البهلوان و الملك *- .. / كوميديا لا تضحك أحداً ...

دوناتوس

الحوار المتمدن-العدد: 2508 - 2008 / 12 / 27 - 06:17
المحور: الادب والفن
    

-/1
آخر رسائلنا الخرساء تيبٌستْ ..
و أصواتنا ؟ ..
لم يعد يرافقها دلك الضجيجْ ..
كلما آختلَسْنَا المعنى..
نعود الى طرق الباب من الباطن ..
نعود الى بلوانا ..
إلى البكاء ..
كأن ما كنا يوماً مَدَاًََ و لا زَحْفَ رَبيعْ ..

-/2

أَغلقَتِ السٌماء كل نوافدها عَنٌَا ..
فَنَام بِنَا أَعمى ..
أطَلٌ برأسه من كل نافدة من التاريخ ..
رَأَى و ما رَأَى ..

-/3

أَوَ مَا شَبِعنا بعدُ من الخرابْ ؟..
مِن الأصفاد و الجـوعْ ؟..
مِن الغرقْ ؟..
حتى الحب عندنا صار كالموسى ..
تقطعت ظفائر الوطنْ ..
البيت شتاءْ ..
الشمس ُ دم ْ ..

-/4

هل تُرَى ..
لا زال من جدوى ؟ ..
أن نصبغ الزنجي المهزوم فينا بالبياضْ ..؟
أي صَباحْ يكونْ حيثُ نكونْ ؟ ! ..
غرباءٌُُ عن مِلةِ آلهةِ الحربْ ..
قد ألِفنَا دِعَتنَا ..
مُدْ َشمََمْنَا الآلهةَ من اَلمسَالخِ ْ..
مُدْ سطعَ الوطنُ نجمَا بين الموتى ..

-/5

مغول العصر تبدلوا ..
و اَلملِكْ هو نفسه اَلملِكْ ..
.. لا يزال يرى صورته في النهر
يرد على نفس السؤال بنفس الجوابْ ...
و التاريخ الخائب الطويل ؟..
نمثله و إيَاهْ بنفسَ الحكايةْ .

-/6

مند ألف ألف ديوث ..
سقطت كل الشموع ..
مند ألف ديوث ..
وقعوا ..
بإسمنا عقود البيع و المُلْكْ ..
كُل عهودِ الخيانة و العهرْ ..
ما شيدوا بأرضنا غير المبغى و ساحات القصاص ..
ما نصبوا سوى المشانق.. ..
لمن خالف السَدَنَةْ ..
من كفر بدين الفجَرَةْ ..
من ليست له سريرة الصفحْ ..
من يشعل الشرارة !.؟

-/7

لا نزال نحنُ نحنْ ..
. بكل سُخف هدا النٌـحْنْ ..
لازلنا طيوراً تتنفس الحلمْ ..
و لا يزالُ البهلوانُ كما هُوْ ..
لاَ يَمَلْ ..
يُعِيدُ دوره مُند زمنْ ..
بِكُلِ ُحمقْ ..
يَأْمَلْ أن يوماً..
سَيضْحَك المَلِكْ ..





جنوب المغرب 24ديسمبر 2008
--------------------------------------------------
هوامش :

*- "المهرج و الملك" حكاية رواها الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي في ما كتب ..

"...رغم كل الجهود التي بدلها المهرج لإضحاك الملك ظَلَ هدا الاخيرغير عابئ به ، ينظر في النهر و لا يرفع رأسه
- سأل المهرج الملك : مادا ترى في ماء النهر ؟
-أجاب الملكْ : أرى ديوثاً .
" فرد المهرج : يا مليكَ العالم ، عبدك أيضا ليسَ أعمى " بتصرف

** "Donatus " : إسم أستعيره من التاريخ إلى أن تشاء أيها القارئ و يشاء التاريخ أن نغير التاريخ . .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات