أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - محمد علي محيي الدين ‏ - ملاحظات أولية حول نتائج الانتخابات المحلية (2) ‏















المزيد.....

ملاحظات أولية حول نتائج الانتخابات المحلية (2) ‏


محمد علي محيي الدين ‏

الحوار المتمدن-العدد: 2560 - 2009 / 2 / 17 - 05:46
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


ومن الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج القصور الذي رافق العملية ‏الانتخابية وهو قصور تتحمل مسئوليته القيادات الحزبية بمختلف ‏مستوياتها فلم يكن الأداء بالمستوى المطلوب،ولم يكن التحرك بالفاعلية ‏الشيوعية المعروفة ،ولذلك أسبابه الكثيرة التي يمكن أجمالها بما يلي: ‏
‏• قصور واضح في الحملة الإعلامية فالبوسترات واللافتات والملصقات لم ‏تغطي إلا جزءا يسيرا ، ولم يكن ذلك نتيجة قصور مادي بل لضعف في ‏تركيبة لجان الانتخابات في المحافظات وعدم أشرافها المباشر على قيادة ‏الحملة مما جعل كل مرشح يعمل بوحي من قدراته الذاتية ،لذلك لاحظنا ‏تفاوتا في الدعاية لشخص عنه في آخر،مما يعني أن الحملة لم تكن مركزية ‏خاضعة لأشراف مباشر من قيادتها،بل أن التنافس كان بين أطراف القائمة ‏أكثر وضوحا منه مع القوائم الأخرى. ‏
‏• ضعف بعض المرشحين وعدم امتلاكهم للشعبية التي تؤهلهم على ‏المنافسة ،وخصوصا بين الحلفاء الذين لم يحصدوا غير جزء يسير وكانوا ‏عبئا على القائمة وسبب في تردي شعبيتها لأسباب تعرفها القيادات الحزبية ‏الدنيا،وهؤلاء كان لهم ثمانية مرشحين ، يضاف إلى ذلك أن نسبة النساء ‏كانت ثمانية مرشحين مما يعني أن القائمة تتنافس على مقاعد تقل عن ‏النصف بقليل،لأن المرأة في ظل الأوضاع الحالية لا تحضا بالقبول في ‏المجتمع العراقي ولن تنتخب إلا لأسباب القرابة أو العلاقة الحميمة ،مما أثر ‏على نسبة الأصوات. ‏
‏• لم تتمكن المنظمات الحزبية من عقد ندوات جماهيرية تتميز بالحضور ‏الكبير وشرح البرنامج أو الترويج للقائمة والندوات التي أقيمت لا ترقى ‏للمستوى المطلوب لأن أكثرية الحضور من الشيوعيين الملتزمين والسابقين ‏،وكان الأولى أن يكون حضور الندوات من أشخاص بعيدين عن ‏التنظيم،وغير حزبيين أو أصدقاء الحزب لأن النشاط يجب أن يوجه للأكثرية ‏غير الملتزمة،وعلى المرشحين الوصول إلى الريف والتجمعات السكانية ‏والأحياء الشعبية والأسواق والساحات العامة ولكن ذلك لم يحدث ولم يفكر ‏به القائمين بالحملة مما يؤشر نقطة ضعف علينا تلافيها في المرحلة ‏المقبلة. ‏
‏*افتقار الحزب للمواقف الواضحة من القضايا التي تهم الجماهير وتشغل ‏تفكيرها فالفساد المالي والإداري المستشري في البلد لم يكن للحزب موقفه ‏الواضح منه وكان المطلوب فضح الفاسدين وكشف الفساد وعدم المجاملة ‏أو الاكتفاء بتقديم الملاحظات للقوى الفاعلة ،وكذلك الأمر في الخدمات التي ‏كشفت عن قصور السلطة في تأمينها لم يكن للحزب موقفه القوى حيالها ‏وكان الأولى أن يكون الحزب رأس المعارضة لكشف أخطاء السلطة ‏وسلبياتها،لا أن يقف موقف المتفرج،بانتظار أن يقوم الفاسدين بتطهير ‏أنفسهم،وكذلك مواقفه في القضايا المصيرية التي تهم مستقبل العراقيين ‏كقانون الأقاليم الذي رغم كل التبريرات لم يكن في صالح العراقيين وكان ‏التصويت عليه طلقة الرحمة لذلك نرى النصر في الانتخابات المحلية كان ‏لدعاة المركزية وفشل الأحزاب المساندة لقانون الأقاليم،ورغم أن الحزب ‏ليس طرفا في المعادلة التي لها فرسانها المستفيدين منها إلا أنه تحمل ‏نتائجها ليكون مصداق قول الشاعر: ‏
‏ لست من جناتها علم الله وإنني بحرها اليوم صالي ‏
وبالتالي على الحزب أن يكون له مواقفه البعيدة عن التوفيقية وأن ينهج ‏نهجا بعيدا عن تأثيرات الأحزاب التي تقود السلطة في العراق وأن تكون له ‏مواقفه المستقلة في هذا المجال. ‏
‏• الخروج من الشرنقة الكردية: كان للحزب منذ بدايات تشكيله موقفه ‏الداعم للقضية الكردية وقد قدم لها الكثير وناله ما ناله من الأذى ‏بسببهم،وظل متمسكا بهذه الثوابت المبدئية طيلة تاريخه المجيد،وبما أن ‏الحزب الشيوعي الكردستاني قد أصبحت له استقلاليته في أدارة الإقليم كان ‏على الحزب العمل في الوسط العراقي وفق حاجات الشعب ومطالبه ‏وتوجهاته لا أن يقصر نفسه للدفاع عن الكرد وتأييد سياستهم رغم ما ‏خالطها من مواقف متشنجة وأخطاء كبيرة،ولم يكن الموقف الكردي بالمقابل ‏يوازي ما قدمه الحزب له من دعم وإسناد ،فقد كان الكرد بحكم موقعهم في ‏أدارة البلد العليا قادرين على مد يد العون للحزب ليأخذ مكانه الحقيقي في ‏الساحة ولكنهم للأسف الشديد تعاملوا معه بنكران ولا مبالاة،رغم أنه ‏الداعم الحقيقي لهم في جميع المجالات،فقد عز على الحزبين الكرديين وضع ‏أحدى فضائياتهم تحت تصرفه في الحملة الانتخابية ،وكانت قناة الحرية ‏التابعة للإتحاد الوطني الكردستاني قد قدمت ندوة يتيمة وأجرت لقاء واحد ‏مع سكرتير الحزب ولو كان الكرد صادقين في تعاملهم مع الشيوعيين لكانوا ‏إلى جانبه في هذا المجال والجميع يعلم ما لاقى الحزب بصدد قضية كركوك ‏وأعتقد أنه خسر الكثير من المؤيدين له من التركمان والعرب في تلك ‏المدينة بسبب موقفه من قضية كركوك فهل كان الكرد بمستوى الحزب في ‏التعامل بالمثل،أذن على الحزب أن يبحث عن حلفاء حقيقيين أو يعتمد على ‏نفسه في اتخاذ المواقف التي تخدم مسيرته. ‏
‏• للحزب امتداده في الوجدان الشعبي وأنصاره وأعضائه القدماء الذين ‏كانوا في يوم ما سارية العلم لنضاله الطويل وخاضوا معامع النضال بروح ‏شيوعية تهزأ بالمستحيل ولكن ظروفهم الصحية والاجتماعية وأمور خاصة ‏بهم أبعدتهم عن الساحة النضالية ورغم ذلك لا زالوا مشدودين برباط وثيق ‏إلى الحزب ومسيرته ومؤيدين له في خطواته وتوجهاته ولكن الكثير من ‏هؤلاء يشعرون بالإحباط بسبب الإهمال والازدراء الذي يعاملون به من ‏الشيوعيين القادمين من الخارج أو الأجيال التي لم تعمل معهم في سنين ‏النضال وكان الأولى بمحليات المحافظات وقيادة الحزب تفقدهم وتوثيق ‏العلاقات معهم والاهتمام بإيصال أدبيات الحزب إليهم وأجراء اللقاءات ‏الدورية معهم لشرح سياسة الحزب والاستئناس بآرائهم بما يمتلكون من ‏خبرات ورؤى تصب في مصلحة الحزب،وهذا الأمر فوت على الحزب ‏أصوات كثيرة ضاعت لهذه الأسباب. ‏
‏• ضعف العمل التنظيمي:مما تميزت به الفترة الحالية للعمل التنظيمي ‏الابتعاد عن الكثير من الضوابط المتبعة في التنظيم الشيوعي سابقا فقد كان ‏الحزب يعتمد في تنظيمه على أسس ثابتة لا يحيد عنها فكان يختار الأصلح ‏والأحسن ويعطي للنوعية أهميتها ولكن الملاحظ بعد سقوط النظام والعودة ‏الجديدة للساحة العراقية إهمال الحزب هذا الجانب وأصبح كحاطب ليل ‏يعطي اهتمامه الأكثر للكمية دون النوعية ،ولظروفه المعروفة وعدم وجود ‏المحترفين للعمل الحزبي ،وعدم التحلي بالروح الجهادية السابقة التي عليها ‏معظم الشيوعيين آنذاك فقد أنعدم التثقيف والاشتراك بالدورات التطويرية ‏وأهمل هذا الجانب إهمالا كاملا من قبل القيادات المحلية الجديدة ،وكان ‏هؤلاء أشبه بالهواة منهم بالشيوعيين العقائديين مما أثر على النوعية ‏الشيوعية المطلوب توفرها ،وبالتالي أضعف من قدرات الحزب على التحرك ‏في الشارع لاستقطاب الجماهير وكسبها لجانبه. ‏
‏• ضعف المختصات الحزبية (شبيبة –طلبة- عمال – فلاحين – نسوية) ‏وغير ذلك،وخواء هذه المنظمات وهلهلتها وجعلها هيكلية غير فاعلة وهي ‏التي كانت سابقا السند المكين للحزب في نضاله وامتداده الجماهيري ‏والشعبي وذراعه الضاربة ،والطريق لتسلق سلم العضوية والانغمار في ‏العمل الحزبي،وكان لهؤلاء أثرهم في رفد الحزب بالعناصر الشيوعية التي ‏استطاعت أن تكون شيئا في مسيرة الحزب. ‏
‏• الابتعاد عن معالجة قضايا الجماهير وإدامة الصلة بها:لقد كان الحزب ‏الشيوعي العراقي منذ تشكيله وعبر تاريخه المجيد المدافع الأول عن ‏الجماهير والراعي لمصالحها والفصيل الجهادي في الدفاع عنها لذلك كانت ‏شعبيته في ازدياد ونماء بفضل ما قدمه لهذه الجماهير،فيما أصبح في ‏الوقت الحاضر بعيدا عن تطلعاتها وأمالها مما جعلها تسير باتجاهات ‏أخرى،وكان على الحزب الاستفادة من تعثر السلطة في تحقيق مصالح ‏الجماهير ،وتبني مطالبها وقيادتها للمطالبة بحقوقها وبذلك يستعيد ‏جماهيريته لأن الشيوعيين طيلة تاريخهم كانوا المدافعين عن الشعب ‏ومصالحه وحصلوا على مكانتهم السامية عن هذا الطريق ،ولم يكونوا من ‏أرباب السلطة حتى يوفرون له فرص العمل أو أصحاب الأموال فيغروه ‏بأموالهم،لذلك على الحزب الخروج من عمله المكتبي والنزول إلى الشارع ‏لاستقطاب الجماهير،لأن الحزب هو الذي عليه السعي إليها لا أن تكون هي ‏الساعية إليه،واعتقد أن تأثير الزعامات المحلية التي جاءت من الخارج ولم ‏تتمرس بالنضال الجماهيري كانت وراء هذا الابتعاد ،والذي كان مقاتلا في ‏كردستان أو لاجئا في أوربا ويصلح للعمل المسلح أو الفكري ليس ‏بالضرورة أن يكون قائدا جماهيريا أو منظما من الطراز المقبول لذلك على ‏الحزب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ،وأن يكون العاملين في ‏المراكز المتقدمة من المحترفين لا الهواة. ‏



#محمد_علي_محيي_الدين_‏ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - محمد علي محيي الدين ‏ - ملاحظات أولية حول نتائج الانتخابات المحلية (2) ‏