أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حارث أسماعيل - الخيار العراقي وأزمة الغذاء العالمي















المزيد.....

الخيار العراقي وأزمة الغذاء العالمي


حارث أسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2474 - 2008 / 11 / 23 - 01:16
المحور: كتابات ساخرة
    


انعدام الطعم والرائحة اثنين من اهم الاسباب التي ادت الى عزوف المستهلك في العراق عن شراء ما اصطلح على تسميته بـ ( الخيار والبرتقال السوري والايراني ) الا ان هناك اسبابا اهم ادت الى ذلك العزوف اسباب قد تتعدى خيال اكثر ( الخضارين ) حصافة وشطارة , وقد تتطلب متابعتها اكثر من الذهاب الى ( علوة المخضر ) والتخاصم مع ( الجلابة = أي تجار الجملة باللهجة العراقية ) بل يتعدى ذلك حتى يصل حدا نضطر معه لتشريح الاقتصاد الرأسمالي لذي سلب من ذلك الخيار ذاك الطعم وتلك الرائحه التي لازلنا نحن معشر ( اللگامة ) نتحسر عليها , ولكي لا اطيل معاناة ( اللگامة ) امثالي ولا ( الخضارة ) امثال الكثير من خريجي الجامعات العراقية الذين اضطرتهم البطالة للعمل في هذا الميدان ساخوض في تلك الاسباب وبلا مقدمات , نشرت جريدة الهيرالد تربيون تقريرا في عددها الصادر فى 29 مايو 2003, وكمادة إخبارية تحت عنوان, "تصوير حرب البيوتكنولوجي كقضية جوع" , مقطعا من خطاب الرئيس الاميركي بوش والذي شن فيه هجوما على عدد من الدول مثل الهند والبرازيل والاتحاد الاوربي لرفضها استخدام البذور المحسنة جينيا مدعيا هذه البذور ستسهم في التخلص من ازمة الجوع لقدرتها المضاعفة في انتاج الثمار فمثلا ان بذور القطن المحسنة تعطي منتوجا يزيد بـ 80 % عن البذور الاعتيادية وهذا ما يجعل القطن ارخص بنفس النسبة . حين تقرا هذه الكلمات لن تجد نفسك الا وانت تردد مع الفنانة ( نيللي ) كلام جميل.. وكلام معقول... مقدرش اقول حاجة عنه ..... الا انك ستقول وتقول وتقول اذا شممت رائحة لا تشبه رائحة الخيار الذي احببته , رائحة تعفن اجواء المكان كأن تكون رائحة ( شركة مونسانتو ) التي كانت وراء تشدق الرئيس بوش بمكافحة الفقر , اذ ان هذه الشركة الاميركية تعد اكبر منتج في العالم للحبوب المعدلة جينيا والتي ولفرط انسانيتها قامت بتوزيع منتجاتها مجانا على الفلاحين في اثيوبيا ضمن سياق « برامج المساعدة الغذائية ». الا ان هؤلاء الفلاحون الطيبون الذين لم يستطيعوا نوم ليلتهم يصلون شكرا لله على طيبة وانسانية النظام الرأسمالي وعلى وفرة محصولهم في ذلك العام , لم يستطيعوا النوم في العام الذي تلاه ايضا لانهم قضوا ليلتهم يصلون صلاة الخوف هذه المرة بعد ان اكتشفوا ان منتوجهم الذي جنوه لم يكن يحمل بذورا ليعيدوا زراعتها كما انهم ولفرط تفاؤلهم قد تخلصوا من كل بذور ( خيارهم الاثيوبي ) , ( صدقوني حزنت عليهم اكثر مما حزنت حين انتبهت الى ان تلك البذور هي التي تعطي لذلك الخيار ذاك الطعم وتلك الرائحه ) , وما زاد في الطين بله أنهم لن يستطيعوا إعادة زراعتها دون دفع حقوق الملكية التي احتكرتها تلك الشركة, التي اقامت دعوى قضائية على احد المزارعين البسطاء "بيرسى شمايزر" عندما تلوث حقله المزروع بنبات الكانولا, بكانولا مونسانتو ذات المناعة الشاملة اجبرته فيها على دفع تعويض مقداره ( 200الف دولار ) لانه قد سرق جيناتها ,لم تكن تلك اخر الاحزان اذ ان اولائك الفلاحون بعد ان انهوا اداء اغنية ( جزنا من العنب ونريد سلتنا ) اكتشفوا ان حتى بذورهم القديمة لم تعد تنفعهم ما لم يستعملوا مبيدات الحشائش التي تنتجها ( شركة مونسانتو ) ولنذهب الى وزير الحارجية الامريكي الاسبق هنري كيسنجر ولنستذكر عبارته الشهيرة : «تحكّم بالنفط تتحكّم بالأمم، تحكّم بالغذاء تتحكّم بالشعوب». اهتم الراسمال الاميركي بهذا النصيحة ايضا , ما دفعه الى تاسيس المنظمات وعقد المؤتمرات التي تهدف الى احكام قبضته على سوق الغذاء العالمي , كمؤتمر كانكون الذي حاولت فيه البلدان الغنية اجبار البلدان الفقيرة إلى إزالة قيود الاستيراد وخفض التعريفات الجمركية ، في الوقت الذي ازداد دعم البلدان الغنية لفلاحيها من خلال فتح ابواب التصدير على مصراعيها لتزيد من مستويات الإغراق بالبضاعة الرخيصة المنتجة من حبوب معدلة جينيا امام البضاعة المحلية المرتفعة السعر ، هذه السياسة وعلى الرغم من فشل مؤتمر كانكون دفعت بالفلاحين الهنود الى خسارة أكثر من 26 بليون دولار مما زاد من نسبة الفقر التي ادت الى انتحار 25 الف فلاح هندي , عمليات الانتحار تلك ومختلف اشكال الاحتجاج التي استخدمت ابان تلك الفترة كان الهدف منها توجيه الانظار نحو ظلم النظام الرأسمالي والاقتصاد الحر واتفاقية التجارة العالمية التي تفرض على الدول فتح اسواقها دون قيد او شرط امام البضائع القادمة من الخارج وإزالة كل أشكال الحماية التى تسد الطريق على إغراق المنتجات الزراعية الرخيصة الثمن بشكل مصطنع لأسواق " العالم الثالث" وبعد ان دعمت الدول الغنية بضائعها ماليا بـ 400 بليون دولار هذا اضطرت مجموعة ال 22 الى اصدار بيان تطالب فيه برفع الدعم الحكومي الاميركي عن المنتجات المصدرة والا فلا بديل عن عودة استخدام القيود الكميةQRs للتعامل مع سياسة الاغراق التي تمارسها الشركات العالمية والتي ساهمت بافقار الملايين من فلاحي العالم . هنا يستذكر العالم الراسمالي انسانيته ليقترح ومن خلال قرار مراكش تقديم الاعانة لدول اقل نموا والتي تشكل 49 بلدا من البلدان أقل نموا و24 بلدا من البلدان النامية المستوردة الصافية للأغذية لتشكل 73 بلدا تم اقرار السيطرة على غذائها تنفيذا لوصية المرحوم . وينص قرار مراكش على أن: الوزراء يعترفون بأن البلدان أقل نموا والبلدان النامية المستوردة الصافية للأغذية يمكن أن تعاني، خلال برنامج الإصلاح المفضي إلى زيادة تحرير التجارة بالمنتجات الزراعية، من آثار سلبية من حيث توافر الإمدادات الكافية من المواد الغذائية الأساسية من المصادر الخارجية بشروط وأوضاع معقولة، بما في ذلك الصعوبات القصيرة الأجل في تمويل المستويات الطبيعية للواردات التجارية من المواد الغذائية الأساسية." ولمعالجة الآثار السلبية الممكنة، فقد اتخذ القرار التدابير اللازمة للعمل عن طريق أربع آليات للتصدي لهذا الوضع:

التمويل القصير الأجل للمستويات العادية من الواردات التجارية؛

الشروط المواتية لائتمانات تصدير المنتجات الزراعية؛

المساعدة الفنية والمالية لتحسين الإنتاجية الزراعية والبنى الأساسية

المعونة الغذائية؛

وقد راينا مسبقا ما الذي تعنيه المعونة الغذائية والمساعدة الفنية والمالية لتحسين الإنتاجية الزراعية والبنى الأساسية عندما قدمتا لأصدقائنا فلاحي أثيوبيا الذين وصلتنا مؤخرا اخبار عن تمرنهم على اداء أغنية ( يالبرتقالة ) بعد ان اكتشفوا من تجربتهم مع الخيار سر توفر برتقال مونسانتو الذي يخلو من البذور ايضا في فصل الصيف , ليفكر الراسمال العالمي بعد نجاح تجربة اثيوبيا في تقديم تلك المساعدات الى ال73 دولة الاخرى . ان الانجازات العلمية لتي من شانها رفع مستوى الانتاجية للارض لا تشكل مشكلة بحد ذاتها, بل هي منجزات تفخر الانسانية بالتوصل اليها , ولا يشكل فلاحوا الدول النامية قوة معارضة للتقدم العلمي الا ان احتكار شركات خاصة لتلك الانجازات تحت تسمية ( الملكية الفكرية ) تحول دون استفادة البشر من أي تقدم علمي بل ويجعل من هذه الانجازات كوارث تهدد مستقبل البشر على الارض خصوصا وان هناك بشرا مثلي ومثلك يموتون في كل لحظة بسبب ندرة الغذاء .ان الموت الذي تقدمه لنا الشركات الرأسمالية ( التي تحتكر حقوق الملكية للغذاء والدواء ) تحت ذرائع براقة , تارة تحت تسمية المساعدات واخرى تحت ذريعة الاقتصاد الحر والديمقراطية يستلزم قوة منظمة للوقوف بوجهه يستلزم الالتفاف حول حزب شيوعي عمالي حزب يضع امام عينيه مسئولية الوقوف بوجه الراسمالية المحلية والعالمية وانجاز ثورة اشتراكية تعيد للبشر حقوقهم في الاستفادة من منجزاتهم العلمية دون وصاية من احد .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...
- بعد اعتزالها الغناء وارتدائها الحجاب…مدحت العدل يثير جدلا بت ...
- ترشيح المخرج رون هوارد لجائزة -إيمي- لأول مرة في فئة التمثيل ...
- توم هولاند -متحمس للغاية- لفيلم -Spider-Man 4-.. إليكم السبب ...
- 100 فيلم لا تُنسى.. اختيارات نيويورك تايمز لسينما الألفية ال ...
- الحكم على ثلاثة بالسجن لمساعدتهم في جريمة قتل مغني الراب سي ...
- مقتل المشرفة الموسيقية السابقة في برنامج -American Idol- وزو ...
- أيقونات من رماد الحرب.. فنان أوكراني يحوّل صناديق الذخيرة إل ...
- إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدو ...
- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حارث أسماعيل - الخيار العراقي وأزمة الغذاء العالمي