أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجيد القضماني - روسيا و-الحسم العسكري- في غزة















المزيد.....

روسيا و-الحسم العسكري- في غزة


مجيد القضماني

الحوار المتمدن-العدد: 2527 - 2009 / 1 / 15 - 05:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


  روسيا، التي خاضت قبل اشهر قليلة حربا اضطرارية "دفاعا عن سكان اوسيتيا الجنوبية"، الذين تعرضوا لعدوان جورجي بتحريض ودعم من الغرب وبمساعدة جوهرية من اسرائيل،  تكتفي في مواقفها الرسمية المعلنة من العدوان الاسرائيلي على غزة، بدعوة الجانبين الى "ايقاف العنف المتبادل" بما يحمله ذلك ضمنيا من مساواة بين الضحية والجلاد، وتحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية سياسية عن استمرار هذه الحرب التي راح ضحيتها حتى كتابة هذه الاسطر ما يقارب الاف شهيد واربعة الاف وخمسمئة جريح جلهم من النساء والاطفال والمدنيين الابرياء!؟
 
روسيا، التي  تربطها بالشعب الفلسطيني وبقضيته الوطنية اكثر من علاقات تضامنية، والتي رفضت  "التواطوء" على الخيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني عندما اعطى حركة "حماس" اغلبية اصواته في الانتخابات التشريعة الاخيرة، واصرت على استقبال قادة الحركة في موسكو( ودفعت ثمن ذلك في اكثر من موقع)، ورفضت مسوغات الحصار على القطاع ودعت الفلسطينيين للعمل من اجل استعادة وحدتهم الوطنية، وقدمت ولا تزال تقدم المعونات الانسانية وغيرها من المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، تتصرف في هذه الظروف الكارثية التي يعيشها قطاع غزة بسبب حرب ظالمة  يتعرض فيها سكان مدنيون هم جزء من شعب صديق ومناصر لها، للقتل المتعمد،  تتصرف كما لو انها غير قادرة على لعب دور اكثر جدية من الدور الحالي الذي تقوم به والمتمثل في تكرار توجيه الدعوات "للجانبين"  لايقاف "العنف المتبادل"..ولا يوجد ما يدفع للافتراض بان القيادة الروسية ليست على دراية بان ما يجري في غزة، انما يجري وفق سيناريو معد ومنسق سلفا مع عواصم غربية وللاسف عربية ايضا، تتجاوز اهدافه الحقيقية "صواريخ المقاومة"  وهي ذريعة  يتم استغلالها لتبرير ما يرتكب من مؤامرة ترقى الى درجة تصفية جوهر القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني.!

الفلسطينيون في غزة، يعاقبون على مواقفهم الرافضة لاي تنازل عن حقوقهم في وطنهم، مثل باقي شعوب العالم ومن ضمنهم على سبيل المثال، شعب اوسيتيا الجنوبية الذي لم تتردد موسكو بارسال قواتها العسكرية للدفاع عن ما تقول انه حق ابنائه الطبيعي والشرعي بتقرير مصيرهم والعيش وفق ما يرون انه ينسجم مع تطلعاتهم الوطنية والقومية. والحال هكذا، كيف سنفهم اذن الدعوات التي تطلقها القيادة الروسية لاعادة تشكيل نظام عالمي جديد يقوم على اسس اكثر عدلا؟ هل العدل يتجزأ ؟ هل العدل الذي تدعو اليه روسيا هو تجاه مصالحها فقط، وهي التي تسعى لاستعادة دورها الكوني في تحقيق توازن تقول ان العالم يفتقده منذ انهيار الاتحاد السوفيتي؟

موسكو، بدت طوال  الايام التسعة عشر الماضية من مسلسل الجرائم المتواصل، بدت (على اقل تقدير اعلاميا) وكانها تسير متناغمة مع مواقف لا تعكس ماقامت به من جهود دبلوماسية في فترة ما قبل للعدوان..! بدت وكانها  تتصرف كما لو ان ما يجري هو "جولة اخرى من مواجهات تتكرر بين اسرائيليين وفلسطينيين"، بعد ان تتوقف، ستستأنف "جولة مفاوضات جديدة"، تأمل بان يكون لها نصيبها في استضافة "جولات منها" في مؤتمر موسكو الدولي المرتقب، وتعتقد ان "هذا الشرف" الذي تسعى اليه، قد يتعثر في حال اتخذت مواقف علنية قوية ترفض بصورة لا لبس فيها ما يجري في غزة من "حسم عسكري!" يدفع ثمنه  مليون ونصف مليون من المواطنين العزل الاصدقاء لروسيا ويستهدف مستقبل القضية الفلسطينية برمتها!

رئيس السلطة الوطنية، محمود عباس قام بزيارة لموسكو قبيل العدوان العسكري الاسرائيلي على غزة بايام قليلة، قادما من واشنطن وغادرها متوجها الى القاهرة. وتقول اوساط متابعة ان الرئيس عباس طلب من القيادة الروسية "المساعدة في اقناع حماس بالتراجع عن مواقفها قبل فوات الاوان". وترجح هذه الاوساط ان تكون موسكو قد اختارت السير على ايقاع ما تروجه عواصم عربية ودولية من ان هناك "مبادرة جدية لتسوية شرق اوسطية شاملة على كافة المسارات"، والمطلوب هو "التواطوء" لازالة العقبة المتبقية امام هذه التسوية:  المقاومة الفلسطينية وعمودها الفقري حركة "حماس".

يتوهم من يعتقد ان مؤتمرا يلتئم في موسكو او في اي عاصمة اخرى، على اشلاء ودماء اطفال ونساء غزة (حتى وان حضره زعماء عرب ومسؤولون اسرائيليون واوروبيون وامريكيون) سيحقق لهذه العاصمة ما تأمله من انجاز حقيقي في عملية السلام!؟ شعوب المنطقة، لا تنتظر دخول لاعبين جدد بقدر ما تنتظر ظهور لاعبين عادلين وقادرين فعلا على اعادة المصداقية لعملية التسوية المتعثرة..ومثال على ذلك هو موقف تركيا، وكيف بتبنيها سياسة علنية ترفض بوضوح وحزم مساواة الظالم بالمظلوم،  عززت مكانتها في وجدان شعوب المنطقة وعززت فرص دورها الاقليمي مستقبلا، ويكفيها "شرفا" ان المقاومة الفلسطينية، قبلت ان تكلفها بحمل "همومها" الى مجلس الامن الدولي، وها هي متواجدة  بوفد رسمي في القاهرة، تشارك جنبا الى جنب في مباحثات حركة حماس، علما ان الاخيرة كانت من اوائل من ابدى تفهما لموقف روسيا في صد عدوان جورجيا في القوقاز، ولم تكتف بقول ذلك في جلسات مغلقة بل واعلنته على لسان رئيس مكتبها السياسي، خالد مشغل.

الشارع العربي الذي رحب ويرحب بعودة روسيا القوية، واستبشر ويستبشر خيرا وهو يرى مساعيها لاستعادة مكانتها العالمية، ويثق بان روسيا القوية العادلة، لمصلحة العرب والعالم اجمع، لا يزال يأمل بموقف روسي علني حازم وحاسم، يعكس حجم الامال المعلقة عليها، ويساهم بايقاف فوري لهذه الاجرام الاسرائيلي، والاصرار على انسحاب القوات المحتلة من قطاع غزة وفك الحصار المفروض على اهله، وحري بالجهات الداعمة والمناصرة للشعب الفلسطيني في روسيا، وهي كثيرة ومتعددة، ان تعلن الان وفي هذه الظروف نيتها اطلاق سفينة محملة بالمعونات الانسانية تصل الى غزة عبر البحر.
 
قد يقال في روسيا..واين "بعض الاشقاء الفلسطينيين والعرب" من كل هذا؟  نعم، بعض هؤلاء "الاشقاء" للاسف يشارك في هذا " التواطوء"..! ولكن هل هذا يعفي روسيا من دورها، وهي التي تدفع على سبيل المثال بسفنها الحربية الى الشواطىء الصومالية " لتأمين الملاحة ومواجهة القراصنة"…!

ان " التواطوء" على غزة جريمة تفوق بشاعة ما يقوم به  قراصنة البحار في خليج عدن...! ما يجري في غزة، ليس "جولة اخرى من اقتتال بين جانبين" كما تكرر بعض الاوساط المتصهينة في روسيا،  وسيبقى وصمة عار على جبين كل من شارك فيه او صمت عنه من العرب وغير العرب، ولن يمر بدون عقاب!
د.مجيد القضماني
* كاتب صحفي / موسكو








#مجيد_القضماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على الإرهاب لا يمكن أن تكون انتقائية


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجيد القضماني - روسيا و-الحسم العسكري- في غزة