أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد المجيد أمياي - أزهار عائشة تذبل














المزيد.....

أزهار عائشة تذبل


عبد المجيد أمياي

الحوار المتمدن-العدد: 2536 - 2009 / 1 / 24 - 03:51
المحور: حقوق الانسان
    


لازالت عائشة مختاري المريضة بسرطان العظام، تكابد مزيدا من العناء، بالرغم من أن عددا كبيرا من الجرائد تطرقت لحالتها بمختلف اللغات، وأصبحت قصتها المؤثرة حديث العامة بمدينة وجدة، إلى درجة أن البعض يصورها في حديثهم كأسطورة المغرب الجديد التي رزقها الله صبرا كصبر النبي أيوب.
بعد عمليتين جراحيتين بكل من وجدة ومستشفى ابن رشد بالدار البيضاء هذا الأخير الذي قاست فيه عائشة كل أنواع الإهمال، عادت المريضة إلى المحروسة وجدة خضعت بعدها ل 4 حصص من العلاج الكيميائي، بعد ذلك قرر الطبيب الذي كان يشرف على الحصص الكيميائية نقلها على وجه السرعة إلى خارج المغرب، خاصة بعد تعرضها لفقر دم حاد أدخلت على إثره إلى إحدى المصحات الخاصة لمدة أسبوع هنا بمدينة وجدة، وبعد حصولها على المصادقة على ملفها الطبي من طرف وزارة الصحة قامت بتحضير ملف التأشيرة بما في ذلك تذكرة السفر ذهابا وإيابا في الطائرة.
بعدما أدت جميع مبالغ الفحوصات التي ستجريها في مستشفى "جوستاف روسي" في الضاحية الباريسية في 28ـ 03ـ2008 التي أداها عنها أخاها عبد الهادي مختاري المقيم بفرنسا، كان من المنتظر نقلها إلى الديار الفرنسية لاستيفاء جميع الاجراءات، و كان الطبيب الذي سيشرف على معالجتها ينتظر وصولها، وأخر الموعد خمس مرات نظرا لمشكل الحصول على التأشيرة، حيث أن القنصلية الفرنسية تعنتت في رفضها الطلب ولم تتحمل خطاها.
كما يعلم جل المغاربة الذين ترفض طلباتهم لم تبرر القنصلية الفرنسية في فاس عدم منح التأشيرة لعائشة، واكتفت كالعادة بأخذ المبلغ المالي ( 60 اورو) الذي أدته بغض النظر عن مصاريف التنقل، بل إن المصالح القنصلية سخرت من عائشة حيث أن إحدى الموظفات الفرنسيات بالقنصلية طلبت إعادة اخذ الصور من جديد لعائشة، ونظرت إليها بنظرة فيها الكثير من العنصرية والتحقير، لان شعرها سقط ولا تعرف أن شعرها سقط بفعل المرض، والحصص الكيميائية التي كانت تخضع لها في وجدة.
بعدما رفض طلب عائشة قرر أخاها عبد العزيز مراسلة وزير الهجرة الفرنسي، وفي رد هذا الأخير يوم 06ـ05ـ2008 عرفت عائشة بان هناك خلط في الأسماء، بحيث يتحدث الوزير في رسالته على فاس ووهران بتاريخ 10ـ04ـ2007 وهو التاريخ نفسه الذي كانت فيه عائشة تعالج في مصحة بوجدة، وكل الوثائق تثبت أن عائشة لم تتقدم لطلب التأشيرة في ذلك التاريخ، وإنما الأمر يتعلق بسيدة أخرى لها نفس اسم المريضة، ولكنها سيدة جزائرية من مواليد 27 ابريل 1942 بوهران، والحال أن عائشة مزدادة في فاتح نومبر 1957 وهذا مبرر وخطأ فادح في نفس الوقت لا يصدر من وزير يمثل الدولة العظمى في أوربا، ويعلم أن النظام الآلي الذي تتعامل به القنصليات الفرنسية، في جميع دول المغرب العربي مرتبط في تحيين المعلومات.
بعد ذلك قرر عبد العزيز مراسلة رئيس الدولة الفرنسية نيكولا ساركوزي، ووزير خارجيته كوشنير ، والعديد من المسؤولين الكبار في الدولة الفرنسية من بينهم رئيس فريق الحزب الحاكم في البرلمان جون فرونسوا كوبي، هذا الشخص الذي توصل منه ب 8 أجوبة يتابع فيها حالة أخته أول بأول، مع أنه لا يعرفه، ورد عليه الجميع في وقت سريع. بل أكثر من ذلك تجند بعظهم للدفاع عن ملف عائشة أمام القضاء الفرنسي كما صنعت عليمة بومدين بعدما أمدتها عائشة بوكالة قصد ذلك. مع العلم ان مراسلته لهؤلاء المسؤولين لم تتم إلا بعد إستنفاذ جميع الطرق لحل مشكل عائشة مع المسؤولين المغاربة.هؤلاء المسؤولين الذين يتقاضون أجورهم من المال العام.
من خلال التجربة التي عاشتها عائشة مختاري بالمراسلات مع المسؤولين المغاربة، يكتشف المرء بالدليل القاطع أن هؤلاء للأسف أخر شيء يفكرون فيه هو مصالح المواطن،وكان حري بهم أخذ العبرة من عاهل البلاد الذي يصول ويجول في أفقر الاحياء لتفقد حال المواطنين.
الطامة الكبرى أن بعض المسؤولين يتحدثون ويسهبون في حديثهم عن التدبير الجهوي، في حين يعجزون على حل مشاكل المغاربة في ظل هذا التقسيم الإداري، فكيف سيواجهونها في إطار الجهوية الموسعة؟، افليس حري بهم أن يقدموا استقالاتهم ويريحوا المغاربة من خطاباتهم الزائفة؟. و للاسف حتى الوالي محمد إبراهيمي الذي كان يعتقد أنه ليس من هذا الصنف من المسؤولين ، خصوصا وأن عزيز راسله مرتين وتحدث معه مباشرة خلال الزيارة التي قام بها السفير الفرنسي والقنصل العام بفاس ورئيس جهة "شباني ارديت" لوجدة، لكن لا حياة لمن تنادي.
أما رئيس الجماعة الحضرية لخضر حدوش الذي تربطه بمارتين ابري عمدة ليل وأول سكرتيرية الحزب الاشتراكي الفرنسي توأمة فحدث ولا حرج فكأنما السيد لخضر لا يعيش في مدينة وجدة، و لم يتحرك لتنفيذ خطابه الانتخابي المشروخ الذي تعب الوجديون من تكراره عليهم في كل مناسبة انتخابية.
كما يتسائل عزيز خلال إحدى لقاءاته معي عن السبب الذي جعل بعض وسائل الاعلام المغربية الرسمية تحجم على التطرق لمعاناة أخته بالرغم من تصويرها ومعاينتها لحالتها، كما حدث مع القناة الثانية يوم 12 يونيو 2008، علما أن قناة الجزيرة بثت قضيتها يوم 7 نومبر 2008.
وقد سر لي عزيز أن الوضع السالف الذكر دفعه إلى مراسلة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يطالبه فيه بالتدخل الإنساني لحل هذا المشكل عن طريق القنصل العام بوجدة، و برسالة مضمونة عبر بريد المغربي، لأنه يعتبر أن أصل الخطا يكمن في خلط اسم مواطنة من بلده والتي لها أيضا موعد في نفس المستشفى الذي كان مقررا أن تعالج فيه أخته ( جوستاف روسي) بإسم أخته.
لكن عائشة تحمد الله أنها رزقت بأخ مثل عزيز إطار بنكي يعي جيدا دور المسؤولين، ويعلم الجهات التي يقصدها التي تعرفه ايضا، ويراسلها ويفضحها أمام الرأي العام في حالة تقصيرها، وهذا ما حدث. لكن ما القول في آلاف المغاربة الذين يعيشون نفس المعاناة التي تعيشها عائشة، ولا يستطيعون أن يتحركوا ولا يعلمون في أي اتجاه يتحركوا، أليس هذا ظلم ما بعده ظلم؟!



#عبد_المجيد_أمياي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تغتال الصحافة المستقلة في المغرب؟


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد المجيد أمياي - أزهار عائشة تذبل