه البلدان دون أن يحضر مفهوم "البرجوازية التبعية" في تحليلهم؟ و كيف استطاعت الأممية الشيوعية الثالثة ان توجه هذه الثورات و هي جاهلة بالطبيعة الطبقية لهذه البلدان؟

سوف لن ندخل في نقاش هذه الأسئلة التي سوف تكون موضوع الجزء الثاني من هذه المقالة. و بالرغم من أن القول بأن قاموس الماركسية اللينينية لم يدخله مفهوم "البرجوازية التبعية" إلا مع مجيء ماو تسي تونغ قول تافه و يدعوا الى الضحك و الشفقة، فإننا نرى ضرورة سرد بعض المقاطع لكلاسيكيي الماركسية و من أرشيف الأممية الشيوعية لدحض هذه المزاعم و فضح انتهازية "ماويينا".

ففي المسودة الأولية التي قدمها لينين للمؤتمر الثاني للأممية و التي تخص المسألة القومية و مسألة المستعمرات، نجد أن زعيم البلاشفة يأكد على "ضرورة تبيان الخدعة التي تعمد إليها الدول الإمبريالية بصورة دائمة إذ تشكل، تحت ستار إنشاء الدول المستقلة سياسياً، دولاً تابعة لها بصورة تامة من النواحي الإقتصادية و المالية و العسكرية، و فضح هذه الخدعة دون كلل امام جماهير الكادحين الغفيرة في جميع البلدان، و منها بوجه خاص البلدان المتأخرة"، و لكي يوضح الأمور أكثر، سيعلن لينين في التقرير الذي قدمه باسم اللجنة المختصة بالمسألة القومية و مسألة المستعمرات لنفس المؤتمر ب"أن البرجوازية الإمبريالية تبذل كل جهودها لتغرس الحركة الإصلاحية كذلك بين الشعوب المظلومة. لقد تم بعض التقارب بين برجوازية البلدان الإستثمارية و برجوازية المستعمرات، مما جعل برجوازية البلدان المظلومة، - مع تأييدها للحركات الوطنية، تناضل في الوقت نفسه، في حالات كثيرة، بل قل في معظم الحالات، ضد جميع الحركات الثورية و الطبقات الثورية بالإتفاق مع البرجوازية الإمبريالية، أي معها"(23). اليس لسان لينين هذا من يتحدث عن وجود "برجوازية " في المستعمرات متحالفة مع البرجوازية الامبريالية ضد الحركة الثورية في بلدانها؟ او ليس هذه البرجوازية هي "البرجوازية التبعية" بعينها؟ نترك الإجابة و التعليق للقارئ.

في المؤتمر الثالث للأممية الذي انعقد سنة 1921 و في إحدى موضوعاته التي تتناول الوضع العالمي و مهام الأممية الشيوعية، يؤكد بأن "التطور الفعال للرأسمالية في الشرق، خاصة في الهند و الصين، خلق أسس اجتماعية جديدة للنضال الثوري، فالبرجوازية في هذه البلدان عززت بشكل كبير علاقاتها بالرأسمال الأجنبي و أضحت بذلك أداته الرئيسية للسيطرة"(24).

في المؤتمر الرابع (1922) حددت الأممية الشيوعية العائق الأساسي أمام نجاح النضال ضد الاضطهاد الإمبريالي في الدول المستعمرة و الشبه مستعمرة بكون "الإمبريالية الأجنبية لا تتوانى في كل الدول المتخلفة عن تحويل الشريحة العليا الإقطاعية (و في جزء منها شبه إقطاعية، شبه برجوازية) للمجتمع المحلي إلى أداة لسيطرتها"(25).
في يناير سنة 1927 ستعلن تنفيدية الأممية بأن "المرحلة الحالية التي انتهت من الثورة الصينية تتميز بوجود معسكرين متصارعين: من جهة، معسكر الامبريالية الأجنبية، العسكريين الاقطاعيين و جزء من البرجوازية الكبيرة المكونة من الكمبرادوريين؛ من جهة اخرى، معسكر البرجوازية الوطنية الثورية، الفلاحين، الحرفيين، العمال"(26).
في الاجتماع العام السابع للجنة التنفيدية للأممية الشيوعية الذي انعقد في 20 دجنبر سنة 1927 و في اطار تحديده لأعداء الثورة يقول التقرير الخاص بدراسة الوضع بالصين بأن "البرجوازية الكبيرة الصناعية..تتجه الى عقد صفقة مع الراسمال الأجنبي و تحت هيمنته. فالامبريالية التي ترى ان الزمر العسكرية الإقطاعية قد اضحت ادوات غير فعالة لسحق الحركة الثورية، تبحت عن حلفاء من الحركة الوطنية عبر سياسة توفيقية. فالامبريالية تشجع البرجوازية الوطنية على القطع مع التحالف الثوري(27).

في الخطاب الذي ألقاه أمام طلبة جامعة شعوب الشرق في ماي 1925، اعلن ستالين بأن "بلدان الشرق، المستعمرة و التابعة" تعيش "اضطهاداً مزدوجاً، اضطهاد داخلي (من طرف برجوازيتها) و اضطهاد خارجي (من طرف البرجوازية الإمبريالية الأجنبية)" و أن "مع تصاعد الحركة الثورية، فالبرجوازية الوطنية تنقسم الى جناحين، جناح ثوري (البرجوازية الصغيرة) و جناح توفيقي (البرجوازية الكبيرة)، فالأولى تواصل النضال الثوري، في حين أن الثانية تؤلف حلفا مع الإمبريالية" و ليخلص ستالين بعد ذلك الى أن مهمات "الدفع بالثورة الى الأمام و الحصول على الاستقلال التام في المستعمرات و الدول التبعية المتطورة من وجهة النظر الراسمالية، شيء مستحيل بدون عزل البرجوازية الوطنية التوفيقية، بدون انعتاق الجماهير الثورية البرجوازية الصغيرة من تاثير هذه البرجوازية، بدون تحقيق هيمنة البروليتاريا، بدون تنظيم العناصر المتقدمة من الطبقة العاملة في حزب شيوعي مستقل". وفي معالجته لوضع الهند، سيأكد ستالين بأن الجديد في هذا البلد "ليس فقط ان البرجوازية قد انقسمت الى جناح برجوازي ثوري و جناح توفيقي، بل قبل ذلك، ان الجناح التوفيقي من هذه البرجوازية، قد استطاع التفاهم في العمق مع الامبريالية. فهو يخشى الثورة اكثر مما يخشى الامبريالية، همه مصالحه الذاتية اكثر من مصالح وطنه، هذا الجناح من البرجوازية الأكثر غناً و تأثيراً يصطف برجليه الإثنتين الى جانب أشد أعداء الثورة و ذلك بتكوينه لحلف مع الامبريالية ضد عمال و فلاحي بلده. و لن نتمكن من انجاح الثورة بدون تحطيم هذا الحلف. و لكن لتحطيمه لابد من تركيز الهجوم ضد البرجوازية الوطنية التوفيقية، بتعرية خيانتها، بتحرير الجماهير العمالية من تاثيرها و التهيىء الممنهج للضروف اللازمة لتحقيق هيمنة البروليتاريا. بتعبير آخر، يتطلب، في المستعمرات كالهند، تهيء البروليتاريا للقيام بدور قائد حركة التحرر و ذللك بابعاد البرجوازية و الناطقين باسمها، شيئاً فشيئا، من هذا الموقع الشرفي. تأسيس حلف ثوري ضد الامبريالية و تحقيق هيمنة البروليتاريا داخل هذا الحلف، تلك هي المهمة"( 28).

إذن، بعد هذه المقاطع التي ارتئينا سردها بدون تعليق حتى لا يتهمنا "ماويونا" بتحريفها، نرى ان مفهوم "البرجوازية التبعية" كان حاضراً في تحليل الشيوعيين حتى قبل ان يتأسس الحزب الشيوعي الصيني، و لقد قصدنا عن عمد ان نستشهد اولاً بلينين و بمقررات المؤتمرات الأربع الأولى للأممية الشيوعية حتى نثبت بأن الماركسية اللينينية لم تنتظر المهدي المنتظر "ماو تسي تونغ" حتى يحظر هذا المفهوم في قاموسها.

بل أن مصطلح "الكمبرادورية"، التي يبدوا أن صاحبنا يوحي بأن ماو هو أول من جاء على ذكره، كان هو أيضا حاضراً في خطاب الأممية الشيوعية في نقاشها للثورة الصينية كما رأينا سابقاً، بهذا الصدد يمكن الرجوع الى كتابات زينوفييف(29)، بوخارين (30) و حتى تروتسكي (31).

بعد هذا العرض السريع، هل يمكن ان يكون مفهوم "البرجوازية الكمبرادورية" من اكتشاف ماو تسي تونغ؟ فاذا كانت اول وثيقة سياسية لماو تسي تونغ يرجع تاريخها الى مارس 1926 (32) و التي جاء فيها على ذكر البرجوازية الكمبرادورية، فهل يزعم صاحبنا بأن كل من جئنا على ذكر اسمائهم تنقصهم "الأمانة" السياسية مادام أنهم لا يشيرون في أي من كتاباتهم و لو لمرة واحدة الى اسم "ماو" ؟ مرة اخرى نترك الاجابة و التعليق للقارئ.

أما بالنسبة ل"البرجوازية البيروقراطية"، فنستغرب لجزم صاحبنا بأنها "اكتشاف ماوي 100 في 100".

فتناسي العشرات من المؤلفات لكلاسيكيي الماركسية التي تتناول البيروقراطية و ارتباطها بالممارسة السياسية للبورجوازية بكل فئاتها جهل، إن لم تكن انتهازية مقيتة، بالماركسية. فيكفي الإطلاع على مؤلف ماركس "الحرب الأهلية في فرنسا" الذي يشن فيه هجوما على بيروقراطية جهاز الدولة البرجوازية، مؤلف لينين "الدولة و الثورة" و على مجادلاته مع كاوتسكي في "الثورة البروليتارية و المرتد كاوتسكي". كما يمكن الإطلاع على العديد من المؤلفات التي ينتقد فيها لينين و ستالين (33) البيروقراطية داخل الحزب، النقابات و الدولة الاشتراكية حتى تقفز الحقيقة إلى السطح. و إذا حبذ "ماويونا" فليطلعوا على كتابات تروتسكي في "نضاله" ضد "البيروقراطية الستالينية"!!
لكن يبقى أن نشير إلى أن "البيروقراطية" كمفهوم، تحدد السلوك السياسي و ليس الموقع الطبقي. فهي يمكن أن ترمز ل"البرجوازية التبعية"، "برجوازية الدولة"، "الطغمة العسكرية"، "القيادات النقابية البرجوازية"، "التيارات البرجوازية التي تظهر داخل الأحزاب الثورية"...

و لأن كاتب المقالة لم يأتينا بنصوص لماو تأكد "اكتشافه"، نرى من واجبنا أن نعطي التحديد الذي أعطاه هذا الأخير ل"البرجوازية البيروقراطية". فبعد تحديده للشكل الذي تتخده سلطة الدولة في الصين، إبان و بعد حرب المقاومة ضد اليابان، بكونها "رأسمالية الدولة الإحتكارية"، يضيف ماو "أن هذا الرأسمال يسمى عادة في الصين رأسمالا بيروقراطيا. و هذه الطبقة الرأسمالية التي تسمى بالبرجوازية البيروقراطية هي البرجوازية الكبيرة في الصين" (34) و بمعنى آخر، ف"البرجوازية الكمبرادورية" بالنسبة لماوتسي تونغ، هي هي "البرجوازية البيروقراطية". بعد هذا لا يسعنا الا أن نقول ل"ماويينا" طوبى لكم بهذا السبق النظري!!!

2. ماو "قاهر" التحريفية المعاصرة !!

سوف ننتقل الى شيء آخر نجده يتكرر في مجموع كتابات "الماويين" عموماً، و هو القول بأن ماو، هو الوحيد و الأوحد الذي رفع راية الكفاح ضد التحريفية بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي في الإتحاد السوفياتي و أنه قائد البروليتاريا العالمية في الستينات (35، 36) و غير ذلك...دون إعطاء أدنى تحليل عن مسار هذا الصراع و محطاته و المواقف المتصارعة. لذلك نرى ضرورة الوقوف للتأكد من صحة هذا الموقف الذي لا يتوقف "ماويونا" عن ترديده.

ا. بصدد التحريفية التيتوية:

لقد شكلت التيتوية (نسبة إلى تيتو، يوغوسلافيا) الممثل الرئيسي للتحريفية المعاصرة داخل الحركة الشيوعية العالمية بعد الحرب العالمية الثانية و قبل ظهور التحريفية الخروتشوفية. لذلك فالصراع ضد التيتوية كان في حد ذاته صراع بين الحركة الشيوعية العالمية و التحريفية المعاصرة التي تمكنت و لأول مرة في التاريخ أن تصل إلى السلطة داخل بلد معين.

يمكن إجمال مجموع المواقف التحريفية للتيتوية فيما يلي:

- رفض ضرورة أن تكون الطبقة العاملة و الدولة تحت قيادة الحزب الشيوعي، بل عكس ذلك تم تذويب الحزب الشيوعي اليوغوسلافي داخل ماسمي ب"الجبهة الشعبية" التي أضحت "القوة القائدة للثورة" في يوغوسلافيا؛
- رفض الموضوعة الماركسية اللينينية التي تقول باحتدام الصراع الطبقي إبان البناء الإشتراكي، و اتجاه زمرة تيتو إلى التحالف مع كل العناصر الرأسمالية بما فيها طبقة الفلاحين الكبار؛
- القول بأن الفلاحين هم الذين يشكلون "القاعدة الصلبة" للبناء الإشتراكي و رفض الدور المهيمن للبروليتاريا؛
- عدم احترام مبادئ النقد و النقد الذاتي داخل الحزب الشيوعي اليوغوسلافي و تطبيق نظام بيروقراطي عسكري داخله؛
- الخروج عن مبادئ الأممية البروليتارية في التعامل مع باقي الأحزاب الشيوعية و بالخصوص حزب العمل الألباني و تجربة البناء الإشتراكي في ألبانيا؛
- الإرتماء في أحضان الإمبريالية.

كل هذه المواقف تم التصدي لها في حينها من طرف البلاشفة و الحركة الشيوعية العالمية بقيادة ستالين (37)، توجت بتصنيف التيتوية كتيار برجوازي وطني شوفيني معادي للماركسية اللينينية، و في سنة 1948 سيتم طرد زمرة تيتو من الحركة الشيوعية بقرار من "الكومنفورم" (Kominform). موقف أثبتت الأحداث اللاحقة و التاريخ صحته. فسنتين بعد ذلك سوف يدعم تيتو الحرب التي شنتها الإمبريالية الأمريكية ضد الشعب الكوري.

إزاء كل هذا، ما ذا كان موقف ماو و الحزب الشيوعي الصيني من التحريفية التيتوية؟

في المقال المعنون ب"بصدد التجربة التاريخية لديكتاتورية البروليتاريا"(38) و الذي تم نشره في ابريل سنة 1956، و هو خلاصة نقاش داخل المكتب السياسي الموسع، سيهاجم الحزب الشيوعي الصيني بشكل مباشر الموقف الذي تبنته الحركة الشيوعية ضد تيتو بالقول بأن ستالين " قد ارتكب سلسلة من الأخطاء داخل الحركة الشيوعية العالمية، لقد اتخذ بشكل خاص موقف خاطئ في المسألة اليوغوسلافية"، بل ان الحزب الشيوعي الصيني سيجد العذر لزمرة تيتو بالقول بأنهم يتفهمون لماذا "الرفاق اليوغوسلاف يحتفظون بحقد خاص اتجاه أخطاء ستالين". هذا الموقف له تفسير واحد و هو كون ماو و الحزب الشيوعي الصيني يهاجم الموقف الذي اتخذه ستالين و الكومنفورم ضد الزمرة التيتوية و يتبنى في المقابل نفس الموقف الذي اتخذه خروتشوف و الذي توجه هذا الأخير بزيارته ليوغوسلافيا سنة 1955 و تقديمه ل"اعتذار" لتيتو لما لحقه من "ظلم" من طرف الشيوعيين!!

بل أن الح.ش.ص سيبارك هذا التقارب بين خروتشوف و تيتو بالقول بأن "الشعب الصيني يحيي التصالح الذي حدث بين الاتحاد السوفياتي و بلدان اشتراكية أخرى، من جهة، و يوغوسلافيا من جهة أخرى، يحيي إقامة و تطوير علاقات الصداقة بين الصين و يوغوسلافيا" و ليضيف بأن "مجهودات الحكومة السوفياتية من أجل تحسين العلاقات مع يوغوسلافيا ..تبين العزيمة الصلبة للح.ش.ا.س و الحكومة السوفياتية للقضاء نهائيا على أخطاء الماضي التي طبعت العلاقات الدولية"(39). لتتوج هذه المباركة بتكليف الرجل الثاني في الح.ش.ص شو وان لاي (Chou En-lai) من طرف الزمرة الخروتشوفية للتفاوض مع تيتو لكي يقبل الحضور في اجتماع الأحزاب الشيوعية الذي انعقد سنة 1957 بموسكو، لكن تيتو سيرفض هذا الطلب بحكم ارتباطه بالإمبريالية الأمريكية. فإلى حدود سنة 1950 وصلت "المساعدات" التي تلقاها من الغرب الإمبريالي الى ما يناهز 50 مليون دولار (40).

هذا الموقف الذي اتخذه الح.ش.ص و المعاكس للموقف الذي اتخذته الحركة الشيوعية العالمية و الماركسيون اللينينيون ضد تيتو ستؤكده الأحدات اللاحقة. ففي مقال "هل يوغوسلافيا دولة اشتراكية؟"(41) الذي تمت كتابته سنة 1963، سيعلن الحزب بأن "مسار تفسخ يوغوسلافيا مستمر منذ 15 سنة"، و هو مايعني، و بعملية حسابية بسيطة، أن خروج يوغوسلافيا عن النهج الإشتراكي قد ابتدء سنة 1948 أي السنة التي كان الكومنفورم و الماركسيون اللينينيون قد حسموا مع التيتوية كخط تصفوي. و انطلاقا من تقييمه الخاص لتيتو، لا نستغرب للتبرير الذي يعطيه الحزب الشيوعي الصيني لموقفه سنة 1954 بالقول:"حينما اقترح خروتشوف تحسين العلاقات مع يوغوسلافيا، وافقنا على اعتبارها مثل بلد اشتراكي شقيق في مقابل أنه سيعمل على نهج الإشتراكية و الإستمرار في مراقبة زمرة تيتو"(42).

فرغم أن مقال "هل يوغوسلافيا دولة اشتراكية؟" كان مليئا بمعطيات سياسية و اقتصادية تأكد سير يوغوسلافيا على نهج الرأسمالية و ارتباطها المباشر بالإمبريالية (خصوصاً الأمريكية)، كل هذا لم يدفع الحزب الشيوعي الصيني لأن يشير و لو بكلمة واحدة للموقف الذي اتخذه الكومنفورم من تيتو سنة 1948 فما بالك أن يقدم نقداً ذاتيا عن مواقفه الغير ماركسية و اصطفافه إلى جانب خروتشوف ضد الحركة الشيوعية العالمية.

ب. بصدد التحريفية الخروتشوفية:

مباشرة بعد وفاة ستالين، استطاع خروتشوف و بمساعدة قيادة الجيش (ميكويان و جوكوف) من تصفية مجموعة من الكوادر اللينينية داخل الحزب الشيوعي البلشفي (ح.ش.ا.س)، توجها بعد ذلك بالهجوم الذي شنه إبان المؤتمر العشرين (فبراير 1956) لح.ش.ا.س على ستالين و على تجربة ديكتاتورية البروليتاريا في الإتحاد السوفياتي. و ليكملها فيما بعد بعزل النواة اللينينية - مجموعة مولوتوف - من قيادة الحزب بعد أن لفقت لها تهمة محاولة القيام بانقلاب ضد خروتشوف.

لقد كانت محطة المؤتمر العشرين لح.ش.ا.س هي خلاصة اكتمال و تبلور التحريفية الخروتشوفية كتيار تصفوي معادي للماركسية اللينينية. فتحت يافطة "التغيرات الكبيرة التي عرفها و يعرفها العالم" تم الهجوم على مجمل الموضوعات الماركسية اللينينية. و يمكن إجمال المواقف التحريفية الخروتشوفية فيما يلي:

- الهجوم على الموضوعة الماركسية اللينينية التي تقول بأن حدة الصراع الطبقي تزداد إبان البناء الاشتراكي و ضرورة قيادة الحزب النضال ضد كل التصورات و التيارات البرجوازية ؛
- القول ب"ديكتاتورية كل الشعب" عوض "ديكتاتورية البروليتاريا"؛
- عوض الموقف الأممي البروليتاري الداعي الى دعم باقي الحركات الثورية تم رفع شعار سياسة "التعايش السلمي" بين الدول الامبريالية و الاشتراكية؛
- إحلال "النضال البرلماني و السلمي" محل الثورة البروليتارية العنيفة للقضاء على الرأسمالية؛
- القول بإمكانية تجنب الحروب في مرحلة الامبريالية.

شهور بعد انتهاء أشغال المؤتمر العشرين لح.ش.ا.س، سوف يعقد الح.ش.ص مؤتمره الثامن الذي تضمنت قراراته معظم الطروحات الخروتشوفية حيث نجد أن ماو سيعلن بأن هناك "موضوعات سياسية صحيحة تمت كذلك صياغتها إبان المؤتمر العشرين لح.ش.ا.س و النواقص داخل الحزب تمت إدانتها" (43).

بعد ذلك ببضع شهور سيعلن الح.ش.ص أن المؤتمر العشرين لح.ش.ا.س قام ب"تلخيص التجارب الجديدة المكتسبة سواء على مستوى العلاقات الدولية أو البناء الوطني" و أن هناك "سلسلة من القرارات ذات الأهمية الكبيرة تم اتخاذها .. فهذا الأخير أدان بدون شفقة عبادة الفرد التي كانت قد سادت لفترة طويلة في الحياة السوفياتية و التي أوقعت أخطاء عديدة في العمل و سببت عواقب كارثية" و ليضيف بعد ذلك بأن "هذا النقد الذاتي الشجاع الذي قام به الح.ش.ا.س لأخطائه السابقة يبرهن عن سيادة الروح المبدئية داخل الحزب و الحيوية الكبيرة للماركسية اللينينية" (43).

في دجنبر 1956 سيصدر الح.ش.ص مقالة أخرى معنونة ب"مرة أخرى، بصدد التجربة التاريخية لديكتاتورية البروليتاريا"(44) سيعمق فيها طروحاته الخروتشوفية. فبعد عرض مقتضب لمنجزات ستالين، ستؤكد هذه المقالة على أن هذا الأخير "ارتكب عدد من الأخطاء الخطيرة سواء على مستوى السياسة الداخلية أو على مستوى السياسة الخارجية في الإتحاد السوفياتي". ف"أساليب عمله" داخل الحزب قد خرجت عن "مبادئ المركزية الديمقراطية" و في معركته ضد الثورة المضادة "اتهم مجاناً عددا من الشيوعيين الشرفاء و مواطنين صالحين". أما على مستوى السياسة الخارجية فالمقالة تؤكد بأن ستالين عبر عن "ميولات شوفينية الأمة الكبرى .. وفي بعض الأحيان يتدخل بغير حق في الشؤون الداخلية لأحزاب شقيقة مما خلف عواقب خطيرة"، في اشارة للموقف الذي اتخذه ستالين ضد التحريفية التيتوية.

بعد هذا سيعلن الح.ش.ص أن "الح.ش.ا.س قد سبق أن اتخذ اجراءات لتصحيح أخطاء ستالين و علاج نتائج هذه الأخطاء. هذه الإجراءات بدأت في إعطاء ثمارها. فالمؤتمر العشرين قد أبدى صرامة و شجاعة كبيرتين في القضاء على عبادة ستالين، في الكشف عن جسامة أخطاء ستالين و القضاء على نتائج هذه الأخطاء. في العالم أجمع، الماركسيون اللينينيون و المتعاطفون مع قضية الاشتراكية يساندون مجهودات الح.ش.ا.س لتصحيح هذه الأخطاء، و يتمنون أن تكلل مجهودات الرفاق السوفيات بالنجاح"(45). هنا لا يكتفي الح.ش.ص بالترديد الحرفي لمواقف خروتشوف، بل يعطي نفسه الحق في تعميم مواقفه لتشمل كل الماركسيين اللينينيين و المتعاطفين مع قضية الاشتراكية في العالم!!

فرغم ان السنوات اللاحقة قد اثبتت مصير التيتوية و الخروتشوفية كتيارات تصفوية معادية للشيوعية، فان الح.ش.ص عوض ان يقوم بنقد ذاتي لمواقفه التحريفية، فانه استمر في التأكيد عليها و الترويج على انها مواقف ماركسية لينينية. فحتى بعد ان تفجر الصراع مباشرة ضد خروتشوف، سيعلن االح.ش.ص سنة 1963 بأن المقالتين اللتين كتبهما سنة 1956 (46، 47) "قد قامتا بتحليل شامل لحياة ستالين .. و انتقدتا بتعابير موزونة و لكن اكثر وضوحا الموضوعات الخاطئة للمؤتمر العشرين للح.ش.ا.س" (48).

بعد كل هذا، لن نستغرب لهذه الدعوة التي وجهها الح.ش.ص لخروتشوف، شهور قبل سقوطه، في فبراير 1964 و التي تقول بالحرف: "نريد ان ننصح قادة الح.ش.ا.س النظر الى الأمور بهدوء: ماذا ستربحون بتشبتكم بالتحريفية و بالإنشقاقية؟ نود مرة اخرى، ان ندعوا بصدق، قادة الح.ش.ا.س العودة الى الماركسية اللينينية و الأممية البروليتارية" (49). إن ما يثير هنا ليس هذا الوهم الحاصل لدى الح.ش.ص بامكانية عودة زمرة خروتشوف "الى الماركسية اللينينية و الأممية البروليتارية" رغم كل ما راكموه من خيانات ضد الحركة الشيوعية العالمية، بل هو تناسي الفباء الماركسية و طمس الطبيعة الطبقية للتحريفية. ان هذا التقويم الكارثي و الكاريكاتوري بأن مواجهة التحريفية يمكن ان تتم عبر "النصائح" و "الدعوات الصادقة" يفسر، الى حد بعيد، برقية التهنئة التي بعث بها الح.ش.ص لقيادة الح.ش.ا.س مباشرة بعد سقوط خروتشوف، و ذهاب شو وان لاي (Chou En-lai) الى موسكو خصيصاً لتهنئة بريجنيف !!

يبقى أن نشير إلى أن الح.ش.ص قد انتقد ستالين سنة 1956 لكونه ركز كل الجهود للقضاء على الأعداء الداخليين و "ركز على احتدام الصراع الطبقي بعد القضاء على الطبقات، و عطل بذلك تطوير الديمقراطية الاشتراكية"(50) و هو بذلك -أي الح.ش.ص- كان في تناغم تام مع الموضوعة الخروتشوفية التي تقول ب"خفوت" الصراع الطبقي إبان البناء الإشتراكي. لكن سنة 1964 سيعلن الح.ش.ص عكس ذلك تماماً حيث سوف يتهم ستالين بأنه "ابتعد عن دياليكتيك الماركسية اللينينية بالشكل الذي فسر به قوانين الصراع الطبقي في المجتمع الاشتراكي .. فقد أعلن (أي ستالين) بأن في الاتحاد السوفياتي لاتوجد طبقات متناحرة و أن المجتمع السوفياتي قد تجاوز تصادم الطبقات" (51).

نظن اننا سوف نكتفي بهذا القدر من المعطيات التاريخية التي تبين حالة التذبذب التي عان منها الح.ش.ص في مواجهة الخطوط التحريفية، بالإضافة الى بعض المواقف الغير الماركسية التي تبناها و تشبت بها دون اي نقد ذاتي رغم ثبوت عدم صحتها و التي سوف نتناولها في السطور اللاحقة من هذه المقالة.
بعد هذا العرض السريع، هل يمكن ان يكون هناك من سوف يقتنع بأن "ماو هو قاهر التحريفية المعاصرة"؟

يتبع...


رفيق زروال
اوائل 2008


الهوامش:

1. لينين، ما العمل؟، 1902.
2. يشكل "حزب النهج الديمقراطي" الممثل الرئيسي لهذا التيار، وهنا نرى أن نسرد هذه المقاطع من "مشروع ورقة حول الإطار المرجعي للنهج الديمقراطي" الذي قدمت في مؤتمره الأول (الفقرة 15):"لا بد من الإقرار بأن الفكر اللينيني - و هو فكر جدلي نسبي و متغير مع الحفاظ على المبادئ الماركسية الثورية- قد تم تحنيطه من طرف ستالين في إطار ما سمي بالماركسية-اللينينية و إذا كانت الحركات التي انتفضت ضد التحريفية السوفياتية التي انتصرت و بشكل تام أيام خروتشوف (مفهوم التعايش السلمي و انتفاء الصراع الطبقي في الإتحاد السوفياتي) قد تبنت الماركسية اللينينية كرد فعل، فإنها اعتبرت، في الغالب، أفكار لينين كحقائق مطلقة صالحة لكل زمان و مكان و لم تقم بنقد ما أصاب الماركسية من تكلس أيام ستالين فأحرى أن تصحح و تطور بعض تصورات لينين و تغنيها بهدف الإجابة عما يطرحه الواقع من إشكالات"(جريدة النهج الديمقراطي، العدد 82، 10 وليوز 2004، التسطير لنا). هنا تتحول الماركسية-اللينينية الى "اختراع ستاليني" بامتياز!!، بل أن حتى تبني "الماركسية اللينينية" من طرف التنظيمات المناهضة للتحريفية تحولت "الى حالة نفسية" وجب علاجها!! فرغم أن المؤتمر قام بشطب كلي لهذه الفقرة دون المساس بباقي الفقرات في الورقة المصادق عليها، فإن هذا المقطع يبين الى أي مدى وصلت إليه حالة "التعفن " التي تنخر هذا الحزب التحريفي الذي لا يتوان في كل مناسبة عن القول بأنه "يشكل شكلا من أشكال الإستمرارية السياسية و الفكرية للحركة الماركسية-اللينينية المغربية، و خاصة منظمة "الى الأمام" "(نفس المرجع، الفقرة 2). فعن أي ماركسية لينينية يتحدث هؤلاء "الكاوتسكيون الجدد"؟
3. نشير هنا الى ان تاريخ الإنحراف عن الفكر الماركسي اللينيني يختلف من تنظيم لآخر، فالتحول داخل منظمة "الى الأمام" ابتدء مع حملات القمع التي استهدفت كل أطرها سنة 1977 و لتتوج بتغيير تام لخطها السياسي و الإيديولوجي سنة 1979. اما بالنسبة لمنظمة "23 مارس" فعملية التحول ابتدأت منذ منتصف السبعينات توجت هي كذلك بالتأسيس الرسمي لإطار شرعي باسم "منظمة العمل الديموقراطي الشعبي" سنة 1983.
4. ما عدا كتابات ماو تسي تونغ التي تؤطر فترة 1927-1949 و التي نشرت في أربع أجزاء باللغات الأجنبية ابتداءاً من ستينان القرن الماضي.
5. لينين، ما العمل، 1902.
6. نفس المصدر السابق.
7. كانعكاس للواقع الحالي الذي تعيشه الحركة الثورية العالمية و تفجر مجموعة من الحركات المسلحة المعادية للإمبريالية التي تتبنى "الماوية" في مجموعة من البلدان. وضع يشبه الى حد كبير حالة "الإنتشاء" التي تعيشه التيارات التروتسكية بعد وصول بعض تياراتها او المقربة منها الى الحكم (فنزويلا، بوليفيا، البرازيل).
8. لينين، مهمات منظمات الشباب (خطاب القي في المؤتمر الثالث لإتحاد الشبيبة الشيوعي لعامة روسيا)، 1920.
9. خالد المهدي، الموقع التاريخي للثورة الصينية و الموقع النظري لماو تسي تونغ، الحوار المتمدن - العدد: 1276 - 2005 / 8 / 4
10. نفس المصدر السابق.
11. بوعبيد رحال، مجرد "نقطة نظام" في حملة التضامن مع الطلبة المغاربة و منظمتهم أ و ط م ،الحوار المتمدن - العدد: 1194 - 2005 / 5 / 11
12. خالد المهدي، دفاعا عن البلشفية، بهذا الصدد انظر المقالة الرد: "دفاعا عن البلشفية" ام تحريف لها؟ المنشورة في: الحوار المتمدن - العدد: 2370 - 2008 / 8 / 11
13. ضعف يمكن أن نلمسه على سبيل المثال في تبني البعض لموقف عدمي من العمل في الإطارات الجماهيرية بدعوى غياب التنظيم الثوري. و بالمناسبة ندعوهم للتأمل في هذه المقولة لزعيم البلاشفة: "في البلدان التي ليس فيها حزب عمالي اشتراكي-ديمقراطي، ليس فيها نواب اشتراكيون-ديمقراطيون في البرلمانات، ليس فيها أية سياسة اشتراكية-ديمقراطية دائبة، متناسقة، لا في الانتخابات، و لا في الصحافة، الخ. ، في هذه البلدان، علم ماركس و انجلس الاشتراكيين أن يسحقوا الإنعزالية الضيقة، مهما كلف الأمر، ان ينضموا الى الحركة العمالية، لكي يهزوا البروليتاريا سياسياً" (التسطير في النص الأصلي) (لينين، مقدمة الترجمة الروسية لكتاب: رسائل ماركس و انجلس و غيرهما الى زورغه، 1907).
14. خالد المهدي، الموقع التاريخي للثورة الصينية و الموقع النظري لماو تسي تونغ، الحوار المتمدن - العدد: 1276 - 2005 / 8 / 4. لا نريد أن ندخل في نقاش مدى صحة ما كتبه صاحب المقال و هل يوجد فعلاً من يدافع عن هذه المواقف التافهة، لأن واقع الحال أثبث وجود من يدافع عن مواقف اكثر تفاهة و لا تستند حتى على ألفباء الماركسية.
15. نظن ان صاحبنا يقصد "حزب العمل البلجيكي" رغم عدم معرفتنا بمدى صحة هذا المعطى مادام انه ليس هناك "تيار" يدعي علناً ارتباطه هذا، إلا في حالة ما إذا كان ل"خالد المهدي" مصادره الخاصة و الوثائق التي تثبت هذا الإرتباط.
16. خالد المهدي، الماركسية من ماركس إلى ماو : قوة و ابداع و ثورة، الحوار المتمدن - العدد: 1539 - 2006 / 5 / 3
17. "ضرورة الوضوح الفكري" مطلب لا يكف "ماويونا" عن المطالبة به في كل مقالاتهم.
18. خالد المهدي، الموقع التاريخي للثورة الصينية و الموقع النظري لماو تسي تونغ، الحوار المتمدن - العدد: 1276 - 2005 / 8 / 4
19. إبان الاجتماع الحادي عشر للجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي الصيني.
20. مقررات المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني، 1969.
21. هنا يجب أن نأكد بأننا لن نلوم صاحبنا كثيراً، فهذه عادة أصيلة تشترك فيها كل التيارات "الماوية".
22. خالد المهدي، الموقع التاريخي للثورة الصينية و الموقع النظري لماو تسي تونغ، الحوار المتمدن - العدد: 1276 - 2005 / 8 / 4. للإشارة أصحابنا كان لهم السبق التاريخي في نسب مفهوم "البرجوازية الكمبرادورية" لماو تسي تونغ، فهل هذا "سبق نظري" أم هو فعلاً "فقر نظري"؟
23. لينين، مسودة أولية للموضوعات في المسألة القومية و مسألة المستعمرات (من أجل المؤتمر الثاني للأممية الشيوعية)، 1920.
24. انظر النص الفرنسي على الرابط التالي: http://www.geocities.com/komintern_doc/komintern001.htm، الترجمة لنا
25. نفس المصدر السابق.
26. كتاب "المسئلة الصينية في الأممية الشيوعية (1926-1927)، قرار بخصوص المسئلة الصينية، ص 207، (La Question Chinoise dans l’Internationale Communiste (1926-1927), Présentation par Pierre Broué, Edition EDI Paris)، الترجمة لنا.
27. المصدر السابق، موضوعات حول الوضع في الصين، ص 36-37
28. ستالين، الماركسية و المسئلة القومية و الكولونيالية، انظر النص الفرنسي على الرابط: http://www.communisme-bolchevisme.net/download/Staline_Le_marxisme_et_la_question_nationale_et_coloniale.pdf، الترجمة لنا.
29. ، كتاب "المسئلة الصينية في الأممية الشيوعية (1926-1927)"، ص 88
30. الأممية الشيوعية و مشاكل المستعمرات 1919-1935، ص 258،
L’Internationale Communiste et les Problèmes Coloniaux (1919-1935), C. Robertazzi et E. C. Pischel, Editions Mouton
الترجمة لنا.
31. تاريخ الثورة الروسية، و يمكن الإطلاع على النص باللغة الانجليزية على الرابط التالي: http://www.zhongguo.org/trotsky/revbetrayed/images/China/9.htm
32. ماو تسي تونغ، تحليل لطبقات المجتمع الصيني، 1926، المجلد الأول، ص 15-28
33. انظر التقرير الذي قدمه ستالين الى الهيئة العامة للجنة المركزية للح.ش.ا.س (3 مارس 1937) كراس " "الإنسان أثمن رأسمال" مع "في سبيل تكوين بلشفي" "- دار دمشق – ص 20 – 87 ، و يمكن كذلك الإطلاع على الرابطين التاليين (بالفرنسية): http://www.communisme-bolchevisme.net/download/Le_combat_antibureaucratique_de_Staline.pdf، http://www.communisme-bolchevisme.net/download/Ludo_Martens_Un_autre_regard_sur_Staline.pdf
34. ماوتسي تونغ، الوضع الراهن و مهماتنا، 1947، المجلد الرابع، ص 215
35. خالد المهدي، الموقع التاريخي للثورة الصينية و الموقع النظري لماو تسي تونغ، الحوار المتمدن - العدد: 1276 - 2005 / 8 / 4
36. يمكن الإطلاع على الكراس الذي قام "ماويونا" بتوزيعه و المعنون ب"حياة ماو تسي تونغ- قائد الثورة الصينية و قاهر التحريفية المعاصرة". فبغض النظر على أن الكراس لا يتناول نقاش الطروحات التحريفية لا من بعيد و لا من قريب، و هو بذلك يتماشى و عنوانه الأصلي الذي اختاره له مؤلفوه "الحزب الشيوعي الثوري الأمريكي" " التاريخ الحقيقي لماو تسي تونغ و للثورة الشيوعية في الصين" (The TRUE Story of Mao Tsetung and the Communist Revolution in China) (انظر الرابط التالي: http://revcom.us/a/140/Mao_true-story-en.html)، فإن ما يثير الإستغراب هو أن "ماويونا" (او ربما "رفاقهم" العراقيين، مادام أن المقال منشور على موقعهم: http://www.iraqmlr.org) وضعوا عنوانهم الجديد دون أن يعوا أن الكراس لا تتجاوز أحداثه سنة 1949، فعن أي "تحريفية معاصرة" إذن يتحدث أصحابنا إذا ما علمنا أن أولى تجليات هذه الأخيرة ابتدأت مع التحريفية التيتوية نهاية الأربعينات؟
37. يمكن الإطلاع على الرسالتين التي بعثهما ستالين و مولوتوف الى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوغوسلافي على الرابطين التاليين: http://classiques.chez-alice.fr/staline/stal1.html و http://classiques.chez-alice.fr/staline/yug1.pdf
38. انظر النص الفرنسي على الرابط التالي: http://www.contre-informations.fr/chinepop/chinepop/dictprol.pdf ، الترجمة لنا.
39. المصدر السابق.
40. للمزيد من المعطيات عن هذا الارتباط بين زمرة تيتو و الإمبريالية الأمريكية يمكن مراجعة: http://www.communisme-bolchevisme.net/download/Ludo_Martens_Un_autre_regard_sur_Staline.pdf
41. انظر النص الفرنسي على الرابط التالي: http://www.contre-informations.fr/chinepop/chinepop3/yugo.pdf، الترجمة لنا.
42. المصدر السابق.
43. وثائق المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي الصيني 1956، نشر دار بكين، بالفرنسية.
44. انظر النص الفرنسي على الرابط: http://www.contre-informations.fr/chinepop/chinepop/dictprol2.pdf ، الترجمة لنا.
45. المصدر السابق.
46. " بصدد التجربة التاريخية لديكتاتورية البروليتاريا"، انظر النص الفرنسي على الرابط: http://www.contre-informations.fr/chinepop/chinepop/dictprol.pdf
47. "مرة أخرى، بصدد التجربة التاريخية لديكتاتورية البروليتاريا"، انظر النص الفرنسي على الرابط: http://www.contre-informations.fr/chinepop/chinepop/dictprol2.pdf
48. الإختلافات بين قيادة الح.ش.ا.س و نحن - أصلها و تطورها، كتاب: Débat sur la ligne générale du mouvement communiste international, Editions en langues étrangers, Pekin 1965, Page 70 ، الترجمة لنا.
49. قادة الحزب الشيوعي في الإتحاد السوفياتي - اكبر الإنشقاقيين في زماننا، المصدر السابق، ص 372.
50. انظر النص الفرنسي على الرابط التالي: http://www.contre-informations.fr/chinepop/chinepop/dictprol.pdf ، الترجمة لنا.
51. انظر النص الفرنسي على الرابط التالي: http://www.contre-informations.fr/chinepop/chinepop2/pseudo.pdf ، الترجمة لنا.



#رفيق_زروال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضد التروتسكية.. لتحيا الماركسية-اللينينية !!
- « دفاعا عن البلشفية » أم تحريف لها ؟
- لتسقط التحريفية ..عاشت الماركسية اللينينية!!


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رفيق زروال - الحزب الشيوعي الصيني، ماو تسي تونغ و الحركة الشيوعية العالمية