لماذا ياوزارة النفط هذه الخيانة؟ الإتفاقية مع شركة شل ..تفقرنا وتفقر الإقتصاد العراقي..

الإتحاد العام للمجالس والنقابات العمالية في العراق

الحوار المتمدن-العدد: 2436 - 2008 / 10 / 16 - 08:17
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

إن دعوة شركة وزارة النفط لشركة شل ومقاسمتها ثروة البلاد الغازية هي خيانة للعراقيين, كما أن ما يروج له البعض في دهاليز وزارة النفط من إستحالة إدارة وتطوير صناعة الغاز دون شراكة كاملة!!! مع الشركات العالمية الكبرى هي اكذوبة لتمرير تلك الخيانة.
ويكفي أن نعود إلى أعوام السبعينيات لنجد أن تطوير وإدارة صناعة الغاز متيسرة للعراقيين دون مشاركة شركات النهب الدولية, فلقد مدت أنابيب المرحلة الأولى لإستثمار الغاز المصاحب وتم توزيع الغاز المعالج إلى شركات المشاريع الكبرى- الأسمدة، والورق، والبتروكيمياويات، والحديد والصلب ،و محطات الكهرباء في البصرة والناصرية-( التي تعمل حتى يومنا هذا), والتي نفذت بواسطة شركة المشاريع النفطية العراقية عام 1979 ، غير أن رعونة النظام المقبور وحروبة أعاقت هذا التطور, فقد أعدت آنذاك الخطة لبناء محطات حقلية لمعاملة الغاز المصاحب ومجمعات فصل وتصنيع الغاز في البصرة فقط بطاقة 4.4 مليون طن سنوياً، إضافة إلى مد أنابيب نقل الغاز الجاف من جنوب العراق إلى شماله ولعدد كبير من المؤسسات الصناعية ومحطات الكهرباء, كل ذلك بكلفة 2 مليار دولار فقط, وكان العراق يستعد لتصدير الغاز المسال أسوة بالبلدان الأخرى,كل ذلك بخبرات وجهود عراقية وبعقود شراء فقط دون عقود مشاركة. فهل يعجز العراق بالصورة هذه عن إدارة صناعة غازه إلا بمشاركة كاملة مع الشركات الدولية الكبرى, أم أن الوزارة عاجزة عن قيادة لب الإقتصاد العراقي؟
أن ما يدعونه كذب محض وتخريب متعمد لبنية الإقتصاد العراقي الريعي في الأساس. إن الإتفاقية هذه إفقار متعمد للعراقيين ومع سبق التخطيط والإصرار, كما أنه يظهر عجز الحكومة على إدارة البلد.
إن مجرد دخول شركة شل الإحتكارية كشريك في عملية إدارة وتصنيع الغاز, سيضاعف من أثمان إنتاج الغاز, ومنه ستجد مصانعنا نفسها عاجزة عن الإستمرار ومسايرة أسعار السوق, كالأسمدة والبتروكيمياويات والحديد والصلب والألمنيوم .. ألخ, خصوصاً وأن الدول المجاورة لديها مصانع مماثلة لمصانعنا وهي تحصل على الغاز المدعوم من الدولة بأسعار رمزية, الأمر الذي يجعل منتجاتها رخيصة الثمن ولا يمكن منافستها. كذلك ستجد محطات إنتاج الطاقة الكهربائية نفسها مضطرة إلى رفع أثمان الوحدات الكهربائية وإلقاء تبعاتها على كاهل المواطن, وهكذا ستتصاعد دورة الغلاء والفقر التي سيتحمل وزرها العامل وذو الدخل المحدود.
كذلك سيؤدي رفع أسعار الغاز واثمان الوحدات الكهربائية إلى إفشال خطط تطوير الفرص الإستثمارية الصناعية في العراق بأجمعه, بسبب فقدان السوق العراقية لقوة هذين المحركين الأساسيين, والذي سيعود بالنتيجة إلى رفع أعداد جيش البطالة وإنتاج الفقر من جديد وتصاعد وتائر الغلاء.
علماً أن ماتم الإتفاق عليه سيعطي لشركة شل الحق الحصري لإستثمار صناعة الغاز العراقي لمدة 30 عاماً , ويمنع استثمار أياً كان في هذا المجال حتى الشركات النفطية العراقية. فإلى أي مدى سيتخلف الإقتصاد العراقي , وإلى أي مدى سترتفع وتائر الفقر والبطالة يا ترى؟
لسنا بحاجة إلى شركاء يا وزارة النفط أم أنكم لا تريدون أن تسمعوا أصوات الآخرين من أبناء هذا الشعب المظلوم . أنظروا إلى جيراننا وأشهدوا تطورهم في المجال النفطي دون شركاء وناهبين , فلماذا نحن نلجأ إلى هذه الحلول . من ياترى قدم دراسته بجدوى المشاركة الدولية فيما نحن نعلم أن خبراء النفط في العالم أجمع يحذرونا من عواقب هذه الإتفاقيات؟ لدينا الخبرة وألأموال وبإمكاننا شراء التكنولوجيا الضرورية، كونوا منصفين ياوزارة النفط!!!!
لتسقط إتفاقية الشراكة الخيانية مع شركة شل... ليسقط المتآمرين على ثروة بلدنا ولقمة أطفالنا...
لنقف معاً ضد مؤامرات إفقار أبناء شعبنا .. لنقف معاً ضد البطالة التي ستهدد الملايين .. لنقف معاً من أجل مصالح الطبقة العاملة التي تهدرها الإتفاقيات المجحفة والخيانية.
عاشت وحدة الطبقة العاملة العراقية..

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات