أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد الوادي - التشرف العربي بزيارة العراق .














المزيد.....

التشرف العربي بزيارة العراق .


محمد الوادي

الحوار المتمدن-العدد: 2457 - 2008 / 11 / 6 - 08:55
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يتقاطر هذه الايام على " بغدادنا " الكثير من المسؤولين والوزراء العرب , وهذا شيء حقيقة الامر يفرح أغلب العراقيين لكوننا في النهاية جزء من هذه الامة وعلينا التعامل مع كل سلبياتها المتمثلة بدعمها لنظام الصنم الساقط وايضا علينا ايصال رسالتنا المضيئة والنادرة من خلال نظامنا الدستوري والديمقراطي في عراقنا الجديد والذي تفتقده كل الدول العربية من الطول الى العرض دون أستثناء الاما ندر . كان الاجدر ان ياتي العرب الى عراقنا بعد سقوط الصنم مباشرة وهم يحملون باياديهم اليمنى رسائل الاعتذار الى الشعب العراقي , وباياديهم الشمالية صكوك بمليارات الدولارات كتعويض مادي لشعب العراق الكريم , رغم ان هذا التعويض سوف يبقى منقوصا ولايداوي جرحا واحدا من جروح " القومجية والاسلامجية " التي ابتيلنا بها شر ابتلاء طيلة عقود طويلة . فالعرب مطلوبين للعراقيين الكثير والكبير واعظم مما يتصورون , ولن ينتهي هذا الدين حتى يستعيد العراق عافيته بشكل مكتمل وتام . وفي ذلك ان حدث فليس بتفضل من احد على العراقيين او منة تحسب . فالعراق بلد الخيرات والخير ولا تجيز عليه الصدقات ولاتليق به . والعراقيين يستجار بهم ولايستجيرون بالاخرين . لكن ذلك دين مستحق على العرب يحسب للعراقيين وقد طال وقت تسديده ومعه طال صبر العراقيين الاكارم .


لقد أهدت لنا بعض الدول العربية بعد نيسان عام 2003 " بهائم التفخيخ " في وقت كنا فيه نفتح مقابرنا الجماعية في الجنوب والفرات الاوسط ونلملم جراح كردستان العراق . ولقد كانت هدية هذه الدول الى عاصمتنا الحبيبة صبغ ارصفة الشوارع والاسواق بدماء الابرياء من النساء والشيوخ والاطفال . لذلك سيكون من المذهل والعظيم ان ترى غالبية العراقيين مع كل هذه الكوارث يبدون فرحهم بمجيء العرب الى العراق , وقد يكون هذا الموقف العراقي الشعبي والرسمي من باب " أن الكريم يعطي وهو يعتذر " وهنا المقصود بعض الدول العربية على وجه الخصوص التي جاءت للعراق بحثا عن براميل النفط او عن مشاريع الاستثمار او للحصول على عقود تجارية معينة , او تنفيذآ لاوامر صدرت من السيدة رايس وزيرة خارجية الولايات المتحدة . وهذا في حقيقة الامر ليس ببعيد عن عقل وعيون العراقيين لكن هذه هي صفات الاكارم وهذه هي سمات الحليم التي يتمتع بها العراقيين . اما الجزء الاخير من الدول العربية والذي يصر على " نكتة " زوال الاحتلال و استباب الامن حتى تعود علاقاته مع العراق , فان ذلك في حقيقة الامر نوع من الانفصام السياسي العربي الذي تعودنا عليه , لان نفس الامريكي عنده قواعد في اغلب الدول العربية , وايضا الاحرى مقاطعة الدول العربية التي ترفع علم اسرائيل في عواصمها , وليس مقاطعة ضحايا الصنم الساقط .

نعم اهلا وسهلا بالعرب . وننتظر منهم التكفير عن ذنوبهم بحق العراقيين تلك الذنوب التي لامست " الكفر " بحق العروبة والانسانية في كثير من الاحيان . وايضا ليتذكر كل العرب ان لاعروبة تتشكل او تحسب بدون العراق , وبذات الوقت ان العراقيين مثلما هم تاريخيا عبارة عن تنوع جميل من القوميات والاديان والمذاهب . فعليهم التعامل مع هذا الواقع التاريخي بصياغته الانسانية والدستورية الجديدة التي قبرت احلام بعض الطائفيين العرب في العراق وبلا رجعة . لذلك عليهم ان يعرفوا وهم يتشرفون بمقابلة رئيسنا العراقي الكوردي الطلباني انه يمثل كل العراق ونفس الشيء ينطبق على السيد المالكي والدكتور المشهداني . ولتكن هذه الحقيقة العراقية الكبرى حافزا كبيرا لكل العرب لتجنب السير في الازقة والدروب " العوجة " التي رسمتها خطط الطائفية العربية والتي قتلتنا شر قتله . لان عقارب الساعة في العراق الجديد لم ولن تعود الى الوراء . وايضا نصيحة مخلصة ان لايذهب العرب بعيدا في تفكيرهم بان زياراتهم هذه هي انقاذ للعراق , بل ان العكس هو الصحيح وبشكل مطلق , لان من يزور العراق هو من يسعى الى هذا الشرف الرفيع وليس العكس . فالعراق اكبر من كل الاسماء ومن الجميع وبكل شيء . وان يتذكر العرب باننا ليس بوابة شرقية او غربية مع ايران او غيرها , ومن يريد ان يحارب من دولهم سوف نصفق له حتى الصباح لكننا ابدآ واطلاقا لن نكون وقود حرب عبثية او نجعل دماء ابنائنا نهر دماء مستباح .

ان العرب منحوا للعراقيين فرصة تاريخية " بائسة " بحق العروبة خلال خمسة سنوات من القطيعة ثبتت ان العراق قادر على العيش بدون الجامعة العربية او السفارات العربية في بغداد . وهذه هي ذروة الخسارة العربية الكبرى التي جلبت وستجلب معها في المستقبل الكثير من من الاشارات الغير مشجعة داخل العراق أتجاه الدول العربية . لذلك على العرب ان يستثمروا هذه الفرصة التاريخية لتصحيح المسار قبل فوات الاوان . اما مسالة اطفاء بعض الاموال العربية التي سجلت دون أدنى وجه حق على العراقيين فهذه ايضا بادرة حسنة من العرب ولو انها جاءت متاخرة كثيرا بعد المبادرات الغربية والاجنبية , لكن يبقى تسأول العراقيين الدائم يكرر نفسة وبشكل كبير وملح , متى يسدد كل العرب ديونهم الى العراقيين؟ . اما من يحلم بالحصول على " فلس احمر " من ديون باطلة فتلك ستكون اكبر نكتة في عصرنا الحالي !!.

وبكل الاحوال العراق باقي في مكانه واقفا بكل رسوخ وقوة , ومحظوظ من المسؤولين العرب من ياتي ليتوظأ بماء دجلة والفرات ويصلي على ارض أختلطت بدم سيد الشهداء الحسين "ع" , وبارض احتضنتها مراقد الائمة الاطهار من ال البيت "ع" أجمعين , وايضا مراقد لرموز كل المذاهب الاسلامية الاخرى . فاهلا وسهلا بالعرب ومبروك عليهم هذا التشرف بزيارة العراق .



#محمد_الوادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على عبد الجبار الشبوط .. أعتذر فورا الى العراقيين .
- أيها القوم .. لاتكذبوا على المالكي


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد الوادي - التشرف العربي بزيارة العراق .