ماذا بعد انتهاء التهدئة

وليدالعوض

الحوار المتمدن-العدد: 2501 - 2008 / 12 / 20 - 09:34
المحور: القضية الفلسطينية
    

صباح الجمعة 19/12/2008 ينتهي الموعد المفترض للتهدئة التي أعلنت قبل ستة شهور برعاية مصرية، وقد سارعت العديد من الفصائل عن انتهائها وحملت إسرائيل مسؤولية ذلك وهي على حق ، فالتهدئة التي وافقت عليها الفصائل الفلسطينية كافة رغم أنها لم تكن شاملة ومتزامنة وأبقت اليد الاسرائيليلة طليقة خاصة في الضفة الفلسطينية ، والمتتبع للأمر يلاحظ أن إسرائيل لم تلتزم بشروط التهدئة وخرقتها منذ اليوم الأول وقد تجاوزت 190 خرقا ، الشهر المنصرم شهد تصعيدا ملفتا وقد فاق عدد الشهداء منذ إعلان التهدئة قبل ستة شهر أكثر من عشرين شهيدا ومئات الجرحى ما يزيد عن نصفهم سقطوا خلال الشهر الجاري، ورغم ذلك نقول أن تلك التهدئة حالت دون ارتكاب مزيدا من المجازر بحق شعبنا الفلسطيني وبدون شك كان من الممكن أن تكون شروطها أفضل لولا حالة الانقسام التي نعيشها ونجاح إسرائيل باستغلالها بكل الأشكال ، اليوم ومع انتهاء التهدئة نقول أن حكومة الاحتلال تعد العدة لارتكاب مذبحة بحق شعبنا في قطاع غزة وإغراقه بحمام دم وهي تسعي لاستدراج الفصائل كافة لتجد ما يبرر لها القيام بما تخطط له وكما يدرك الجميع إسرائيل تقف على أبواب انتخابات تشريعية في العاشر من شهر شباط القادم وعادة ما يتنافس المرشحون للانتخابات الإسرائيلية على من هو الذي يقوم بتوجيه الضربات لشعبنا بشكل عام وفي قطاع غزة بشكل خاص ، ويدرك كل مراقب أن رؤساء القوائم المتنافسة في الانتخابات القادمة -ليفنى- باراك -نتنياهو لم يخفوا نواياهم العدوانية هذه وباتوا يتسابقون في عرض عضلاتهم لكسب ود الناخب الإسرائيلي في هذا المجال ، إن هذا الأمر يدفعنا لدعوة الفصائل كافة إدراك المخاطر المتوقعة خلال الأيام والأسابيع المقبلة ، ونرى أن مواجهتها تتطلب الإسراع في التوجه نحو الحوار الوطني الشامل لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الشامل وان يجري التعامل مع قضية التهدئة في إطار التوافق الوطني والمصلحة الوطنية العليا، على قاعدة حق شعبنا في المقاومة والدفاع عن النفس مما يتطلب العمل بوثيقة الوفاق الوطني بمجملها بما في ذلك تشكيل جبهة مقاومة بمرجعية سياسية موحدة تضع التكتيكات المناسبة لمواجهة الاحتلال بشكل موحد بين كافة القوى والفصائل .
19-12-2008
* عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل