أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عادل حزين - إنهم يجلدون المصريين.














المزيد.....

إنهم يجلدون المصريين.


عادل حزين

الحوار المتمدن-العدد: 2477 - 2008 / 11 / 26 - 08:53
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


لم أفهم إطلاقا ولا زلت السبب فى غضبة المصريين المضرية من حكم جلد الطبيبين المصريين. حاولت بكل ما أعرفه من المنطق ومن القانون الذين أفنيت فى دراستهما عمرى, حاولت أن أتفهم –بدقة- سبب غضبة المصريين, ولقد توصلت لعدة إحتمالات لا واحد منها ولا كلها تصلح لتفسير الغضب المصرى.

أحد الأسباب هو أن بعض الناس -وأنا منهم- يعتقدون أن القضاء السعودى لا يتمتع بالمعايير العالمية لتحقيق العدالة. فلا قانون معروف مقدما للتطبيق على كافة الوقائع المشابهة بعموم وتجرد حسب تعريف الحقوقيين, كما وأن حق الدفاع غير معترف به للمتهم ولا بالطبع حقه فى حضور محام لجلسات المحاكمة, ولا مواجهته بالأدلة وإثبات تعليقه عليها ودفاعه عما قد تحتمله من أوجه أخرى. والأشد عجبا ما ذكر من أن القاضى الذى نظر إستئناف الطبيبيين قد ضاعف العقوبة عليهما, وهذا حكم أعجوبة فى ذاته فى نظر كافة حقوقيين العالم أن يضار مستأنف بإستئنافه!

السبب المحتمل الثانى هو الشك العام بأن لدى القضاء السعودى خيار وفاقوس. وكثيرا ماتردد التساؤل عما لو كان المتهمان من جنسية درجة أولى أوروبيين أو أمريكان مثلا. وهذا أيضا سبب له وجاهته ولكن لا يلام عليه القضاء السعودى, وإنما العلاقات الدولية وقوة الحكومات وإهتمامها برعاياها. وأيضا وإن كان ذلك يحدث فهو لا يبرر ولا يعطى من يخطىء ويخالف قوانين المملكة السعودية حصانة من العقاب على أنه مثله مثل فلان.
السبب الأخير والأهم والذى آلمنى أنا شخصيا هو حكم الجلد. لا أستطيع أبدا أن أبتلع أن يحكم على شخص مجرم أو زنديق أو زان أو كافر بأن يجلد. هذه قناعتى ورأيى الشخصى ولا ألزم به أحدا. ولكن بالنظر إلى أن الجلد عقوبة مقررة شرعا ومن صلب التشريع العقابى الإسلامى فأنا لا أفهم كيف لأناس أن يطالبوا بتطبيق الشريعة الإسلامية وعندما يرون أى تطبيق لعقوبة الجلد تمس شخصا لهم به صلة ينقلبون للضد وتأخذهم الإنسانية! تماما كما فعل الصحفيون المصريون الذين أشبعونا مطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية فى كافة مناحى الحياة المصرية وعندما أفتى شيخ الأزهر بجلد المفترى منهم هاجوا وماجوا وكأن شيخ الأزهر قد إستحدث تلك العقوبة. الخلاصة: إما أن نقبل أن يجلد الطبيبين حسب الحكم الشرعى وإما أن نقولها بصراحة وعلنا أن عقوبة الجلد مهينة وغير إنسانية ولم تعد تصلح للتطبيق فى هذا الزمان.
العجيب أن كثرة هاجمت الحكومة المصرية على تفريطها فى حقوق أبنائها وتركهم يتسولون الدول الأجنبية بما فيها دول الخليج من أجل "لقمة العيش"! ورغم إتفاقى مع هؤلاء فى أن الحكومة المصرية فى حالة ترهل وبلادة عجيبة, إلا أن هذه الواقع بالذات لا تصلح سندا لذلك الهجوم. فالمحكوم عليهما يعملون فى الخليج من عشرات الأعوام فهلا لم يؤمنا بعد "لقمة العيش"؟ لقد ظلا متغربين من أجل مزيد من المال وليس لأن الحكومة المصرية لم توفر لهم عيشا كريما. وما رأى السيد مفتى الجمهورية المصرية الذى قال عمن يغرق أثناء هروبه للشواطى الأوربية, قال المفتى عنه أنه طماع, فماذا قد يقول عن هؤلاء الدكاترة الذين لم يشبعوا بعد من حطام الدنيا؟
بمناسبة التهجم على كنيسة فى عين شمس بالقاهرة سألنى أحد الأصدقاء سؤالا منطقيا عن سماحة الإسلام المدعاة وإين بالضبط يمكن له أن يجد لها سندا فى التاريخ الحديث؟
عادل حزين
نيويورك





#عادل_حزين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين رضاع الكبير وبول الرسول هناك فرق.
- عن قتل الأسرى المصريين!
- عن قتل الأسرى المصريين
- أساطير الجنة والنار!ا


المزيد.....




- اتحاد كرة القدم يحظر مشاركة المتحولات جنسياً في الدوري الانج ...
- دراسة تكشف العوامل الحاسمة في خفض احتمالات العقم عند النساء ...
- الأسيرة الإسرائيلية السابقة ميا شيم تؤكد واقعة تعرضها للاغتص ...
- آلة الحرب الروسية: وراء صنع الطائرات بدون طيار... استغلال لل ...
- الاتحاد الإنجليزي يمنع المتحولات جنسيا من المشاركة في منافسا ...
- استطلاع: تزايد مشاعر عدم الأمان لدى النساء المسلمات في بريط ...
- الضفة الغربية: انطلاق فعالية القدس عاصمة المرأة العربية
- اللبنانية حنين الصايغ: رواية -ميثاق النساء- رسالة محبة للمجت ...
- امرأة تتقدم بشكوى ضد رجل مزق حجابها في فرنسا
- المرأة المغربية ومسألة المناصفة


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عادل حزين - إنهم يجلدون المصريين.