أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر هبر - هرمان هسة مقال للشهيد حيدر هبر















المزيد.....

هرمان هسة مقال للشهيد حيدر هبر


حيدر هبر

الحوار المتمدن-العدد: 2570 - 2009 / 2 / 27 - 04:07
المحور: الادب والفن
    


ربما يكون من الغريب ان نعتبراً احد الروائيين مبشراً ولكن ما يعرفه الجميع ان ديدن الادباء هو الترويج او العرض بفكرة ما أو رؤية خاصة ولهذا سيكون مجمل الطرح في هذا المقام ملتزماً بالرابط الوثيق بين النص والمؤلف بعيداً عن القائلين بموت المؤلف .
كان (هسّه)يحاول في اغلب اعماله التأكيد على ضرورة الدين ولقد كانت ميتافيزيقاه تظهر هنا وهناك ففي (كنولب) ركز على التجربة العاطفية الفاشلة التي خاضها البطل والتي أدّت به الى التسول بل وكان يلفت نظر القارئ في العبارات التي يذكرها عن طريق حوارياته مع نفسه محاولاً دفع القارئ الى الارتياب ثم الظن بوجود تواطئ من قبل قوة عظمة قامت بتوفير المقدمات اللازمة لتحويله الى متسكع يهيم على وجهه في الارض دون هدف يذكر ، الامر الذي يجعل الفكرة الاساسية تطفو على جميع النصوص أو بعبارة اخرى ان المتلقي سيشترك في اكتشاف اله كنولب والذي يتحمل المسؤولية في كل ما يحدث من خير وشر ولكن في نفس الوقت نلمس ضرورة تلك الشرور بل ووجوب الانصياع لها وهذا ما يظهر جلياً في رواية (دميان) والتي يؤكد فيها على (علامة قابيل) حيث قام برفع التهمة عن قابيل واعتبره منفذاً لارادة الاله عندما قتل (هابيل) ومن الواضح ان (هسه) كان اكثر مباشرة في (دميان) لانه كشف عن اسم ذلك الاله الذي يجمع الخير والشر معاً وبالتأكيد كان(براكساس) اختياراً موفقاً وهو أمر معهود في عبقرية (هسه) كما يبدو واضحاً في (سد هارتا) والتي يتجلى فيها الرفض والتمرد على اله (السامانات) الساكن وغير الفعال كما هي الحال في حياتهم التي لم ترق لـ(سدهارتا) والذي وجد بان كل ما يقومون به من تمارين وتعاليم تافهٌ وغير مجد ، الامر الذي دفعه الى معاشرة ماجنة بهدف التعلّم منها واللجوء الى التجارة لمحاولة معرفة الكيفية التي يتعامل بها الـ(لا سامانا) وذلك للوصول الى فهم ما للاله الذي لم يجده في الغابة ولم يستطع الوصول اليه رغم كل ما قام به من تمارين روحية .
لقد استطاع (كولن ولسن) الوصول نسبياً الى خطأ (نتشه) عندما قال(لقد اخطأ نتشه عندما طرح افكاره وكأنه نبي) وبالتأكيد ليس هناك نبوة للالحاد غير ان الامر مختلف عند (هسه) في الطرح حيث انه اشبه (بسارتر) الذي وظّف الرواية لطرح وجوديته التي صعب طرحها كمدرسة فلسفية وبالتأكيد نحن لا نستعمل عبارة (التبشير) بمعناها المتطرف ولكن ما لا يخفى على القارئ هو وجود محاولة لطرح وحدانية من نوع خاص لانه تجاوز الاثنينية عندما جمع الخير والشر في إله واحد اعتبره ضرورياً ومنه يصدر كل شيء وعلى هذا الاساس تكون الحوادث المزعجة والمؤسفة ضرورية لا نها صدرت منه بل ويجب العمل وفق ما تقتضيه مشيئته لان ذلك بالتالي سيكون عملية تكامل وهذا يظهر فيما قاله (هسه) على لسان (دميان) عندما سأله (سنكلير) عن كارثة الحرب العالمية وعن مدى ضرورة الاشتراك بها فقال( انها ارادة براكساس ويجب ان نشارك فيها ) بل واعتبرها نوعاً من التكامل تحتم الضرورة ان تمر به البشرية .
لم تكن المعاناة التي عاشها كل من (كنولب ، سنكلير، سدهارتا) نفسية او عاطفية أو حتى اجتماعية بل كانت المعاناة الحقيقية التي عاشها (ابطال هسه) روحية عقائدية بحتة حيث كانوا جميعاً يحاولون ايجاد الحكمة من الواقع الوجودي أو يحاولون التعرف على مبررات ما يحدث وكما نلاحظ بان النتيجة دائماً تكون في اكتشاف ذلك الاله الذي يوفر القناعة الكافية للمتشككين حتى على المستوى الوجودي ، ونستطيع ان نلمس ذلك في كنولب خصوصاً في النهاية عندما ينفرد في مكان بعيد عن المدينة حيث يكون هسه في أوج تألقه الفني عندما يصور الحوار الذي يدور بين الاله والعبد الذي لم يستطع فهمه بل والذي يحمله المسؤولية الكاملة عن تدميره كأنسان ولكن إله (هسه) له مبرر لكل ما يحدث ولهذا استطاع اقناع ذلك العبد المتمرد حيث تكون نهاية الحوار باعتراف كنولب بـ ( كل شيء كان جميلاً .. كل شيء كان عادلاً ) ، كما هو الحال في نهاية دميان حيث اعتمد في اللقاء الاخير بين (دميان وسنكلير) التماهي بين الواقع واللاواقع تاركاً الامر لمخيلة القارئ بينما أصر على وجود حالة الرضا عند (سنكلير) الذي شعر بوجود (فراويفا) في تلك اللحظة أما بالنسبة لسدهارتا فقد كان اكتشافه للحقيقة هو اكبر عامل ساعده على تخطي كل الالام والاضطرابات الفكرية التي كان يعاني منها بل وحتى عندما تركه ابنه كان الامر اخف وطأة عليه لانه وجد بان النهر يكفي لتعليمه وهذا ما جعله يترك يترك كل ما مر به ليصبح صاحب قارب ينقل الناس من ضفة الى اخرى .
بشكل عام نلاحظ في ديانة (هسه) وجوب نبذ الحياة وعدم المبالاة بالمجد الدنيوي لانها ديانة تدعو الى حقيقة (لا مادية ) يكتشفها من استطاع ان ينقي روحه من الادران ويتجرد من كل الاطماع الدنيوية وان يسخر نفسه للمعرفة الحقة التي تترفع عن الذاتية والانماط التقليدية والقوالب الجاهزة التي لم توفر له أدنى حد من الصفاء الروحي بل العكس جعلته يزداد شكاً واضطراباً وقد كان هذا الامر مماثلاً حتى بالنسبة لبوذا الثائر على تقاليد السامانا غير المجدية والذي استطاع ان يجذب أو يستفز تمرد(سدهارتا) حيث ترك السامانات وقطع مسافة طويلة ليراه ولكن لم يجد لديه اكثر مما عرف.
ان آليات المعرفة التي طرحها (هسه) مختلفة وغير تقليدية فمرة نراه يجعل الرؤى مصدراً مهماً من مصادر المعرفة كما حدث لدميان وسنكلير ومرة اخرى تكون الخلوة والتسكع من مصادرها ايضاً كما حدث مع(كنولب) والطريقة الاخرى هي التعلم من كل شيء وكان هذا اسلوب (سدهارتا) الذي اكتسب معرفته من السامانات وبوذا وعاهرة وتاجر وحتى من النهر وصاحب القارب.
هناك الكثير مما لم نقله ولكن من الممكن ان نقول باننا في هذه العجالة أشرنا الى العقائد الثانوية التي كان يؤمن بها (هسه) والتي دفعته لابتكار اله غايته مساعدة البشر للوصول الى الكمال أي انه الاله – الاب والذي يصفع ابنه لكي يعلمه كيف يكون افضل او يسعى الى الافضل ، انه اله طيب ويحب مخلوقاته ولكن عباده ترفضه لانهم لا يرون ما يراه ولا يعرفون ما يعرفه فهو مطّلع على كل شيء ولهذا يكون تعامله مستهجناً من وجهة نظر الانسان الضيق الافق والذي لا يستطيع الحكم على الاشياء الا بعد تفهمه لهذه الحقيقة.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- عبد الرحمن أبو زهرة اعتُبر متوفيا.. هيئة المعاشات توقف راتب ...
- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين
- فريق بايدن استعان بخبرات سينمائية لإخفاء زلاته.. وسبيلبرغ شا ...
- معرض الدوحة الدولي للكتاب يختتم دورته الـ34 بمشاركة واسعة
- منح المخرج الروسي كيريل سيريبرينيكوف وسام جوقة الشرف الفرنسي ...
- بعد 14 عاما...أنجلينا جولي تعود -شقراء- إلى مهرجان كان السين ...
- اكتشاف سر نشأة اللغة لدى أسلاف البشر
- مهرجان عامل.. محاولة لاستعادة الحياة في كفررمان جنوب لبنان
- مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة... فضاء للتجديد الروحي ...
- زوجات الفنانين العرب يفرضن حضورهن في عالم الموضة


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر هبر - هرمان هسة مقال للشهيد حيدر هبر