يوم الثامن من استبداد

محمد غانم

الحوار المتمدن-العدد: 768 - 2004 / 3 / 9 - 08:59
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

اليوم الثامن آذار العام ثلاث وستون وتسعماية والف ،

اعلن حزب البعث السوري ، الانقلابي العسكري حالة الطوارىء على عموم الاراضي السورية .

عدد اعضاء حزب البعث الانقلابي وقتها اقل من اربع مئة عضو ، منهم خمسة الى عشرة اعضاء ضباط في الجيش ، اقسموا يمن الولاء للوطن سوريا .

ثم كمثل مسجد ضرار ..ثم نفاق ، وشقاق ، ورفاق ، ورعاع .

اليوم الثامن من اذار ، العام اربعة والفين ، اعلن راعي الغنم الشمري دهام هادي الجربا حالة العشائر على عموم الاراضي السورية .

وبين الاعلانين واحد واربعين سنة بالكمال والتمام .

وما بين 8/ 3 / 1963 ، و 8 / 3 / 2004 . قصة مرارة شعب عانى ، حينا بصمت ، وحينا بمزيد من الضجيج والقنابل والاغتيالات والسجون والاعتقالات والمحاكم الميدانية .

نعق الرفاق كبوم فتحول الوطن الى خرائب تحت حكم ، العفالقة القدامى ، والعائدون الان من العراق ليعفلق الوطن من جديد ، لقد اضاع العفالقة العراق ، والان عليهم اكمال المهمة الا وهي رمي الوطن السوري الى اتون المجهول والفوضى والحرب الاهلية .

بالامس كان هناك يمين عفلقي مشبوه ، ويسار مغامر ، وعقلية مناورة ، وحركة تصحيحية ومواثيق قومية .

واشعل الرفاق حربا اهلية في لبنان ، وكلا خاض الحرب بالشعب اللبناني ، وكلا منهم مد يداه ليعبث بفلسطين على طريقة ( الصاعقة ) وجبهة التحرير العربية ، وابو العبس ، وابو النض، وابو الكل وابو الضد .

تحالف القومجي راعي الغنم في بغداد مع كل الاصوليات الطائفية السنية وخاصة الاخوان المسلمين السوريين والاردنيين واللبنانيين ، من جماعة التوحيد وعبادة الدولار والدينار .

وانشرخت العروبة الى جامعة عربية سنية طائفية اصولية ارهابية وهابية سلفية عفلقية تكريتية دورية جزراوية عانية راوية . وكانت الوحدة العربية تعني قتل العرب الشيعة والاكراد السنة والتركمان ( من الفئتين ).

وخطوة خطوة جاء البعث مع الامريكان ( ملاحظة السوريون كانو يريدون انتداب امريكي لا فرنسي بعد الحرب العالمية الاولى ) وحقق البعث لهم هذه الرغبة بعد 85 سنة بالتمام والكمال .

ومابين الانتداب الاول والانتداب الثاني ، خاب الشعب ، ضاعت الكرامة ، استتفهنا شعار الوحدة العربية التي اختبأ تحتها الطائفيون البعثيون ( في الشرق والغرب ).

وضاعت آمال الحرية والليبرالية الجنينية التي كانت تنمو بهدوء ، وان كانت ليبرالية كولونيالية تابعة جبانة غير قادرة على احداث التحولات الجذرية الشجاعة في بنى الوطن الاقتصادية والمعرفية .

كل مواطن عدو الثورة ، وكل مواطن قاطع للشجرة .والعرب صاروا عربان ( عرب الجنسية التكريتية ، وعرب الهوية ).

وطعن البعث الغربي في نسب البعث الشرقي ، وقبل الفضائيات تناقلت الاخبار ان الحاكم السوري البعثي قال للحاكم البعثي العفلقي العراقي ، بأنه مجهول النسب ، وابن زا ... . هذا ما نقا على كل لسلن يومها بعد قمة عمان .

وسيارات مفخخة ، واغتيالات .واذاعة قومية عربية من بغداد دعتنا نحن السوريون الى حرب اهلية .

واصبح ( تمام البرازي ) اسما وصوتا للحرب الاهلية .ومدافعا مع جماعته عن علي الكيماوي ، وصدام البيلوجي .

ونحن من مشروع دولة بني امية والعباس ، الى التمسك بتلابيب بقايا الوحدة الوطنية . وكل واحد نبش في ماضي الاخر ! وكل بعث انشأحلفه الاستراتيجي .وكل واحد خاض حربه بدماء شعبه ، وابقى على عشيرته والاقربون .

وانتقلنا نحن عباد الله المغلوبين من مشروع الدولة القومية العربية الخريطي ؟؟؟!!!! الى دولة المزرعة ، والطائفة ،والعشيرة ، وابن البلد .

واستكردت الامة ( عذرا من الاخوة الاكراد على استخدام هذا المثل الشوفيني اللإانساني ) .وبيعت من اجل تماثيل ، واصنام ، وكأن سيدنا محمد بعث في امة اخرى ، شعب يموت من الجوع والمرض والاوبئة الايدلوجية والاستبداد والقهر والقمع .والطغاة يبنون قصور النصر للعائلة ، والقيادة ، والحزب القاعد على قلب الشعب .

انتصارات وكل من هب ودب فتش غرف نوم المجادات نساء الطاغية وبناته ، واعراض الوطن كله فتحت للتفتيش الدولي ، ودعي الموساد ، والس اي ايه للتفتيش ليعرفوا ان الرفيق البعثي الذي جاء في قطار امريكي ، في لحظة غفلة من الامة . مستعد ان يأتي ، او يبقى في السلطة ولو في عربة الزبالة الامريكية وفي وضح النهار ، وأمام شاشات الفضائيات العربية والعالمية ، علنا وعلى عينك ايها الوطن ، وايها المواطن .

واحد واربعون عاما من الثامن من ذل .

واحد واربعون عاما من الثامن من قهر

واحد واربعون عاما من الثامن من عبودية

واحد واربعون عاما من الثامن من دمع امي

واحد واربعون عاما من الثامن من الذبح اليومي

واحد واربعون عاما من الثامن من استبداد

واحد واربعون عاما من الثامن من تكفير البلاد وتهجير العباد

واحد واربعون عاما من الثامن من طغاة ، ومن اولاد طغاة ، وطغاة من طغاة من طغاة .

ونحن شعب على طبق المذاهب والطوائف والعشيرة .

نحن قطيع اغنام نذبح كرمى لعين البعث ، في الوطن الحظيرة .

واحد واربعون عاما ، فلسطين لم تعد ، ولم يعد الرجال .

واحد واربعون بعثا عجافا للوطن والانتماء ، سمنت العشيرة

( وتعفدلت ) مدن ، واعلن رعاة الغنم بعث الحظيرة .

من واحد واربعين عاما من بعث الطوارىء

اعلن اليوم دهام هادي الجربا دولة الحظيرة

مدي عنقك يا نعاج البلاد للذبح الجديد

وابتهجي

ابتهجي

اليوم اعلنت دولة بعث العشيرة ... .



محمد غانم

كاتب سوري ..معارض مستقل

لا لدولة الحظيرة ..لا لبعث العشيرة

#محمد_غانم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات