إلى شعب غزة الصامد..إلى من سقطت عنهم الأقنعة الزائفة...!!

محمد الشهابى

الحوار المتمدن-العدد: 2496 - 2008 / 12 / 15 - 03:17
المحور: القضية الفلسطينية
    

عندما يطل علينا زعماء العالم الغربى ويملئوا الدنيا ضجيجا وصراخا بضرورة إحترام الديمقراطية

وإحترام رغبات الشعوب فى إختيار حكامها

نجد الجميع يصفق لهم ويتباكى على مساحة الديمقراطية التى ينعم بها المواطن فى هذه الدول المتقدمة

ثم يتحسر على أحوال شعوبنا العربية التى تعيش تحت وطأة القمع وتهيم فى بحار من التخلف والجهل تحت مظلة الديكتاتورية التى تمارسها الأنظمة القمعية المستبدة والتى تجثم على أنفاس شعوبها بعد ان خارت قواها من الأنيميا بينما إنتفخت كروش حكامها وأعيتهم التخمة بعدما سكنوا القصور وركبوا الطائرات واليخوت والسيارات الفارهة ونسوا شعوبهم المسكينة التى تصارع الجوع والفقر والبطالة ثم أصبح الجهل يعشش فى عقول بعضهم فإتخذوا من هذه الحضارة الغربية ملاذا لهم

وإعتقدوا بأن هذا القناع الذى يرتديه الغرب هو وجههم الحقيقى فقاموا بتأليه العقول الغربية وإتخذوا منها أربابا من دون الله

فليس بمستغرب على أشخاص مستعدين لبيع أنفسهم فى مقابل الدولار أن يتخلوا عن عقائدهم ثم يتحولوا إلى دمية دنيئة يلعب بها أسيادهم ليصبحوا دروعا فى الهجوم على شباب الصحوة للنيل منهم

متوهمين بأنهم قادرون على التصدى للفكر السليم الخالى من خرافات وأوهام تمكنت من عقول عششت فيها أسراب من الغربان فأصبحت لا تقوى إلا على العواء



فى وسط كل هذا الزيف وجدنا تجربة ديمقراطية رائدة

تولد فى رحم هذا العالم المتحجر وكأنها نبتة طيبة ظهرت فى ونمت فى أحضان الصبار

هذه التجربة الرائدة هى تجربة الإنتخابات الفلسطينية التى أفرزت نتائجها ووصول حماس للسلطة

فى هذه التجربة والتى أشرف عليها جميع المؤسسات الدولية بدءا من الأمم المتحدة ووصولا لمنظمات دعم اليمقراطية وحقوق الإنسان لتسجيل التجاوزات التى قد تحدث أثناء هذه العملية الفريدة من نوعها

وقد كان العالم ينتظر بلهفة نتيجة هذه الإنتخابات التاريخية والجميع يشيد بها حتى قبل إجرائها معتبرين أن فى هذه التجربة العبرة والمثل الذى يجب أن يحتذى به بين جميع شعوب العالم

وبقدرة قادر تنقلب جميع هذه القوى اليمقراطية رأسا على عقب بعد أن أشادت بالأمس بنزاهة العملية الإنتخابية وشفافيتها بعد أن تمت تحت إشراف المجتمع الدولى تنقلب مائة وثمانين درجة

لا لشيء سوى لأن حركة حماس كانت هى الفائز فى هذه الإنتخابات النزيهة

وسقطت الأقنعة وظهر الوجه القبيح لأمريكا وإسرائيل وحلفائهم الأوربيين

وتخلوا عن جميع القيم والمبادىء الديمقراطية فى حالة نادرة الحدوث

فى حالة سيتوقف أماماها التاريخ ليشهد على كذب وزيف وقماءة هذا الوجه القبيح للغرب

فى حالة يعتبرها أكثر المتابعين تساهلا فى وصفها يعتبرها ردة حضارية غير مسبوقة فى حين نسميها نحن سقوط الأقنعة وإنكشاف مافى السرائر من حقد وكره لكل ماهو إسلامى

وتناسى المجتمع الدولى أن هناك أصواتا حرة نزيهة وشعوبا تأبى الهزيمة والقهر والإذلال

فصمد الشعب الغزاوى ضد الجميع

بعد أن تحول الأخ الشقيق الأكبر إلى دمية ممسوخة لا تحمل أى روح أو مبدأ ولا تحترم أى عهود ولا تلتزم بأى مواثيق ولا تأبه لصوت شعوبها فى ضرورة نصرة إخوانه فى غزة

فقامت بتنفيذ توجيهات زعيم العصابة الدولية ومباركة المجتمع الدولى بغلق المنفذ الوحيد الذى يربط غزة بالعالم

وأصبح مشهد المرضى والطلبة الذين يصطفون يوميا خلف المعبر على أمل أن تلين القلوب أو تستثار النخوة مشهدا معتادا...ولكــــــــن

بلا جدوى

فالتمسك بالحكم والرغبة الجارفة فى البقاء وحب النفس تمكنت من جميع الحكومات العربية بعد أن نخر السوس فى كراسيهم

وإمتنع الأخوة والأشقاء عن مد يد العون لأخوانهم المحاصرين

وتعللوا بإحترامهم للقرارات والمعاهدات وتناسوا أبسط حقوق الأخوة

فما هو ذنب هذا الشعب المسكين؟

فهل نعاقبه على إختياره بطريقة ديمقراطية غير مسبوقة لحكومة مقتنع بها تمام الإقتناع؟

أيها الشعب الصامد فى غزة...

هنيئا لكم صمودكم فأنتم تمثلون لنا نحن الأمة ...نبراسا ومثالا للصمود والتحدى ضد العنجهة والصلف الغربى

كل منكم بمثابة درة على رؤوسنا

ولا نملك لكم إلا أن نشد على أيديكم ونذكركم بأن الكرامة هى أسمى مايحمله الإنسان

ونقول للحكومات العربية الخانعة

إهنأوا بخنوعكم فإن الظلام لابد أن ينجلى ولابد للفجر من البزوغ

ونقول للمجتمع الدولى

لقد سقطت الأقنعة وإنكشف زيفكم فمصيركم قريبا...وقريبا جدا تحت الأقدام

ليتذكركم العالم بعد أن سطرتم أسمائكم

ولكــــــــن

فى مزبلة التاريخ

#محمد_الشهابى (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل