أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ٱنطلاق ٱلرّحبى - أوباما رسولاً















المزيد.....


أوباما رسولاً


ٱنطلاق ٱلرّحبى

الحوار المتمدن-العدد: 2537 - 2009 / 1 / 25 - 07:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد بيّن لى ٱنتخاب باراك أوباما رئيسًا للولايات ٱلمتحدة ٱلأمريكية أن ٱلنّاس هناك يدركون بفطرتهم ٱلمثل ٱلرسولى ٱلمبصر فيمآ أقامه ٱلرسول محمد من سلطة فى يثرب وفق ميثاق مهدىٍّ وأطلق عليها ٱسم ٱلمدينة. وهذا ما كتبت عنه يوم ٱنتخابه فى مقال ( أمريكا تدنو من ٱلمثل ٱلرّسولى). وٱليوم وبعد بدء ٱلعمل ٱلفعلى للرئيس ٱلجديد وفى خطاب ٱلقسم ٱلّذى ردّده أمام ٱلنّاس فى ٱلولايات ٱلمتحدة ظهر لى من بعد ٱلعقل بين كلماته وبين كلمات كتاب ٱللَّه ٱلقرءان وما خطّه رسوله من كلمات فى ٱلصحيفة أنَّ أوباما هو من رسل ٱللّه ٱلذين يعملون على نشر رسالته فى حياة ٱلنَّاس ويدعوهم إلى سبيله. فمما جآء فى كلمته:
والسؤال الذي نطرحه اليوم لم يعد ما إذا كانت حكومتنا كبيرة أم صغيرة – بل هل هي فاعلة، وهل تساعد الأسر في العثور على عمل بأجور معقولة، ورعاية (صحية) يقدرون عليها، وتقاعد كريم. وحيث يكون الجواب بالإيجاب، ننوي أن نمضي قدما إلى الأمام. وحيث يكون الجواب سلبا، ستكون نهاية البرامج. وأولئك المسؤولون منا عن إدارة المال العام سيخضعون للمحاسبة – على الإنفاق بحكمة، وتقويم العادات السيئة، والقيام بعمل حكومتنا في وضح النهار – لأننا عندئذ فقط نستيطع استعادة الثقة الحيوية بين الشعب وحكومته.
وليس السؤال الذي يواجهنا هو ما إذا كانت السوق قوة خير أم شر. إنها قوة لا مثيل لها في توليد الثروة ونشر الحرية، لكن هذه الأزمة ذكّرتنا بأن السوق بدون عين ساهرة يمكن أن تنطلق في دوامة بدون ضابط – وأن البلاد لا يمكن أن تزدهر طويلا إذا كانت تحابي الأثرياء فقط. إن نجاح اقتصادنا لم يعتمد دائما على مجرد حجم إجمالي إنتاجنا المحلي وحسب بل وعلى مدى انتشار رخائنا وعلى قدرتنا على فتح الفرص أمام كل راغب مستعد – لا إحسانا، بل لأن ذلك هو السبيل الأكيد المؤدي إلى خيرنا المشترك.
يتوافق مع توزيع ٱللّه:
"مّآ أَفآء ٱللَّه علىۤ رسوله من أهل ٱلقرىۤ فللَّه وللرَّسول ولذى ٱلقربىۤ وٱليتـٰمىۤ وٱلمسـۤكين وٱبن ٱلسَّبيل كى لايكون دُولة بين ٱلأغنيآء منكم ومآ ءاتـٰكم ٱلرّسول فخذوه وما نهـٰكم عنه فٱنتهواْ وٱتّقواْ ٱللّه إنَّ ٱللَّه شديد ٱلعقاب" 7 ٱلحشر.
فتوزيع ٱلثروة بين ٱلنّاس يقوم به ٱلرّسول وهو ٱلّذى بايعه أهل يثرب علىٰ رئاسة ٱلسلطة بأشراط ٱلميثاق ٱلّذى خطه لهم ( ٱلصحيفة).
وٱلثروة لا تكون دُولة بين ٱلأغنيآء منهم فقط وبذٰلك أصبحت يثرب مدينة ومنوّرة ومثل مبصر للنَّاس وصار أهل يثرب أهل ٱلمدينة.
وهذا هو ما يعيطيه ميثاق ٱلولايات ٱلمتحدة للرئيس. فهو صاحب ٱلسلطة ٱلعليا فى ٱلبلاد وٱلحاكم بين ٱلناس فلهو ترجع أمور ٱلقيادة ٱلسياسية وٱلإقتصادية وٱلدفاعية. فمن يحابى ٱلأثرياء دون غيرهم من ٱلنّاس لا يعمل على ٱزدهار ٱلبلاد طويلًا كما يقول ٱلرّسول أوباما.
وقد بيّن فى خطابه أن ٱلنَّاس فى ٱلولايات ٱلمتحدة يمثلون أمة واحدة من ٱلمسيحيين وٱلمسلمين وٱليهود وٱلهندوس وغير ٱلمؤمنين (ٱلملحدون) يجمعهم ٱلميثاق ٱلأتحادى فلا فصل بينهم. وهو يدعوۤا إلى ٱلمثل ٱلمدينى ويعمل على نشره بين ٱلنَّاس بٱلحوار وٱلإحترام ٱلمتبادل وٱلمصالح ٱلمشتركة:
ذلك أننا نعلم بأن تراثنا الفسيفسائي المتنوع هو مصدر قوة، وليس ضعف. إننا دولة من مسيحيين ومسلمين، ومن يهود وهندوس –وأناس غير مؤمنين. وقد صاغتنا كل لغة وثقافة، مستمدة من كل ركن من أركان هذه الأرض؛ ولأننا ذقنا الطعم المرير للحرب الأهلية والفصل العنصري، وخرجنا من ذلك الفصل المظلم أقوى وأكثر اتحادا، لا يسعنا إلا أن نؤمن بأن الكراهية لا بد وأن تزول يوما ما؛ وأن الخطوط القبلية سوف تندثر قريبا، وأنه إذ يصبح العالم أصغر حجما، فإن إنسانيتنا المشتركة سوف تتجلى؛ وأنه يتعين على أميركا أن تلعب دورها في استنهاض حقبة جديدة من السلام.
وقد جآء فى كتاب ٱللَّه ما يصدِّق كلامه:
"إِنَّ ٱلَّذين ءامنواْ وٱلَّذين هادواْ وٱلصّـٰبئين وٱلنّصـٰرىٰ وٱلمجوس وٱلَّذين أشركوۤاْ إِنَّ ٱللَّه يفصل بينهمـ يوم ٱلقيـٰمة إِنَّ ٱللَّه على كلِّ شىءٍ شهيد" 17 ٱلحج.
فهـٰۤؤلآء هم ٱلنَّاس علىٰ ٱختلاف ألوانهم وألسنتهم يجمعهم ٱلميثاق وبه يصبحون أهل مدينة تكون مثلاً للنّاس فى جميع ٱلأرض.
وفى خطابه ٱلموجّه إلى ٱلطاغوت فى ٱلأرض وما يمثله من فساد فى ٱلحرث وٱلنسل. فكان قوله يشبه ما طُلب من موسىٰ قوله لفرعون:
"ٱذهب إلىٰ فرعون إِنَّه طغىٰ 17 فقل هل لَّك إِلىٰۤ أَن تزكَّىٰ 18 وأَهديك إِلىٰ ربِّك فتخشىٰ 19 " ٱلنَّازعات.
وما خصّ به ٱلمرجفين (ٱلإرهابيين) من ٱلأعراب من كل قوم وٱلَّذى حكم ٱللَّه فيهم بٱلقتل وٱلصلب وٱلسجن وٱلنفى. قال لهم:
ولإولئك الذين يسعون إلى تحقيق غاياتهم عن طريق الإرهاب وذبح الأبرياء، نقول إنكم تعلمون أن روحنا أقوى ولا يمكن أن تكسر؛ ولن تستطيعوا أن تصمدوا أكثر منا؛ وسوف نهزمكم.
فقد وكّد لهم بأن روح ءادم ٱلإنسان قوية عزيزة كخالقها. أما هم فقد باعوا روح ٱللّه فيهم للطّاغوت فمسخوا قردة وخنازير وصارت لهم نفوس ضعيفة ذليلة.
ومما رأيته من إدراك فطرىّ لحاجة ٱلإنسان إلى ٱلقوّة وٱلسلام عند ٱلشعب ٱلأمريكى ومن عمل له على بلوغ تلك ٱلحاجة فى عيش مدينىّ هو ٱختياره ٱسم (ٱلبيت ٱلأبيض) لمسجده ٱلذى يسكنه ٱلرئيس ٱلحاكم مع زوجه وأولاده وقت رئاسته. وٱلمسجد كما قال أخى سمير حسن هو بيت ٱلسلطة ٱلإجرآئية (ٱلتنفيذية). فهذا يطابق ما كان عليه مسجد ٱلمدينة من لون أبيض وهيئة ٱلدولة فيها. فلماذا ٱلبيت ٱلأبيض؟! فما هو دليل ٱلبيت؟! وما هو دليل ٱلَّون ٱلأبيض؟!
لقد سمّى رسول ٱللّه محمد بيت حكومة ٱلمدينة ٱلمنورة (ٱلمسجد) وكان لونه أبيض (كما تذكر كتب ٱلنّاس) فقد طليت جدرانه بٱلنورة وكان سكنًا للرّسول ٱلحاكم وفيه دفن حين مات.
هذا ٱلشبه بين ميثاق سلطة ٱلمدينة وميثاق ٱلسلطة فى واشنطن وسلطة ٱلرسول فى ٱلمدينة وسلطة ٱلرئيس فى واشنطن ولون ٱلمسجد ٱلأبيض فى ٱلمدينة ولون ٱلبيت ٱلأبيض فى واشنطن ٱلفاعل فيه هو سير ٱلشعب ٱلأمريكى بما فيه من روح ٱللّه ٱلسليم من ٱللغو على ذات ٱلسبيل ٱلرسولى بقوّة سنّة ٱللّه ٱلجارية فى نفس مَن يتمسك بمسئوليته ٱلشخصية وبحريته ٱلتى دفعته للهجرة من دياره وإقامة عيش مدينىّ له ولغيره من ٱلناس ٱلذين يهاجرون إليه.
فى مسجد ٱلمدينة كان بيت ٱلمال وفى واشنطن يقع بيت ٱلمال بجانب ٱلبيت ٱلبيض (وزارة ٱلخزانة) وفى مسجد ٱلمدينة كان مجلس شورى ٱلمدينة وفى واشنطن يقع مجلس ٱلشيوخ مقابل ٱلبيت ٱلأبيض تفصل بينهما طريق طولها 2700 متر. وٱللون ٱلأبيض يرمز للسلام وٱلأمان وٱلطهارة فمن تثبت عليه تهمة طغوىٰۤ أو فساد يُخرج منه كما أُخرج ساكنه ٱلرئيس نيكسون بعد وترغيت. هل كلُّ ذٰلك أتىٰ بٱلصدفة؟! لآ أرىٰ ذٰلك بل هى فطرة ٱللَّه ٱلّتى فطر بها خليفته ءادم عليها يهتدىۤ إلى سبيله من يتبعها. فأنآ أرىٰ أَنَّ ٱلنَّاس فى ٱلولايات ٱلمتحدة ٱلأمريكية هم ٱلأقرب إلى مدينة ٱلنَّاس ٱلَّذى أرادها ٱللّه لخليفته أن يصنعها ويعيش بها وأَن يكون قوله فيها:
"قل أعوذ بربِّ ٱلنّاس1 ملك ٱلنّاس2 إلـٰه ٱلنّاس3 من شرِّ ٱلوسواس ٱلخنَّاس4 ٱلَّذى يوسوس فى صدور ٱلنّاس 5 من ٱلجِنَّةِ وٱلنّاس6 " ٱلنّاس.
وفى نهاية ٱلمقال أرفق خطاب ٱلقسم ٱلمحول إلى لسان ٱللغة ٱلفصحى عن موقع وزارة ٱلخارجية ٱلأمريكيةAmerica.gov .

الرئيس أوباما: إخواني المواطنين،
أقف هنا اليوم متواضعا أمام المهمة التي تنتظرنا، ممتنا للثقة التي أنعمتم بها علي، واعيا التضحيات التي تحملها أسلافنا. وأقدم الشكر للرئيس بوش على خدماته لبلدنا وعلى الكرم والتعاون اللذين أبداهما طيلة الفترة الانتقالية.
أربعة وأربعون أميركيا أدوا حتى الآن يمين الرئاسة. وقد ترددت تلك الكلمات خلال ارتفاع موجات الرخاء وسكون مياه السلام. لكن اليمين أديت أيضا في غمرة من تلبد الغيوم والأعاصير العاتية. وقد تمكنت أميركا في تلك الأوقات من المضي والاستمرار لا لمجرد مهارة ورؤيا أولئك الذين تبوؤا المناصب الرفيعة، بل لأننا، نحن الشعب، بقينا مخلصين لمُثل أسلافنا وأمينين على وثائق تأسيس بلادنا.
هكذا كان، وهكذا يجب أن يكون مع هذا الجيل من الأميركيين.
صحيح أننا نمر الآن فعلا في خضم أزمة. فبلادنا في حرب ضد شبكة مترامية الأطراف من العنف والبغضاء. والاقتصاد في حالة من الضعف والوهن الشديدين نتيجة لجشع ولا مسؤولية البعض، ولإخفاقنا الجماعي أيضا في اتخاذ الخيارات الصعبة وإعداد الشعب لهذا العهد الجديد. فُقدت بيوت، وتقلصت أعمال ووظائف وأغلقت مؤسسات تجارية. ونظامنا الصحي مكلف جدا. مدارسنا تفشل بأعداد مفرطة، وكل يوم يجلب معه مزيدا من الدلائل على أن الطريقة التي نستخدم بها الطاقة تقوّي خصومنا وتهدد كوكبنا الأرضي.
هذه مؤشرات أزمة طبقا للبيانات والإحصائيات. وهناك استنزاف للثقة عبر بلادنا ليس أقل شدة وإن كان أقل تحديدا– وهو الخوف الملح من أن انحسار أميركا لا رجعة فيه وأنه، يجب على الجيل القادم أن يخفض أهدافه.
واليوم أعلن لكم أن التحديات التي نواجهها حقيقية. وهي خطيرة وكثيرة. ولا يمكن مواجهتها بسهولة أو في فترة قصيرة من الزمن. ولكن فلتعلم أميركا هذا – إننا سنواجهها.
إننا نحتشد في هذا اليوم لأننا اخترنا الأمل بدلا من الخوف، ووحدة الهدف بدلا من النزاع والخلاف.
ولقد أتينا اليوم كي نعلن انتهاء الشكاوى التافهة والوعود الكاذبة، والاتهامات والعقائد البالية التي خنقت سياساتنا زمنا طويلا.
نحن لا نزال أمة فتيّة، لكن كلمات الكتاب المقدس تدعونا إلى أنه قد آن الأوان كي ننحي جانبا الأمور الصبيانية. لقد آن الأوان لتجديد روحنا الدائمة، لكي نختار تاريخنا الأفضل، كي نحمل عطيتنا الثمينة ونمضي سائرين بها إلى الأمام، تلك هي الفكرة النبيلة التي انتقلت من جيل إلى جيل: وهي ما وعدنا الله أن نكون كلنا متساوين، كلنا أحرارا، كلنا مستحقا فرصة كي يسعى في نشدان أقصى قدر من السعادة.
إننا بإعادة التأكيد على عظمة بلادنا ندرك أن العظمة ليست إطلاقا أمرا مسلما به. فهي يجب أن تكتسب باستحقاق. فمسيرتنا لم تكن أبدا سلوك الطرق المختصرة أو الرضا بالقليل. وهي لم تكن سبيل خائري العزم– أولئك الذين يفضلون أوقات الفراغ والراحة على العمل، أو يسعون في سبيل الاستمتاع بالغنى والشهرة. إنها مسيرة المغامرين بالمخاطرة، والفاعلين، وصانعي الأمور – بعضهم مشهور ولكنهم في الغالب رجال ونساء مغمورون في عملهم، هم الذين مضوا بنا على الطريق الطويل الوعر نحو الرخاء والحرية.
فهم من أجلنا حزموا متاعهم الدنيوي القليل ورحلوا عبر المحيطات بحثا عن حياة جديدة.
هم من أجلنا كدّوا في المعامل المعرقة (المحال الصغيرة المكتظة في ظروف سيئة) واستقروا في الغرب وتحمّلوا جلد الأسواط وحرثوا الأرض الجامدة.
من أجلنا حاربوا وماتوا في أمكنة مثل كونكورد وغتيسبيرغ ونورماندي وخي سان (فيتنام).
مرارا وتكرارا حارب أولئك الرجال والنساء وضحوا وعملوا حتى كلّت أيديهم وتقرّحت كي نعيش نحن حياة أفضل. نظروا إلى أميركا على أنها أكبر من طموحاتنا الفردية وأعظم من كل فوارق المولد والثروة والطائفة.
هذه هي المسيرة التي نواصلها نحن اليوم. فنحن أكثر الدول ازدهارا وقوة على وجه الأرض. وعمالنا ليسوا الآن أقل إنتاجا مما كانوا عندما بدأت الأزمة. وعقولنا ليست أقل ابتكارا، وسلعنا وخدماتنا ليست أقل حاجة إليها مما كانت في الأسبوع الماضي أو الشهر الماضي أو السنة الماضية. فقدرتنا ما زالت كما هي دون نقصان. لكن زمن التشبث بآرائنا وحماية مصالحنا الضيقة وتأجيل اتخاذ القرارات الأليمة– ذلك الوقت لا شك قد ولّى. فابتداء من اليوم، يجب علينا أن ننهض وننفض عنا الغبار ونبدأ العمل من جديد لنعيد صنع أميركا.
فأينما نظرنا، هناك عمل ينتظر أداءه. الوضع الاقتصادي يدعو إلى العمل الشجاع السريع، وسنعمل – لا على ملء وظائف جديدة وحسب، بل وعلى وضع أساس جديد للنمو. سنبني الطرق والجسور وشبكات توزيع الكهرباء والخطوط الرقمية التي تغذي تجارتنا وتربط فيما بيننا. سنعيد للعلم مكانته الصحيحة، ونستخدم عجائب التكنولوجيا لرفع نوعية الرعاية الصحية وتخفيض الكلفة. سنسخر طاقة الشمس والرياح والتربة لتزويد سياراتنا بالوقود وإدارة مصانعنا. وسنغير مدراسنا وكلياتنا وجامعاتنا كي تلبي مطالب العصر الجديد. كل هذا نستطيع عمله. وكل هذا سنعمله.
هناك الآن من يشككون في مدى طموحاتنا – من يوحون بأن نظامنا لا يحتمل خططا كبيرة كثيرة. لكن ذاكرتهم قصيرة. فهم نسوا ما قد حققه هذا البلد بالفعل، وما يمكن أن يحققه الرجال والنساء الأحرار عندما يقترن الإبداع بالهدف المشترك، وتتواءم الحاجة مع الشجاعة.
إن ما يخفق المتشككون في إدراكه هو أن الأرض قد انزلقت من تحتهم – أن المجادلات السياسية الممجوجة التي استحوذت علينا ردحا طويلا لم تعد قابلة. والسؤال الذي نطرحه اليوم لم يعد ما إذا كانت حكومتنا كبيرة أم صغيرة – بل هل هي فاعلة، وهل تساعد الأسر في العثور على عمل بأجور معقولة، ورعاية (صحية) يقدرون عليها، وتقاعد كريم. وحيث يكون الجواب بالإيجاب، ننوي أن نمضي قدما إلى الأمام. وحيث يكون الجواب سلبا، ستكون نهاية البرامج. وأولئك المسؤولون منا عن إدارة المال العام سيخضعون للمحاسبة – على الإنفاق بحكمة، وتقويم العادات السيئة، والقيام بعمل حكومتنا في وضح النهار – لأننا عندئذ فقط نستيطع استعادة الثقة الحيوية بين الشعب وحكومته.
وليس السؤال الذي يواجهنا هو ما إذا كانت السوق قوة خير أم شر. إنها قوة لا مثيل لها في توليد الثروة ونشر الحرية، لكن هذه الأزمة ذكّرتنا بأن السوق بدون عين ساهرة يمكن أن تنطلق في دووامة بدون ضابط – وأن البلاد لا يمكن أن تزدهر طويلا إذا كانت تحابي الأثرياء فقط. إن نجاح اقتصادنا لم يعتمد دائما على مجرد حجم إجمالي إنتاجنا المحلي وحسب بل وعلى مدى انتشار رخائنا وعلى قدرتنا على فتح الفرص أمام كل راغب مستعد – لا إحسانا، بل لأن ذلك هو السبيل الأكيد المؤدي إلى خيرنا المشترك.
وبالنسبة إلى دفاعنا المشترك، نحن نرفض الخيار بين سلامتنا ومثلنا العليا باعتباره شيئا زائفا. إن آباءنا المؤسسين، وقد واجهوا مخاطرلا نتصورها نحن إلا بشق النفس، كتبوا دستورا لتأمين حكم القانون وحقوق الإنسان، ميثاقا توسع بدم أجيال. وتلك المثل ما زالت تضيء العالم ولن نتخلى عنها من أجل الذرائع النفعية. وعليه، لجميع الشعوب والحكومات الأخرى التي تراقب اليوم، من أعظم العواصم الى القرى الصغيرة حيث ولد أبي أقول: اعلموا أن أميركا صديق لكل دولة وكل رجل وامرأة وطفل ينشد مستقبلا من السلام والكرامة، وأننا مستعدون لتولي القيادة مرة أخرى.
تذكروا أن الأجيال الماضية تصدت للفاشية والشيوعية، ليس بالصواريخ والدبابات، بل بتحالف قوي وقناعات راسخة. إنها أدركت بأن قوتنا وحدها لا تستطيع أن تحمينا ولا هي تخولنا أن نعمل ما نريد. إنها علمت، عوضا عن ذلك، أن قوتنا تنموا عبر استعمالها بحكمة؛ وأن أمننا ينبعث من عدالة قضيتنا، وقوة مثلنا وشيم التواضع وضبط النفس.
ونحن أمناء على هذا التراث. وإذ نسترشد بهذه المبادىء مرة أخرى، نستطيع أن نواجه تلك التهديدات الجديدة التي تتطلب منا جهدا أعظم حتى من ذلك – وحتى تعاونا وتفاهما أكبر بين الدول. إننا سنبدأ بترك العراق لشعبه بروح من المسؤولية، وسوف نصوغ سلاما تم تحقيقه بجهد بالغ في أفغانستان. وسنعمل مع أصدقاء وأخصام قدامى بلا ملل للإقلال من الخطر النووي وتقليص شبح كوكب متزايد الحرارة. وإننا لن نعتذر عن طريقة حياتنا، كما أننا لن نتردد في الدفاع عنها، ولإولئك الذين يسعون إلى تحقيق غاياتهم عن طريق الإرهاب وذبح الأبرياء، نقول إنكم تعلمون أن روحنا أقوى ولا يمكن أن تكسر؛ ولن تستطيعوا أن تصمدوا أكثر منا؛ وسوف نهزمكم.
ذلك أننا نعلم بأن تراثنا الفسيفسائي المتنوع هو مصدر قوة، وليس ضعف. إننا دولة من مسيحيين ومسلمين، ومن يهود وهندوس –وأناس غير مؤمنين. وقد صاغتنا كل لغة وثقافة، مستمدة من كل ركن من أركان هذه الأرض؛ ولأننا ذقنا الطعم المرير للحرب الأهلية والفصل العنصري، وخرجنا من ذلك الفصل المظلم أقوى وأكثر اتحادا، لا يسعنا إلا أن نؤمن بأن الكراهية لا بد وأن تزول يوما ما؛ وأن الخطوط القبلية سوف تندثر قريبا، وأنه إذ يصبح العالم أصغر حجما، فإن إنسانيتنا المشتركة سوف تتجلى؛ وأنه يتعين على أميركا أن تلعب دورها في استنهاض حقبة جديدة من السلام.
وبالنسبة إلى العالم الإسلامي، إننا ننشد طريقا جديدا إلى الأمام، يرتكز على المصلحة المتبادلة والاحترام المتبادل. ولإولئك القادة حول العالم الذين يسعون إلى زرع بذور النزاع، أو يحملون الغرب علل مجتمعاتهم، أقول – اعلموا أن شعبكم سيحكم عليكم على ما تستطيعون أن تبنوه، لا على ما تدمرونه. ولإولئك الذين يتمسكون بالسطة عن طريق الفساد والخديعة وإسكات الرأي المخالف أقول، إعلموا أنكم في الجانب الخاطىء من التاريخ؛ ولكننا سنمد أيدينا إليكم إذا كنتم مستعدين لأن ترخوا قبضتكم.
ولشعوب الدول الفقيرة، نتعهد بالعمل إلى جانبكم لجعل مزارعكم تزدهر وجعل المياه النظيفة تتدفق، وتغذية الأجسام الجائعة وإشباع العقول المتعطشة. ولتلك الدول الشبيهة ببلدنا التي تتمتع بوفرة نسبية، نقول لم يعد في استطاعتنا ألا نأبه للمعاناة خارج حدودنا؛ ولا أن نستهلك موارد العالم بدون اعتبار للنتائج. ذلك أن العالم قد تغير، ويجب أن نتغير معه.
وإذ نتأمل بالطريق الذي يتجلى أمامنا، نتذكر بامتنان متواضع أولئك الأميركيين الشجعان الذين، في هذه اللحظة بالذات، يقومون بدوريات في الصحارى البعيدة والجبال النائية. إن لديهم شيئا يقولونه لنا اليوم، مثلما يهمس الأبطال الذين سقطوا وقد احتضنتهم آرلنغتون (المقبرة القومية)، عبر العصور. إننا نكرمهم ليس فقط لأنهم حارسون لحريتنا، بل لأنهم يجسدون روح الخدمة، والرغبة في ايجاد معنى في شىء أعظم منهم. ومع ذلك، في هذه اللحظة – وهي لحظة تميز جيلا – هذه بالضبط هي الروح التي ينبغي أن تسكن فينا جميعا.
ذلك أنه مهما استطاعت الحكمة أن تفعل، ويجب أن تفعل، فإنه في النهاية ايمان وتصميم الشعب الأميركي الذي تعتمد عليه هذه الدولة. إنه التراحم بأن تستضيف غريبا عندما ينهار سد (ليغرق منزله)، وروح الإيثار لدى العمال الذين يفضلون أن تخفض أجورهم على أن يروا صديقا يفقد عمله، هذه الشهامة التي تأخذ بيدنا في أحلك ساعاتنا. وهي شجاعة مكافح الحرائق الذي يقتحم أدراجا مليئة بالدخان، ولكن أيضا استعداد الأبوين لتربية طفل، التي في النهاية تقرر مصيرنا.
إن تحدياتنا قد تكون جديدة. وقد تكون الأدوات التي نتصدى لها بها جديدة. لكن تلك القيم التي يعتمد نجاحنا عليها – العمل الشاق والاستقامة، والشجاعة، والصدق والتسامح والفضول وحب الوطن – هذه أيضا قيم عريقة. هذه الأشياء صحيحة. لقد كانت قوة التقدم الهادئة عبر تاريخنا. ما هو مطلوب إذن هو عودة إلى هذه الحقائق. ما هو مطلوب منا الآن هو حقبة جديدة من المسؤولية – إقرار من جانب كل أميركي، بأن لدينا واجبات تجاه أنفسنا، ودولتنا، والعالم، واجبات لا نتقبلها على مضض بل بكل طيبة خاطر، راسخين في معرفتنا بأنه ليس هناك ما هو مرض للروح، ومحدد لخلقنا، أكثر من بذل كل ما في وسعنا من أجل تحقيق مهمة صعبة.
هذا هو الثمن وهذا هو وعد المواطنية.
هذا هو مصدر إيماننا– معرفة أن الله يهيب بنا أن نصوغ مصيرا غير مؤكد.
هذا هو معنى حريتنا وعقيدتنا – عندما يستطيع رجال ونساء وأطفال من كل عنصر وعقيدة الاشتراك في الاحتفال عبر هذا الميدان الرائع، ولماذا يستطيع الآن رجل ربما لم يكن والده قبل أقل من 60 عاما قادرا على ارتياد مطعم محلي، يقف الآن أمامكم لأداء أقدس قسم.
فدعونا نحتفل بهذا اليوم بتذكر من نحن والمسافة التي قطعناها. في سنة ولادة أميركا، وفي الأشهر بردا، تجمع فريق صغير من الأشخاص المتعلقين بوطنهم حول نار توشك أن تنطفىء على شواطىء نهر متجمد. وكانت العاصمة قد هجرها سكانها، وكان العدو يتقدم. كان الثلج قد تلطخ بالدم. وفي لحظة بدت فيها ثورتنا تكتنفها الشكوك، أمر مؤسس دولتنا أن تتلى هذه الكلمات لشعبنا:
"فليكن معلوما للعالم مستقبلا أنه في خضم الشتاء القارس حيث لا يستطيع أن يعيش سوى الأمل والفضيلة... أن المدينة والبلاد، التي أرعبها خطر مشترك قد خرجت للتصدي له".
أميركا: في وجه أخطارنا المشتركة، وفي شتاء مصاعبنا هذه، دعونا نتذكر هذه الكلمات التي لا يمحوها الزمن. بالأمل والفضيلة دعونا نتصدى مرة أخرى للتيارات الجليدية، ونتحمل أية عواصف يمكن أن تهب. وليقل أحفادنا إننا عندما اختبرتنا المحن رفضنا أن تنتهي هذه المسيرة، وأننا لم نتراجع، ولا نحن تخاذلنا. وفيما تشخص أبصارنا نحو الأفق وقد حلت نعمة الله علينا، حملنا تلك العطية العظيمة من الحرية، وسلمناها بأمان لأجيال المستقبل.







#ٱنطلاق_ٱلرّحبى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضان شهر ٱلإنسان ٱلعالِم -2-
- ٱلسؤال
- هل نجعل 2008 عامًا لِّتحرير رقبة ٱلنِّسآء فى ٱلع ...
- ٱنصروا ٱلأنثى فى ٱلعراق
- ندآء لنصرة ٱلأنثى ٱلإنسان فى ٱلعراق
- أى فيدرالية نريد؟
- هل ٱلحجاب لباس؟


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ٱنطلاق ٱلرّحبى - أوباما رسولاً