وهل ستبقى إسرائيل 30 عاما يا سعدات ؟

ناصر إسماعيل جربوع

الحوار المتمدن-العدد: 2509 - 2008 / 12 / 28 - 06:46
المحور: القضية الفلسطينية
    

وقف شامخاً تبدو في عينيه السوداوان ثقة الفلسطيني الواثق بالنصر ، وقف عنيداً لأنه الأحق وتحدى جلاده وقابل إصدار الحكم عليه مبتسما ،ونطق بكلمة هزت كيانهم وأغاظت حكامهم ،ولست مبالغاً حين القول انه هزت وأقلقت عروش الرجعية العالمة ،قال احمد سعدات إبان نطق الحكم عليه (أنا لا اعترف بشرعية محكمتكم أيها الصهاينة) ، بهذه الكلمات أطلق سعدات حكمه على دولة الكيان الصهيوني وهو من حاكمهما بعد أن امتد جسمها السرطاني ستون عاما 0
وقف سعدات أسداً غير متذللاً لا يطلب الرأفة ولا تخفيف الحكم ولا استئنافه، لأنه يدرك النتيجة ،ويدرك ماذا يفعل الفئران حينما يكون الأسد في القيد، ولسخرية التاريخ أن الجبان يصدر حكمه علي الأسد وهو يرتعد ، فالناظر إلي عيون الجلاد وهو يصدر حكمه الأعمى على الأسد الفلسطيني احمد سعدات يري في عيونهم الخوف والارتعاد! الهع اكبر يا سعدات ترعبهم وأنت في أسرك ؟! نعم لأنك الأقوى، لأنك المقاوم الرافض للظلم والجبرية والخمول والاستكانة 0
أخي سعدات سطوري لن تعبر عما يدور في خواطري وخواطر شعب كامل يرنو للحرية، فأنت منا وأنت نموذجا ثوريا لابد أن يحتذي به في المنظومة الثورية للقرن الحادي والعشرون في زمن العولمة والانبطاح، ولاشك في ذلك حين أطلقت علي جلادك كلماتك الرصاصية مرتين ، الأولي حين أعلنت عدم الاعتراف بشرعيتهم، و الثانية حين أعلنت مواقفك الثابتة للإخوة المتصارعين علي ضرورة اللحمة والثبات لمواجهة العدو الأوحد عدو الإنسانية الحافر لنا والباذر بذور الفتنة والفراق لتغيظهم غيظاً أكثر من غيظهم بمسماك الثوري (الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) فكم جفت حلوقهم وارتعدت أقلامهم وهم يقفون عند كلمات تحرير فلسطين 0
ابتسم سعدات حين كان الحكم ثلاثون عاماً مدركاً أن بابتسامته الواثقة أن عمرك يا إسرائيل لن يدوم الثلاثين عاماً وسيزول كيانهم لان زواله حتمية قرآنية وإنسانية وتاريخية ، سيزول كيانهم ويبزغ الفجر الفلسطيني من جديد، ويصحو الكنعاني من رقاده ويحمل فأسه ومعوله ومنجله ليزرع الأرض المقدسة بساتين طاهرة غير مدنسة ، وينشد مع سعدات ورفاقه وإخوته أنشودة الوطن من جديد قائلا :_
وبصيص نورْ...
يأتي من الأفق المقابل كالعليل....
أرنو إليه زاحفا...
في حلكة الليل الطويل...
والنفس غارقة بأحلام الوصول...
لهفي على جسم يعذبه الذبول...
من بعد ما ضحكت له الأفراح بالثغر الجميل...
وتزينت لعيونه كل الورود...
وشدا له طير المحبة والسعود...
سأعود...
وقد جاوزت جسر اليأس واجتزت العواصف والرعود...
قسما أعود...
فالشمس تذهب في الأصيل...
وتعود مشرقة بكورا...
قسما أعود...
قسما أعود...
عف الضمير..........
سيعود الأمير سعدات إلى حضن أمه فلسطين وسيزرع راية النصر مع ثوراها علي قباب الأقصى ومساجد يافا وعكا وستقرع الكنائس أجراسها ،وتغرد حساسين فلسطين من جديد وتزغرد نسائها، ويمرح أطفالنا من جديد ويرددون معها :---
لا تساوم...
أنت الأمير...
وسنابل خضراء في أحلى المواسم...
يا قبلة الأمل المنير...
قاوم إلى النفس الأخير...
أنت الأمير...
لا تذهبن مغاضبا...
فأنت يونس قد حواه الحوت ، سبح....
حين يشتد الظلام....
ودع المنام...
وارم الجريرة في فؤادك والملام...
وزد الملام...
تخرج من الأعماق منتصرا....
إلى اليقطين في أرض الغرام...
عف الضمير...
يا قبلة الأمل المنير...
أنت الأمير....
سعدات أيها الأمير من هنا من مخيمات غزة المحاصرة رأينا فيك الأمل ، وزرعت بنا من جديد روح الإصرار والتحدي، وعلمنا أطفالنا كيف تعلو أقدامهم فوق رقبة الجلاد ، وليكن سجنك نقطة لتحقيق حلمك حلم الوحدة التي يحلم بها كل فلسطيني غيور ، لأن أمثالك من تتجسد فيه القائد الذي يجب أن يخلد في كتب التاريخ ،وكلماتك التي أعادت إلينا أمجاد الثوار لابد أن تخلد في ذاكرة الأجيال 0
سعدات اعلم علم اليقين أن أمثالك خلقوا ليس للأسر والسجن بل لتكون حرا طليقا تقود الثوار في خنادق المقاومة التي خلقت لأجلها، ولكن عزائنا الوحيد إننا نؤمن معك أن عمر كيانهم لن يدم ثلاثين عاما ونحن بك ومعك نستبشر بالنصر القريب ومن يدقق النظر في شموخك يدرك ما نقول أليس كذلك أيها الأحرار0

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل