أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاني أبو الحسن سلام - المحبظاتي كليب -عرض في الحكي المسرحي -














المزيد.....

المحبظاتي كليب -عرض في الحكي المسرحي -


هاني أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 2507 - 2008 / 12 / 26 - 08:47
المحور: الادب والفن
    



النقد النسوي feminism هو أحد نظريات النقد التفكيكي ، التي اجتاحت الغرب في إطار اتجاه مابعد الحداثة في تسعينيات القرن الماضي والتي قامت على فكرة تحرر المرأة من نظرية (الفالوظ) أو من سيطرة الرجل عليها . وقد تم التنظير لهذه الفكرة على أيدي مفكرات ومفكرين كبار في الأدب الغربي ، وعلى الرغم من ندرة من أدلوا بدلوهم في هذا المجال في مجتمعاتنا العربية ، على مستوى الكتابة النقدية إلاّ أن فرقة ( ورشة المسحراتي ) بقيادة المخرجة عبير علي والكاتبة رشا عبد المنعم قد اقتحمتا الأفق الإبداعي تأليفاً وإعداداً وإخراجاً بعرضٍ نسويٍ بالكامل في أمسية رمضانية سكندرية بعنوان ( حكاوي الحرملك ) تتناول قضية المرأة في معاناتها من السيطرة الرجولية في قوتها وضعفها بعد عرض (شهرزاد) لفرقة الرقص المسرحي الحديث الذي اعتمد اعتماداً كلياً على السرد التشكيلي بلغة الجسد وبلغة الصورة. ويقف عرض حكاوي الحرملك موقفاً مواجهاً لعروض السرد التشكيلي المسرحية والعرض يسرد بلغة الصوت إلقاء وتشخيصاً وغناءاً وعزفاً مواقف ماضوية بالتشخيص إذ يتعرض نقدياً للعديد من القيم والعادات الماضوية بالتشخيص الأدائي الحي تمثيلاً وغناء وإلقاء.
شكلت تلك المواقف لوحات متتابعة لحكايات بعينها من تاريخنا الاجتماعي مع قصصٍ للأطفال مثل حكاية (سيد وصفية ) - وهما زوجان - تقوم أحداثها على تصوير العلاقة الزوجية المملة وانعدام التفاهم بين الزوجين ومثلها حكاية (علي ونور ) في إطار فكاهي ممتع .
وتتخلل الحكاوي أغانٍ تراثية مختارة من إبداعات صفوة المغنيين والملحنين في مصر من أمثال سيد درويش بأغاني (والله تستاهل - حرج عليّا بابا) ولرتيبة أحمد أغاني ( يانا يامك ) ولسيد مكاوي ( يالا بينا تعالوا ) ومن تراث السمسمية البورسعيدي ( بتغني لمين يا حمام) ولوجيه عزيز ( مش نظرة وابتسامة - شوية هموم – ساكته ليه )
يقتبس العرض من أسلوب المسرح الشامل الذي يوظف كل أشكال الفنون من ( تمثيل أوتشخيص إلى الغناء إلى الحكي إلى المونولوج إلى العزف إلى الرقص إلى خيال الظل ) وهو أسلوب عرفته فرق المحبظين – من التحبيذ – وهي فرق مسرحية لفنون الارتجال قبل أوربا بكثير - حيث قدّم عرض (حكاوي الحرملك) ثلاثة لوحات بيضاء لخيال الظل موزعة في الخلفية تعكس كل منها صورة ظلية لدمية إحداها بقدم ونصف والثانية مصلوبة والثالثة بلا يدين . تشكل ثلاثتها معادلاً تشكيلياً لرؤية المخرجة خاصة وأن اتجاه الشخصية المرسومة في كل لوحة من تلك اللوحات الثلاث يعطي المتفرج عليها ظهره وهي دلالة على الاتجاه للخلف وليس إلى الأمام تعبيراً عن توجهها نحو الماضي وهي تتضح من اختيار العنوان ( حكاوي الحرملك) كإطار للاحتفالية (السامر) التي قدمتها وكلنا نعرف أن الحرملك هو مكان سكن الحريم في القصور الشرقية وتتلخص الرؤية في مقولة مكتوبة للعرض : ( هنا في الحرملك حكايات ستات ورجّاله جوه الحرملك .. يا ترى هل امتد الحرملك ليشملنا جميعاً أم تسلل ليسكننا من الداخل ؟! المسحراتية)
اعتمد هذا العرض الاحتفالي على تقنية المونتاج السينمائي في تقديمه للوحات من حكاوي الحرملك في تتابع غير منطقي للمشاهد كما في الفيلم السينمائي حيث يبدأ المشهد بحدوته ثم لا يلبث أن ينتقل إلى مشهد آخر ولا يكمله ليعود إلى المشهد الأول ثم يعرض جزءاً تالياً لما قدمه في البداية ثم ينتقل إلى مشهد ثالث وهكذا .
ويتبدى توظيف المخرجة (عبير علي) للوحات المرسومة والمعلقة في الخلفية عندما تسقط عليها الإضاءة كلما بدأ الأداء التمثيلي أو الغنائي في تشخيص موقف ماضوي لنقده في الواقع .
لاشك عندي في أن هذه الفرقة الوليدة التي جمعت كل فنون الأداء الشعبي المصري فنون ما قبل المسرح والتي اتخذت أسلوباً يجمع ما بين المحبظاتية وأسلوب المقامة العربية حيث وظفت كل الفنون تقريباً باستثناء فنون الرقص وفنون الحركة ، إذ ينحصر الأداء في إطار فنون الصوت مع القليل من الإشارة أو الإيماءة أو التحريك ، إلى جانب القليل من الأقنعة وقطع الملابس أوالباروكات واللحى والذقون .
وإذا كنت أنسب أسلوبها لأسلوبي المحبظاتية وهي فرق مسرحية مرتجلة انتشرت في مصر منذ أيام المماليك وفي عصر محمد علي حيث كانت تقيم الحفلات في المناسبات المختلفة وتعرض في قصور الأمراء وصفوة القوم عروضاً شعبية تجمع العديد من الفنون قبل المسرحية فإني أقصد اقتراب عروض (ورشة المسحراتي) من حيث الشكل من المحبظاتي ، بل تختلف لأنها لا تستهدف التسلية والترفيه ولكنها عروض تنويرية بمعنى الكلمة ، لأنها تستحضر موضوعات وقيم تراثية مقيدة لحرية التعبير بل لحرية التفكير والتدبير . ويبدو دور هذه الورشة الفاعل في أنها تستحضر تلك القيم والعادات المتخلفة في عصر تجتذبنا فيه من أعناقنا كالقطيع (رجالاً ونساءً) جماعات الظلام نحو عصور التخلف والانحطاط.
أما إشارتي إلى اقتباس عرض (حكاوي الحرملك) لأسلوب المقامة العربية التي شهر بها بديع الزمان الهمذاني وغيره في العصر العباسي فسببه أن المقامة في حكي وحكواتي يقوم على التشخيص ويستعين بالاقتباسات الشعرية والنثرية وفنون التنكر وفنون التشخيص والإلقاء دون فن الحركة باعتبارها حكاية درامية تحكى بأسلوب (السرد الانعكاسي) الذي يشكل إحدى دعامات تقنية التفكيك في أدب ما بعد الحداثة post modernism.
إن هذه الفرقة الوليدة التي اتخذت لنفسها من حيث الشكل أسلوباً قائماً على إحياء فنون شعبية درامية وغنائية وقولية أصيلة ونذرت نفسها لقضية نقض الخطاب الذكوري في نظرته للمرأة عبر العصور مركزة على ماضينا وحاضرنا تنويراً لنظرتنا المستقبلية للمرأة .



#هاني_أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمرؤ القيس في باريس والحكواتي الأخير .. في احتفالية (عبد الك ...


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاني أبو الحسن سلام - المحبظاتي كليب -عرض في الحكي المسرحي -