أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مصطفى الكمري - محرقة من أجل الانتخابات














المزيد.....

محرقة من أجل الانتخابات


مصطفى الكمري

الحوار المتمدن-العدد: 2512 - 2008 / 12 / 31 - 00:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


مهما اجتهدت إسرائيل في محاولة تبرير هجمتها الشرسة على قطاع غزة، فإنها لن تستطيع أن تقنع أحدا بأنها تدافع عن نفسها ضد صواريخ القسام البدائية. صحيح أن آلتها الإعلامية الضخمة تحركت منذ بداية القصف الهمجي، لتجعل الرأي العالمي يتعاطف معها، وتجعل القوى الكبرى تغض الطرف عن مجازرها ضد المدنيين العزل، والأطفال الأبرياء... وهو ما نجحت فيه إلى حد بعيد، بدليل العناوين الصحفية التي صدرت عن كبريات صحف العالم، والتي ساوت بين الجلاد والضحية، واعتبرت أن إسرائيل تقاتل منظمة إرهابية (حماس) كما تقاتل الولايات المتحدة الأمريكية تنظيم القاعدة الإرهابي، وبدليل صمت المنتظم الأممي، وتفهم جورج بوش لدوافع الهجمة الإسرائيلية التي صنفها في خانة الدفاع عن النفس، مثله مثل باراك أوباما الرئيس الأمريكي المنتخب.

ولكن هذا التواطؤ الدولي، ليس دليلا على عبقرية إعلامية إسرائيلية، بقدر ما هو شيء مبرر ومفهوم. فالموقف الرسمي للولايات المتحدة لا يحتاج إلى كبير عناء لشرحه، على اعتبار أن قصة الزواج الكاثوليكي بين إسرائيل والولايات المتحدة خصوصا، و القوى الغربية على العموم، صارت من المسلمات في السياسة الدولية التي يجب التعاطي معها كحقيقة ثابتة لا تقبل النقاش، على الأقل في الوقت الراهن. أما موقف الإعلام الغربي المنحاز، والذي يتخلى عن مبادئ المهنية كلما تعلق الأمر بإسرائيل، فهو يجد تبريره في سيطرة اللوبيات الصهيونية على أبرز المؤسسات الإعلامية، وبالتالي توجيهها دائما نحو الاتجاه الذي يتفق والمصالح العليا لإسرائيل، حتى وان كان دم الأبرياء والأطفال ثمنا لذلك.

لقد اعتقدت إسرائيل أنها باستغلالها لانشغال العالم بأعياد الميلاد ورأس السنة، وباستغلالها لانشغال الناس بتداعيات الأزمة المالية التي تهدد مستقبلهم، ستكون بمنأى عن أي غضب... فمن سيهتم في العالم للخروج للشوارع تضامنا مع غزة، في وقت احتفال وفي في ظرف أزمة؟ ولكن حساباتها أخطأت فخرج الناس في مختلف عواصم العالم ينددون بالجريمة.

أولمرت وليفني وباراك أرادوا أن يقطعوا الطريق على نيتنياهو زعيم حزب الليكود، الذي كانت تشير كل استطلاعات الرأي إلى فوزه برئاسة الوزراء، في الانتخابات الإسرائيلية المزمع تنظيمها في 10 فبراير 2009، لذلك اختاروا طريق الحرب حتى يكسبوا جزءا من اليمين المتطرف الذي يساند نيتنياهو، والذي سوق لنفسه على أنه من سيعيد لإسرائيل هيبتها بعد نكسة الجيش الاسرائيلي أمام حزب الله في حرب يوليوز 2006... وهو ما نجحوا فيه لحد الآن حيث تشير أحدث استطلاعات الرأي الى تحسن موقع حزب كاديما بزعامة تسيبي ليفني، وحزب العمل بزعامة ايهود باراك.

ولكن هذا النجاح في تحسين المواقع، جاء عن طريق محرقة جددت الاستعداء العربي والتركي والايراني، والذي عادت لتنفخ فيه الروح من جديد، بعد فترة من الكمون كان دعاة السلام يحاولون استغلالها، لتحسين موقع اسرائيل الاقليمي، ومحاولة التطبيع معها، في اطار مبادرة السلام العربية، حتى وان ظلت اسرائيل ترفضها وتتحفض على العديد من بنودها.

وكما كذب بوش على العالم لتبرير اجتياحه للعراق، حين ادعى أن نظام صدام يملك أسلحة الدمار الشامل، وهي الكذبة التي فضحتها الأيام وتوالي الأحداث... فقد سقطت اسرائيل في نفس الفخ حيث ظلت تدعي أن اسرائيليا من بين كل ثمانية أي حوالي 800 ألف اسرائيلي في مرمى صواريخ القسام التابعة لحركة حماس، وأن حماس باستطاعتها اطلاق أكثر من 100 صاروخ في اليوم الواحد، وهو الأمر الذي ظهر بطلانه... حيث لم تطلق حماس سوى بعض الصواريخ البدائية المعدودة على رؤوس الأصابع، لم تخلف سوى قتيل اسرائيلي واحد، في الوقت الذي دكت فيه طائرات اسرائيل المتطورة بآلاف الأطنان من القنابل مدن القطاع، مخلفة 345 قتيلا و 1550 جريحا الى حدود الآن.



#مصطفى_الكمري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شواطئ وأبراج فاخرة وآلاف الغرف في كوريا الشمالية.. كيم جونغ ...
- لوحات تُعرض لأول مرة في قصر باكنغهام.. أعمال فنية من جولات ا ...
- بعد يوم من تهديدات ترامب.. وزير خارجية روسيا يلتقي الرئيس ال ...
- انخفاضٌ في معدلات التلقيح بأوروبا وآسيا الوسطى يضع صحة ملايي ...
- الاتحاد الأوروبي يبحث فرض عقوبات على إسرائيل.. هل يفعلها؟
- المدرب البرتغالي جورجي جيزوس يخلف الإيطالي ستيفانو بيولي كمد ...
- هجمات بمسيرات تستهدف مطار أربيل وحقل خورمالا النفطي بالعراق ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تكساس إلى 131 قتيلا
- توم باراك.. -مندوب سام- أميركي لسوريا ولبنان
- اجتماع -مجموعة لاهاي- بكولومبيا صرخة وسط الصمت عن جرائم إسرا ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مصطفى الكمري - محرقة من أجل الانتخابات