أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم الشريفي - الأتفاقية الأمنية بين موافق... ولا معارض!!















المزيد.....

الأتفاقية الأمنية بين موافق... ولا معارض!!


كريم الشريفي

الحوار المتمدن-العدد: 2484 - 2008 / 12 / 3 - 00:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقال ان رجلاً حج وتعلق بأستار الكعبة يدعو ويقول:
((يا من خلق السباع الضّارية ، والهوام العادية وسّلطها على الناس وضّربهم بالعمى والفقر
والحاجة.. وثب الناس عليه سبوه وزجروه وقالوا ادع الله بأسمائه الحسنى . فأ ظهر لهم الندامة فخّلو عنه ..فرجع وتعلق ثانية باستار الكعبة وفعل ينادي يامن لم يخلق السباع الضارية، ولا الهوام العادية ولا يسلطها على الناس ولم يضرب الناس بالأوجاع والأسقام..فوثبو عليه أيضاً وقالو : لاتقل هذا فأن الله خالق كل شيئ ! فقال ما أدري كيف أعمل ..ان قلت ان الله خالق كل شيئ وثبتم علي ، وان قلت ان الله لم يخلقها وثبتم عليّ ..فقالو هذا ينبغي ان تعلمه بقلبك ولا تدعْ الله به)). لا يدري الكثير من ابناء شعبنا العراقي فحوى الأتفاقية الأمنية التي وقعتها الحكومة العراقية بعد جدل واسع وتسويات كواليس الله يعلم بما آلت اليه من مساومات ،ومحاصصات ، وتنازلات ، وصفقات، وعقود ثرائية ..وابناءنا ابتلو يخشون من الدعوى بقبول نتائج الأتفاقية، او يقبلوها مكرهاً على مضض، لاسيما سيصوت الشعب عليها بعد اشهر من توقيعها هذه التخريجة للسياسين الفاشلين بأشراك الشعب . وما على الناس إلا التذرع لله في القبول او الرفض ليحتفظو بين طي السنتهم او في شغاف قلوبهم لانهم مجبرين وليس مخّيرين. بعض القادة (السياسين والبرلمانيين) يقولون ان الشعب لم يبلغ سن الرشد بمعرفة مصالحه بالأتفاقية الأمنية .حقيقة هذا القائد تم انتخابه من شعب جزيرة الوق واق يدعون معرفة نبض الشارع العراقي وهم لا يعرفون كم باب للمنطقة الخضراء!! بدأ للتوضيح علينا فك الأشتباك اللغوي واللفظي بين اصطلاحين مهمين وتحديد المعنى لكلا المفهومين للأتفاقية . أوالمعاهدة Agreement قبل الدخول بالتفصيل لكلٍ منهما. قبل كل شيئ لا يستقيم أي اتفاق أو توافق بين قوات محتلة وشعب خاضع للأحتلال ،لأن الأحتلال العسكري بعلم السياسية هو القوة المهيمنة على ادارة الدولة او المنطقة المحتلة، وبالتالي تقوم هذه القوة بدور السلطتين التشريعية والتنفيذية. ودعما لهذا الرأي كلنا شاهد قوانين وتشريعات الحاكم العسكري (بول برايمر) السئ الصيت وكان يدير (بالريمونت) أعضاء مجلس الحكم المحليين المأخوذين بهالة المشهد والأضواء والبعض منهم لم يعرف شّد ربطة العنق.إن اهم هدف للقوات المحتلة هو التشريع لضمان وجودها والحفاظ على مصالحها بأقصى درجات الأستغلال للثروة الوطنية في البلد المُحتل مثلما هو حاصل في بلدنا العراق.اضافة الى فرض السياسات التي تناسبها ، رغم اضطرارها احياناً الى تقديم تنازلات متواضعة بالحد الأدنى لحقوق الأفراد المدنيين. لكن الأحتلال العسكري الأمريكي له سابقة بأطلاق الذراع العسكري له بالنيل من المواطنين العاديين والتنكيل بهم في العراق. لذلك مشهود له بممارسات يندى لها الجبين في عدد من الدول التي عانت الأحتلال مثل: فيتنام، كومبوديا،البرتغال، والعراق الآن.ومن الغريب في القرون الخوالي كانت دول الأغريق والرومان عندما تغزي دول وشعوب يفرضون على قادتهم العسكريين الميدانيين بأن يحترموا القوانين والعادات والتقاليد والأديان المحلية للشعوب التي يحتلونها مالم يتعارض ذلك معها.بينما الأحتلال الآن صادر جميع الحقوق الوطنية للبلد والمواطنين بدليل في أي وقت يستطيع الأمريكي أن يدخل حرمة أي بيت ويعتقل حتى بالأشتباه أي مواطن لو كان وزير هذا المواطن.نعود الأن لتعريف مفهوم الأتفاقية Convention يتضمن هذا المفهوم المسائل المهمة لترتيب التزامات حقوقية منصوص عليها بين الطرفين المتفقين ،وتأخذ بعداً ثنائياً او متعدد الأطراف يتيح للأخرين الأنضمام للمتفقين.ومن هذه الأتفاقيات العسكرية ، الأقتصادية ،الثقافية الخ.. وتشمل هذه الأتفاقيات المفاوضات ،والتوقيع، والأبرام، والنشر بكل شفافية لكل التفاصيل التي توردها الأتفاقية. وهذا لا يتفق مع ماوقّع عليه بين الحكومة العراقية والقوات الأمريكية المحتلة بدليل ان هناك خلل كبير في نصوص الأتفاقية التي تأجل بسببها التصويت على التوقيع عدة مرات ولو بشكل صوري ومن هذه الأسباب هي في حالة ارتكاب جنود او رعايا المحتل اي خرق او مخالفة للقوانين العراقية يقدمون للقضاء العراقي . ولحد هذه اللحظة حتى بعد توقيع الأتفاقية لم ينص في بنودها مثل هذا المطلب رغم الأصوات المبّحوحة التي تداري على استيحاء ، وهي بَصّمت على القبول بأخمص قدميها وليس بأصابعها.هنا تكون هذه معاهدة اقرب منها الى اتفاقية وتسمى معاهددة غير متكافئة ولدينا تجارب في العالم نورد احداها وهي المعاهدة الغير متكافئة Unequivalent Treaty التي ابرمتها حكومة الصين مع بريطانيا وفرنسا خلال حرب مايسمى بحرب الأفيون عام 1842 وكان من أهم بنودها هو أن لا يحق لدولة الصين محاكمة الرعايا الفرنسيين او البريطانيين عند القضاء الصيني . اما المعاهدة هي اتفاق بين دولتين أو اكثر لتنظيم علاقاتهما التي تتضمن حقوقاً وإلتزامات تقع على عاتق الأطراف الموقعة عليها . لا يحتاج كل من له ذرة من البصر وقليل من البصيرة أن يخطأ حقيقة الأتفاق الأمني الذي كان مقرراً أثناء الأيام الأولى للأحتلال بل حتى قبلها .. ومن لا يريد الأقتناع بهذا الرأي علية مراجعة التأريخ الحديث بقليل من القراءة وكثير من العِبرْ . اليابان ، المانيا، ايطاليا، البرتغال، دول الخليج كل هذه المناطق فيها تواجد امريكي مرتبط بأتفاقيات ومعاهدات امنية طويلة الأمد والبعض منها الى ماشاء الله من الوقت.. أعتقد ان المشهد الذي نراه هو محاولة التنصل من مسوؤلية التوقيع الذي أُعّد منذ زمن طويل وبموافقة كل السياسين عليه وهو يعتبر نافذ المفعول . أما ما نراه من ترّدد هنا وممانعة هناك واعتراض شكلي لهؤلاء وتصريحات نارية من اولئك هو عبارة عن عهر سياسي مكشوف. الحكومة تريد ان لا يكون توقيعها خيانة تأريخية يلتصق بها، لذلك حاولت رمي الكرة على البرلمان ، والبرلمان بحجة تعديل بعض الفقرات أجل الإقرار وأخيرا بصّم بالموافقة المطلقة . ثم جاء دور مجلس الرئاسة العراب الأصلي لهذه المعاهدة والأتفاقية حاول ان يتظاهر بالعّفة والشرف المفقود بأن يحيل هذا الأمر الى المرجعية التي تخلت بذكاء يفوق السياسيين عندما طالبت بالحفاظ على السيادة المنقوصة اصلاً وعلى الأجماع الشعبي ..ثم جاء دور الكتل ورئساء الكتل السياسية وقادة (الأقاليم الفدرالية بالمستقبل ).والمعارضة البرلمانية التي تفتقر للحياء واللياقة عندما يصرح احد اعضاء جبهة التوافق بالقول : نحن لدينا شروط للتوقيع على الأتفاقية لان سيادة البلد ومصيره امانة بأعناق العبيد عفواُ( الرجال). اذا تحققت هذه الشروط سنقبل هذه الأتفاقية ونوقع عليها ..طيب ماهي الشروط؟ اعادة النظر بقانون المساءلة والعدالة، وعدم تسليم المعتقلين للحكومة العراقية ....أنتم أعضاء بالحكومة العراقية ولديكم وزراء وبرلمانيين وفي رئاسة الجمهورية .. الا.. تخجلون من هذا الأستخفاف بالمواطن العراقي .. انتم كنتم أول الأنبطاحيين في مستنقع التوقيع . ثم ماعلاقة الأتفاقية الأمنية مع قوات الأحتلال بالمساءلة والعدالة؟ رحم الله الشهيد المناضل (حسن ناصر زبون) عندما لايرى ترابط منطقي بموضوعين مختلفين للمناقشة يقول ( أخي شّنو علاقة الكبّة برأس الجسر)؟هنا ماهو الربط بين التوقيع او الرفض على اتفاقية سياسية وبين قانون المسائلة والعدالة؟ ولله في خلقه شئون.
رحم الله شاعرنا الجواهري عندما قال :
طرطرا تطرطري،تقّدمي تأخري ...... تعمّمي ، تبرنطي،تعقّلي،تسّدري
خلا لك الجو ، فبيّضي واصفري..... وطبّلي لكل مايخزي الفتى وزّمري



#كريم_الشريفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناظرات أم مهاترات...؟
- ولادة بلا فرح
- للنبّيذ أوان..
- شجن الأثير


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم الشريفي - الأتفاقية الأمنية بين موافق... ولا معارض!!