عيسى صوف
الحوار المتمدن-العدد: 2558 - 2009 / 2 / 15 - 08:11
المحور:
القضية الفلسطينية
هل س
اسرائيل , ذلك الكيان الذي تأسس على النظريه الميكافيلية حيث غاية وجودها بررت كافة الوسائل لذلك , فنجد ان الاسرائيليين مزجوا بين امور كثيرة منها تعاليم التوراه بالتقاليد الصهيونية الناتجة عن اطماع استعمارية وجعلوا منها تقاليدا دينية جديدة نشروها بين اليهود البسطاء حول العالم , وبعد ذلك مزجوا بين الديانة والجنسية لكي يخلقوا علاقة ايضا دينية بين اليهودي ووطنه القومي المزعوم في فلسطين , لقد برعوا في تصوير انفسهم بالضحية التاريخية واستدروا تعاطف الناس معهم لكي يتجاهل الناس كل الممارسات اللاخلاقية التي مارسوها ويمارسوها ضد الفلسطينيين الى ان توصلوا وباصرار غريب الى خلق واقع جديد بقوة القوة والسلاح على الارض تغيرت فيه خارطة فلسطين التاريخية لمرات عديدة , فمن قرار التقسيم الى حرب 48 مرورا ب 67 فالجدار العازل ومن يدري ماذا بعد . اعتقد ان اسرائيل وبعد مرور 60 عاما على قيامها وبالتاكيد على نكبة الشعب الفلسطيني وصلت الى قمة طموحها بقوة السلاح وبمساعدة الماكينة الاعلامية التي ساهمت بشكل قوي وفعال في تأسيس اسرائيل وذلك من خلال ترويج المزاعم والاكاذيب والدعاية السياسية والحرب النفسية وغيرها لحشد المؤيدين والداعمين لها من الغرب الساذج , وبالتاكيد ايضا فاننا لا نستطيع تجاهل الدور العربي الرسمي الباطن الذي اسهم بشكل فاعل في قيام هذا الكيان المغتصب لارض الغير بالقوة , وهنا نحن لسنا بصدد ذكر التفاصيل , ولا يمكننا ايضا ان نتجاهل الدور الغربي الداعم لكل الرؤى الاسرائيلية منذ قيامها بل وقبل ذلك ولغاية الآن بل والى الابد لامور نعرفها جيدا وذكرناها في مقالاات سابقة ايضا. على كل الاحوال فان اسرائيل اليوم اصبحت امرا واقعا على الارض , وهي اصبحت عضوا في الامم المتحدة , ودولة معترف بها من الكثير من دول العالم , وهي تتقدم بخطى واضحة الى الامام وتسجل خروقات واضحة في المحيط العربي , الى ان وصل الامر بان بعض الانظمة العربية يفضلها على بعض الدول الاسلامية ويصف خطرها بانه اقل من الخطر المتوقع من ايران مثلا , ولا احد يستطيع ان ينكر انها ايضا اصبحت لاعبا دوليا من اقصى الارض الى اقصاها , وخير دليل على ذلك الحرب الروسية الجورجية الاخيرة , ودورها في الضغط باتجاه توجيه ضربة الى ايران وغير ذلك من الامثلة . ان اسرائيل تعيش اليوم في نشوة انتصارها ونشوة تحقيق حلمها الذي رسمته الصهيونية العالمية وجعلت منه حلما لكل يهودي على وجه الارض من خلال بعض الممارسات والطقوس التي دمجتها الصهيونية مع الديانة اليهودية لتصبح تقاليد دينية بحته , ولكن وعلى ما يبدوا ان القيادة السياسية في اسرائيل قد وسعت سقف طموحها الى ابعد مما كانت تسعى اليه منذ بداية تأسيسها وهو ( ان يكون وجودها وجودا طبيعيا في المنطقة العربية ) بالرغم من انها وجدت بقوة السلاح والنار وعلى بحر من الدماء والمعاناة لشعب اخر , ولكنها اليوم تبدد فرصة تاريخية لا اعتقد انها ستتولد في العقود القليلة القادمة على الاقل . ان كيانا مثل اسرائيل وجد بقوة القوة في محيط يختزن له العداء الظاهر والباطن سيكون وجوده حتما مرتبط بقوته , وهذا يعني انه وبمجرد زوال تلك القوة التي هي سبب رئيسي لوجوده سيكون بالتاكيد زوالا له , ولا اعتقد ان احدا يضمن القوة الى الابد , كما ان لا احد يضمن ضعف الآخرين الى الابد ايضا . ومن هنا فانني ارى ان هناك فرصة نادرة التكرار في الواقع السياسي العربي والدولي ان لم تغتنمها اسرائيل فانها ستبقى وجودها مرتبطا بالقوة التي اذا زالت ستزول معها بكل تاكيد , وانا اعتقد ان هذه الفرصة تتمثل في حل الدولة الواحدة ثنائية القومية ذات الطبيعة الديمقراطية والمساوية بين كل شرائح المجتمع وتكون فيها الحرية المطلقة لكل يهود الارض وفلسطينيي الارض بالعودة اليها متى يشاؤون , وبهذا فان اليهود سيضمنون وجودهم في الارض المقدسة الى مالا نهاية سواء كانوا في حالة ضعف او في حالة قوة , وسواء بقيت اميركا متربعة على عرش العالم ام انها ستنهار قريبا وستظهر بديلا لها قوة اخرى قد لا تحمل نفس التعاطف مع اليهود ومع اسرائيل . اما اي صيغة لحل آخر سواء كان صيغة حل الدولتين او غيرها , فان هذا من شأنه ان يبقي على العداء المبطن للكيان الاسرائيلي في النفس العربية لانه سيبقى مزروعا في الوجدان العربي ان دولة اسرائيل هي دولة بنيت بالقوة على انقاض شعب آخر عصى ان يذوب او ان يتلاشى , ولا يمكن لاسرائيل ان تهنأ على الاطلاق ما دام هناك شخص فلسطيني واحد على وجه الارض لانه سيبدا رحلة شرح قضيته الوطنية من جديد ليبدأ بتشكيل الجبهة الجديدة ليعيد الصراع الى مربعه الاول فهل هذا هو طموح القيادات السياسية الجديد في اسرائيل ؟؟؟Issa977@ HOTMAIL.COM
#عيسى_صوف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟