يوسف هاشم الحسني
الحوار المتمدن-العدد: 2511 - 2008 / 12 / 30 - 07:14
المحور:
الادارة و الاقتصاد
مدارس ونظريات الأدارة الوسطى والتنظيم الأدارى
نتيجة للتطوّر الّذى حصل فى ميادين العمل , خاصّة بعد حدوث الثورة الصناعيّة , أنّ التّوسّع الّذى حصل فى الأنتاج , والحاجة الملحّة لأجراء تنسيق للأعمال , بأشراف مسؤولين يعملون باتّجاه واحد , ووفق أسلوب متضامن للوصول ألى الربح الأكبر وتحقيق الأنتاج الأحسن و كانت الأدارة على رأس قائمة متطلّبات العمل فلم تعد سهلة وميسّرة يشرف عليها شخص واحد فقط , بل ظهرت المدارس الّتى تقنن للأدارات , ومن هذه المدارس :-
- ( مدرسة الأدارة العلميّة :-
وتسمّى التقليديّة , وذلك لما اعتمدته فى عملها من أساليب عمل تقليديّة , تسرع فى الأنجاز , وتختصر فى الوقت , وتقلّل الحركة الزّائدة الّتي لايحتاجها العمل , والأنصراف كلّيّا" للأنتاج , لأجل كثرته , وتحسين نوعيّته (( تؤمن هذه النّظريّة بأنّ تطبيق مبادىء الأدارة العلميّة , فى العمل , يؤدّى الى تحقيق مصالح الأدارة والعاملين معا" , وبالتّالى يؤدّ ى الى تقليل حدّة الصراعات بينهم ,وذلك عن طريق تقديم أجر أعلى للعاملين , وتحقيق أرباح أكبر لرب العمل . )) . ( محاظرة التنظيم الأدارى – على نجيب حميد ) . وأهم طروحات هذه المدرسة , الّتى تعتبر أولى المدارس والنظريات فى مجال العمل :- ( الوقت والحركة : وهما أهمّ عاملين يؤثّران فى الأنتاجيّة ) ؛ ( تكافؤ الصّلاحيّة مع المسؤوليّة ) ؛ ( اعتماد قاعدة التخصص فى العمل وتقسيم الأعمال ) .
- ( المدرسة الأنسانيّة ) :- أذا كانت المدرسة العلميّة قد اعتمدت على قدرات الفرد الجسمانيّة , وأهملت الى حدّ" كبير مشاعره الأنسانيّة , وأحواله الشخصيّة , وخصوصا"المرأة العاملة التى منعت حتّى من التحدّث مع زميلتها فى العمل ولساعات طويلة . ومن هنا ظهرت المدرسة الأنسانيّة , كردّ فعل , فهذه المدرسة اعتقدت أنّ الأنسان هو الأساس فى الأنتاج والعمل , بل وتحقيق الأهداف ومادام كذلك فالأجدر أن يمنح الكثير من الأمتيازات , فهو ليس كالآلة الحديديّة المسخّرة . وأهمّ مبادئها :-
- مراعاة مشاعر الأنسان واحترامه .
- تقدير الحالة النّفسيّة له , وأخذها بنظر الأعتبار .
- للتشجيع المعنوى أثر كبير فى زيادة الأنتاجيّة وكذلك التشجيع المعنوى
- المنظّمة فيها فرق عمل منسجمة مع بعضها , وليس أقسام منفصلة عن بعضها .
- العلاقات فيها ليست الرّسميّة فقط , بل فيها من العلاقات الودّيّة مايفوق الرّسميّة .
- تحقيق رضا العاملين , وخلق الولاء للمنظّمة .
المدرسة البيئيّة
- تعتمد هذه المدرسة فى العمل نظريّة انسانيّة , فالأنسان أبن البيئة , يتأثّر بها وتؤثّرفيه , ويظهر ذلك على ميول الأنسان ورغباته وحاجاته , فالذى ينشأ فى بيئة ريفيّة ليس هو من ينشأ فى المدينة . والدارة الوسطى لابدّ أن تتأثّر بنوعيّة البيئة الّتى تعمل فى محيطها . وأسس هذه المدرسة هى :-
- المنظّمات فى تفاعل مستمرّمع بيئاتها حيث تتأثّربالتّغييرات الفنّيّة والأجتماعيّة والسّياسيّة والأقتصاديّة والثّقافيّة الّتى تحدث فى محيطها أو بيئتها . لذا يكون الدّور الأساسى للأدارة هو احتواء هذا التفاعل المستمر .
- أنّ الأدارة فى واقعها هى نتاج حضارى و وأنها جزء من السّلوك الأجتماعى للعاملين التأثّربمختلف المؤثّرات الّتى ذكرناها .
- ومن الضّرورى التركيز والأ هتمام بالدّراسات الميدانيّة , والتّحليل المنطقى لما يدور فى محيط الأدارة من تغيّرات بيئيّة ومن تطوّرات اجتماعيّة .
- مايصلح من مبادىء ونظريّات لمجتمع ما , قد لايصلح لبيئة أخرى .
مدرسة النّظم
تطالب هذه المدرسة , بتطبيق نظم وقوانين وتعليمات لتنسيق العمل وتحديد مساراته , وتحرّكات عناصره , بمايضمن تحقيق الأهداف . وأهمّ الخصائص :
- النظام يتكوّن من عدد من العنا صروالمتفرّعات .
- وجود خصائص دائمة لكلّ عنصر من العناصر الّتى يتكوّن منها النظام .
- وجود صفات مشنركة تجمع بين عدد من العناصر وتؤطّرها بنظام كامل .
- وجود علاقات ارتباطيّة بين العناصر المكوّنة للنّظام .
( أركان مدرسة النظم )
- المدخلات : - وهى الموارد البشريّة , والموادّ الأوّليّة , ورأس المال .
- العمليّات :- وهى القيام بالعمل , والأبتداء به , وذلك حين يقوم الأفراد بتحويل الموادّ الأوّليّة , بواسطة الأموال الى مخرجات .
- المخرجات :- وتتمثّل بالمنتجات الصناعيّة ,الّتى يقررها النظام , والتّفاعلات الّتى أجريت من خلال الأنظمة الفرعيّة .
- التغذية الرّاجعة :- ويراد بها ردود الفعل , فى كلّ مرحلة , أو عمليّة من عمليّات النظام , وانتهاءا" بالمخرجات ,الّتى قد تأتى من الزّبائن , أو العاملين , أو من الأدارة , أومن أية جهة أخرى .
( ملاحظات أخرى لمدرسة النظم )
- انّ الأنظمة والقوانين الّتى تعتمدها مدرسة النّظم يجب أن تتفاعل مع البيئة والمجتمع , فلا تكون منغلقة على نفسها , ولاتعمل لذاتها , بل تواكب المتغيّرات السّياسيّة والأقتصاديّة والأجتماعيّة , وأن تتفاعل معها .
- أنّ مجموعة النظمة تتفاعل فيما بينها , فمنها أنظمة رئيسيّة , ومنها فرعيّة , والفرعيّة تصبح رئيسيّة , والرّئيسيّة فرعيّة , ولكنّها هى كلّ مع بعضها , تماما" كما هى الحال فى تفرّعات الوزارة .
- وما دامت مدرسة النّظم تتّسم بالحيويّة والدّيمومة , فلابدذ أن يكون لها دور" فى الجتمع ,
مدرسة الأدارة الموقفيّة
تعتبر من مدارس العمل الحديثة , الّتى تستمدّ خططها وتوجّهاتها من الحالة الّتى تقف عندها , وتستفيد من مفاهيم المدارس الّتى سبقتها وثمّ تنظر ماهو ملائم"و منسجم"مع سياستها و فلا تنفّذ صيغة" واحدة"فقط وبل تتفاعل مع الحدث ومع الموقف .
(( وبهذا فأنّ نظرية الدارة الموقفية , لاترفض ماجاءت به المدارس السّابقة بشكل قاطع وانّما تقبل مايتلائم ومتطلذبات كلذ موقف )) . ( محاظرة التنظيم الأدارى – على نجيب ) .
( المبادىء والأسس )
- أنّ المواقف تختلف باختلاف الظّروف والوقات والأفراد
- لاتوجد أساليب عمل , أوتوصيّات محدّدة , يمكن ان تصلح لجميع المنظّمات , ولجميع الظّروف والأزمان , بل أنّ الموقف هو الّذى يحدّد اتّباع هذا الأسلوب , أو اتّخاذ هذا القرارأو ذاك .
- المنظّمة الأداريّة عبارة عن نظام مفتوح , يتكوّن من أنظمة فرعيّة مختلفة يتفاعل بعضها مع بعض , وترتبط مع البيئة الخارجيّة بعلاقات متشابكة .
الوظائف الأداريّة , فى الأدارة الوسطى
درجت المنظّمات على تكليف المدراء الّذين يعتمدون على اشخاص آخرين فى انجاز وظائفهم وواجباتهم المختلفة , تكلّفهم بواجبات أداريّة مهمّة تتوقذف على اساسها عملية تحقيق الأهداف المرسومة للمنظّمة , ذلك لأنّ أنجاز هذه الواجبات , وتحقيق هذه الوظائف يصبّ فى النهاية فى وصول المنظّمة واشركة الى ماتصبو اليه , ويكاد الباحثون يتّفقون على انّ هذه الوظائف هى :- ( التخطيط , التنظيم , التنسيق , التحفيز , الرّقابة , واتّخاذ القرار .) .
(( يقصد بالوظائف الأداريّة , تلك الأعمال والواجبات الّتى يقوم بها المدير , والّتى بواسطتها يحصل عن طريق الآخرين من الموظّّفين على النتائج المطلوبة , ويمارس هذه الواجبات كافّة المدراء على المستويات المختلفة , فالمدير العام الّذى يكون عادة فى القمّة يدير جماعة أكبر , ويتحمّل مسؤوليّة أكثر , ويخصّص من وقته جزءا" أكبر للعمل الأدارى ممن من معه من المدراء ... وأنّ المدراء جميعا" يقومون بنفس الوظائف أعلاه )) ( كتاب : مبادىء الأدارة صفحة عشرون )
وأذا كانت هناك وظائف أخرى للمنظّمة مثل : الأنتاج , التّسوق , الماليّة , الأفراد , العلاقات العامّة , البحوث .فأنّ وظائف المديرين تأخذ خطّا" أفقيّا" مع هذه الوظائف , وبمعنى آخر : أنّ كلّ وظيفة من وظائف المنظّمة تحتاج الى كلّ وظائف المديرين , فالأنتاج يحتاج الى التّخطبط ,والتنظيم , والتحفيز , والرّقابة , واتّخاذ القرار, وكذلك بالنّسبة لوظائف المنظّمة الأخرى .
(( فيعتبر التّسويق وظيفة من وظائف المؤسّسة , ولكن التّسويق ذاته يحتاج الى أن يتمّ التّخطيط له , وأن ينظّم تنظيما" على الأساليب العلميّة , ويحتاج الى توجيه الأخرين , ومن ثمّ الأشراف والرّقا بة على الوظيفة التّسويقيّة )) ( مبادىء الأدارة صفحة واحد وعشرون ) .أنظر ألى الجدول الآتى :-
وظائف المنظمة الوظائف الأداريّة الوظائف الأداريّة
أفراد تخطيط تنظيم تحفيز رقابة
ماليّة " " "
صيانة " " "
أنتاج " " " "
طاقة " " " "
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟