حسين حسن التلسيني
الحوار المتمدن-العدد: 2446 - 2008 / 10 / 26 - 00:43
المحور:
الادب والفن
سجل في أول سطر من ذاك الدفتـرْ
انَّ حرفكَ للناس غَدَا زيتـاً وزعتـــرْ
ولهُ دوماً تـتـعـطـرُ صهوة هذا المنبـرْ
برياض الشمس المليئةِ بالمسك والعنبـرْ
*****
سجل بحنين السـنابل دوماً لصولات المنجلْ
سجل بســـــــــيوف تحيــا
كلما عن أغمـادهـا تـنـسَـلْ
سجل إنَّ رأسكَ محبـرة لاتجفُّ، ولاتـقـهـَرْ
فيهـا أقلام الهوى تخضَـرْ
ولها تـنـتـمي ، ولها تسـهـرْ
سجل أسـفي كلما تبدع أكثــرْ
يُصبحُ جوعكَ أكبــرْ
*****
سجل يارفيــق نســور الكوثـــرْ
إنكَ مثل صدور الغابات التي
ظلتْ تلقي للبشـــرْ
شـتى أنـــــواع الثـمـرْ
ظلتْ تهدي للعرسـان أكاليـلاً، وسكرْ
ولجمع الفرسان رماحاً لاتـتـكسَّـرْ
حتى أصبحتْ أقماراً، وشموسـاً
فاقتْ حُسْنَ الشمس مع القمرْ
لكنَّ الدهـر رماهــا
بيـن مخالبِ بستانيٍّ ، وحشيٍّ أبترْ
*****
سجل إنَّ حرفكَ في الأرض سما، وأزهـرْ
وغدا لقلوب الجماهيـرنايــاً،ومزْهـرْ(*)
حين لمْ يتوقفْ إيقاعُ خافـقـهِ الأحمرْ
حين لمْ يلبسْ عار ثوب الحضيض المُقفرْ
بين ظلام سجونٍ يمتصُّ الأرواح ليسكرْ
*****
سجل توَّجَ هامة حرفكَ البيـدرْ
حيـن لمْ يهربْ خلف أسـوار المهجـرْ
حين قاسمَ أمَّ الخيـر رغيف الخبز الأسمرْ
وغدا لجراحاتها بلسماً يبصقُ في وجهِ الخنجرْ
ولقامتها ذهبـاً،وثيـابـاً،وإكليلاًأخضـرْ
حين لمْ يجعلْ من شـرايـيـنـهِ قنـواتٍ
أو من خافـقـهِ مصباً لسموم القيصـرْ
(*) ألمزهر: آلة العُود 0
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟