أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مظفر قاسم - لن يجلس رجل أسود في البيت الابيض















المزيد.....

لن يجلس رجل أسود في البيت الابيض


مظفر قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2454 - 2008 / 11 / 3 - 05:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اتخذت انتخابات الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة الاميركية لسنة 2008 طابعا مختلفا هذه المرة يختلف عن اي انتخابات سابقة من حيث الاهمية في التغطية الاعلامية وحدة التنافس بل وحتى من حيث الاموال التي صرفت عليها والتي وصلت الى مليارات الدولارات ، وتعود أسباب هذه الهالة الكبيرة التي أحاطت بسباق البيت الابيض لسنة 2008 الى عوامل أميركية عدة منها داخلية ومنها خارجية ، فداخليا يشعر الاميركيون بأن الاعوام الثمانية التي حكم فيها الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش (20 يناير2001 – 20 يناير2009 )كانت من اصعب الاعوام عليهم على الصعيدين الامني والاقتصادي معا وهما أمران رئيسان لأي فرد في مجتمع ، وابرز ما حصل في عهد بوش وبعد أقل من ثمانية شهور من توليه الرئاسة رسميا هجمات الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001 والتي تعتبر بداية لتغيير وجه العالم حسب الاجندة الاميركية الجديدة لملاحقة الارهاب في معاقله اينما كان أو يكون فأُدخلت دول في لائحة الارهاب ثم بدأت الحرب على افغانستان والحرب على العراق فتغيير النظام فيه باعدام رئيس حكم العراق اكثر من ثلاثةٍ وعشرين عاما خاض خلالها حروبا ضد جيرانه وقوات مشتركة ومازال معظم الاميركيين يعارضون تواجد قواتهم في العراق، وتخلل هذه الفترة ارتفاع مفاجيء لاسعار النفط حيث قفز الى اضعاف مضاعفة فقد كان سعر برميل النفط حين تسلم بوش السلطة يصل الى( 23 دولار) فقط بينما ارتفع هذا السعر ليصل الى أعلى مستوى له في تموز 2008 عندما تجاوز الــ( 147 دولار) ثم يصاحبه هبوط مفاجيء يصل الى فوق الـ( 60 دولار) بقليل للبرميل فتنشب أزمة مالية واقتصادية أثرّت على الاميركيين بشكل رئيس وعلى العالم ، أما العوامل الخارجية من ابرزها أيقان كثيرين بأن رجل البيت الابيض له تأثير كبير على مايجري في العالم من أحداث وخاصة منطقة الشرق الاوسط التي لم تشهد الهدوء التام منذ عشرات العقود فهي تنتظر رجلا عسى أن يجد حلا لمشكلات عالقه منها العراق ،ايران ، فلسطين ،اسرائيل ، سوريا ، افغانستان ، كوريا الشمالية وتعيش هذه المنطقة على أمل الرجل القادم ! ولكن اسئلة كثيرة تطرح هنا هل فعلا يمتلك رجل البيت الابيض سلطة تقرير سياسة ما؟ وهل فعلا اميركا مقبلة على رئيس أسود لأول مرة في تاريخها؟
هناك حقيقة يجب الاعتراف بها قبل كل شيء وهي أن أجندة الولايات المتحدة الاميركية معدة مسبقا وماالرئيس المنتخب الا شخص منفذ ومطـبـّق لهذه الاجندة التي ترسم له دورا محددا وما على الرئيس المقبل الا تنفيذه وتطبيقه ثم الرحيل بكل هدوء وترحيب ، نعم لديه سلطة لكنها محدودة نوعا ما واذا ما استخدمها فستصب أيضا لصالح الولايات المتحدة (وهذا حق مشروع طبعا) لكنه مسؤول على تنفيذ الاجندة خلال سنوات حكمه وهذا بطبيعة الحال سيوصلنا الى حقيقة أخرى مفادها أنْ لافرق في من سيحكم البيت الابيض مهما اختلف المرشحون لمنصب الرئاسة مادام الرئيس المنتخب سيكون منفّذا ومطبقا لاجندة معدة مسبقا.

يتنافس على لقب الرئيس الرابع والاربعين في البيت الابيض لسنة 2008 كل من المرشح الجمهوري جون ماكين ذي الخبرة العسكرية والسياسية (الابيض) والديمقراطي باراك أوباما صاحب شعار ( التغيير الذي نحتاجه CHANGE WE NEED) وهو رجل (اسود) من اصول افريقية مسلمة اعتنق المسيحية منذ صباه ، ونرى أن استطلاعات الرأي تجمع على تقدم أوباما وكذلك شبه الاجماع للصحف الاميركية فمثلا 39 صحيفة أميركية ترشح الديمقراطي باراك أوباما للفوز بالرئاسة والعديد من هذه الصحف لم ترشح متنافسا ديمقراطيا للفوز منذ فترة طويلة وآخر مرة رشحت فيها صحيفة " لوس أنجلوس تايمز" ديمقراطيا للفوز بالرئاسة كان عام 1972 أما صحيفة " شيكاغو تربيون " لم ترشح متنافسا ديمقراطيا منذ عشرات السنين لانها تعتبر نفسها صحيفة الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن مؤسس الحزب الجمهوري وتشعر بالإلتزام تجاه الحزب ولكن السبب المشترك لدعم أوباما حسب رأي هذه الصحف هو خطأ إختيار جون ماكين لـ (سارا بالين) حاكمة ولاية ألاسكا نائبة له فقالوا بأن بالين غير مؤهلة لرئاسة الجمهورية في حال حدوث شيء لـ ماكين لخبرتها القليلة ، هذا الكم الهائل من الدعم الصحافي يذكرنا بأمرين الاول حدث قبل ستين عاما وتحديدا في عام 1948عندما تنافس كل من الديمقراطي هاري ترومان والجمهوري ثوماس ديوي على سدة الحكم واتخذت صحيفة (شيكاغو ديلي تربيون ) قبيل الانتخابات عنوانا رئيسا لها جاء فيه (ديوي يهزم ترومان) وبعد أن فاز ترومان بالرئاسة حمل هذه الصحيفة في أحدى خطبه نكاية وكأنه يريد أن يقول أنظروا الى كذب الصحافة فلا تصدقوها مرة أخرى ...

تعالوا الى وقت اقرب في عام 2004 تنافس على الرئاسة كل من الجمهوري جورج دبليو بوش (كولاية ثانية) وجون كيري الديمقراطي وحينها حاز الاخيرعلى دعم 211 صحيفة بينما حاز بوش على دعم 197 صحيفة فكانت النتيجة أن فاز الاخير بالرئاسة ، لذا يبدو أن الصحافة وترشيحاتها واستطلاعات الرأي ليست مقياسا ثابتا يمكن الاعتماد عليه فالناخب الاميركي يمكن أن يطلق عليه (ناخب اللحظة الاخيرة) فأغلبهم يجد متعة في استطلاعات الرأي هذه يأنسون بها طيلة فترة (الحملة الطويلة) يصوتون لاسم دون آخر فترتفع (بورصة الاصوات) في الاستطلاعات وبعد ايام يصوتون لمنافسه وهكذا ، ولكن عندما يأتي يوم الحسم ( الرابع من نوفمبر ) فأن كل شيء سيتغير وستظهر الحقيقة ساطعة وعلى الرغم من هذا الدعم البارز لاوباما فأن الفوز مضمون للمرشح الجمهوري جون ماكين دون منازع ففي يوم الثلاثاء الكبير يقف الناخب الاميركي أما لحظة الحقيقة وسيفكر مليا (هل فعلا سأصوت لاوباما ؟ ) وعندها ستعمل الموروثات العنصرية التي مازالت في كروموسومات كثيرين وحينها سيصوت لـ ( ماكين ) هذا بالنسبة للأميركي أما بالنسبة لغير الاميركي فلن يفرق معه شيء (أوباما أو ماكين لا فرق بين الاثنين) فالفائز منهما سيدخل البيت الابيض ليجد الاجندة الاميركية الجديدة جاثمة على طاولته ليقرأها فيخطط من أجل تنفيذها ، أما لمن يسأل من سيفوز أوباما أو ماكين عليه أن يعرف بأن أميركا ليست مؤهلة بعد لاستقبال رئيس أسود وخاصة من أصول أفريقية والاصعب من ذلك (أصول مسلمة) وفي حال فوز أوباما فأن الشعب الاميركي سيثبت بأنه قد طوى سجلا مدنيا أميركيا مظلما وبدأ بفتح سجل مدني جديد أمام العالم في اشارة لبدء حياة انسانية جديدة يطمح البشر اليها أينما كان... ماهي الا ساعات تفصلنا عن الانتخابات ولكن لن يجلس رجل أسود في البيت الابيض ... على الاقل خلال العقود الخمسة المقبلة !



#مظفر_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام .. الهدف.. الرؤية
- برنامج الرئيس
- سؤال وجواب


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مظفر قاسم - لن يجلس رجل أسود في البيت الابيض