الفتاوى

فتح كساب

الحوار المتمدن-العدد: 2433 - 2008 / 10 / 13 - 09:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

المشايخ وميكي ماوس

وأخيراً نهض طائر الفينيق من رماده ليقضي على كل أعداءه ويعيد الكرامة إلى أمة فقدتها منذ غابر الأزمان !!!!!
نعم, لقد انبرى من يُسمون أنفسهم (بالعلماء) ليردوا الضيم عن المظلومين ويعيدوا للأمة كرامتها المفقودة . لقد نطق (عبدالله الجبرين و محمد منجد) ووضعا النقاط على الحروف وأزالا الغمة عن صدر الأمة العربية والإسلامية.
خرج (العلماء!) عن الصمت المريب الذي تحصنوا به طويلا ليس لرد المظالم أو الخروج على الحاكم الذي استباح الأعراض وسرق الأموال وكمم الأفواه , بل نطقوا بكفرهم الصريح لمساندة الحاكم الذي ملأ عمائمهم بالمال المنهوب من قوت الفقراء فصدقت عليهم مقولة القائل : صمت دهرا ونطق كفراً .
الفتوى الأولى كانت تحريم مشاهدة الرسوم المتحركة التي تظهر فيها الفئران وعلى رأسها ميكي ماوس وتوم وجيري الملحدان لأنهما (من جنود الشيطان!!) ومن ألد أعداء الإسلام . بربكم أي معاقين ومعقَّدين وانتهازيين نصّبنا على أنفسنا ؟ كيف نُفسر لأطفالنا مَنْعَنا لهم عن الضحك لأن معاقاً عقلياً ومُستحاثَّة من عصور ما قبل الحياة قرر في لحظة من الجهل المُطبِق أن يكمم أفواههم ويَكبِت براءتهم؟
أما الثانية فكانت المطالبة بجلد الصحفيين بحجة تطاولهم على (علماء الفيزياء النووية الوهابية) . هل طالَبَ أحد هؤلاء الفئران الملتحية بمحاكمة أو جلد الفاسدين من السياسيين(أوُلي الأمر!!) ؟ أبداً, لم يطالبوا بذلك لأنه يعني منع أُعطياتهم التي تأتيهم ممن نصبوهم أوصياء على عقول وأقلام الناس.
عبد الله الجبرين صاحب فتوى الجلد هو نفسه الذي كفَّر حزب الله وحرَّم حتى الدعاء له في حربه ضد إسرائيل, لا لذنب اقترفه الحزب سوى السعي لإعادة الكرامة والحرية لشعب عربي ذاق العبودية والإهانة على يدِ من يحكمونه أكثر مما ذاقه على يد أمريكا وإسرائيل .
إلى متى ستظل أدمغتنا وأجسادنا وضحكات أطفالنا رهائن مستباحة لتلك الكائنات الملتحية المتحجرة التي تُطلق على نفسها اسم علماء؟ هل سنتخلص يوماً من صورة المفتي الراقص أمام السلطان وكيس الدراهم الساقط عليه من يد ولي الأمر مكافأة له على(حَميَّتهِ لدين الله!)؟
لا أدري ماذا أقول ولكني أختم بقول يتداوله أهل الشام (إللي استحوا ماتوا).

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل