أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الشيخ محمد - الابعاد السياسية والايديولوجية لجدار العزل العنصري














المزيد.....

الابعاد السياسية والايديولوجية لجدار العزل العنصري


سامي الشيخ محمد

الحوار المتمدن-العدد: 755 - 2004 / 2 / 25 - 08:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


كاتب عربي من سوريا

 ثمّة أبعاد سياسيّة وأيديولوجيّة للخطوة الإسرائيليّة المتمثّلة في إنشاء جدار العزل العنصريّ على الأراضي العربيّة الفلسطينيّة المحتلّة ، يجدر إلقاء الضّوء عليها في مسعىً لكشف حقيقة النّوايا والأهداف الإسرائيليّة من وراء إقامة هذا الجدار .

فمن النّاحية السّياسيّة تُدركُ إسرائيل بأنَّ مطلب إقامةِ دولةٍ فلسطينيّةٍ مستقلّة على كامل الأرض الفلسطينيّة المحتلّة منذ عام 1967 ، أصبح مطلباً عالميّاً يحظى بدعم ومساندة دول العالم لتجسيده واقعيّاً ، خصوصاً بعد الاعتراف الأمريكيّ بمبدأ قيام الدّولة الفلسطينيّة ، ومصادقة مجلس الأمن بالإجماع على "خارطة الطّريق" الدّاعية لإقامة دولتين متجاورتين هما فلسطين و(إسرائيل) بحلول العام 2005 ، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الّذي بدأ في الرّابع من حزيران لعام 1967، وإزالة الآثار الماديّة والقانونيّة النّاجمة عنه . بمعنى أنَّ قيام الدّولة الفلسطينيّة لم يعُد مجرّد فكرة قابلةٍ للإلغاء لعدّة أسباب أبرزها: تشبّث الفلسطينيّين ببناء دولتهم السّياديّة المستقلّة عبر نضالهم المستمرِّ لتجسيدها إلى واقعٍ حيٍّ وملموس . كذلك الاعتراف العالمي العلني والمُسبَّق بقيام هذه الدّولة . من هنا تسعى الحكومة الإسرائيليّة إلى فرض أمرٍ واقعٍ على أراضي الدّولة الفلسطينيّة القادمة ، لعلّه يُصبحُ مقبولاً من النّاحية العمليّة والسّياسيّة في المستقبل ، فاغتصابُ نصف أراضي الضّفة الغربيّة تمهيداً لضمّها إلى (دولة إسرائيل ) أمرٌ يستحقُّ المجازفةَ من جانب الرّموز الصّهيونيّة فيها بإقامة هذا الجدار وإنفاق مئات ملايين الدّولارات عليه !

الهدف  الرّئيسي الأوّل من وراء إقامة جدار العزل العنصريّ يتمثّلُ في : اغتصاب نصف الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة للعام 1967 وضمّها (لدولة إسرائيل).

أمّا الهدف الثّاني من إقامته فيرمي إلى : أن تكون الدّولةُ الفلسطينيّة القادمةُ متواضعة الحجم  جغرافيّاً ، فلا يكون بمقدورها استيعاب من يرغب من فلسطينيّي الشّتات بالعودة للعيش فيها من ناحية ، ولا يكون بوسعها استيعاب التّزايد السّكاني المتعاظم فيها من ناحيةٍ أخرى ، الأمر الّذي يجعل الهجرة للخارج السّبيل الوحيد لتأمين مسكنٍ آمنٍ للفلسطينيين القاطنين فيها .

الهدف الثّالث : من شأن تضييق حدود الدّولة الفلسطينيّة القادمة ، الحيلولة دون قيام بنية اقتصاديّة قابلةً للحياة  في ميادين الزّراعة والصّناعة والتّجارة وتأمين فُرص العمل لملايين السّكان فيها ، الأمر الّذي يُعزّزُ عمليّة الهجرة الخارجيّة للعديد منهم .

الهدف الرّابع : القضاء على حُلم العودة للاّجئين الفلسطينيين إلى وطنهم فلسطين ، سواءٌ لمن رَغِبَ في العودة إلى قريته وبلدته ومدينته الّتي هُجِّر عنها في العام 1948 أو إلى الدّولة الفلسطينيّة القادمة .

الهدف الخامس : إضعاف قدرات الدّولة الفلسطينيّة القادمة في كافّة المجالات السّياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والأمنيّة والجغرافيّة ، بحيث تبقى عُرضةً للعدوان الإسرائيليّ عليها و إعاثة الفساد فيها ، بمعنى تهديد استقلال الدّولة وأمنها .

الهدف السّادس: توسيع الرقعة الجغرافيّة لدولة (إسرائيل) بما يُتيح المجال أمام استيعاب هجرات يهوديّة وغير يهوديّة وافدة من شتّى أنحاء العالم ، بالإضافة للتّزايد السّكّاني فيها على مدى مئات الأعوام القادمة .

الهدف السّابع : إنَّ نجاحَ هذه الخطوة في اغتصاب نصف أراضي الضّفّة الغربيّة وضمّها لإسرائيل سيكون خطوةً باتّجاه اغتصاب وضمّ أجزاء من الأراضي العربيّة المحتلّة في الجولان ومزارع شبعا  . هكذا يفَكّرُ الإسرائيليّون  .

أمّا الأبعاد الأيديولوجيّة فتتمثّل في :إحرازِ إنجازٍ جديد لمصلحة المشروع الصّهيوني القائم على فكرتيّ التوسّع والضمّ ، بخاصّةٍ على الأراضي الفلسطينيّة الّتي تزعم ( إسرائيل ) بأنّها ملكاً لهم وفاقاً للرّوايات والأساطير التّوراتيّة الزّائفة . من ناحيةٍ ثانية : تحقيق إنجاز حسّي وملموس للمواطنين الإسرائيليين يجعلهم يشعرون بالانتصار والتّفوّق على الفلسطينيين ، وبأنَّ القتلى والخسائر الّتي مُنُوا بها لم تذهبُ هدراً دون مُقابل ، فاستعادة (الأرض الموعودة) أمرٌ يستحقُّ التّضحية في سبيله !

والسّؤال : ما المطلوب عمله لمواجهة هذه الخطوة ؟ لعلَّ التحرّك السّياسيّ الفلسطينيّ والعربيّ النّشط على السّاحة الدّوليّة والمحافل القضائيّة فيها يعدُّ خطوةً ضروريّة لنزع المشروعيّة القانونيّة عن إقامة هذا الجدار ، وهو ما يُعتّبرُ مُبرّراً قويّاً لتواصل أعمال المقاومة العربيّة الفلسطينيّة ضدّ (إسرائيل) ـ بوصفها دولة مُحتلّة بإجماع كافّة دول العالم ـ حتّى ترحل عن آخر شبرٍ من الأراضي المحتلّة المُعترف بها دوليّاً .

إنَّ معركة الجدار هي معركة الوجود الفلسطينيّ في المرحلة الرّاهنة ، وعليه فإنَّ أيَّ مُحاولةٍ لإنهاء الصّراع العربيّ الإسرائيليّ  أو التّفاوض لتسويته على أساس القبول بإقامة هذا الجدار  تُعدُّ خطّاً أحمر أمام أيّ جهةٍ فلسطينيّة وعربيّةٍ ينبغي عدم السّماح بها ، بل ومقاومتها بشتّى الوسائل الممكنة . وإن كُنّا على ثقةٍ باستحالة حدوث ذلك . فإذا كان لابدَّ من الموت لنا ، فلنختر شكل موتنا بأنفُسنا ، بدل أن يُحدّده الإسرائيليّون لنا .

كنعان






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شواطئ وأبراج فاخرة وآلاف الغرف في كوريا الشمالية.. كيم جونغ ...
- لوحات تُعرض لأول مرة في قصر باكنغهام.. أعمال فنية من جولات ا ...
- بعد يوم من تهديدات ترامب.. وزير خارجية روسيا يلتقي الرئيس ال ...
- انخفاضٌ في معدلات التلقيح بأوروبا وآسيا الوسطى يضع صحة ملايي ...
- الاتحاد الأوروبي يبحث فرض عقوبات على إسرائيل.. هل يفعلها؟
- المدرب البرتغالي جورجي جيزوس يخلف الإيطالي ستيفانو بيولي كمد ...
- هجمات بمسيرات تستهدف مطار أربيل وحقل خورمالا النفطي بالعراق ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تكساس إلى 131 قتيلا
- توم باراك.. -مندوب سام- أميركي لسوريا ولبنان
- اجتماع -مجموعة لاهاي- بكولومبيا صرخة وسط الصمت عن جرائم إسرا ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الشيخ محمد - الابعاد السياسية والايديولوجية لجدار العزل العنصري