أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن شعبان - صناعة الرئيس فى أمريكا














المزيد.....

صناعة الرئيس فى أمريكا


حسن شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2491 - 2008 / 12 / 10 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا التفاؤل!!!
من اللافت للنظر فى كل وسائل الإعلام هذا التفاؤل الشديد والترحيب بقدوم أوباما لدى أغلب الاتجاهات اليمينية واليسارية حتى قبل الانتخابات الأمريكية وكأن قدوم رجل أسود إلى البيت الأبيض يحمل معه انفراجة فى كل القضايا الهامة حول العالم، والقضايا المعقدة فى منطقتنا ولست أدرى لهذا التفاؤل سببا أو مبررا موضوعيا.. وهذا يطرخ سؤالا ضروريا.. على أى أساس نحكم على الرئيس القادم فى أمريكا؟

وجه أمريكا القبيح..
يخرج بوش من البيت الأبيض غير مأسوف عليه.. هذا الغبى، المتغطرس، الجاهل وما زال يمسك بتلابيبه مستنقع العراق الذى غاص فيه حتى أذنيه وأصبح بقاء أمريكا فى العراق كارثة وخروجه منها معضلة لا يعرف لها حلا.. البقاء مر والخروج أكثر مرارة والهزيمة واقع ملموس لا يمكن القفز عليه. يخرج بوش من البيت الأبيض تلاحقه الأزمة المالية والاقتصادية الطاحنة التى كرستها سياساته الحمقاء.. وبالإجمال فقد كانت أسوأ ثمان سنوات فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ولعل نهاية هذا الكابوس هو مبعث التفاؤل عند البعض.. أملا فى أن يكون قدوم الديمقراطيين إلى البيت الأبيض يشكل انفراجة وإيذانا بمواجهة المعضلات التى خلقتها فترة حكم بوش.. المأزق فى العراق، مستنقع أفغانستان، التدخل فى الشئون الداخلية فى الصومال والسودان ولبنان، الأزمة فى سوريا وإيران،....الخ.

صناعة الرئيس فى أمريكا..
كما أن هوليوود تصنع النجوم عن طريق الإعلام والدعاية المكثفة، كذلك يصنع رجال المال والأعمال الرئيس، ويكفى أن نعرف أن الأموال التى جمعها أوباما فى حملته الانتخابية بلغت أعلى رقم فى تاريخ الولايات المتحدة حتى الآن. هذه الأموال لا تدفع سدى، فهذه الميزانية الضخمة تلعب الدور الأساسى فى تلميع وتقديم الرئيس المنتظر، وتلعب دورا كبيرا فى اختيارات الإدارة المعاونة للرئيس فى المستقبل.
كان المحللون السياسيون يقولون إن المجتمع الأمريكى ليس مهيئا بعد لاستقبال رجل أسود فى البيت الأبيض، وكذلك امرأة على رأس الإدارة الأمريكية لكن ها هو أوباما فى طريقه إلى البيت الأبيض كأول ر ئيس أسود فى تاريخ أمريكا. ونجاح أوباما لا يرجع لكونه أسود وإنما فترة بوش البائسة قد هيأت الظروف للتغيير بوجه عام ولأن أوباما أدار حملته الانتخابية باقتدار لدرجة أن هيلارى كلينتون منافسته على زعامة الحزب الديمقراطى لم تكمل وانسحبت عند منتصف الطريق، ومنافسه الجمهورى ونائبته لم يكونا على مستوى إقناع الشعب الأمريكى باستمرار الحزب الجمهورى فى البيت الأبيض.

وهم الديمقراطية الأمريكية..
طبقا للدستور الأمريكى فإن الرئيس الأمريكى لا يأتى عن طريق الانتخاب المباشر، فالشعب الأمريكى لا ينتخب الرئيس مباشرة ولكن يأتى عن طريق المجمع الانتخابى الذى يحسم فى النهاية من هو الرئيس القادم ويكفى أن نعرف أن 271 صوتا حملته إلى البيت الأبيض وتلعب الولايات فى الاتحاد الفيدرالى الدور الأساسى فى اختيار الرئيس طبقا لحجمها ووزنها وعدد مندوبيها فى المجمع الانتخابى وعددهم يوازى عدد أعضاء البرلمان الأمريكى.. صحيح أن هناك مؤسسات فى الدولة ولها قدسيتها واحترامها إلا أن مصالح المؤسسات المالية والاقتصادية العملاقة هى الأهم وهى التى توجه السياسة الأمريكية فى الداخل والخارج.. فالديموقراطية الأمريكية هى التى تحمى الإمبراطورية الأمريكية التى اجتاحت جيوشها العراق ومزقتها وأطاحت بكل مؤسسات الدولة العراقية؛ الجيش والبوليس وكل أجهزة الدولة وجاء حكام العراق على ظهور الدبابات الأمريكية، ومن قبلها أفغانستان.. والديمقراطية الأمريكية هى التى تدفع للتدخل فى الشئون الداخلية فى الصومال والسودان ولبنان وفلسطين، والديمقراطية الأمريكية هى التى تهرس شعوب الأرض وتنشر الفقر والجوع والمرض والبطالة فى أنحاء المعمورة فى سبيل مصالح حفنة قليلة من الطغمة المالية الأمريكية.. فالديمقراطية الأمريكية شعارها: "من ليس معى فهو ضدى"

وهم أوباما..
مازال الوقت باكرا للحكم على أوباما ولكن البداية ليست مبشرة، ولكى يكون حكمنا على أوباما موضوعيا فإننا نضع أمام المتفائلين بعض الأسئلة التى يهمنا الإجابة عليها من أوباما ومن المتفائلين بقدومه.
أولا: ما هو موقف الإدارة الأمريكية وعلى رأسها أوباما من القضايا الأساسية فى منطقتنا وفى القلب منها قضية فلسطين؟
ثانيا: هل ينسحب الجيش الأمريكى من العراق وأفغانستان فى عهد أوباما؟
ثالثا: هل تكف الإدارة الأمريكية عن التدخل فى الشئون الداخلية لبلدان مثل الصومال والسودان ولبنان.. والخ؟
بدءا نقول أن السيد أوباما قام بزيارة إسرائيل أثناء حملته الانتخابية، وتعهد بدعم ومساندة إسرائيل سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
ثم يمكن أن نقرأ فى اختياراته لطاقم إدارته الجديدة سياسته الخارجية المقبلة فالرجل أول اختيار له كبيرا للعاملين فى البيت الأبيض إسرائيليا ثم هيلارى كلينتون وزيرة للخارجية الأمريكية وهى مع الحرب ضد إيران وأيدت الحرب على العراق، وتدعم السياسة الإسرائيلية، وتبرر إقامة إسرائيل للجدار العنصرى فى الضفة الغربية ثم وزير الحرب فى إدارة بوش ليستمر فى مكانه وهو الذى يقود الحرب فى العراق.. والبقية تأتى.
والسؤال: هل ما زال المتفائلون بقدوم أوباما عند رأيهم؟
أم أن التعويل على أوباما وهم كبير.. فالرجل أمريكى الجنسية صنعته وجاءت به إلى البيت الأبيض الطغمة المالية والاقتصادية الأمريكية ليحافظ على مكاسبها ويحقق مطالبها، وأننا يجب أن نحدد موقفنا منه ومن إدارته على ضوء موقفه من قضايانا العادلة!!



#حسن_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى الصراع العربى – الصهيوني
- الأزمة الراهنة.. هل تطيح بالرأسمالية؟
- جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد
- مستقبل اليسار في مصر .. مرة أخرى..
- مستقبل اليسار فى مصر


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن شعبان - صناعة الرئيس فى أمريكا