المراقب للوضع العراقي عموماً يخرج باستنتاجات متعددة أهمها :-
1. يوجد في العراق نظام دكتاتوري دموي سحق شعبه ودمر بلده عبر سياسة هوجاء وجنونية أدت إلى حربين مدمرتين والى سحق وتدمير لبلد يمتلك اعرق الحضارات وافضل مستلزمات التطور والنمو على كافة الأصعدة .
2. هناك سياسة أمريكية تعني بالمسألة العراقية بما يتلائم ومصالحها الستراتيجية في المنطقة ( فهي تريد إعلان الحرب على النظام وإسقاطه ) بحجج غير مقنعة أهمها امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وعدم سماحه لدخول المفتشين الدوليين ووجود مؤشرات غير مثبتة عن وجود علاقة بين تنظيم القاعدة والنظام العراقي أو له يد فيما يسمى بالإرهاب الدولي .
3. هنالك معارضة عراقية كبيرة منتشرة في كل أنحاء الدنيا وتشكل ثقلاً لا بأس به في معادلة القضية العراقية ويتركز وجودها في إيران وسوريا ولندن وأمريكا وبقية دول أوربا .
ما نريد أن نبحثه في هذه الملاحظات الثلاث التي ذكرناها هو النقطة الثالثة ومدى قدرة المعارضة العراقية على تفعيل دورها والوصول إلى المستوى الذي تستطيع من خلاله أن تكون عامل حسم في القضية العراقية وان تخرج من حالة الهامشية التي يحاول النظام وكذلك الأمريكان أن يضعوها فيه . لاشك إننا نمتلك مقومات قوية وأساسية تمكننا أن نكون ذوي دور وقرار في مستقبل العراق لا بل أن أحدا وحتى أمريكا لا تستطيع أن تقرر مستقبل العراق بدون اعتماد رأينا كمعارضة وذلك لأننا نمثل الطليعة الأساسية والمثقفة سياسيا والواعية تجاه كل ما يحاك ضد العراق كوطن وشعب كما إننا نمتلك من القدرات البشرية والخبرات الفنية سواء العسكرية أو الاقتصادية أو الجماهيرية مما يجعلنا نستطيع أن نقود شعبنا العراقي وننقذه من المحنة التي يواجهها وكذلك ننقذ بلدنا من الدمار والخراب الذي قد يتعرض له فيما لو حصلت المواجهة مع الأمريكان نقول باننا رغم امتلاكنا لهذه العوامل إلا إننا نفتقد إلى عوامل أساسية تمنعنا من الوصول إلى الهدف المنشود .
إننا في الحزب الوطني العراقي نرى في هذه المسألة ما يلي :-
إن أول مبادئ الحرب هي وحدة القيادة فنحن كمعارضة عراقية ليست لنا قيادة عراقية موحدة تقود الجمع نحو الهدف الذي ذكرناه وهنا فإننا ندعو الجميع إلى التباحث والتوافق للوصول إلى هذا الهدف الكبير لأننا بتحقيق هذا الهدف نكون قد قطعنا الخطوة الأساسية والخطيرة والمهمة في مسيرتنا .لننتخب قائدا رمزا لقضيتنا ولمعارضتنا ولعراقنا ليكن سنياً ، شيعياً ، كردياً ، عربياً أيا يكون . فقط نريده قائد يمتلك مؤهلات القيادة وتجتمع وتلتف كل الأطراف من حوله أباً للجميع وقائداً لكل المذاهب والاتجاهات والتيارات . له من الخبرة والتجربة والمقبولية لدى كل الأطراف كما نأمل أن تتنازل أطراف عن بعض حقوقها لأجل الوصول إلى هذا القائد وبالتالي تحيد القيادة السياسية للمعارضة العراقية . لا يأتي أحد ليقول لي الضابط الفلاني الذي خرج أمس من سواد جمع النظام أو الشخص الفلاني الذي لا زال مشكوكاً في أمر عبوره من الحدود مع النظام . لدينا والحمد لله من جهابذة السياسة العالمية في قيادتنا المعارضة المعروفين على الصعيد العربي والإسلامي والإقليمي والدولي ولهم وزنهم وثقلهم السياسي الذي يستطيعون به أن يقودوا جمعنا المعارض للوصول به إلى تحقيق الأهداف المنشودة في إنقاذ الوطن والأهل وتحقيق هذا الهدف ممكن وغير مستحيل إذا تنازل الجميع عن المصالح الشخصية والحزبية وجعلوا المصلحة الوطنية هي الاعتبار الأول في حساباتهم . لنجتمع لنلتقي لنكتب في وسائل الإعلام لنناقش لنحاول لنتحرك وبالطاقة القصوى للوصول إلى هذا الهدف لانه بدون هذا الهدف لا نستطيع أن نكون قوة لها الحق في القرار أو في التأثير عليه …
أن حركتنا نحو هدف توحيد قيادة المعارضة العراقية وتحقيق رمزاً لها يحتاج إلى صدقنا وإخلاصنا وتضحياتنا والتمسك بمصلحتنا الوطنية كما إننا وعندما نريد أن نضع لنا رمزاً لنلتف حوله فلابد من طرح مبادئ أساسية يعتمدها الجميع كمنهاج أساسي بما فيهم الرئيس الذي ننتخبه..
ونرى هنا ثلاثة مبادئ أساسية يلتف حولها كل الأطراف لتحقيق الهدف وهو وحدة المعارضة العراقية وانتخاب رمزاً لها وهذه المبادئ هي :
1. اعتماد الديمقراطية كمنهج أساسي في التعامل السياسي سواء في أثناء مسيرة التغيير في مستقبل العراق وجعل التعددية هي النبراس الذي يعتمده الجميع لكي لا نقع مرة ثانية في كابوس الدكتاتورية البغيض .
2. جعل المصلحة الوطنية هي الأهم في كل المقاييس والاعتبارات واعتماد هذا المبدأ في كل مفارق الطرق التي نواجهها أثناء بناء المستقبل .
3. اعتماد المجتمع المدني الذي يعطي للجيش دوره كحارس للدستور وحامي للوطن ولا يتدخل في الشؤون السياسية مهما كانت المبررات كما يعني اعتماد الدستور الدائم ودولة المؤسسات بذلك نكون قد وضعنا حصناً واقياً لمسيرة اعتماد قائداً ورمزاً لمسيرة المعارضة العراقية حيث تستطيع كل الأحزاب والمؤسسات أن تمارس دورها وعملها النضالي ولكن مع وجود قيادة سياسية موحدة يقودها شخص واحد يشكل رمزاً لنا جميعاً وما جبهة التحرير الجزائرية منا بعيدة.
ألم تكن (17) حزباً توحدت في إطار واحد ووضعت له أسس وقواعد لكي تحقق هدفها من مسيرتها النضالية .
إننا بحاجة فعلا إلى قيادة موحدة تقود كل الأحزاب وقوى المعارضة وبحاجة فعلية للمبادئ التي ذكرناها والتي تتلاءم مع طبيعة الشعب العراقي ومع الظروف القاسية التي تحيط بقضيتنا العراقية والتي أصبحت قضية عالمية . ونحن كمعارضة لم نزل بلا قائد .. فإلى متى ؟!
إننا في الحزب الوطني العراقي نتوجه إلى كل الأطراف لأخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار والجدية واتخاذ الخطوات العملية والسريعة لمعالجة هذا الموضوع والذي بتحقيقه نكون قد قطعنا الخطوة المهمة في تحقيق الهدف الكبير وهو الخلاص من الدكتاتورية وقيام نظام ديمقراطي تعددي يعطي للجميع حقوقهم ويخلص بلدنا وشعبنا من المحنة التي يعيشها .