غابة اصابعي

كريمة شامي

الحوار المتمدن-العدد: 2569 - 2009 / 2 / 26 - 01:23
المحور: الادب والفن
    

بسم الله الرحمن الرحيم
غابة أصابعي
غابة أصابعي تشابكت حول وجهي
وقالت انظري الى الحقيقة
من خلف زجاج نظارتك السوداء المعتمة
ومجاهل روحك الحالمة
أنت ترينها محض صفاء
محض نقاء
ليس إلا .... وهي هفوات وهراء
علك تفرحين في حلم ضائع
يقض مضاجعك
ويرفل منتشيا وهو يخادعك
يحتضن حزنك الرائع
وأنت لا تبالين ولا تتأففين
والحقيقة تقف خلفك
وهي تسد بوجهك ملامح التطفل
ورعونة الصغار
ولا تلعب الا مع الكبار
وتهيم حبا بالشيوخ
وهي جامحة لعوب
وكاتمة أسرار ولا تبوح
وانأ حيرى في ذهولي
والغابة ما زالت تتشابك حولي
تمازح خوفي المتماسك
مقترنة بالأسى وبالفراغ
واصطناع الطبيعة بلا أصباغ
وبتؤدة الخائر وحذر مراغ
فعمدت الى حلحلتها
ولم استطيع ولن استطيع
فالحقيقة عمياء
وعرجاء
وتمشي ألهوينا
خلف حائط الرجاء
تتوسل البقاء
وتبز أقرانها حسنا
ووجهها الوضْى يرفل بالبهاء
وعليه أمارات النعيم والبطر
وسيقانها تتململ بالخدر
ويداها ترفع علامات النصر
وتلوح بسيوف الظفر
وعيوني مازالت في غشاوتها ترفل
وترتدي ثوب الظلمة حريرا ًولا تحفل
ان تمزق او تهلهل
فتلك الأصابع تأمرني بالنوم
تحت سرير الكذب
وتحيك لي كل ليلة قميصا للنوم
ارتديه.... غصب
واهرب من الذكريات
في مجاهل الأيام والسنوات
تملئني خرافة ان تتحول الكوابيس
الى رؤى وتنبؤات
وان امسك في يدي قلب حقيقي
من لحم ودم
قلب أتلمس فيه نعومة ألامان
ولزوجة الرقة والحنان
الآن وقد فلت أصابعي عن تماسكها
بت أرى الحقيقة قد انتهت
وظل الخيال وحيدا ً
يلعب في ارض المحال
كصبي شب عن الطوق جامحاً
يركض كالغزال
في الدروب هائما ً
الحقيقة لم تمت
لكنها تلاشت في ثقوب الروح
وتباشير زهوها
ترقص على بقايا الجروح
وبعد ان ملت البكاء
على ردم الخديعة
وملت النوح على الفجيعة
كحامة عصفت بعشها الرياح
فتكسر بيضها اللقوح
[email protected]

#كريمة_شامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل