أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صموئيل تاوضروس - القضية القبطية قضية إنسانية كريمة وليست قضية سياسية كريهة















المزيد.....

القضية القبطية قضية إنسانية كريمة وليست قضية سياسية كريهة


صموئيل تاوضروس

الحوار المتمدن-العدد: 2463 - 2008 / 11 / 12 - 04:27
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يعتقد البعض أن القضية القبطية هي قضية سياسية وأن نشاط الهيئات القبطية هو نشاط سياسي ولكن الحقيقة أن هذا الاعتقاد ليس خطأ فقط بل هو إعتقاد تسبب في إلحاق أشد الضرر بالقضية القبطية. ولتوضيح وجهة النظر هذه يجب أن نلقي نظرة على "العمل السياسي" وأن نستحضر للأذهان خصائصه، ثم نبحث هل يمكن تصنيف نشاط الهيئات القبطية على أنه عمل سياسي؟ وإن لم يكن عمل سياسي فما هو التصنيف الصحيح للقضية القبطية؟ ثم ننهي هذا البحث بأهم المواضيع وهي الأضرار التي نتجت عن التصنيف الخاطئ للقضية القبطية ومزايا إعطاء الوصف الصحيح لها.

نظرة على "العمل السياسي"

يكمن الأساس اللغوي لكلمة سياسة في مادة "ساس يسوس سياسة" فهي لغة وإصطلاحاً تعني بإختصار تدبير شئون الرعية وقيادتها. وعليه فهناك مجموعات من الأفراد تعمل بالسياسة وتطلق على نفسها إسم أحزاب سياسية. وهذه الأحزاب تتبنى في الغالب نظريات سياسية تعبر عن فكر سياسي وينتج عن ذلك تبنيها لمجموعة من القيم مثل دولة القانون، دولة المواطنة، المساواة، العدالة الاجتماعية، المحافظة على البيئة.. إلى آخر القيم التي من الممكن أن تتبناها المجموعة "أو الحزب". وترتبط السياسة أشد الارتباط بالاقتصاد كتعبير عن مصالح الشعب "الذي يتم قيادته". وعليه فأي حزب أو أي جهة سياسية تتبنى نظرية إقتصادية أيضاً جنبا إلى جنب مع نظريتها السياسية. وعليه فإننا نرى حزباً يميل إلى الرأسمالية وآخر إلى الاشتراكية وهكذا.

هل القضية القبطية هي قضية سياسية؟ فإن لم تكن سياسية فما هو التصنيف الصحيح لها؟

لم يفكر أحد من الأقباط في يكون هيئة أو مجموعة أو حزب للوصول للحكم. فحال المسحيين في مصر مختلف عن مسيحي لبنان أو السودان مثلا. ففي الوقت الذي نجد فيه أحزاب مسيحية في لبنان أو "جنوبية في السودان" قادرة على تقديم نظريات سياسية ورؤى سياسية وسياسات متعلقة بالاقتصاد والضرائب والتعليم والصحة. ونجد أنها تدخل في تحالفات وربما يكون كل حزب منها فعلا قادر على الحكم ويعرف جيداً ما الذي سوف يفعله لو وصل إلى الحكم. ولكن بالنسبة للقضية القبطية فالوضع يختلف بكل تأكيد فلم يلتف الأقباط حول فكر سياسي أو إقتصادي معين. بل ببساطة كل الهيئات القبطية هي مزيج من أفراد قد تكون لهم آراء سياسية متفاوتة ولكن يجمع الجميع شئ واحد فقط ألا وهو حقوق الأقباط كأقلية مضطهدة في الوطن الأم مصر.

الحقيقة بكل وضوح هي أن القضية القبطية قضية إنسانية تتعلق بحقوق الانسان فنحن أمام شعب يعاني من الاضطهاد والتمييز. ونجد أن هذه القضية مرتبطة أشد الارتباط "بالدين" بينما إرتباطها بالسياسة فهو إرتباط واهي جداً وغير مؤثر. فالأقباط مضطهدون لأنهم مسيحيون وهذا هو الشئ الوحيد "أي الدين" الذي يختلفون فيه عن شركائهم في الوطن "المسلمون".

ايضا فإن القضية القبطية هي جزء من قضية إنسانية عالمية موجودة في العالم كله ألا وهي وجود مئات الملايين من المسيحيين المضطهدين حول العالم. وللمسلمين النصيب الأعظم في إضطهاد هؤلاء المسيحيون بينما تأتي الشيوعية والبوذية في مراتب تالية للاسلام كسبب يؤدي إلى إضطهاد المسيحيين.

مزايا التصنيف الصحيح للقضية القبطية ومضار التصنيف الخاطئ:

لابد من الاعتراف أنه حدث بعض الخلط ولازال هناك الكثيرون يعتبرون أن القضية القبطية هي قضية سياسية وأننا دعاة سياسة رغم أن هذا الادعاء خاطئ. ولكن لابد من البحث تفصيلاً الآن في الأضرار التي نتجت عن الادعاء بأن القضية القبطية هي قضية سياسية والبحث في المزايا من إعطاء التصنيف الصحيح للقضية القبطية:

أضرار التصنيف الخاطئ للقضية القبطية بإعتبارها قضية سياسية:

1- إنصراف الغالبية العظمى من أقباط المهجر من الانخراط فيها: فما الذي يدفع القبطي بالمهجر إلى عمل يظنه سياسي "عن مصر" أليس من الأولى له إن أراد العمل بالسياسة أن ينخرط بالسياسة الموجودة ببلاده؟

2- غياب الايديولوجية: فعلى سبيل المثال وفقط لشرح وجهة النظر فنقول مثلا أن الأفكار الاسلامية المتطرفة نتجت عن "ايديولوجية" واضحة في القرآن وفي الأحاديث وبالتأكيد في أخبار السلف "الصالح" من غزوات وجرائم جاءت تطبيقاً لما هو وارد في القرآن. فهنا ولأن هذه الأفكار تعتبر "أيديولوجية" فهي تنتشر في كل مكان يوجد به إسلام. نحن لا نمتدح لا الاسلام ولا التطرف ولا ندعو للقتل ولا نقول أن ايديولوجيتنا مثل أيديولجيتهم "حاشا وكلا" فنحن أيديولجيتنا هي للخير وللسلام والمحبة. ولكن نتحدث عن حقيقة أن جزء كبير من نجاح التطرف عائد إلى أنهم "صنفوا قضيتهم تصنيفاً صحيحاً وكانوا صادقين مع أنفسهم" أو لوجود أيديولوجية واضحة بينما نحن نبتعد عن كل تصنيف صحيح وعن كل أيديولوجية صحيحة ونحاول أن نقنع الناس بمبادئ مبهمة وغير مقنعة بالنسبة لهم.

3- السمعة السيئة: أيضا يجب ألا يغيب عن بالنا أن السياسة لها سمعة سيئة وأن السياسيين يتمتعون بسمعة سيئة في كل مكان. ليس معنى ذلك أن كل السياسيون لديهم سمعة سيئة.. لا طبعا،ً هذا غير صحيح. ولكن الحقيقة أن كلمة "سياسي" هي مرادف لدى الناس لمفاهيم كثيرة مثل "الفساد والتربح وإستغلال النفوذ، وإساءة السلطة.. و.. و.." فما هي الحكمة أن نربط أنفسنا بمفاهيم نحن أبعد ما نكون عنها.

4- بداية السقوط: الظن بأننا نعمل بالسياسة هو بداية السقوط. فمادامت القضية القبطية قضية سياسية فما الذي يمنعنا من وضع أيدينا في أيدي قتلة الأقباط؟ اليس كل شئ في السياسة مباح؟ والمصالح السياسية متغيرة ومن كانوا أعداء بالأمس هم حلفاء اليوم وذلك لأن هناك مصالح سياسية هي التي تؤدي إلى التحالفات. كثير من الذين وضعوا ايديهم في ايدي الحكومة المصرية "أي في أيدي قتلة الأقباط" يظنون أنهم يؤدون خدمة للقضية القبطية "السياسية من وجهة نظرهم" بحلها سياسيا عن طريق "المفاوضات" والحقيقة الوحيدة هي أنهم يتحولون إلى لا شئ فيضيعون هم وتضيع معهم القضية القبطية ويختفي الحق أمام العتمة التي ترسمها الحكومة المصرية عن طريق عملائها وسفاراتها في الخارج. وهنا يحق لنا التساؤل فنقول أيهما افضل أن نكون اصحاب مبدأ فنكسب الأرض والسماء ونكسب إحترام الأصدقاء والأعداء أم نكون بلا مبادئ وبلا ضمير فيهزأ بنا أعداءنا "الحكومة المصرية" ونخسر الشعب القبطي ونخسر الرأي العام وبالتأكيد سنخسر السماء إذ إحتقرنا دماء إخوتنا عندما ذهبنا لتلقي "البركات الحكومية من العتبات الدبلوماسية".

5- التخبط والتصارع: عندما نفقد الاتجاه الصحيح وندعي أننا دعاة سياسة فما الذي يمنعنا "كهيئات ومنظمات قبطية" من التصارع فيما بيننا. أما إن كان ما يحكمنا هو الكتاب المقدس والضمير السليم والمبادئ والقيم فكل هذه تمنعنا من معارك تضر بنا وتعطي صورة خاطئة لعمل الهيئات القبطية ولكن الحقيقة أنه ليس الخطأ في القضية القبطية ولا في الأشخاص بل في فقدان الاتجاه الذي يؤدي للقضية القبطية أن تظهر على غير صورتها الأصيلة النبيلة.

أما مميزات التكييف الصحيح للقضية القبطية:

1- إنضمام كل الأقباط: عندما نقول أن القضية القبطية قضية إنسانية تتعلق بالضمير والحق والأخلاق فإننا نضع كل قبطي بالمهجر أمام مسئوليته الحقيقية ليختار إما الحق والضمير والأخلاق وإما الحياة بلا كل هذا. وبالتأكيد فنحن نثق أن كل الأقباط سيختارون الاختيار الأول ماعدا الاستثناءات القليلة التي نعرفها.

2- الانطلاق من مبادئ راسخة: مبادئ الأخلاق والضمير والحق لها أسس راسخة في الكتاب المقدس وفي ضمائر الناس "حيث خلقنا الله على صورته". فمثلا عندما نقول للقبطي بالمهجر "هيا نخرج للقيام بمسيرة لأن الهيئة القبطية تدعوك للقيام بذلك.." فماذا تعني أي هيئة قبطية بالنسبة للقبطي بالمهجر؟ هذا مع خالص إحترامي لكل الهيئات والمنظمات القبطية ونشطاء الأقباط. أما عندما نقول للقبطي هيا نخرج بمسيرة لأن الكتاب المقدس يقول "اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون أيضاً مثلهم.." الكتاب المقدس يقول "حام عن الفقير والمسكين". عندما نقول للشعب القبطي بالمهجر إحترسوا لأنه إن صمتم اليوم فسيأتي اليوم الذي تصبحون فيه مضطهدون ايضاً هنا في بلاد المهجر. إن صمتم اليوم سيعاني ابناءكم وأحفادكم في المهجر من إضطهاد أشد وأسوأ مما يحدث في مصر. إن صمتم اليوم هنا في المهجر فستساق بناتكم سبايا في المستقبل ليستمتع بهن المسلمون. إحترسوا من الصمت وإحترسوا بالأكثر من الذين يدعوكم إلى هذا الصمت الشرير. هنا سيتسابق كل قبطي في المهجر للعمل من أجل القضية ومن أجل الحق بالتأكيد.

3- أعمال البر: يجب أن يفهم الجميع أن حقيقة عمل الهيئات القبطية هي "أعمال البر" التي أوصانا الرب ألا نتركها وألا نهملها واوصانا أن نكون مثل السامري الصالح الذي رأى شخص تم الاعتداء عليه فلم يتركه وحيداً بل عمل كل ما في إستطاعته لانقاذه. نعم هذا هو الوصف الصحيح لعمل الهيئات القبطية ويجب ألا يشوه أحد هذا العمل بإعتباره عمل سياسي.

4- التشخيص الصحيح: عندما نفهم أن الشعب القبطي مضطهد لأسباب دينية ولا دخل للسياسة بها وأن الشيطان هو الوحيد صاحب المصلحة في هذا الوضع وأن الشيطان هو الذي يحرك مسلمين وبوذيين وهندوس وشيوعيين من أجل أن يضهدوا المسيحيين وقتها سنفهم من هو العدو الحقيقي ومن هم الأصدقاء الذين يجب أن نتعاون معهم وما هي الطرق التي يجب أن نتبعها فيجب ألا ننسى أن التشخيص الصحيح للمرض هو أول خطوة في طريق الشفاء.

نحن في إحتياج إلى إعادة الحسابات. نحن في حاجة أن ننطلق من داخل أنفسنا أولا لكي نعرف حقيقة العمل القبطي. لكي نكون أصحاب نظرية ورؤية وأيديولوجية ومبادئ. يجب أن نرد القضية القبطية إلى تكييفها الحقيقي كقضية إنسانية نبيلة هي أبعد ما تكون عن السياسة وهي أقرب ما تكون إلى المبادئ والقيم والضمير الانساني السليم.

سلام لك أيتها القضية القبطية. سلام لك أيتها النبيلة والشريفة والعظيمة. وسلام ايضاً لمن ينصرك ويقف معك ويرفع رايتك عالية خفاقة حتى نزين هامتك بإكليل النصر على أعداء الانسانية، أعداء حقوق الانسان.



#صموئيل_تاوضروس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعود تتحطم فوق هضبة المقطم
- حقائق غائبة


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صموئيل تاوضروس - القضية القبطية قضية إنسانية كريمة وليست قضية سياسية كريهة