أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند السيد علي - سوريا اسرائيل .. حرب في غزة وسلام في أنقرة














المزيد.....

سوريا اسرائيل .. حرب في غزة وسلام في أنقرة


مهند السيد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2505 - 2008 / 12 / 24 - 00:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد مرور أيام قليلة على انتهاء الهدنة الهشة بين حماس والكيان الصهيوني تصاعدت وتيرة الغزل السوري الاسرائيلي بعد ان لمح الرئيس السوري بشار الاسد إلى إمكانية عقد محادثات سلام مباشرة بين سوريا واسرائيل وهو ذات الامر الذي دفع أولمرت لتجاهل ما يحدث في غزة والتوجه الى انقرة لبحث مستقبل المفاوضات السورية الاسرائيلية .

بالتأكيد إن الحديث عن مفاوضات سلام مباشرة بين سوريا واسرائيل في هذا التوقيت يثير تساؤلات عدة ، فأولمرت راحل بعد فترة قصيرة جدا وتبدو اسرائيل خلال هذه الفترة بالتحديد غير قادرة على تسديد فاتورة السلام مع سوريا خاصة وان ثلثي اعضاء الكنيسيت يعارضون الانسحاب من الجولان ، كما أن نيتنياهو المرشح القوي لخلافة أولمرت قد صرخ بأنه لن ينسحب من الجولان في حال انتخابه رئيسا للوزراء ، وأيضا الإدارة الامريكية الجديدة والتي هي في مرحلة التكوين حاليا لم تدخل بعد للبيت الابيص حتى تبدأ برعاية العملية التفاوضية



فالأسس الأولية لعميلة السلام التي تكلم عنها الأسد لا تبدو ظاهرة بوضوح خلال هذه الفترة على الأقل ، وهنا فلماذا هذا التقارب في التصريحات الإعلامية على الأقل بين كل من دمشق وتل ابيب وفي هذا التوقيت بالتحديد ؟

بالنسبة لإسرائيل فإن أولمرت لم يعد في يده ما يخسره بعد ان أصبحت أيامه معدودة في رئاسة الوزراء وصواريخ القسام التي بدأت تنهال على المستوطنات مع انتهاء التهدئة ادخلت إسرائيل في متاهات وأظهرت عجزا على التصدري لها بعد فشل سياسية الحصار وإدراك جنرالات اسرائيل وفي مقدمتهم وزير الدفاع باراك بعدم قدرة الجيش على خوض اجتياح واسع للقطاع ، كل ذلك دفع أولمرت إلى أنقرة بغية التغطية على العجز الاسرائيلي تجاه حماس على امل ان تكون المفاوضات مع سوريا هي السمكة الذهبية التي قد يستطيع من خلالها أولمرت إنهاء فترته في الحكومة رغم قناعته بأنها مفاوضات لن تصل إلى اتفاق سلام بين الطرفين خلال تواجده على رأس الوزراة

أما على الجانب السوري فإن الحديث عن مفاوضات مباشرة مع اسرائيل إنما هو في جوهر الأمر رسالة الى الإدارة الأمريكية الجديدة لإظهار حسن نوايا سوريا وجديتها في دخول مفاوضات سلام حقيقة تنتهي بإبرام اتفاق بعد الانتخابات الاسرائيلية المقبلة ، حيث ان الحديث عن تقدم كبير في المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط التركي والتفاهم على نحو 80% من الامور العالقة بين الجانبين و قرب الوصول الى المفاوضات المباشرة سيشعر الإدارة الأمريكية التغيير صورة امريكا في العالم العربي سيشعرها بأن صفقة سلام سورية اسرائيلية قد تبدو أمرا قابلا للتحقق الأمر الذي قد يدفع واشطن للبدء بسياسية تحسين صورتها من البوابة السورية الاسرائيلية وهو ما تسعى إليه دمشق بعد ان تعرض مسارها التفاوضي إلى جمود طيلة ثمانية اعوام من حكم بوش



من هنا فإن الحديث عن مفاوضات مباشرة بين اسرائيل وسوريا لا يغدو عن كونه لعبة سياسية تهدف الى كل شيء عدا إبرام اتفاقية سلام لحين تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة ، إلا ان السياسية السورية قد نجحت خلال الأشهر القليلة الماضية بدفع إسرائيل بالاتجاه الذي تريده دمشق ، ولعل التصعيد الأخير في قطاع عزة هو جزء من الاستراتيجية السورية التي ساهمت بدفع تل أبيب بإتجاه أنقرة لتسير في سكة السلام ، بعد التخبط في السياسات الاسرائيلية وعجز تل ابيب عن تشكيل استراتيجية محددة للتعامل مع مختلف الملفات التي تحاصرها ، بعد هزيمتها امام حزب الله في 2006 وتهم الفساد التي أطاحب بأولمرت وفشل المفاوضات مع عباس وإخفاق سياسية الحصار لقطاع غزة ، هذه الاوضاع مجتمعة دفعت أولمرت لطرق الباب السوري من أنقرة على أمل نهاية سعيدة لفترة عصيبة .



ولحين دخول اوباما للبيت الابيض و تشكيل الحكومة الاسرائيلة الجديدة بعد الانتخابات المقبلة يبقى الحديث عن مفاوضات سلام سورية اسرائيلية مباشرة او غير مباشرة مسرحيات سياسية تهدف لحصد نقاط تكتية لكل فريق واستعراض اوراق الضغط وهامش المناورة لكلا الجانبين بدون التوصل لأي نتيجة ملموسة .. هو أمر تعرفه جيدا دمشق وتل أبيب .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إسرائيل تستهدف مقر رئاسة الأركان في دمشق وتحذر من مغبة مواصل ...
- إسرائيل تستهدف محيط مقر الأركان العامة في دمشق وتحذر من -ضرب ...
- هل ينبغي لزيلينسكي أن يستهدف موسكو.. بماذا أجاب ترامب؟
- مصور بلغاري يُطلق مشروعًا بصريًّا مبتكرًا: صالون تجميل تحت ا ...
- 20% من الذكور الإسرائيليين تعرضوا لاعتداء جنسي في صغرهم وبيئ ...
- ثوران بركان في آيسلندا يؤدي لإخلاء المناطق القريبة من منتجع ...
- حماية الهوية الشخصية من التزييف: قوانين تتسابق مع الذكاء الا ...
- -لماذا تتدخّل إسرائيل في سوريا؟- - صحيفة بريطانية
- السويداء ـ تجدد الاشتباكات وإسرائيل تطلب من النظام السوري - ...
- فرنسا: هل تستطيع الحكومة تمرير مشروع الموازنة؟


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند السيد علي - سوريا اسرائيل .. حرب في غزة وسلام في أنقرة