أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زهير كاظم عبود - كل عام وغزة واهلها تحت قنابل أسرائيل















المزيد.....

كل عام وغزة واهلها تحت قنابل أسرائيل


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2513 - 2009 / 1 / 1 - 04:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


الأفعال العدوانية الهمجية التي تقوم بها أسرائيل لاتدل على شجاعتها ، فالشجاعة تعني الأقدام والحكمة والصبر ، والشجاعة أيضا أن لايتم سلوك الغدر والخسة في المواجهة ، كما لاتعبر هذه الأفعال المدانة عن الحكمة وتتقاطع مع بذل الجهود من أجل السلام ، بالأضافة الى تلك العنجهية والغطرسة التي عرفت بها المؤسسة العسكرية الأسرائيلية ، الأفعال التي طالت الأبرياء من أهل غزة ، وقتلت الأطفال والعوائل الآمنة وهدمت البيوت على ساكنيها تتعدى ردة الفعل أو الأجراءات التي يمكن ان يتم احتسابها ضد منظمة حماس ، ومهما تكن وجهة النظر من حماس ، فحماس ليس كل غزة وليس كل اهل فلسطين .
غزة المدنية الآمنة تتعرض الى حرب شعواء تستخدم بها أسرائيل السلاح الجوي وقاذفات الصواريخ والدبابات وكل آلتها العسكرية تحت ذريعة انهاء حماس للهدنة ، فتقدم على ارتكاب هجوم منظم في أطار واسع النطاق ومنهجي موجه كالعادة ضد المدنيين الأبرياء من أبناء هذه المدينة .
السياسة الأسرائيلية المنهجية في القضاء على أكبر عدد من الفلسطينيين يدخل في نطاق الجرائم ضد الأنسانية ، وتطبيقا لمباديء القانون الدولي والشرعية الدولية يجب اخضاع القيادة الاسرائيلية الى المسؤولية القانونية والمحاكمة وأخضاعها الى طائلة العقاب ، حيث تعد الجرائم ضد الانسانية من اخطر الجرائم التي ترتكب والتي يطالها القانون الدولي وقانون المحكمة الجنائية الدولية .
والجرائم ضد الأنسانية تعني أي فعل من الأفعال المحظورة و المحددة في نظام روما متى ارتكبت في إطار هجوم واسع النطاق او منهجي موجه ضد أية مجموعة من السكان المدنيين و تتضمن مثل هذه الأَْفعال فعل القتل العمد، و الإبادة، والاغتصاب، و العبودية الجنسية، و الإبعاد أو النقل القسرى للسكان، وجريمةِ التفرقة العنصرية و غيرها. الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية عرضة للعقاب بصرف النظر عن ارتكابها وقت "السلامِ" أَو الحرب.
وتعرف اسرائيل أن العرب ظاهرة صوتية ، ليس لهم سوى الصراخ والهتا ف والتغني بالماسي ، كما تعرف ان ليس للحكومات العربية سوى الأستنكار والتنديد والمناشدة ، وتعرف ايضا ان اية جريمة ترتكب بحق هذه المجموعة البشرية لاتلبث ان يخبو وهجها وتهدأ النفوس والأحوال ، والانشغال بواقعة اخرى ، لاتلبث ان تلحق بمن قبلها والتاريخ سجل حي على هذه الظاهرة
ان ماتقوم به الحكومة الاسرائيلية ليس خطيرا و غاية في الخسة والأجرام ، انما يدل على عدم تبصرها وتخبطها في متاهات الأجرام لتكشف عن حقيقتها العدوانية ونواياها الشريرة والأيغال في ارتكاب الجرائم بسبق اصرار ، يمكن معه ان يلغي قناعة من يعتقد ان القيادة الأسرائيلية يمكن ان تفكر في مشروع مستقبلي للسلام بين الفلسطينيين وبين الشعب الاسرائيلي ، ووفق هذا المنهج ينبغي التخطيط للمستقبل والتمسك بمعايير المباديء العامة في حق الشعب الفلسطيني في الحياة الحرة والكريمة وحق ابناءه للعودة الى بلدهم ، وحق تقرير المصير في تشكيل دولة مستقلة لاتخضع لسلطة الأحتلال تكون عاصمتها القدس .
الدماء الزكية البريئة التي سالت او الأرواح التي طمرت تحت الأنقاض تشكو ليس ظلم الالة العسكرية الاسرائيلية وغطرستها واستخفافها بالقانون الدولي والأصوات الرافضة لمنهجها ، إنما كانت تشكو الصمت والخنوع الدولي ، تشكو زمن اللامبالاة والبلاهة في زمن القوة الواحدة المساندة لهذا المنهج والداعمة لتلك الأفعال المزدوجة التوصيف بين الأرهاب والجريمة ضد الأنسانية .
وجريمة مثل جريمة قصف المدنيين في غزة واضحة ويطالها القانون الدولي ، وتدينها الضمائر الحية ، تقع تحت نصوص المعاهدات الدولية والأعراف ، وتخضع الى استهجان المجتمع الدولي ، بل وتضع شعوب الأرض أمام مسؤوليتها في حماية نفسها وحماية البشر من هذه الأفعال التي لم تلق حتى اليوم رادعا او موقفا أنسانيا موحدا يدلل على تمسك البشر بآدميتهم واستهجانهم للأفعال الأجرامية المريضة التي تصدر من الدولة الأسرائيلية ، والتي تعبر بشكل واضح وأيد على عدم اعتقاد وأيمان هذه المجموعة المتسلطة على الحكم في أسرائيل على التعايش السلمي وأيجاد الخطوات اللازمة لهذا التعايش ، وخلق الوسائل والمبررات للتفاهم والانسجام والتعايش المشترك في المنطقة ، بعد ان شبع الناس حروبا ودماء وزمن غير آمن ومارز ودوريات عسكرية وقصف صواريخ واطلاق رصاص وتفجيرات .
لاتحتاج غزة وقتلاها منا موقفا اعلاميا او دعما معنويا فقد شبع اهل فلسطين مثل هذه المواقف ، وخبروا انها لم تعد تجدي نفعا ولايتم تصريفها في أي محفل ، ولاتحتاج غزة منا صراخا او عويلا فقد امتلأت افواه الأطفال بالتراب وعفرت الدماء وجوههم الجميلة ، ولاتحتاج منا غزة الى مواقف مساندة مادامت البشرية في غفوتها تتثائب وهي تشاهد الجريمة ، وتغفو حين يتم عرض صور القتلى والشهداء ، وتحزن عند انتهاء البث التلفزيوني .
لاتحتاج غزة منا الى حلول فقد أدمنت ان تكون الضحية وأن يكون اطفالها الذبائح والقرابين للعام لجديد ، وأن تكون دماؤهم بلون كؤوس النبيذ التي سيشربها السادة الملوك والأمراء والرؤوساء في الساعة الأخيرة من عامنا هذا .
عام جديد وغزة تحت القصف وتحت الأحتلال ، وصراخ وهتافات تدوي بجانبها لاتغني من جوع ولاتسمن ، غزة تحتاج أن يرتدي اطفالها ملابس من يافطات الشعارات المرفوعة ، وغزة حزينة لأن اهلنا يرفعون أصابع النصر دون معنى ، غزة لاتقيم مآتم للشهداء حزنا منها على الأحياء ومن ينتظر موته ، وغزة لاتقيم الشكوى ولاترفع الدعوى لانها لاتعرف طريق المحكمة الجنائية الدولية وليس لديها ما تملك للسفر الى تلك المدن البهية والجميلة .
وغزة تشتكي من عقوق اولادها ممن ينفخ في البالون ويرسم في الهواء ويحرث البحر وهي تتضور خوفا وجوعا ، وغزة تشتكي من شروخ وجراح في وجهها ويؤلمها أن يزيد بعض مواجعها ، غزة لاتريد أن ينتصر لها أحد فهي مشغولة بدفن احبتها .
أسرائيل بهذا الفعل الأجرامي الهمجي تحرق اوراقها وتشطب على كل من يعتقد انها يمكن ان تتعايش وتترك منهجها الأجرامي أو تبدل من طبيعتها ، وبهذا الغزو الهمجي البالغ الخطورة تعبر عن خطأ من يعتقد بأنها توازن الأمور او تقوم بتشخيص الجهات التي تريد بها الشر فتخلط الأخضر باليابس فتقدم على قتل الأبرياء وتمعن في قتل المدنيين العزل ، وتتعمد في قتل ألأطفال في الأسبوع الأخير من العام 2008 ، تأكيدا على أن العام القادم والأيام القادمة لن تكون بأحسن من هذا العام .





#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقوبة الفعل المخالف للقانون
- الثقافة المشوهة في مجتمعنا
- شموع الحوار المتمدن
- هل توجد اسباب للخوف من الكيانات العراقية في مجالس المحافظات ...
- المركز والأقليم
- عناصر القوة والضعف في دولة الدستور
- من يتستر على الجرائم المرتكبة بحق المسيحيين في الموصل ؟
- ليس بالسيف والدم يقوم الدين
- الأديان العراقية القديمة وقانون انتخابات مجالس المحافظات وال ...
- عفك ... المدينة الطيبة المظلومة
- من قتل كامل شياع ؟
- المطالبة بالكشف عن مصير الدكتور أحمد الموسوي
- الطاقات العراقية الوطنية .. البروفسور كاظم حبيب أنموذجا
- الأطار الديمقراطي لقوانين ثورة 14 تموز 1958
- الحكم الذاتي أو الأدارة المحلية للكلدان الآشوريين السريان
- ملف الكورد الفيليين .. الى متى ؟
- وداعا وداعا .. كامل العامري
- حق الدفاع المشروع عن النفس في مواجهة سياسة الأنكار من وجهة ن ...
- ناجي عقراوي .. باقيا في القلب دوما
- مكافحة إرهاب الأنترنيت


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زهير كاظم عبود - كل عام وغزة واهلها تحت قنابل أسرائيل