أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار بطحيش - مسرحية "مشهد من الجسر" - عندما يحرَّم الحب والوطن















المزيد.....

مسرحية "مشهد من الجسر" - عندما يحرَّم الحب والوطن


نزار بطحيش

الحوار المتمدن-العدد: 151 - 2002 / 6 / 5 - 11:56
المحور: الادب والفن
    


مسرحية "مشهد من الجسر"

عندما يحرَّم الحب والوطن

نزار بطحيش

 

تأليف: ارثر ميلر

اخراج: محمد بكري

تمثيل: محمود قدح، طارق قبطي، محمود ابو جازي، فاتن خوري، هشام سليمان، بيان عنتير، علي سليمان وهند ايوب.

 

عُرضت على خشبة مسرح الميدان في الناصرة للمرة الثالثة يوم السبت 11 ايار مسرحية "مشهد من الجسر" من تأليف الكاتب الامريكي ارثر ميلر. تتناول المسرحية موضوع المهاجرين الايطاليين الذين يهاجرون لامريكا بحثا عن عمل ومستقبل. مسرح الميدان لم يترجم العمل المسرحي للغة العربية فحسب، بل نقل احداثه من نيويورك الى فلسطين لتلائم الظروف العربية الفلسطينية. المسرحية بعد ان راجعها المخرج والفنان محمد بكري تتحول الى قصة تحكي عودة لاجئين فلسطينيين من الاردن الى اقربائهم في وطنهم الام فلسطين بحثا ايضا عن عمل ومستقبل. والقضية تزداد تعقيدا.

تتحدث المسرحية عن عائلة بسيطة تسكن قرية عربية داخل اسرائيل، مكونة من ثلاثة اشخاص هم: خالد العامل البسيط، وزوجته سعاد، وسميرة ابنة اختها المتوفاة. يصل خالد من العمل متعبا ويبشر افراد عائلته بان ابناء عم سعاد سيأتون لزيارتهم من مخيم لاجئين في الاردن طلبا للعمل. ويصل لبيت خالد شابان، احدهما يدعى هشام، وهو شاب جميل وطموح ويحب الحياة، والآخر زياد، وهو متزوج ولديه ثلاثة اولاد. وتكون هذه الزيارة المرة الاولى التي يزورون فيها فلسطين.

طبيعي ان شخصية المهاجر الايطالي في النص الاصلي لا تلائم شخصية اللاجئ الاردني بالضبط، اذ ان اللاجئ الاردني ليس مهاجرا بل عائدا الى وطنه فلسطين الذي سلب منه عام 1948. ولكن رغم هذا، فالمشترك ان المسرحية تطرح مواضيع ذات طابع انساني عام وأممي، يلائم وضع العمال المهاجرين او المغتربين او اللاجئين في فلسطين وامريكا على حد سواء.

من هذه المواضيع التي تطرحها المسرحية، وضع العامل المهاجر في دولة لا تعترف به، وكيفية تعامل افراد العائلة المستقرة تجاه اقاربهم الفقراء الذين يعتبر وجودهم في الدولة غير قانوني. قضية اخرى لا تقل تعقيدا، هو قصة حب التي تنشأ بين الشابة سميرة واللاجئ هشام، والنتائج المأسوية لمحاولة العم خالد منع هشام من حقه في التعبير عن شعوره تجاه وطنه وتجاه سميرة.

خالد الذي يعتقد ان هشام يريد الزواج بسميرة لاجل الحصول على بطاقة الهوية الاسرائيلية، يحاول الوقوف ضد هذا الحب. "لا تقف ضد التيار فيسحبك" كانت العبارة التي نصحه بها المحامي غسان عندما حاول ايجاد وسيلة قانونية تمنع زواج الحبيبين. ويزداد التوتر، مما يؤدي الى صراع بين خالد وزوجته. وينتهي به الامر الى الوشاية للشرطة بوجود عمال غير قانونيين في بيته، الا ان نهايته تكون بيدخ اثناء عراك مع هشام يقتل نفسه بشكل غير مقصود.

ويربط المخرج بين قمع حب المرأة والوطن، وبين قمع العمال اللاجئين، وينتقد المواقف التقليدية القمعية التي تتجسد في شخصية خالد. المرأة في المسرحية التي تمثّلها سميرة تبدو ضعيفة، لا تعرف كيف تدافع عن حبها وحقوقها.

احدى الشخصيات المركبة والمثيرة كانت ام سليمان جارة سعاد. رغم ان دورها كان ثانويا ونجحت في إضحاك الجمهور، الا ان تطور الاحداث يظهر تاريخها المأساوي، فهي تحمل طوال الوقت بطانية تضمها لصدرها كما يضم الطفل، ويتبين في النهاية انها في عز حرب ال48 استعجلت للهرب فحملت معها البطانية بدل ان تحمل ابنها. سعاد، التي تلعب دور المرأة القوية المتضامنة مع سميرة، تؤدي دور الشاهد على احتلال فلسطين، وكان من الممكن لذلك ان تُعطى مجالا اكبر في المسرحية.

نهاية المسرحية - موت خالد – بدت مصطنعة بعض الشيء، ولم تعبر عن نهاية طبيعية للمسرحية. التمثيل كان جيدا، وبرز بالتحديد جمال اداء الممثلة فاتن خوري في دور سعاد. الانارة القاتمة اضفت على المنصة حزنا ساهم في نقل روح الاحداث.

 

الكاتب ارثر ميلر

ولد ارثر ميلر في نيويورك في 17 اكتوبر 1915 لعائلة فقيرة من اصل يهودي. اضطر ميلر للعمل سنتين لتمويل تعليمه العالي، كما عمل محررا في صحيفة ميشيغان اليومية. درس الاقتصاد والتاريخ في جامعة ميشيغان ولكنه ضاق بالدراسة ولم ينجزها، غير انه حصل على جوائز على مؤلفاته، وحصل لاحقا على درجة الدكتوراة الفخرية في الادب. كما حصل على اول جائزة للتأليف الدرامي لمسرحيةAvery Hopwood”  كان قد كتبها في السنة الثانية وهو في الجامعة، خلال اربعة ايام اجازته.

عاش ميلر الازمة الاقتصادية الكبيرة التي بدأت بانهيار البورصة الامريكية في 1929 وبروز الفاشية، وعرف بمواقفه التقدمية الاجتماعية، وبنقده للنظام الرأسمالي ولمفاهيم العائلة البرجوازية التقليدية. وقاد هذا الى اثارة غضب رجل الكونغرس مكارثي، الذي عرف بملاحقته لكل صوت تقدمي وليبرالي في امريكا، واستدعاء هذه العناصر للتحقيق امام لجنة خاصة بتهمة الشيوعية ومعاداة الشعب، وقد سميت تلك الحقبة القاتمة في تاريخ الولايات المتحدة باسم "صيد الساحرات".

وقد منعت وزارة الخارجية الامريكية من ميلر السفر الى بلجيكا لحضور افتتاح احدى مسرحياته هناك، كما تم استدعائه امام لجنة التحقيق المذكورة. وقد رفض ميلر الادلاء باسماء المشاركين في اجتماعات الكتاب التي نظمها الحزب الشيوعي، وقامت المحكمة الدستورية العليا عام 1957 بابطال التهمة عنه.

من اهم اعماله:

"الرجل الذي اوتي الحظ" (1944)؛ "كلهم ابنائي" (1947)؛ "وفاة بائع متجول" (1949)؛ "عدو الشعب" (1950)؛ "البوتقة" (1953)؛ "مشهد من الجسر" (1955)؛ "بعد السقوط" (1964)، وما زال يكتب حتى يومنا. من اهم المسرحيات التي كتبها وعرضت عالميا "السعر"، "السلعة الامريكية"، "غير مستعد ان اتذكر شيئا"، "كلارا"، "من سفح تلة مورجان"، "اليانكي الاخير" و"شظايا زجاج".

june 2002 -الصبار 153  







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- دينزل واشنطن يحظى بتكريم مفاجئ من مهرجان كان السينمائي
- هل تزوج حليم من سندريلا؟.. أسرة العندليب تنهي الجدل
- كان يا ما كان في غزة : عندما يصبح الفيلم وثيقة عن الحياة قبل ...
- أول فيلم نيجيري في مهرجان كان يفتح الباب أمام سينما -نوليوود ...
- صفاء السعدون فنان من بابل العراقية يعرض لوحاته في قازان الرو ...
- مالك حداد.. الشاعر والروائي الجزائري الذي عاش حالة اغتراب لغ ...
- آرت بازل قطر ينطلق عام 2026.. شراكة إستراتيجية تكرّس الدوحة ...
- بعد وفاة زوجها وابنيها.. استشهاد الممثلة الفلسطينية ابتسام ن ...
- زاخاروفا: قادة كييف يحرمون مواطنيهم من اللغة الروسية ويتحدثو ...
- شاركت في -باب الحارة- و-عودة غوّار-.. وفاة الفنانة السورية ف ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار بطحيش - مسرحية "مشهد من الجسر" - عندما يحرَّم الحب والوطن