أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان شكري عياش - .... إلا من وهجِ طُفولةٍ














المزيد.....

.... إلا من وهجِ طُفولةٍ


وجدان شكري عياش

الحوار المتمدن-العدد: 2542 - 2009 / 1 / 30 - 07:16
المحور: الادب والفن
    



الإهداء
إلى الشاعر الفلسطيني خالد جمعة المقيم في غزة
كَطيرٍ تتملكهُ شهوةُ الرحيلِ .. مُمتدِحاً رائحةُ الماضي قبلَ الولوعِ في تذكُرِ ناياتِ رُوحٍ تختبِرُ لِذةَ انهِزامِها على شُرفاتِ كمنجاتِ فقدٍ يرتبِكُ لِيعزِفَ وهم حنينه المؤجل.
هكذا أنت .. أيُها الناحِتُ شهقةَ وجودِك على رمالِ خصري المُراوغُ كالندى في صباحٍ ملعونٍ لا يشبِه شِتاءنا المُنتظر .
ما الذي يُبهِجُنا حينما نلمحُ عُري أنفاسِنا يمضي بِلاَ نَدمٍ صوبَ حُلمٍ يسكُنُه الرَحيل لنكتشِفَ نعمةَ النسيان ؟.
حَنينٌ يضرِمُ هَشِيمَ الكلام ..حينما الماءُ يهجُرُ النهرَ .. وأرصفةُ القاهرة وميدان طلعت حرب .. وساحةُ النسور .. وساحةُ الشهداء .. وساحةُ المنارة .. تُؤرجِحُ فاكِهةَ ظلي الشبيه بالندى كلعنةِ أغاني الشيخ إمام ومارسيل خليفة .. على صَهيلِ حناجر خوفِنا الموعودِ بِانبِلاجِ فجرٍ مُؤرقٍ بعويلِ الانتهاك .
وجدان ..ابنةُ الكرمل وعشيقةُ صواريخ جراد .. فمُها استدارةُ حرمانٍ لِتُرابِ مقبرةٍ داهمه شوقُ الراحلين الغافين في حُضنِ الندى كصليبٍ أنحني من شِدَةِ الآسي .
وجدان.. وجعُ الناي ورِعشةُ أجنِحةُ الفراشاتِ .. تقترِبُ من خرابٍ مؤنقٍ يُبهِجه وجعاً يُدمي أحلامَ شعبِها بِنصرٍ قريبٍ ..وضبابِيةُ النُعاسِ تمُرُ بالقُربِ من عُيونِ أطفالِ غزة ولا يقدِرون على النوم .
رأيتهم يطلِقون قذائفَ حقدهم حينما أطفالُ غزة يُلاحِقون ظِلالَ قوسِ قٌزح قُربَ سُورِ مسجد بيت لاهيا ومدرسة الفاخورة ، ونساءُ تل الهوى ومُخيم جباليا والنُصيرات يُدرِبن النحيبَ التمهل كي يفقدَ الموتُ صبرهُ ويُنهي مجازِرهُ .


وجدان .. من جيلٍ رَضِعَ حليبَ القهرِ فكانت نكبتُهُ خسارةٌ فادحةٌ .. جيلٌ تربى على ملاحقةِ النصرِ صانِعاً من أجسادِ أبنائه قوسَ نصرٍ كاذِبٍ .. جيلٌ يُتقِنُ الغناءَ قُرب وهجِ نارٍ أطعمتنا خُبزَ صاجِها لِنكونَ قادرين على تدلِيلِ المُقاومة ونحن نُردِدُ ..
أنا يا أخي
أمنتُ بالشعبِ المُضيعِ والمُكبل
وحملتُ رشاشي ، لتحمِلَ بعدنا الأجيالُ منجل..
سنمتدِحُ السرابَ لأنه يمتلِكُ الكثيرَ من التفاؤل .. نحنُ الواهِمون بِقٌدرَةِ قصبِ الحُقولِ على العزفِ رُغم خوفِنا من وجودِنا الباهِتُ المُتكرِرُ الذي بدأ يفقِدُ بهجته إلا من وهجِ طُفولةٍ تنبُشُ رُكامَ فقرِ الماضي وتسعَدُ به .. حينها ننتهي كحكايا * رُعاةِ العُزلةِ * .
يُمكِنُنا الاعتِمادُ على ظِلالِنا كي نلمُسَ لهفةَ وجودِنا ونجتاز مسافة دَمِنا المسفُوحِ في غزة .. بالكثيرِ من شَجَنِ كلِماتٍ تُؤاخي قصبَ الحُقولِ حِينما يِفيضُ بهاءُ محبتِنا لِنتحول إلى ناياتٍ .
لا مجدَ للريحِ إن لم نتبعُها كَظِلٍ يحتطِبُ في العتمةِ والهباءُ يعقِدُ صداقة الاكتفاءِ لِوطَنٍ من رمادِ الغياب .
" زهراتُ بعلوشة الخمس " كُن يتقاسمن رَغيفَ جوعِهن المُحاصر ..يتسابقن على إيقاظِ شمسِ الضُحى من غفوتِها ، كي يرسُمن خمس زهراتِ نرجِسٍ يُشبِهن عيونِهن حينما رصاصُ الغدرِ أعدم أحلامِهُن رُغمَ بردِ غزةَ وشوارِعِها المُشتَعِلَةُ الصامدةُ كأهلِها .
أُواصِلُ العواءَ ونشيدُ رملُ غزةَ يتبعُني ..
وجدان شكري عياش - شاعرة فلسطينية
بنغازي 2009.1.10






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...
- لماذا أثار فيلم -الست- عن حياة أم كلثوم كل هذا الجدل؟
- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-
- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان شكري عياش - .... إلا من وهجِ طُفولةٍ