ليت العمائم تصنع من جلود الاحذيه0

تانيا جعفر الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 2498 - 2008 / 12 / 17 - 05:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

العراق بلد غريب الاطوار تأتت غرابة أطواره من تعدديته التي لاتوصف وما يترتب على ذلك من إختلاف السلوك والولاء والتوجه والتقاليد وسواها0بل تعدى الامر ذلك الى أن ذلك التباين ومدى تأثيره القى بظلاله حتى على الكيان المتجانس الواحد إذ بدأت رياح المحيط تغير ملامح ذلك الكيان سلبا او ايجابا ولم تعد للعراقيين مقاييس مطلقه لبعض المفاهيم الراسخه في المجتمع كالولاء للوطن والالتزام الاخلاقي والغيره فطغت القوميه احيانا والعرقيه احيانا اخرى والطائفيه المقيته احيانا ثالثه0أما الوطنيه فأمست مفهوما يتهم متبعوه بالمثاليه الفارغه 00
أسوق هذه المقدمه بعد أصابتني بدوار ردود أفعال العراقيين المتباينه والغريبه من حالة واحده تمثلت بما حصل خلال المؤتمر الصحفي للسيد رئيس الوزراء والرئيس الامريكي وحادثة(المداس) التي تخللتها0ألتصرف الذي بدر من الصحفي العراقي منتضر الزيدي لوكان قد حصل قبل سنين لعبر عن منتهى الوطنيه والشجاعه والايثار للوطن أما بعد أن أمست الوطنيه بوق مثقوب فان سلوك منتضر قيل انه سلوك غير حضاري ولايمت لاداب(الضيافه) العراقيه بصله لأن السيد بوش كان ضيفا على العراق وإنه مرحب به أين ومتى وكيفما حلف هو إبن البلد و(محرره)وراعي الديمقراطيه فيه
لقد كان يمكن لساسة العراق أن يوضفوا حادثة المؤتمر الصحفي توضيفا سياسيا ووطنيا يحسدون عليه وفي نفس الوقت يستطيعون بقليل من الحنكه السياسيه التي يفتقدونها أن يلملموا الامر مع الولي الامين بوش والرجل لايهتم كثيرا لمثل هذه الامور لان البيض الفاسد لديهم كثير 0أما القول أن تصرف العراقي المحتلة ارضه والمنتهكة كرامته وعرضه والمسلوبه ثرواته والمدمره بناه التحيه والفوقيه تجاه قاتله وباسلوب كالذي حدث بانه سلوك شاذ فلعمري الرأي المطروح هو الشذوذ بعينه0
العراق بلد غريب نعم غريب غرابة واقعه التي كشف الاحتلال الامريكي كل زيف فيه ورفع(جزاه الله) كل الاقنعه عن الوجوه هو بلد الوطنيين الحقيقيين والعملاء الحقيقيين بلد الثوار المجاهدين وبلد الخونه والادلاء الاذلاء0دائرة الماحول صدعت رؤوس العراقيين فافقدتهم قدرة التبصر في النظر الى الامور بمنطقيه او موضوعيه بل بلغ بهم العجز عن تحليل ما يحيط بهم الى اتباع أهواء الغير والغير إما أن يكون المحتل أو ذيله أو قرينه أو عدوه لاعتبارات سياسيه وغيرها فيما راح البعض الاخر الى التعبير عما به تجاه الحالة الغريبه التي فرضت عليه الى التصرف بعنف متخذا من الجهاد وسيلة لاعادة الاعتبار الوطني له لأنه عندما أحتل وطنه أمست الضربة في صميم مبادئه وهكذا تشظى العراقييون حتى في البيت الواحد فلا سلطة وطنية سياسيه تقودهم ولا جهة دينيه معتبرة حياديه تأخذ بيدهم ولاقوى عالميه منصفه تدخلت لتحميهم فكان ما كان أكثر من مليون قتيل حسب احصاءات المحتلين انفسهم بلد بلا مؤسسات دولة بلا قانون حقيقي 0دستور مفروض أداره مغلوب على أمرها حكومه حصصيه أغلب ولاءات وزرائها لجهاة أجنبيه توزعت بين أمريكا وأيران أمريكا يدعمها سياسيون أنتجتهم وأيران يدعمها معممون أنشأتهم وبين هذا وذاك يطلب من العراقي الذي فيه حس وطني أن يستكين وينتضر الفرج الذي سيأتي فيما بعد0
ما هذه الذريعه المحبطه (نحن محتلون)ومتى كان الاحتلال سببا للذل أوليس هو سببا للثوره
والله لقد قتل أشباه السياسيين بفتاوى رجال الدين الروح الجهاديه لدى العراقي البطل خذلوه وأذلوه بفتوى وجوب التقيه وثقوا يديه ليشلوا اقوى ايمانه ولجموا فاه ليسكتوه وربما سيقطعوا انفاسه ليضمنوا سكوته0حتى إذا انطلق مداس منتضر ثارت ثائرة (أحبة العراق)ماهذا الفعل السمج وغير الحضاري وماذا من افعال بوش وجيشه حضاري أو قتل اكثر من مليون عراقي فعل حضاري أم تدمير حضارة واثار وتراث 0قولوا لي ماالذي فعله من الحضارة في العراق لنفعل بهم مثله في ابي غريب كان البوشيون يلقمون العراقيين فضلات دورات المياه بالاحذيه فماذا لو القم عراقي واحد بوشا (بفردة) حذاء واحده او إثنتان0في ابي غريب كان البوشيون والبوشيات كما شاهدنا يربطون الحبل في رقبة العراقي ويسحلونه كما الكلب وغير الكلب فماذا يعني ان يقول عراقي لبوش إنك كلب وأبن كلب
لقد (زعل ) بعض العراقيين أكثر بكثير من الامريكيين انفسهم وزعل بوشنا أكثر من بوشهم لماذا لماذا ؟ لأنه حررهم بعد أن احتل بلدهم
عجبي والله 0والله ما اردت أن أكتب في موضوع منتضر سطرا واحدا ولكن ردود أفعال المستعرقين أضنتني وأثنتني عن السكوت فنطقت ربما بما لاأتمنى0

#تانيا_جعفر_الشريف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل