أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبد الرسول عداي - الحذاء بين سوء التعبير والمبالغة فيه














المزيد.....

الحذاء بين سوء التعبير والمبالغة فيه


عبد الرسول عداي

الحوار المتمدن-العدد: 2503 - 2008 / 12 / 22 - 05:46
المحور: الصحافة والاعلام
    


ما تزل قضية حذاء الزيدي تتفاعل بين شد وجذب المؤيدين والمناوئين لها , بل اخذت تتسع لتتعدى دائرة الوطن لتحتل لها مكانة في عناوين الصحف الدولية بعد ان تصدرت عناوين الاخبار , وكغيرها من الاحداث الفردية فأن الزمن كفيل بطمس آثارها ونسيانها لكن المهم في هذه , القضية سؤالين
الاول : كيف استجابت لها الجماهير؟ والثاني :كيف عبرت عن هذه الاستجابة؟ .
فمن خلال هذين السؤالين سوف ندرك مستوى الوعي الذي تتفاعل فيه الجماهير مع الاحداث التي تمر بها ،والعقلية التي تقيم تلك الاحداث , والمنظور الذي تنطلق منه، ومن جانب اخر سوف نستكشف آليات التعبير التي طورتها الجماهير العراقية خلال الخمسة اعوام من الديمقراطية .
وقبل الخوض في ذلك لنتوقف امام الصحفي الذي رمى فردتي حذائه في مؤتمر صحفي .والسؤال هو هل انطلق هذا الصحفي من منطلق لنسميه (عاطفي) فعبرعن عاطفته واطلق لها العنان , وبدل ان تقوده تلك العاطفة المشتعلة الهوجاء الى عقله فيتناول اشد التساؤلات احراجا لـ( بوش ) وليكن من يكون (الرئيس، المحتل، المجرم) فانها قادته الى اسفل حيث فردتي حذائه.
فالصحفي هنا تخلى عن مسؤوليته الصحفية في التعبير وعن تعهداته الادبية لحضور مؤتمر صحفي يعقده رئيس حكومته المنتخبة وعبر عن عاطفته باسلوب لاينتمي الى العرف الصحفي ولا الى اسلوب المثقف العراقي .
فمنتظر الزيدي ان كان قد انطلق من عاطفة صادقة فقد عبر عنها باسلوب غير مرغوب فيه بالطبع كان الزيدي واعيا للنمط الديمقراطي الذي يعيشه العراق والذي يسمح للفرد ان يعبر عن مواقفه من اي مسؤول على ان لا يتخطى حدوده القانونية .
وبالطبع فان وعي الزيدي بلعبة الديمقراطية جعله يدرك انه من المجازفة ان لا يجرب فعلته تلك مع اي مسؤول عراقي يؤمن بالديمقراطية ويمارسها ويعيش من ثمارها فتلك ستكون تجربة غير محسوبة النتائج .
اما فعل ذلك مع الرئيس الذي يتربع على سدة حكم الدولة الاولى التي تدعي الديمقراطية وتصدرها بالقوة وبالجيوش فانها تجربة تجعله في مأمن كبير ان لم نقل انها تحقق لاميركا هدفا في الوقت الضائع من تواجدها على الاراضي العراقية .
لكن المهم هو كيف استجابت الجماهير لذلك الحدث ؟
نقصد بالجماهير عموم الشعب العراقي وقد اختلفت ردود افعالهم بمعدلات طبيعية جدا وما وجدناه من بعض التجمعات المؤيدة او المظاهرات هو بفعل التحريض السياسي القائم على تفعيل مناهضة المحتل وطرد الوجود الاجنبي وهي فعالية سياسية مشروعة على شرط ان لا تنساق وراء ردود الافعاال العفوية والمواقف العشوائية لان ذلك يحرمها القدرة في الانتظام في مسيرة تحقيق اهدافها وفق منهج دقيق ومدروس.
ولوتوقفنا لتحليل دور الجماهير المؤيدة لمنتظر الزيدي لوجدناه موقف ينطلق من رؤية حدث اهان المحتل وامريكا وانزل قيمتها ومكانتها وضيع مصالحها وحقق انتصارا لنا واخذ بثارنا و...و....
وتشعر انك امام مبالغة تصل الى حد الوهم..
فكل سياسي في الدول الديمقراطية قد تآلف مع شتى التعبيرات التي تصدر من الجمهور من رمي البيض الفاسد الى الملصقات العارية،وهذا مالم يستوعبه البعض من ردة الفعل الطبيعية ل(بوش).
ولو قام الزيدي برمي بوش وهو خارج قاعة المؤتمر لما كان هناك من داع لاعتذار الصحافة العراقية ،ولا المناقشات الحامية حول اعتذار الحكومة العراقية.
بالطبع نحن بحاجة لان نتمرن على الديمقراطية ونستوعب كل مفرداتها ودلالالتها وقوانينها لانها لغة عالم اليوم – ومن تعلم لغة قوم أمن شرهم- ، لكن بعض جماهير شعبنا ماتزل مكبلة بالعقلية القبلية التي ترى في شيخ القبيلة رمزا لكرامة القبيلة ومجدها وشرفها ، فان أهين رئيس القبيلة فلاشرف ولا قيمة لتلك القبيلة.
وكان يمكن ان نحقق انتصار معنوي على الولايات المتحدة الامريكية لو كانوا ينظرون الى الرئيس بنفس الكيفية التي ننظر بها اليه ، لكن المشكلة انهم يعتبرون الرئيس شخص مستأجر يقوم بعمل يستبدلونه كل بضعة اعوام ليأتون بمن هو افضل منه .
ومن الملاحظ ان صناع السياسة في الولايات المتحدة الامريكية استثمروا هذا الحدث بشكل لافت من خلال تسليط الاضواء عليه وجعله مادة اعلامية دسمة في الاعلام العراقي والعربي والشرق اوسطي بل وحتى العالمي وتلميع صورة امريكا الديمقراطية ،فبعد صورة امريكا/اوباما الخالية من التمييز العنصري وبلد الفرص اللامعقولة تأتي صورة امريكا/الزيدي المتواضعة المتسامحة حيث يرد الرئيس الامريكي بوش بابتسامة حنونة احذية شاب عراقي غاضب .
اعتقد ان الوقت الذي فات كان كافيا لكي نراجع طرقنا في تحليل الامور وفهمها وان لا ننساق شططا وراء عواطفنا وردود افعالنا وسط عالم واعي وقادر على ان يستثمر حتى ردود افعالنا بصورة تسيء الينا ،كما في هذه القضية حيث تحولت احذية الزيدي الى صمام الامان الذي بحثت عنه الادارة الامريكية طويلا لكي ينفس الشارع العراقي عن احتقانه وغضبه من السياسات الامريكية اللامسئولة،والانكى من ذلك ان ينزلق بعض السياسيين ليس نتيجة عمى سياسي بل سعيا وراء رضى الشارع ،والمفروض بالسياسي ان يعلم ويربي ويقود لا ان يقاد من قبل عفوية الشارع وردود افعاله.
اما استجابة الجماهير لمل قام به منتظر الزيدي فقد كانت عفوية وهي بمجملها ردود افعال اكثر من كونها مواقف.
اي انها لم تنطلق من فهم واعي ومسئول لما يمكن ان يسمى موقفا يدخل ضمن حساباته مواقف الجهة المقابلة ،وتحسبات ان لا يستغل هذا الموقف من قبل جهات اخرى مناوئة للشعب العراقي ومصالحه.
والسؤال الاهم هو: هل غياب مثل هذا الوعي هو بسبب الجماهير ؟
والجواب :لا ،فالمسؤولية تقع على عاتق الاحزاب والتيارات والمؤسسات السياسية والثقافية والاعلامية ومؤسسات المجتمع المدني.



#عبد_الرسول_عداي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبد الرسول عداي - الحذاء بين سوء التعبير والمبالغة فيه