العيد شيخ كبير

سميرة عبد الزهرة حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2501 - 2008 / 12 / 20 - 06:59
المحور: الادب والفن
    

انقضى العيد وصدى صوت الأصدقاء وهمسات الأحبة وضحكات الأطفال ودهشتي .صورا إمامي في مخيلتي رذاذ مطر يحدو فيّ الاشتياق.. وصفحات الأيام تطوى بتروي.. وهدوء الدمعات تفوح من قلوب يملؤها العيد ترى هل كان العيد سعيد؟؟؟
وهل التأمت الجروح ونقحت القروح وتفتح الأقحوان ..هل نبت من دمعي إنسان ...او بانت الحياة او حلّ السلام ؟ترى هل فرحت معي طيوري الصابرات ؟ او آمالي الغاسقات ؟وأمنية العيد ظلت في بالي تدور..ابحث عنك بين ثنايا الوجوه ..ارى خيالك حولي يدور يثأر من آلامي وفيضان وجعي ملئ البحور ..ودارت بيّ الأيام كدوران رحى الغريب يبحث عن بيت قريب يأوي أحلامه الضائعات ..كسكون مظلة العازبات ..وشمعة المحب المعتوه تقطر بلا خشوع..تنتقل حدقتي بين أوراقي أمنياتي داستها الإقدام ..تطير مع الرياح ولا املك فيها غير الهذيان ..كجرة صفنات ابي الشيخ الكبير..ونوارسي تبحث عن ذوائب الفرحات ..بين أغصاني لبس الليل عباءة الذكريات ..وتاه النهار بين صرخات الأطفال والعيد شيخ كبير يحضرنا لحظات ...فلا امسك يدي ولا تركني أبوح له بسري وخطاي متثاقلة كجرة الحسرات من فمه وبؤس المسافات ..ركضت وراءه صارخة هل تكفي ايام معدودات ؟؟؟....
ترحل وتسكنني الذكريات ..
ولا افهم ابتسامتك
كما الرعيد
يرفعني مع أمواجه المتلاطمات
ويتركني اسقط ببلادة صوتي العجوز ..ترى ماذا بقي فينا
اذا ماتت الأحلام
وفقدت صوت تهنئتي
وتلاشت يدي على أيدي
تشدني
والأشواك تنبع من الروح
من كل الجهات تصدعني
انتهى العيد كما الفرح يموت ..وتظل الآلام... قلبي يتوشح ويسيل ..قطرات لظى عند الأصيل ..فقاعة حب انفجرت كسيل ..ماعاد الشيخ الكبير وانا انتظر عند شرفتي كطفل سهران يغفو على حلم جميل ..مالمحت يده تلوح بالوداع ...
نسيت ان تأخذني او تحضنني او تهزمني عند بقايا ابتسامة ماتت على شفتيك ..تكسرت انا قطعا صغيرات ..عند بيت الرمل او عند البالونات ..أخاف ان يموت الشيخ فما يعود للأطفال عيد ..يسألني عن أحلام وتصورات ماتت بها الذكريات...
حصاة صغيرة انا
تتلاعبني الإقدام
حبة رمل اكون
او زرع تائه
او قلب مدفون..

سميرة عبد الزهرة حبيب

#سميرة_عبد_الزهرة_حبيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل