أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حاتم سميح ابوطه - مذبحة وطن














المزيد.....

مذبحة وطن


حاتم سميح ابوطه

الحوار المتمدن-العدد: 2466 - 2008 / 11 / 15 - 03:46
المحور: المجتمع المدني
    


لا ينكر احدنا اليوم أن الهم الأكبر للمواطن الفلسطيني هو الحديث في السياسة وعن مسار القضية الفلسطينية الفلسطينية الداخلية وما ستؤول اليه محادثات القاهرة من نتائج مرجوة لانهاء الانقسام العميق في النسيج الفلسطيني , واصبحت قضايا الساعة هي القضايا الحيوية والحياتية وسبل تأمين الموارد الخاصة بالمواطن لضمان الامن الغذائي والخدماتي له ولأسرته , فقضايا الوضع الداخلي وسبل تأمين الحياة هي الهدف المشترك لكل مواطن ,فلم يعد بأمكان الانسان البسيط ان يحلم بما هو أكثر من النظر تحت قدميه ليجد ما يسد حاجاته البسيطة ليعود من جديد ليلتقط ما يضمن العيش به لليوم الاخر ومن ثم يدور في هذه الدائرة التي تمثل اليوم مسار الحياة الفعلية التي ارتبطت بشكل وثيق بما يدور من حوله من أحداث سياسية تفضي في نتاجها الي ما يمكن ان يراهن عليه المواطن بأنه ضمان ليوم جديد وحياة يوم أخر .
ان الباحث في الشأن الفلسطيني الداخلي والمراقب فقط للارقام الاحصائية الصادرة عن الجهات الرسمية لا يتنبأ الا بما هو أسوأ علي صعيد كافة المستويات الحياتية للشعب الفلسطيني , فضحايا الحصار والاغلاقات المتكررة وأعداد المرضي المرفوضة حوالاتهم , واغلاق المعابر , ونسب البطالة , ونسبة الطلاقات , وأعداد ضحايا الانفاق , وغلاء الاسعار , وضحايا الاقتتال الداخلي , وأعداد الاعاقات , ونسب الخريجين الجدد , وأعداد الطلبة الجدد في الجامعات , ونسبة الزيادة السكانية , وتوقف بناء المدارس , وأعداد الشباب الراغبين السفر للخارج , وشح مشاريع التشغيل , وانقطاع الدعم الدولي عن مؤسسات المجتمع المدني , وارتفاع وتيرة العنف بين الاطفال في المدارس وصولا الي طلاب الجامعات , وتوقف الصناعات المتوسطة , وشح الادوية والمواد الاساسية , وتوقف مشاريع البني التحتية ,فكل تلك المعطيات السابقة تعطي دلالات واضحة علي اننا اليوم أصبحنا امام واقع جديد, تنسدل من خلاله آفاق معتمة من مسارات المستقبل الذي اصبح الفرد فينا لا يري منه الا ما هو بين يديه , عاجزا ان يكون ذلك الانسان الذي يغرس اليوم ليأكل غدا من غرسه , فأرض السلام اليوم أرض فلسطين اختلطت بها صنوف من العجائب والتناقضات التي طرأت, ولم نعد بتلك القدرة التي طالما كانت حاضرة علي ان نكون بالمستوي الذي يحاكي به هذا المستوي من التناقض, والاهم والادهي ان الاحتلال يسعي اليوم لكسب مزيد من الوقت لتهويد المقدسات كما هو واضح للعلن في مدينة القدس وما يمارسه المستوطنين من بناء للكنس علي انقاض المقابر التاريخية في القدس وتهجير العائلات المقدسية والتي كان آخرها اليوم بتهجير عائلة الكرد من حي الشيخ جراح لتثبيت المخطط الصهيوني لمشروع " القدس الكبري " وما يكشف عنه يوما بعد يوم من أعداد للانفاق التي حفرت تحت المسجد الاقصي والتي أعلن عن اثنان منهم مؤخرا بلسان الاحتلال نفسه , وكذلك ما سبق من حملة شرسة استهدفت اهلنا في عكا وما اثير ضدهم من حملة للتطهير وقعت لتعلن عن الصورة الواضحة لمدي الحقد الاسرائيلي علي عروبة الارض الفلسطينية .
لا اخفي علي نفسي حقيقة اننا اليوم كفلسطينيين أصبحنا بعيدين كل البعد عن المستوي النضالي للحدث علي المستوي السياسي في صراعنا مع المحتل الاسرائيلي , فاليوم نتفرد نحن بأقتتالنا الداخلي ولم نكتف بذلك بل اصبح الاحتلال يشاركنا هذا الهم , وهم يتفردون بمشروعهم الاحتلالي في القدس وتهويد المقدسات الفلسطينية الاسلامية لخلق واقع جغرافي وديمغرافي جديد لا يمكن الرجوع الي ما دونه في المستقبل .
كما ان جميعنا يشعر بانه قد تخلي في لحظة من اللحظات عن واجب الامانة في المحافظة وحراسة المقدسات الاسلامية واجتمعنا لنحيد عن هذا الواجب لننزل عن الجبل لنجمع الغنائم .

فجميعنا اليوم قد نزل عن الجبل وقد تفرقنا صفوفا واحزابا وشيعا متناثرة وأصبحنا مساغا سهلا يتذوقه من أراد الرهان علي مصلحة او تحقيق غاية له من خلال هذا الشعب .
وأنني اذ لا اخجل ان أعبر عن واقعنا بشيء من الواقعية الصادقة ,وان ألخص ما تحدثت به بأننا نذبح وطننا بأيدينا ولم نرحم به عراقة تاريخه الضاربة في أعماق الارض , لننتقل من مشاعل للنضال الي باحث عن الزاد وفراغ العيش .

" فعذراً فلسطين , فقد صنعت فينا الصمود , وما كان منا الا ان نصنع مذبحة "




#حاتم_سميح_ابوطه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة
- العفو الدولية تحذر: النظام العالمي مهدد بالانهيار
- الخارجية الروسية: لا خطط لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إ ...
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة تلقيه رشى
- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حاتم سميح ابوطه - مذبحة وطن