مقارنة بين الفكر الأيديولوجي و الفكر العقلاني- الجزء الأول :- الفكر الأيديولوجي

يوسف نبيل مفيد

الحوار المتمدن-العدد: 2444 - 2008 / 10 / 24 - 02:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

عندما يكون هناك شئ ولدت عليه فأنك تكون مرتبط به أرتباط خوف – خوف من أن يكون موجود و بالتالي فأنت معرض لعواقب أنكارك لهذا الوجود- و قد تكون مرتبط به عاطفيا نتيجة ما تسمعه عنه من قصص يدللون لك بها علي حبه و أهتمامه بك و يحثونك علي التمسك بهذا الحب حتي لو لم تلتمسه – و قد بكون أرتباطك به نتيجة أيمانك بوجوده و يقال أن هذا الأيمان يتشكل نتيجة التربية و لهذا يركز دائما أصحاب الأيديولوجيات علي أهمية التربية و ليس الأقناع الفكري ثم يجاهرون بأن أفكارهم لا تتعارض مع العلم هذا ان لم تكن مصدرا للعلم ذاته- و ان وجد الخلاف فأنهم عادة يبطلون العلم بدعوي ان العلم نسبي و خالي من الثوابت أو يقومون بتأويله و تعديله ليتوافق مع العلم في مظهره الخارجي فقط دون جوهره- في الفكر الأيديولوجي المبني علي نظريات لم يتم أثباتها بل ربما أثبت تطبيقها فشلا علي مر العصور – يغذي رجال الفكر افكارهم و يمدونها بالحياة لكي تستمربعدة طرق كالأتي:- 1-قد يربطونه بقوة أعلي لا يمكن رؤيتها او الأستدلال عليها و لا يمكن ألتماس أثرها ان لم نؤمن بها أولا و أحيانا نكون مطالبين بالأيمان بقدرتها بل و بفاعلية هذه القدرة في حياتنا كشرط أساسي بدونه لا يمكن أن نسمو بمشاعرنا أو تنفتح بصيرتنا و نري مأثر هذه القوة في أعمالنا و أفكارنا و بالمجمل في حياتنا 2- أو قد يربطون بالمستقبل السعيد بشكل مطلق و يدللون بكافة الطرق من تأويل ونثر وشحن للعواطف و أستدراج للدموع علي هذه الأطروحة و أصحاب الفكر الأيديولوجي لهم باع طويل لدرجة الأحتراف في اللعب علي العواطف سواء بقصد أو بدون قصد و يزاد علي ذلك أستخدام العنف و الأرهاب في حالة أستمرار رفض الشخص لمبادئهم و هذا الأسلوب المادي يستخدمه عادة أصحاب الأيديولوجيات السياسية _ في الفكر الأيديولوجي قيمة الفرد تتحدد بما قدره له الفكر من قيمة و أي زيادة أو أنقاص من القيمة الأيديولوجية هو أنحراف أو غرور أو عدم ألتزام _ بل أن الطموح و التخطيط و مراعاة المصلحة الشخصية و ضرورات للنجاح و أكتمال الشخصية و تأمين البقاء يتم تقنينها أو أستبعادها و نسبتها الي قلة الأيمان أو تعطي بعد مرضي كأن توصف بأنها قلق نفسي اذا كان تحقيقها يتطلب أمكانيات أكبر من التي تتيحها الأيديولوجية _ يصنف الفكر الأيديولوجي الأخر وفق مدي درجة خطورة هذا الأخر علي الفكر ذاته فينظر له بتسامح أو بعدائية حسب التصنيف الأيديولوجي و ليس حسب أمكانيات الأخر و مؤهلاته و أبداعاته _ وأخيرا نري أن الفكر الأيديولوجي من خلال ركائزه السابقة يرسم خطا فكريا يحدد للشخص أهتماماته الفكرية و الثقافية حتي النهاية فهل هذا يتوافق مع التنشئة الصحيحة _سأترك لكم الأجابة علي هذا السؤال بعد قرائتكم للجزء الثاني :- الفكر العقلاني

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل