أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نادر غانم - -الإرهاب- و -الإرهاب المضاد-














المزيد.....

-الإرهاب- و -الإرهاب المضاد-


نادر غانم

الحوار المتمدن-العدد: 2554 - 2009 / 2 / 11 - 08:19
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تنفس جميعنا الصعداء في الآونة الأخيرة حين ولتْ إدارة بوش وذهبت أدراج الرياح بعد سنين عصيبة قلبت العالم رأساً على عقب, وأعلنت ولادة مفهوم جديد سمّي "الإرهاب" اتخذت خلاله سياسات وخطوات أشعلت فتيل نار لم تكل إلى أن اغتصبت حقوق الإنسان في العالم الثالث (وهذه التسمية بحد ذاتها غير منصفة ومهينة في المقام الأول).
معتقل غوانتانامو هو دون أدنى شك بصمة عار في تاريخنا الحديث, وفي سجن أبو غريب شهدنا ما تقشعر له الأبدان.
في أماكن كثيرة اعتقل الأبرياء وعذبوا, احتجز عامة الناس من فئات مختلفة دون محاكمة, وحرم الكثير سواء القاطنين في شرق المعمورة أو غربها من حرية التنقل مع توجيه أصابع الإتهام لهم.
بحجة الحرب على الإرهاب احتلت أراضي العراق وأفغانستان, لكن ما تلا تلك الكذبة ثقيلة الوزن من دمار فتح أبواباً مختلفة على الإرهاب فغزا الأخير تلك البلدان وفتت أجسادها من على بكرة أبيها.
الشرخ الآخر الذي خلفته الحرب على الإرهاب هو استغلال بعض الدول لمفهوم الإرهاب كذريعة تخدم مصالحها الخاصة. فعلى سبيل المثال ﻻ أكثر أصبح تظاهر كاهن في التيبت يسمى إرهاباً, وفي دول أشد خبثاً مثل اسرائيل اتخذ الإرهاب كوسادة مريحة تتكئ عليها عصابات اليمين المتطرف التي بادرت بلا تردد إلى تضييق الحصار على شعب أعزل يتعطش للحرية وخنق أنفاسه دون رأفة تحت غطاء الإرهاب.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد, بل انقسم العالم بأسره دون اختيار إلى فريقين؛ الخير والشر. والفارق الواضح الذي يفصل بين سيناريو كهذا وسيناريو فيلم بوليوودي هو أن الأول كان حقيقياً بكل معنى الكلمة على العكس من وردية الثاني وتوظيفه المؤقت لاستمالة العاطفة.
سيناريو الخير والشر تمت تعبئته وتحصينه بنظام مناعة فتاك يكافح ضد عدوه الأوحد (الإرهاب), وفي خضم ذلك النظام استهدف الإنسان في كل مكان ليدفع ثمناً باهظاً يفوق طاقته.
استهداف الإنسان لم يقتصر على العالم الثالث بل شمل الغرب أيضاً بشكل يدعو للقلق ويدق ناقوس الخطر حول رؤيتنا أو تشخيصنا لمستقبل العرق الإنساني كحضارة تدعو إلى استمرارية وجودها.
رأينا وللمرة الأولى ما يشبه روايات الخيال العلمي حيث يوظف الإنسان للعمل كآلة تخدم وجود النظام الذي وجدت فيه. وبالفعل مارس النظام الجديد في الغرب سياسات وضيعة قللت من قيمة مواطنيها, وما يستحق الذكر منها قانون مثير للجدل ساد في الدول الغربية يجيز للحكومة وضع شيفرة مطورة داخل جواز سفر أي من مواطنيها يسمح بتعقب حركته ومعرفة أماكن تواجده في أي وقت تشاء.
وبعيداً عن تفاصيل تطبيق القانون أو مدى انتشاره, فإن ركيزته الأساس تبعث على انحطاط من نوع جديد قد يبعث بدوره حضارتنا الإنسانية إلى حافة الهاوية.
كل من يعشق الحرية ويؤمن بها كمنطق حياة ﻻ بد أن يرفض فكرة وجوب استخدام جواز السفر من أصله, فما بالك بشيفرة ترصد صاحبه أينما ذهب.
لذا يتوجب على حكومات العالم قاطبة أن تعمل حسب منطق ترسيخ الذات من أجل خدمة البشر. وإن فعلت العكس فيحق لنا كبشر ليس كآلات إنتاج أن نقف وننتفض لنعبر عن رفضنا ضد من يظنون أنفسهم ممثلين أبديين لنا.

من المؤسف بأن نلحظ كل ما حل من انهيار وتدني مستويات (الثقة بالآخر) دون أن يتم حتى هذه اللحظة وضع تعريف لمفهوم (الإرهاب).
ولو رضينا كحسن نية بما فرض علينا من مفهوم ضبابي عن الإرهاب يطرحه المحافظون الجدد على العالم أجمع وما يخبئه ذلك المفهوم من تصغير محكم لقدرة العقل البشري على استنتاج المنطق وحسن التصرف, فأنا مضطر إلى القول بأن الإرهاب المضاد الذي قام به هؤلاء على رأس عرابهم السيد بوش يفوق بقذارته درجات عليا مما وقع من إرهاب في المقام الأول. وما ذكر وما لم يذكر بعد يشهد على صحة ذلك.

أزمة عصرنا الحالي معقدة وضبابية. ونحن كبشر لنا الخيار في نهاية المطاف؛ إما أن نحل العقدة ونضمن بقاءنا بقاءً جماعياْ كمخرج وحيد, أو أن نسلم بالأمر فنسرع في وقوع كبريات الكوارث لتسبب انتحاراً من نوع جماعي يعلن وفاة حضارتنا الإنسانية.
وفي حال أردنا الخيار الأول, ألا وهو المحافظة على الوجود الإنساني فلا بد من وضع أسس تشمل كافة معايير الوجود ذاك يتم من خلالها التعرف على طبيعة الأفعال وتسمية الأشياء باسمها الصحيح. ﻻ بد من بذل جهد جماعي يقرب الصورة ويضع تعريفاً متوافق عليه لما يسمى الإرهاب كي نستطيع تسميته بمخرب حق الوجود الإنساني الذي هو حق الجميع في حال وقوعه.
في نفس الوقت يجب استخدام تلك الأسس نفسها لتعريف ما هو (الإرهاب المضاد), ولزوم ملاحقته والتحقق في شأنه إذا اتضح أنه يسير على خطى غريمه الأول – الإرهاب.
ما ورد ينطبق على الجميع دون استثناء. أما إذا وجد استثناء ما فلنعتبر ذلك بحد ذاته انطلاقة جديدة للإرهاب.
وفي الختام يجب الدعوة إلى التخلص من الحساسيات المفرطة ومحاولة التعمق في مفهوم الإرهاب قليلا. فمن السذاجة الإعتقاد بأن الإرهاب يقتصر فقط على تفخيخ سيارة أو تفجير بناء ومساواته بسطح الأرض. الإرهاب يحمل في طياته الكثير؛ الإرهاب هو الجوع, الإرهاب هو الفقر, الإرهاب هو قمع الحريات, الإرهاب هو دعم الديكتاتورية, الإرهاب هو المرض, الإرهاب هو الجهل, الإرهاب هو الحظر الإقتصادي, الإرهاب هو منظمة تجارة تزعم بأنها عالمية, الإرهاب هو التمييز العنصري, الإرهاب هو تهميش الآخر, الإرهاب هو وسائل الإعلام المنحازة, الإرهاب هو سرقة الثروات وإغراق الدول النامية في ديون أزلية, الإرهاب هو تدمير البيئة, الإرهاب هو الفساد الحكومي والسياسي وأكثر من ذلك الأخلاقي.
وهذا ينطبق على الجميع.



#نادر_غانم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نادر غانم - -الإرهاب- و -الإرهاب المضاد-