أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مسعود ناصر - السلفية كما أراها هذه الأيام














المزيد.....

السلفية كما أراها هذه الأيام


مسعود ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 2488 - 2008 / 12 / 7 - 05:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اللث والعجن هما السمة الرئيسية في خطابات السلفيين سواء في منتدياتهم المنتشرة في شبكة النت انتشارا فطريا أو في كل مكان صادفتهم فيه

حتى هنا ، لديهم لغة خاصة في التواصل تميزهم من خلالها دون جهد كبير ، فهم يعتمدون بشكل أساسي في خطاباتهم اليومية الرسمية وغير الرسمية

على لغة عربية بصبغة دينية تعود للقرن الأول الإسلامي ، حتى تكاد تخال نفسك جالسا بين ابن الخطاب وابن عفان ومحمد تحت خيمة منصوبة !

تفوح من كلماتهم معاني العلو على الغير والإستكبار وتدل دلالة واضحة على اعتدادهم بأنفسهم ( فهم يظنون أنهم أعلم بحقيقة الدين ورسالتهم

هي الرسالة الحقيقية التي جاء بها محمد إلى البشرية ) ويعتبرون غيرهم من الناس بمثقفيهم وجاهليهم ومتدينيهم وملحديهم ( عامة ) وجهلاء لا يحق لهم الخوض في أي نقاش حياتي دون الرجوع إلى الكتب السلفية والآراء السلفية التي تنبثق من كنه الدين ( حسب اعتقاداتهم )

فحتى في المسائل النقاشية البديهية يوردون الآيات والأحاديث ويضيقون الخناق على كل من بدت منه بادرة المعارضة أو حتى التساؤل

لأن الحياة في نظرهم وباختصار هي ( الدين ) وما قاله محمد وما رواه السلف ، وإن هذا التيار لهو الأكثر تشددا بين كل التيارات الدينية

فكل انسان عادي سينتابه الضجر من طريقتهم في إيراد المصطلحات العنترية والإسترسال في خطاباتهم الأكثمية ( نسبة إلى أكثم بن صيفي )

وعدم قبولهم لأي رأي معارض أو استناد إلى المنطق والدليل المادي ( فالدليل المنقول عندهم أولى بالإتباع من الدليل العقلي )

حتى وأنا أقرأ كتاب شيخ من شيوخهم ( أبو بكر الجزائري ) " منهاج المسلم " استوقفتني كلماته التي تسرد الأدلية النقلية والعقلية على وجود الله ، ضاربا في منحى حديثه عن الأدلة العقلية المثل بوجود الله بالطاولة ( مثل متداول في جل الكتب الدينية المعاصرة المهتمة بالعقيدة) حيث أن الطاولة ( وهي دلالة على الله ) موجودة ماديا ، وأنه بمجرد أن يدير المرء ظهره لهذه الطاولة ليس دليلا على عدم وجودها ،

كان لسان حالي يقول وأن أقف على هذه الفقرة ( ولكن شرط وجود الطاولة وتسليمي بذلك يتوقف على رؤيتي للطاولة أولا قبل أن أدير ظهري لها )

المهم كانت أدلته العقلية تافهة ولا ترقى إلى المستوى العلمي ، ومختصرة في فقرة صغيرة عكس الأدلة النقلية التي كانت طويلة وكلها عبارة عن أحاديث وآيات وشروح مستفيضة لها ...


إن السلفية مرض عقلاني يصيب الإنسان في مقتل فلا ينفع معه أي علاج اللهم إلا أذا أعطيناه تصريحا موقعا من ( الله ) يأمره فيها باتخاذ العلمانية أو حتى أي توجه ديني أقل غلوا بديلا عن سلفيته ...


والأنكى من كل هذا حين ينخرط السلفيون في حديث عن العلوم المادية والتطور التكنولوجي ( يشبه ذلك إقحام حمار في سباق للخيول )

فيتبارون في تفسير تلك المنجزات العلمية انطلاقا من آيات وأحاديث يرون أنها كانت تتنبؤ بحدوث تلك الطفرات العلمية بشكل ضمني ويعتدمون في هذا عادة على دجالين شهيرين هما زغلول النجار وهارون يحيى ...

فيخلصون إلى أن كل العلوم المادية والروحانية هي في الأساس مستوحاة من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية وأن للمسلمين السبق فيها وكل الفضل ، فلولا المسلمين لما وجدنا العازل الطبي ولا الهاتف المحمول ولا المكوك الفضائي ،

غاية الإستكبار والعلو والأنانية والنرجسية والتي تجعل عقولهم ملفوفة بأسوار سميكة هي عبارة عن آيات وأحاديث ، ويا ليتهم كانوا يدعون ما لله لله وما لقيصر لقيصر ، فهم يقحمون كل ما لله في كل ما هو لقيصر ، ويهوون التضييق على الناس في طرق حياتهم وآرائهم الشخصية ولا يجدون حرجا من تنصيب أنفسهم ريموت موجها لهم يسيرونهم حسب أهواء شيوخهم المتضاربة بين ما هو محمدي وما هو بترودولاري


وفي النهاية أتأسف لكل من أوجدته الظروف في أحضان أسرة ربها سلفي أو أحد أفرادها لأنه لن يذوق طعم الهناء ولن ينال الحد الأدنى من حريته ما دام مقيما في هذا البيت

لأن العقل السلفي يقتسمه لونان رئيسيان ( أبيض وأسود ) ولا مكان لباقي الألوان فيه



#مسعود_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مسعود ناصر - السلفية كما أراها هذه الأيام