أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صهيب محمود العلي - من الذي يقف وراء التكفيريين في جنوب الاردن؟ ... الحلقة 1















المزيد.....

من الذي يقف وراء التكفيريين في جنوب الاردن؟ ... الحلقة 1


صهيب محمود العلي

الحوار المتمدن-العدد: 2515 - 2009 / 1 / 3 - 00:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


احتل التيار التكفيري في الأردن حيزا كبيرا في الصراع السياسي منذ عقد التسعينات ويعود انتشار هذا التيار إلى أسباب عديدة ومختلفة منها التساهل الأمني الأردني تجاه أتباع هذا التيار كما يعود هذا التساهل إلى رغبة دفينة لدى بعض القوى السياسية المتنفذة الى إبراز صورة الصراع السياسي الأردني أمام الرأي العام العالمي وكأنه بين طرفين نقيضين هما النظام الملكي الهاشمي والتيار الإسلامي المتشدد خصوصا ذلك ان أتباع التيار التكفيري جلهم من الأردنيين الأصليين المهمشين او ما يطلق عليهم الشرق أردنيين وصفا وتوصيفا وهم سكان الأردن الأصليين فهذه القوى المتنفذة تحرص دوما على تنفيذ مخططاتها وأجندتها لتحافظ على مصالحها بشكل دائم حتى ولو كانت على حساب مصير ابناء الاردن.

نما المد التكفيري في عدة مدن اردنية مثل الزرقاء والسلط ومعان . ومعان باكورة الجنوب الأردني ونواته وهي التي تتوسط قلب الصحراء حيث الفقر والجوع والحرمان والبؤس يرمي بظلاله هنا وهناك فالبادية الأردنية المحيطة بمعان تعاني الأمرين بحسب المصادر الرسمية الأردنية إذ أن جيوب الفقر تتركز في القرى المحيطة بمعان أما مدينة معان والتي تعاني من سخط النظام السياسي منذ عقود طويلة وهي مصدر إزعاج مستمر فالشرارة تنطلق دائما من تلك المدينة الحزينة ثم تنتشر في الأردن لتعبر عن المطالب السياسية والاقتصادية الملحة للشرق أردنيين والأردنيين عامة .

في التسعينات من القرن الماضي اخذ التيار التكفيري في الانتشار في تلك المدينة وبدأت ملامحه تبرز للعيان شيئا فشيئا الى ان اشتد عوده وغلظ ساقه فأصبح حالة طبيعية للمجتمع المدني في معان والسلط ... الا ان مرحلة تشكل هذا التيار التي جاءت متناغمة مع المد التكفيري الللادني في عدة دول لم تحض بأية مقاومة او مناهضة من قبل السلطات الأردنية كانت التي تنظر بعين وتغض أخرى عن النشاطات الاجتماعية والسياسية والفكرية لأتباع هذا التيار في مدينة معان الى ان غدا هذا التيار هو المسيطر على الحركة الاجتماعية في المدينة بفرض شروطه وبنشر أفكاره وأيدلوجيته المتطرفة على مرأى ومسمع من الأجهزة الأمنية التي بات الجلوس على المكاتب المريحة واحتساء القهوة والقيل والقال واستهلاك المصالح الاقتصادية ابرز سلوكياتها وهل يمكن لنا ان نمر على هذا الصمت مرور الكرام دون ان نطرح اسئلة عديدة حول هذا التيار وطبيعة التعامل مع أفراده وحول التسهيلات التي تقدم له بين الفينة والأخرى ولنعود مرة أخرى الى طبيعة التسهيلات التي قدمت لأتباع هذا التيار من قبل جهات متنفذة لأجل تحقيق أهداف سياسية بعيدة المدى

قبل مدة حوالي سنتين تقريبا قامت مديرية تربية منطقة معان بتعيين عدد كبير من مدراء المدارس والمساعدين والمشرفين التربويين المنتمين إلى حزب جبهة العمل الإسلامي ليقوموا بأعمالهم كمدراء ومساعدين وهذا الأمر لفت نظر الكثيرين إذ تم استبعاد جميع النشطاء المثقفين والعلمانيين من ساحة التربية والتعليم لتخلو الساحة لحزب الجبهة وهو وجه العملة الآخر لجماعة الإخوان المسلمين وقد تمت هذه الخطوة برضى وتنسيق مع الجهات الأمنية بالطبع وقد يقول قائل ان حزب الجبهة او ( الإخوان المسلمين) هو حزب يعمل ضمن قانون الاحزاب وضمن الدستور الاردني لأجبناه نعم ولكن ماذا يقدم اتباع هذا الحزب لأطفالنا وبماذا يحشون ادمغتة تلك البراعم البريئة بالعلم أم بالعصرنة والحياة المدنية والتطور واحترام آراء ومعتقدات الآخرين ام يحشونها بالتطرف والتكفير ونشر عقائد الطائفية والعنصرية والفتن الأيدلوجية .. ولكن الأدهى والأمر هو قيام مديرية تربية معان بتعيين طاقم لا بأس به من المدرسين أصحاب الفكر التكفيري وأنصار تنظيم القاعدة المعممين الذين قاموا بواجبهم نحو أطفالنا حق القيام مشكورين على تلك الجهود , فهؤلاء المدرسين الذين انتشروا في غالبية المدارس الحكومية ونخص بالذكر مدرسة فلسطين الأساسية ومدرسة الثورة العربية الكبرى ومدرسة خالد بن الوليد ومدرسة الخليل بن احمد الفراهيدي ومدرسة عمربن الخطاب ومدرسة معاذ بن جبل ومدرسة الإسكان الأساسية وغيرها من المدارس قاموا من خلال عملية التعليم المشوهة بتجنيد عدد كبير من الأطفال وضمهم إلى جماعتهم وتنظيماتهم من خلال النشاطات الفكرية التي يمارسونها في المدارس ولا زالوا... فالإذاعة المدرسية تحت قبضتهم والرحلات المدرسية تتم بموافقتهم وضمن شروطهم والاحتفالات المدرسية تشوبها فتاوى هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس غريبا أن تسمع في كثير من الصباحات المدرسية وخصوصا في مدرسة الثورة العربية الكبرى قصائد تمجد ابن لادن والظواهري ولبس غريبا ان تجد الوسائل التعليمية قد تحولت الى ارشادات تكفيرية بحتة وفتاوى متشددة أرهقت بناتنا وأبنائنا في المدارس دون ان تجد من يقف في وجهها .. وهناك نقطة مهمة جدا تتعلق بمدراء المدارس المنتمين الى جماعة الاخوان المسلمين والذين يظهرون تعاطفا كبيرا مع هؤلاء المدرسين ويوفرون لهم الوسائل والأساليب والأدوات التي تسهل نشاطاتهم في مختلف النواحي وللعلم فان صحفا أردنية كثيرة نوهت الى هذا الخطر لكن دون مجيب

لقد اصبحت مدارس البنات من جهة اخرى تعاني الحالة ذاتها اذ اضحت مدارس البنات في مدينة معان مرتعا خصبا لدعاة التطرف فظهر الحجاب المصري الذي يغطي الطالبة من رأسها الى اخمص قدميها فأصبحت لا ترى من العالم إلا الحجرة الصفية فقط واصبحت مقتنعة بأن المرأة يجب ان تبقى في بيتها حتى الممات ثم شن أتباع التيار التكفيري حملة ضارية على الزي المدرسي الرسمي وبالتعاون مع جمعية العفاف الخيرية التي قامت بزرع الإعلانات واللوحات والملصقات في جميع أنحاء المدارس وطرقات المدينة تحذر من لبس الكفار والكافرات الى ان أضحت البيئة التعليمية اقرب الى بيئة الغاب في القرون الوسطى كما ان المحاضرات الدينية التي تحرض على الآخر وتلغيه قائمة بشكل مستمر بدعم من الجهات الرسمية وبتغاض ملحوظ منها

ان شعارات التكفير لا زالت الى الآن تزين جدران مدرسة بنات معان الأساسية ومدرسة بنات الضاحية منذ أكثر من ثلاث سنوات فهل عجزت دائرة مخابرات معان عن طمس تلك الجهالات التي يتشبع بها أطفالنا في كل صباح ومساء وهل أعلنت وزارة التربية والتعليم الأردنية إفلاسها الفكري عندما سمحت للمدرسين أنصار القاعدة بالإشراف على غسل أدمغة أطفالنا الأبرياء ليتحولوا بعد ذلك إلى قنابل موقوتة لا ندري متى تنفجر



#صهيب_محمود_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منالذب يقف وراء التكفيريين في جنوب الاردن???? ... الحلقة 1


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صهيب محمود العلي - من الذي يقف وراء التكفيريين في جنوب الاردن؟ ... الحلقة 1