آفة الفساد المدمرة

مهدي زاير جاسم العكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 2566 - 2009 / 2 / 23 - 10:04
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

إختلفت الآراء حول تعريفات الفساد، فالبعض يقول انه استغلال للمصلحة العامة لتحقيق مصلحة خاصة او شخصية، والبعض الآخر يقول هو اتخاذ قرارات بالشأن العام وفق اعتبارات لمصلحة خاصة او شخصية، ومنهم من يقول ان الفساد في هذين التعريفين، شمل القطاع العام فقط، بل انه امتد ليشمل القطاع الخاص ايضاً، واستناداً الى هذا، فانه يعتبر ظاهرة اجتماعية معقدة ذات ابعاد تأخذ اشكال متعددة سياسية، ثقافية، اخلاقية، قانونية.
فمهما كثرت التعريفات، ومهما تعددت أوجهها او صورها سواء كانت من باب التلميح واصبحت اليوم من باب التصريح ان لم تكن من باب التبني المبرمج، ومن انماط وجوده في مختلف القطاعات الخاصة كانت ام عامة، السياسية كانت ام الأدارية، يبقى الفساد آفة المجتمعات وظاهرة خطيرة تقود للفساد الأعظم وهو انهيار الدولة والمجتمع.

فالسؤال الذي يراودنا هو كيف السبيل الى رسم آليات فعالة لمحاربته؟ وما هو دور المجتمع في التصدي له بعد ان اصبح من الأمور المقبولة والشائعة؟ بدأ بالمحسوبية والرشوة، والأنتهاك لمبدأ المساواة في المعاملة الذي يضيع من خلاله مبدأ المساءلة وعدم تطبيق القوانين وبالتالي الأفلات من العقاب الذي يؤدي بدوره الى اضعاف البناء الديمقراطي للمؤسسات الحكومية.

فكل هذه التساؤلات تبقى مطروحة ومرهونة بالتقدم الحاصل في مجال محاربته، فلا بد لنا من الأحاطة بشموليته ومعرفة المكونات الأساسية له، والتي تتطلب تحديد منهج صحيح وتغيير النظرة التي ترى ان الفساد المستشري في عمق مجتمعنا عارض طارئ. فكان لزاماً علينا وضع الأساليب الكفيلة لمحاربته والقضاء عليه.

وهذا لا يتم الا اذا تظافرت الجهود ويعمل من اجلها كل من يهمه الأمر، حكومات ومجتمع مدني، ومؤسسات اعلامية وقطاع خاص وقطاع عام ومنظمات دولية بالاضافة الى كافة المواطنين المخلصين.

ولابد لنا من الأشارة الى ان هناك اليوم قناعة قوية لدى كل المنظمات الدولية والأقليمية التي تعمل من اجل ارساء قيم الشفافية والنزاهة وسبل تعزيزها. من اجل التغلب على ضروب الفساد المستشري في مجتمعنا اصبح أمر ممكن على ان تتوافر لمحاربته الأرادة السياسية القوية التي تهدف الى وضع أسس بناء نسق وطني للنزاهة يضع اللبنات الأساسية لخوض الحرب ضد الفساد في كل المجالات الأجتماعية والقانونية والأقتصادية والسياسية والتربوية.

واعتقد ان الوقت قد حان لأتخاذ استراتيجية لمكافحة آفة الفساد المدمر يجب ان تأخذ الجانب التثقيفي والأعلامي والتربوي وذلك من خلال غرس مبادئ الأمانة والأخلاص والصدق لنشر ثقافة النزاهة في الجيل الجديد لبناء عراق موحد ومزدهر تتكاتف فيه الجهود من اجل انجاح التنمية وبناء الوطن على أسس سليمة بعيدة عن كل مظاهر الفساد والتخلف.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل