أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مهدي الشمري - الاتفاقية الامنية /قتل الوطنية أم موت الزعامات أم مساومات















المزيد.....

الاتفاقية الامنية /قتل الوطنية أم موت الزعامات أم مساومات


علي مهدي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2464 - 2008 / 11 / 13 - 03:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحلقة الثالثة والاخيرة /مساومات سياسية
منذ أن بصرت النور قبل أكثر من 50 عاما وانأ أسمع بأن أمريكيا عدوة الشعوب ودولة أستعمارية بغيضة يا ساسة العراق..فمتى أصبحت دولة صديقة للشعوب المظلومة؟؟؟.هل تصدقون أن أمريكياالتي صرفت الملايين من المليارات وقدمت الآلاف من جندها ضحايا في العراق جاءت لتحرير العراق من الطاغية وهم من أستخدم الطاغية كجسر للوصول الى العراق والمنطقة؟؟ هل جاءت لسواد عيون العراقيين ؟ أم من أجل توزيع المناصب الحكومية المتنازع عليها من قبل الأحزاب والتيارات السياسية الوريثة لنظام صدام؟؟ أم ان هناك غايات في نفس يعقوب لا يعلمها ألا الله والراسخون في العلم؟؟ وهل ستنهي امريكيا مهمتها التحررية وتعود بخفي حنين ؟ والرئيس بوش أعلنها وهو تملئه الثقة بأن الاتفاقية سوف توقع مع العراقيين...
شاء أم أبى العراقيين فالاتفاقية سوف توقع وتمرر وقبل نهاية ولاية بوش,, سواء تظاهر الشعب ضدها أم لم يتظاهر, فالقرار ليس بيدي الشعب المضطهد وانما بيد حفنة من السياسيين الذين وضعوا خطوطها العريضة منذ مؤتمر لندن مع الامريكان قبل سقوط النظام, وأجروا عليها بعض التعديلات في مؤتمر أربيل, وأتضحت معالمها في مؤتمر أور بعد السقوط بأيام معدودات.....
وما هذه التصريحات المتناقضة حول قبول أو رفض الاتفاقية ألا رتوش لتجميل صورة السياسيين الذين دخلوا بمعية الاحتلال ونصبوهم على الكراسي ممن كانوا متسكعين في شوارع الغرب ليصبحوا هم المناضلين والثوريين, أما الشخصيات الوطنية والمثقفين في داخل العراق ممن عانوا كثيرا من الظلم والاضطهاد في النظام السابق فقد همشوا واقصوا بالكامل في بلد أصبح فيه من يؤمن بالعنف أكثر ثورية ونظالا ويتصدر للمواقع العليا في الدولة..
فالأكراد أول الموافقين والموقعين على الاتفاقية كونهم أقليم محمي من قبل الامريكان منذ عام 1991م وهم يطمحوا بتوسيع أقليمهم وبالتالي أذا سنحت الفرصة لهم يعلنون جمهوريتهم الحالمين بها من قديم بمساعدة أمريكا في حالةعدم قبول الاطراف الاخرى المشتركة بالعملية السياسية, وهم ورقة رابحة بيد أمريكا للضغط على الحكومة العراقيةفي نفس الوقت, حيث يمكن للامريكان أقامة قواعد عسكرية دائمية في كردستان العراق للحفاظ على وجودها في المنطقة (وهذه ما صرح بة مسعود البارزاني قبل أيام عند لقائه بوش في أمريكا) ومن ناحية أخرى تستطيع أن تدعمهم الى حد الانفصال عن العراق, ولهذا لا يمكن للاكراد أن يتخلوا عن صداقة أمريكا الداعمة لهم ما دام هناك أطماع مستقبلية توسعية لهم( ولربما على غرار أسرائيل ثانية في المنطقة عندما اوجدها الاستعمار البريطاني عام 1948م)
أماالاحزاب السنية بما فيها الدينية والسياسية وبعد أن أيقنت لا جدوى من مقاومتها للاحتلال وأن مقاومتها افقدها نفوذها في العراق وهي أساسا فاقدة للحكم وامتيازاته التي كانت تتمتع به أيام صدام , فلهذا سارعت الى الاتفاق مع أمريكا بمشروع ما يسمى المصالحة الوطنية لغرض الحصول على مناصب ومكاسب مادية وادارية في النظام الجديد في العراق, وفي نفس الوقت أستطاعت ان تطلق سراح معتقليها من السجون العراقية والامريكية,,,فهي تراها بين مؤيد وبين متردد بحجة ضمان سيادة العراق ووحدة أراضيه,فالمؤيدين لا يريدون أن يستقل الاكراد بأقليمهم في حالة رفضهم الاتفاقية, ومترددون لا يرغبون أن يقال عنهم بأنهم تواطءوا مع الاكراد لقبول الاتفاقية وهم على خلاف مع الاكراد حول أتهامهم بعمليات الانفال وحلبجة التي جرت بقيادة ضباط من السنة ايام النظام السابق, والسنة يعتبرون الاكراد هم الذين ساهموا بشكل فعال باسقاط النظام السابق والذي يعتبرونه ممثلا لهم , وتهديم كيانهم العائلي والسياسي وتغيير المعادلة السياسية في العراق..
أما الاحزاب العلمانية فهي مؤيدة في باطنها ومتظاهرة بعدم التأييد بأنتظار نتائج موقف الاحزاب الدينية الشيعية, فهي راغبة في توقيع الاتفاقية وذلك خوفا من أنسحاب القوات الامريكية وحينها ستصبح مشروع للذبح والتصفية الجسدية من قبل الاحزاب الشيعية المتطرفة والمدعومة من أيران... والتي أعلنت أكثر من مرة وعلنا بمحاربتها التكفيريين والعلمانيين والنواصب, لان الاحزاب العلمانية لا تمتلك حتى الحماية الشخصية والمليشيات وليس لها دول أقليمية داعمه لها , وسلاحها الوحيد الثقافة والعلم والتطور, فهي تراها مهمشة حاليا بالرغم من وجود القوات الامريكية فكيف بها الحال أذا أنسحبت,,أما البقية المترددة من القوى العلمانية فهي لا ترغب بالانفراد بالموافقة على الاتفاقية خوفا من الفتاوي الدينية التي ستصدر بحقها بحجة تعاونها مع المحتل الكافر.,, فهم مترثين لحين تجلي الحقائق وأنتظار ما يلوح في الافق من موافقة الاحزاب الشيعية التي تمثل الثقل الاكبر على الساحة والمتباين المواقف بين رافض ومؤيد......فهي بين أمرين لا ثالث لهما,فالسيف الامريكي المسلط على رقابهم بأنتظار ساعة الحسم ,فأما الموافقة والطمع بالدولار والمنصب وترك الوسادة الايرانية( من خلال التلويح بالانقلاب العسكري وتغيير القيادة او الانسحاب المبكر وترك البلاد لصراعات دموية جديدة ووقف المساعدات لدولة العراق الفتية ) شريطة أن تتحمل طعنة الخنجر الايراني المهيأ لغرسه في ظهور هذه الاحزاب الشيعية ساعة الموافقة على الاتفاقية من خلال تصريحات وكيل خارجية أيران(علي شكوري) بان الذي يوافق على الاتفاقية سيصفى جسديا, وبين فتاوي خامنئي بحرمة التوقيع عليها...أما رفض التوقيع حين ذلك لا مفر لهم غير الذبح بالسيف الامريكي أو طلب الحماية من أيران ان أستطاعوا الهروب اليها..
فهل بهذه البساطة تتخلى الاحزاب الشيعية عن مواقعها وامتيازاتها السياسية بعد ان أسترخت وذاقت حلاوة الجاه والسلطة بعد طول معاناة ومذله؟ هل تسلم البلد ومقاليد الامور الى الاحزاب السنية أو الكردية ؟؟ لهذا تراها متباينة المواقف والتصريحات فالكل يزايد على الوطن والوطنية وكانه أكثر المخلصين لعراقيته ووطنه في حين يمتثل أخر لامر الخامنئي وفتواه في عدم توقيع الاتفاقية كما صرح وزير التربية (خضير الخزاعي)وهو من المجلس الاعلى قائلا ما دام الخامنئي أفتى بحرمة التوقيع فنحن لا نوافق عليها وبهذا يريد أن يؤكد من جديد بان المجلس الاعلى مرجعيته الدينية ايران وليس العراق كما صرحوا قبل فترة وقالوا أنا لسنا مع مرجعية ايران وأنما مرجعيتنا النجف............
وقسم اخر من الاحزاب الشيعية رافضا اصلا الاتفاقية ويسير على النهج الايراني لانه مدعوم منها ومتواجد على أراضيها وممول من قبلها فلا يستطيع ابداء رأيه لانه مسير وليس مخير, وفي نفس الوقت يطمح أن يسترجع سطوته من خلال المجاميع الخاصة المدربة في أيران على الشارع العراقي في حالة أنسحاب القوات الامريكية ودخول عناصر من فيلق القدس اذا أقتضت الضرورة لمساندته بالانتقام وقتل من اراد توقيع الاتفاقية,,,,,,أما الطرف الشيعي الثالث الذي يرغب في التوقيع فانه يريد البقاء على امتيازاته بضمانات امريكية, وفي نفس الوقت يرى في موافقته أنفراط لعقد الائتلاف الحاكم وبالتالي فهو متردد بين بين ولهذا أخذت التصريحات تخرج علينا كل يوم بضرورة اجراء بعض التعديلات الخاصة بسيادة العراق, أو دراسة الاتفاقية مع المجلس الامني العراقي وغيرها من التصريحات والمقترحات وأخرها ضرورة عرضها على مجلس النواب لاقرارها ,وأخرها تسريب معلومات حول جعل التصويت عليها في مجلس النواب بصورة سرية كي لا ينفضح أمرهم ويعلم الشارع العراقي من الذي صوت ومن أمتنع عن التصويت لان التاريخ سيجل كل الاحداث لينقلها للاجيال اللاحقة كي تقرر لمن اللعنة ولمن الرحمة...........
والسنة بين مشجعين للشيعة وغير مؤيدين لها لغرض موافقة الشيعة على توقيع الاتفاقية, فحتى يضمنوا درء االخطر الايراني باحتلال العراق واملاء الفراغ الامريكي بعد الانسحاب , وفي نفس الوقت يحثون الشيعة على عدم التوقيع نكاية بهم لامريكا كي تقوم بعزلهم عن الحكم وتسليم السنة الحكم ليعود اليهم الامر من جديد. وهذه كلها مشاهد وسينوريهات مسرحية كوميدية حزينة ومؤلمة نهايتها الجميع موافق وموقع عليها ولكن تبقى الاسئلة الاهم::
من الذي سيكون كبش الفداء لهذه الاتفاقية الامريكية العراقية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
من الذي سيكون أول المقدمين على الانتحار السياسي بأعلانه التوقيع عليها ؟؟؟؟؟؟؟؟
من الذي سينحر بالسيف الامريكي صونا لعزة شعبه ووطنه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذه الاسئلة نترك الاجابة عليها للزمن الذي يضم بين جنبيه الكثير من المفارقات والاحداث الاليمة لوطننا العزيز العراق......العراق..... العراق



#علي_مهدي_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى عصفورة العراق تبكي الملايين


المزيد.....




- بعضها أوقف التصدير... ما هي الدول التي تزود إسرائيل بالأسلحة ...
- الآلاف يرفعون علم روسيا العملاق في قبرص احتفالا بيوم النصر
- لجنة فلسطينية تدعو أهالي الضفة والقدس والداخل للانتفاضة إسنا ...
- ساحة حرب.. مشاهد مروعة لهجوم نشطاء على مصنع -تسلا- في ألماني ...
- -كتائب القسام- تفجّر نفقا بقوة إسرائيلية في رفح
- الدفاع الروسية تعلن تدمير 3 دبابات -ليوبارد- ألمانية ودبابتي ...
- تأهل المتسابقة الإسرائيلية في مسابقة -يوروفيجين- وسط تظاهرات ...
- السفارة الروسية في الإمارات تنظم أمسية احتفالية بمناسبة الذك ...
- إسرائيل تتحدث عن مغادرة مقاتلين من -حماس- رفح وتكشف عن استرا ...
- لسبب غريب.. صينيون يدهنون وجوههم باللون الأسود (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مهدي الشمري - الاتفاقية الامنية /قتل الوطنية أم موت الزعامات أم مساومات