لنفرض بوش شيطاناً

علي سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 2497 - 2008 / 12 / 16 - 01:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ان العراقيين الذين تحملوا اقسى مراحل الحكم الصدامي من قمع واضطهاد من نظام حكم استبدادي لم يعرف التاريخ له مثيلاً، استبشروا خيراً عندما قررت امريكا اكبر دولة في العالم لاْسقاط نظام صدام ، وخاصةً العراقيين المضطهدين من النظام وهم الاغلبية ، وكان جورج بوش صاحب القرار والمتحمس للقيام بعملية الاسقاط ’ وكانه مدفوع بقوى خفية لاتخاذ هذا القرار الحاسم .
ودخل الامريكان بغداد باسرع مما كان مخطط له ’ وسقط الصنم في ساحة الفردوس ’ ولم يصدق معظم الشعب العراقي بانهيار النظام وهروب صدام الى جحره بهذه السرعه التي فاجات الكثيرين .
ان الرئيس الامريكي حتى ولو كان شيطاناً(على سبيل الفرض ) وبغض النظر عن جميع الدوافع والاسباب التي دفعت امريكا لاجتياح العراق ، فسيبقى جورج بوش له الفضل الكبير في تخليص الشعب العراقي من صدام وزمرته المجرمة، ولولاه لاستمر النظام الصدامي جاثماً على صدور العراقيين لعشرات السنين ، كما سيبقى نظام الاسد في سوريا والقذافي في ليبا لسنوات طويلة مقبله (لان الحكم وراثي )! ما لم تتدخل قوة عظمى لاسقاطهما ، وهذا ليس تقليلاً لشان الشعب السوري او الليبي وانما يكمن الامر بطبيعة هكذا انظمه استبداديه تتفنن بالوسائل المخابراتيه والبوليسيه والقمعيه للقضاء على المعارضين ، الى جانب استعمال الوسائل الدعائيه لتجميل وجه هذه الانظمه .
ان الصحفي الذي اعتدى على الرئيس الامريكي في الموتمر الصحفي في بغداد يوم 14/12/2008 ، فانه لابد كان مدفوعاً من جهات تكره امريكا وان الحادث ليس فردياً او عفوي على الاطلااق ، وانما كان مخططاً له بعناية فائقة وصرفت عليه عشرات الالوف من الدولارات ...... لتحقيق نصر اعلامي وهمي دعائي لستر الهزائم المنكره لاعداء المرحله الجديدة في العراق .
وعلى كل حال سيبقى جورج بوش صاحب الفضل على العراقيين وسيذكره التاريخ بهذا الخصوص . وان ازلام صدام وانصاره هم الخاسرون والشعب العراقي المتطلع للحريه والتقدم هو الرابح الاول والاخير .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل