أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى صحناوي - مهيمنة الامة والوطن في شعر الدكتور صدام فهد الاسدي















المزيد.....

مهيمنة الامة والوطن في شعر الدكتور صدام فهد الاسدي


هدى صحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 2488 - 2008 / 12 / 7 - 01:02
المحور: الادب والفن
    


مهيمنة الأمة والوطن في شعر الدكتورصدام فهد الاسدي
بقلم الدكتورة هدى صحناوي /جامعة دمشق
لقد توقف الشاعر عند قضايا أمته ووطنه تأملها طويلا ورسم أبعادها بصوره الفنية وهو قبل كل شيء انطلق من واقعه المحلي فأي شاعر كبير لابد أن ينطلق في البدء من محلته ليكبر معها ومع الايام فيرى نفسه يعيش في إطار الوطن والأمة.
قبل كل شيء التفت الشاعر إلى بلده البصرة فرآه المثال الجمالي ورمز الخصب والخير والعطاء حيث يصف البصرة بالآتي:
لو قلت البصرة قلت العجب
ماء شعر فكر نخل سلة رطب
تلبس كل مدائن هذا الكون التاج من الفضة
وتعطي البصرة تاج الذهب
في المقطع أعلاه نقف أمام كلمة متضمنة لمعاني غير مباشرة

البصرة



نخل ماء شعر فكر
النخل= هناك صفة قدسية للنخل اي رمز ديني وصفة أخرى هي كونها تعطي الحياة من خلال الثمر : التمر ، الرطب.
الماء= الحياة كلها " جعلنا من الماء كل شيء حي " ، فديمومة البصرة من ديمومة الماء التي هي خضرة النخل والجمال الذوقي " الرطب "
الشعر= الاصالة فالشعر يشمل العرب كلهم والبصرة رمز الجديد الشعري حيث أنجبت شيخ الشعراء المجددين المعاصرين السياب.
الفكر= البصرة والدليل على قولنا هو ما ندرسه الآن في الجامعات فنقول ذهب البصريون إلى أن كذا وارتأوا كذا وقال الخليل..
ولا يغفل الشاعر خصوصية المكان التي من دونها تضيع ملامحه إن الأدب العالمي ينطلق دائما من المحلية التي يحاول الأديب أن يخط ملامحها في صفحة الأدب لتجسد مكان قريته أو مدينته داخل العالم فيذكر خصوصية المكان:
أسرجت خيل الروح أين الناصرية رفرفت
وسألت عن عزران عن مقهاه في السوق الجديد
وسالت عن غراف عن ابلام ذاك النهر في كرمة سعيد
أرتاح كم أرتاح لما الناصرية فجرت ضد الطغاة ملاحم الشجر العنيد
هناك تطالعنا الناصرية وفيها كرمة سعيد والغراف ثم الخصوصية الأدق مقهى عزران وأظنه اسم شخص ثم الزوارق الخاصة بتلك المدينة وعلاقتها بالثورة وكل ذلك يحدث لأن الشاعر يريد أن يطل من تلك المدينة بل من بعض قراها وزوارقها ومقاهيها على الثورة العالمية التي قادها الثائر الشهير جيفارا:
العصافير وقفت تسأل الريح أين الثمر
كان الجذر بدجلة هبت من نومتها قالت مائي ضاع سدى
جيفارا يخرج من راس الشارع ينظر لبصيص النور
إنه لايرى جيفارا بعيدا عنه في أمريكا اللاتينية بل يمكن ان يجلس في زورق أو عند مقهى عزران ليبصر ه يجوب شوارع بلدته، ومن خصوصية المكان عنده أنه قادر على استدعاء العالم والتفاعل معهن الهم المحلي ليس منعزلا عن الهم العالمي إن المكان الصغير المحدد يمكن ان يحتوي المكان الكبير ويحتضن الهم العالمي . لقد شاهدنا جيفارا يجوب شوارع البصرة ويمكن أن نرى من صالة السينما المسماة بالسينما الوطني مشاهدا اخرى لأن البصرة نفسها حية تعيش في العالم كله:
ورأينا في السينما الوطني هرقل يرفع جبلا عاليا
ورأينا الحب الهندي لشامي الكابور يقص العار
البصرة هي المكان الذي ولد فيه الشاعر والعراق هو الوطن فماذا يعني الكلام السابق ؟ إن الوطن هو طفولة الشخص وشبابه وكهولته أيضا كان وهو طفل مغرما بالسينما شأن أي طفل يتابع القصص والسينما هنا رمز للوطن كله على صغر حجمها في ذلك الوقت أطلت الطفولة من الوطن على الخوارق والمعجزات فكان هرقل يسحب الجبال ويخطر أمام الأطفال في تلك المدينة أو المدينة السينما لكن الوطن بقي كما هو وانتقل الشاعر من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب وهنا في هذه الفترة بالذات تتفق الأحلام الرومانسية عن واقع جديد لم يتغير المكان العراق بقي هو هو ممثلا بالمكان الأصغر السينما لكن مشهد الشاعر تغير وزاوية رؤياه انتقلت إلى معنى آخر استجلب تداعياته في ذهنه إليه الوطن فحدثتنا السينما ذاتها ليس عن هرقل والخوارق هذه المرة بل عن حب الشاعر، وأحلامه وآماله.
أما الوطن فهو ليس مكانا يتعامل معه الشاعر تعامل القدامى مع الطلل بل يجسده لنا ذات صفات وجدنا ها في ارتباط المحلي بالعالمي مثلما ذكرناه في السطور السابقة ووجدنا له صفة أخرى هي كونه النواة التي تركز حولها النظام العالمي كله في السابق لولا هذا النظام لعاشت البشرية في فوضى ولما وصلنا إلى مرحلة متقدمة من الرقي والتقدم الآن.إن الشاعر ليس مؤرخا بل هو مصور للتاريخ ورسام للزمان وشاهد عصر سواء كان حيا في هذا العصر أو ذاك أم غير موجود لان المكان القديم هو المكان الحاضر وهو مكان المستقبل لأنه وطن أو مكان حي:
من أكد...
هب حمورابي الأول يسطر قانون الأرض
قلنا إن القانون يعني النظام مثلما دحرت الىلهة الجديدة في أدب العراق القديم العماء او تعامة فإن حمورابي نفسه دهر الفوضى على الأرض بسن قوانين الأرض ومن اكد جاء التغيير، ومن المكان ذاته تتم محاولة الانبياء والأولياء تصحيح الانحراف والخطا للعودة إلى مبدأ النظام يقول الشاعر الأسدي
يانار كوني بردا
كان الحطب المجموع على إبراهيم
يزف إلى الغيمات قوافل نور
فيعود بعدها للربط بين إبراهيم ومسالة حياة المكان والفكر فمن حمورابي حيث النظام إلى أبراهيم حيث التصحيح إلى النكبات التي مرت بالبصرة وكأننا بالشاعر يحاول أن يرسم ملحمة لمنطقته:
الطاعون وزلزال البصرة وأهل الزنج جميعا حرقوا البصرة
لكن مامات الشعراء
ومن رحلة إبراهيم القديمة وصحف أكد التي وضعت اساس قوانين العالم ينطلق الشاعر في وصف هموم أمته العربية إن العراق هو الرمز وهو المرتكز الذي انتقل منه الشاعر والتدرج يكون من الرؤية الصغيرة وهي العدسة أو البؤرة التي تكثف لنا الشارع او المحلة لينتقل الشاعر بعدها إلى قضايا الأمة وهمومها:
رحل العمر والأذى كم يزيد وجع قلبي
فمات فيه القصيد
يتدفق صبري من نهر الغيمة بحرا
أين الميدان وفارس قرطبة المنعوت
لتلك الأطفال بعيد عن هذا السير
فهو كما في الأشطر السابقة يتحدث عن مأساة قرطبة من خلال مأساة العراق إنه الهم العربي المتداخل أي الذي يشكل فيه هم البلد الصغير الواحد هم الجميع وبالتفاتة إلى موضوع الطفولة يأتي ذكر قرطبة تلك المدينة التي كانت سورا عربيا محضا ثم فقدناه حيث تجسد الطفولة الحلم العربي في الخلاص المتمثل بالميدان الذي يعني الفروسية والحضارة في الوقت نفسه ليبقى الحلم العربي يراود النفوس من غير ما يأس.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءات في شعر الدكتور صدام فهد الاسدي


المزيد.....




- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى صحناوي - مهيمنة الامة والوطن في شعر الدكتور صدام فهد الاسدي