أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفي عبد العال - شروط الاصلاح














المزيد.....

شروط الاصلاح


مصطفي عبد العال

الحوار المتمدن-العدد: 779 - 2004 / 3 / 20 - 06:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كعادتنا كعرب ورغم كل ما عانيناه من مآسي وانهزامات نتيجة لتصلب شرايين الانظمة العربية وضمور الفعل الشعبي الضاغط للاصلاح وشلل النخب العربية, كعادتنا استنفرنا لمواجهة المشروع الامريكي لاصلاحنا لانه ات من هناك ونحن ولله الحمد نرفض الاستيراد ونرفل في نعمة الانتاج الوطني, وحتي لانظل ممارسين لعاداتنا السرية والعلنية المدمرة الي ان ننقرض, ماذا لو تساءلنا عن امكانية انتهاز الفرصة للدفع بعجلة الاصلاح للدوران متخطين كل الاكليشيهات الحقيقية والموهومة عن ان امريكا لاتريد لنا ديمقراطية بل اعادة احتلال , واننا لانقبل ما يتعارض مع خصوصياتنا, وان الولايات المتحدة تكيل بمكيالين, والا لماذا لم تطالب اسرائيل ايضا بالاصلاح, وان اسلاميونا سوف ينقضون علينا اذا ما فتح باب الحرية ليوقفونا في الشوارع ليتاكدوا اننا نسير مع زوجاتنا او اخوتنا او امهاتنا وليس مع عاهرة التقطناها من الشارع, دعونا نتخطي كل ذلك ونبحث في امكانيات الاصلاح الذي نريده بغض النظر عما تريده امريكا او لاتريده, لكن دون تفويت الفرصة التي اتاحت مناخا اصبح الحديث فيه عن الاصلاح ليس كلاما اباحيا كما كان طوال عقود مضت, بل امكانية حقيقية للتغيير
وفي ظننا ان البداية هي وضوح القول دون تأدب مرضي مارسناه طويلا من شدة الخوف والرعب ان نتهم باننا ندعو لازدراء الحكم اونهدد السلام الاجتماعي والامن القومي اللذان تمت استباحتهما عبر كل القوي الخارجية وبمساندة خاضعة من انظمة وطنيه لاوطنية فيها الا انها تستخدم لغتنا وتشبهنا شكلا
وحتي لانمارس عار الدعوة الي شيئ وننسي انفسنا فاسمحوا لنا ان نبدأ بطرح بعض القول الواضح دونما رعب في ما يخص هذا الاصلاح
بداية تتحدث انظمتنا السياسية بصدق او بنفاق عن اهمية عدم الرضوخ لمشروعات خارجية الصنع وان الاصلاح شأن داخلي تمارسه الانظمة بايقاع يتفق مع واقعنا السياسي والاجتماعي والثقافي
وايا كان اقتناعنا بصدق او كذب هذه الاطروحات دعونا نصدقها ليس بغرض الامتثال لاستمرار الحال علي ما هو عليه الي ان نصحو علي هدير الدبابات الامريكية او تلاشي الاوطان بل لنجد نقطة انطلاق تخرجنا من هذا الدوران الابله الذي مارسناه عقودا وراء عقود دون ان نخطو خطوة واحدة الي الامام, وعليه فان تصديقنا لاطروحات السلطة عن المشاريع الاصلاحية ذات القرار الوطني يجب ان يدفعنا الي دعم مشاريع الاصلاح من منطلق وطنيتنا, اذا ان احتكار السلطة لمبدأ الوطنية وحجبه عن شعوبها , يجعلها سلطة غازية, يجب اسقاطها بالامريكان او بغيرهم, فاذا ما اتفقنا ان من حقنا جميعا كمواطنيين وبالتالي وطنيين ان نشارك في دفع عجلة الاصلاح للدوران فاننا بالتالي سوف نتفق علي حقنا كجزء من هذه الوطنية في ان نطرح ما نراه ضروري للبدء في الاصلاح ولعل اهم منطلقات الاصلاح هي
اولا ان نتمكن من تشكيل هيئة مستقلة عربيه او وطنية داخل كل بلد عربي تحقق فيما يدور من تعذيب وتنكيل باصحاب الراي وبالمواطنين في عمومهم اذ انه لا امل في اي اصلاح والناس ترتعد من ان تعتقل وتغتصب وتنتهك ادميتها دون ان يحاسب المعذبون والمغتصبون والمنتهكون لحقوق الناس ويعاقبوا اشد العقاب ولن يتأتي هذا الا عبر رقابة هيئة مستقله وليست حكومية والغرض من هذا ليس فقط التشكيك في ذمة الهيئات الحكومية وهو تشكيك في محله ولكن ايضا كي نتدرب علي اختيار ممثلينا بعد ان قامت الانظمة بتصعيد الامعات والمنافقين مما دفع بالناس للتساؤل بشكل واقعي وبائس ومدمر: ولكن من الذي يأتي اذا ما ذهب الديكتاتور؟

ثانيا اقرار مبدأ عدم توريث السلطة حتي ولو كان الوريث عبقري زمانه لاننا ان كنا نتحدث عن تغيير مرتبط بتراثنا وثقافتنا فنبينا الكريم عندما مات ولده وحاول بعض المنافقين والبسطاء ان يربطوا بين وفاته وكسوف الشمس اعلن الرسول الكريم ان الشمس والقمر لايخسفان لموت انسان كما ان السيد المسيح ترك تلاميذ ولم يترك ابناء يرثون سلطته فما معني تراثنا وثقافتنا اذن ان تغاضينا عن ذلك تحت اي مبررات او مزاعم والا اصبح الحديث عن خصوصيتنا هو ان لنا خواص تجعلنا كائنات بلاثقافة ولاايمانات بل فقط قطعان تقاد الي حتفها عبر الحكم الوطني او الاحتلال الاجنبي

ثالثا تشكيل هيئة مستقلة عربيه تتعاون مع بعض اللجان المتخصصة في الامم المتحدة وبعض هيئات المجتمع المدني في الغرب والتي تمتلك مصداقية فعلية لكونها ليست فرعا من انظمة غربية او اسرائيلية تقوم بالبحث عن الحسابات البنكية التي اودعت فيها اموال الشعوب بغرض استردادها من اجل تحريك عجلة التنمية والاصلاح اذ ان اي اصلاح لايمكن ان يتواجد مع فساد بالحجم الذي نعيشه عربيا

رابعا ان يحاط المناخ الاصلاحي المؤدي الي تفعيل حرية الراي والتعبير باطار واضح يمنع استخدام هذا المناخ من اجل دعوات تقسيمية للاوطان تحت اي مسمي ديني او عرقي فالاصلاح يجب ان يرتبط ارتباطا وثيقا بمنع التفتت فنحن علي كثرة مشاكلنا لدينا روابط حقيقية يجب تدعيمها حتي وان تحاورنا او ارسينا قواعد تساعد علي ممارسة التعددية الثقافية والدينية الا ان ذلك لايمكن تحت اي مبررات ان يشكل منطلقا لتقسيمات دينية او اثنية تجعل من الاوطان كنتونات تابعة لمرجعيات او كنائس او اجهزة مخابرات خارج الاوطان

هذه النقاط وغيرها يمكن ان تشكل بداية لاصلاح عربي يستبق المخططات الامريكية ويجهض الاستغفال السلطوي ويضعنا علي اول الطريق للتفاعل مع ما يحدث في العالم من تطورات دون ان نظل منتظرين ان يفعل فينا ثم نمارس صخب رد الفعل
فهل من مساند لهذه التصورات بالدعم والنقد والتحليل ام اننا نصرخ في البرية؟



#مصطفي_عبد_العال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قيادي حوثي يوجه رسالة للسعودية بعد -تباطؤ- مسار المفاوضات
- رياض منصور لـCNN: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية ...
- جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية ن ...
- فيضانات كينيا: بين معاناة إنسانية وسوء تخطيط رغم تطوير العاص ...
- شاهد: طلاّب يرفعون اسم الطفلة الفلسطينية -هند- على مبنى تاري ...
- -الصواريخ أصابتها وانفجرت فيها-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استه ...
- -انطلقت ووصلت إلى هدفها-..الحوثيون يعرضون مشاهد من استهداف س ...
- أمير قطر يبحث في اتصال هاتفي مع الرئيس المصري تطورات الوضع ب ...
- مدينة أسترالية يعيش سكانها تحت الأرض!!
- غزة : هل تتوفر ضمانات الهدنة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفي عبد العال - شروط الاصلاح