قصيدة النورس الغريق

ماجد ابو الخير

الحوار المتمدن-العدد: 2483 - 2008 / 12 / 2 - 07:31
المحور: الادب والفن
    

النورس الغريق
ماجد ابو الخير
زنزانتي من بلور
وكأسي من طين
تلسعني عقارب ساعتي
اتلظى في دقاتقها
ينفلت العنان من راحتي
يمضي
لم يبقى الا الحصى
حدد الكأس أقامته
وأعلن أوان الفوضى في جسدي
المؤمنون يزدادون
طعمه يفك لغز الرجال
فأنتعش ايها الخناس
فخور نارك تحييني
لاتبرح..متهم انت
ولكني اول المتهمين
دخان سكائري له ريش
يطير في مساءات
وطن مستباح
يساورني الشك
أيكون الشعر خدعه
أتكون بغداد خدعه
أيكون حصار غزه خدعه
هاهي قوافل الجراد قادمه
يلتهمون بذور الخرافه
من حصاد كردستان
يعلو صهيل البرلمان
لغط الطحالب يعلو
وهج السراطين
حلزونات وديدان
وأحراش هجينه
بان كي مون اصم
وموسى ابكم
والنورس الغريق بجثته يطفو
..
أرى الديك عاريا
لاأفهم لغزه
يقذفوه بالحجارة
هاهو يرتدي بردته
ليقيم صلاته الاخيره
هاهو يرحل
أرى دجله في كفها عكاز
لاأفهم لغزها
تعرج في رحم الارض
تقول للاعشاب
متى ينطفئ قنديل الحزن فيك
تقول الاعشاب
كيف حال اطفال غزة
قولي للشمس ان تحجب
والارض تكف عن دورانها
والنورس الغريق بجثته يطفو...
ايها الجالسون على الضفة الاخرى
اقبلوا ايها البؤساء
كؤؤسكم وانتم
أرى ذبابكم مثقل بالسكر
أقبلو لنتبادل النزيف
ونتقاسم الرغيف
نرقص في قداس
وطن مذبوح
هاهي القوافل تأتي
كثر اللغط والفوضى
امتدت الرعشة فينا
والنورس الغريق بجثته يطفو
..
القمر مثقل بالنعاس
الازهار نامت
مضى الندامى
هاهي زوارق الجياع ترحل
يركبون الموجه تلو الموجة
والاسماك تشيعهم الى مثواهم الاخير
تركت بعض من بقايا كأسي
لأنين هذا العشب
عسى ان ينبت له قرون
والنورس الغريق بجثته
يطفو...يطفو...يطفو

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات